وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2

اذهب الى الأسفل

هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2 Empty هواتف الجنان لابن أبي الدنيا2

مُساهمة من طرف خالد براهمه الجمعة أكتوبر 29, 2010 5:41 am

هذا من البدء إلى البقاء »
(1/69)
67 - حدثني إسماعيل بن إبراهيم ، حدثني صالح المري ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ،« أنه كان خلف المقام جالسا فسمع داعيا ، دعا بأربع كلمات فعجب منهن وحفظهن قال :فالتفت فلم أر أحدا وهو يقول : اللهم فرغني لما خلقتني له ولا تشغلني بما تكفلت ليبه ولا تحرمني وأنا أسألك ولا تعذبني وأنا أستغفرك »
(1/70)
68 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ، حدثنا بشر بن مبشر العتكي ، عن حماد بن سلمة ، عنثابت ، قال : « كنت عند سرادق (1) مصعب بن الزبير في موته لا تمر به الدوابفاستفتحت ( حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديدالعقاب ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير (2) ) فمر شيخ على بغلة (3) فقال : ياغافر الذنب اغفر لي ذنبي فلما قلت : ( وقابل التوب (4) ) قال : قل : يا قابل التوباقبل توبتي فلما قلت ( شديد العقاب (5) ) قال : قل : يا شديد العقاب اعف عني فلماقلت : ( ذي الطول ) قال : قل : يا ذا الطول طل علي بخير قال : فنظرت يمينا وشمالافلم أر أحدا »
__________
(1) السرادق : كل ما أحاط بشيء من حائط أو مضرب أو خباء
(2) سورة : غافر آية رقم : 1
(3) البغلة : المتولدة من بين الحمار والفرس ، وهي عقيمة
(4) سورة : غافر آية رقم : 3
(5) سورة : البقرة آية رقم : 196
(1/71)
69 - حدثني أبو الخطاب زياد بن يحيى ، حدثني عبد الله بن بكر السهمي ، حدثني رجاءبن سفيان ، قال : « كان رجل على عهد عبد الملك بن مروان أخافه عبد الملك فجعل يسيحفي البلاد ولا يؤويه (1) أحد فبينا هو في سياحة إذا هو برجل في حفرة أو في واديصلي فلما رآه يطيل الصلاة استأنس به فجاء حتى قام خلفه فصلى ركعتين ثم قعد وصلىالآخر ثم أقبل عليه فقال : يا عبد الله من أنت أو ما أنت ؟ قال : أنا رجل من هؤلاءالناس وقد أخافني الخليفة وطردني فليس أحد يؤويني وأنا شيخ كما ترى قال : فأين أنتمن السبع ؟ قال : أي سبع رحمك الله ؟ قال : أن تقول : سبحان الواحد الأحد الذي ليسغيره إله سبحان الدائم الذي لا نفاد له سبحان القديم الذي لا بدء له سبحان اللهيحيي ويميت سبحان الله كل يوم هو في شأن سبحان الله خلق ما يرى وما لا يرى سبحانالذي علم كل شيء من غير تعليم ، اللهم إني أسألك بحق هذه الكلمات وحرمتهن أنتعطيني كذا وكذا قال : فأعادهن علي حتى حفظتهن قال : ففقد صاحبه مكانه وألقى الأمنفي قلبه فخرج وهو كذلك حتى وصل إلى عبد الملك فاستأذن عليه فأذن له فلما رآه قال :أو قد تعلمت علي السحر أيضا قال : لا والله يا أمير المؤمنين ما تعلمت عليك سحراولكنه كان من شأني كذا وكذا فأخبره بالذي كان منه فأجازه وكساه »
__________
(1) أوى وآوى : ضم وانضم ، وجمع ، حمى ، ورجع ، ورَدَّ ، ولجأ ، واعتصم ، ووَارَى، وأسكن ، ويستخدم كل من الفعلين لازما ومتعديا ويعطي كل منهما معنى الآخر
(1/72)
70 - حدثني بعض أصحابنا ، عن محمد بن مقاتل العباداني ، قال : قال هشيم « كنت يومافي منزلي فدخل علي رجل فقال : قل الحمد لله على كل نعمة وأستغفر الله من كل ذنبوأسأل الله من كل خير وأعوذ بالله من كل شر ، ثم خرج فطلب فلم يوجد فكنا نراهالخضر عليه السلام »
(1/73)
71 - حدثني هاشم بن القاسم ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثني أبو عمر الصنعاني ،حدثني الثقة ، أن عمر بن الخطاب كان جالسا في ظل الكعبة إذ سمع رجلا يدعو اللهخمسا أو سبعا « يا من لا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه المسائل وإلحاح الملحين أذقنيبرد عفوك وحلاوة رحمتك » فقال عمر لأصحابه : « قوموا لعلنا نرحم بدعائه » فكلمه عمروكلهم يرى أنه الخضر عليه السلام «
(1/74)
باب هواتف الجن
(1/75)
72 - حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، حدثنا موسى بن جعفر ، أخو إسماعيل بن جعفر ،عن عبد العزيز ، عن عبد الله بن أبي سلمة ، عن ربيعة بن عثمان بن ربيعة ، فيماأعلم قال : لما أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة فخرج هو وأبو بكر منالغار لم تدر قريش بمخرجه حتى سمعوا متكلما ينشد أبياتا وهو لا يرى فاجتمع الناسعلى صوته من أعلى مكة حتى جاء أسفلها يقول : جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقينقالا خيمتي أم معبد هما نزلا بالبر وارتحلا به فأفلح من أمسى رفيق محمد ليهن بنيكعب مكان فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
(1/76)
73 - حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي ، حدثني محمد بن زياد بن زبار الكلبي ،حدثني أبو مصبح الأسدي ، حدثني علي بن صالح ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي الجهم، عن حذيفة بن غانم العدوي ، قال : خرج حاطب بن أبي بلتعة من حائط (1) له يقال لهقران يريد النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالمسحاء التفت عليه عجاجتان ثمانجلتا عن حية لين الجوارن يعني الجلد فنزل ففحص له بسية (2) قوسه ثم واراه فلماكان الليل إذ هتف هاتف : يا أيها الراكب المزجي مطيته أربع عليك سلام الواحد الصمدواريت عمرا وقد ألقى كلاكله دون العشيرة كالضرغامة الأسد وأشجع خادر في الخيسمنزله وفي الحياء من العذراء في الخرد فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: « ذاك عمرو بن الحرماز وافد نصيبين لقيه محصن بن جوشن النصراني فقتله أما إني قدرأيتها يعني نصيبين فرفعها إلي جبريل عليه السلام فسألت الله عز وجل أن يعذب نهرهاويطيب ويكثر ثمرها »
__________
(1) الحائط : البستان أو الحديقة وحوله جدار
(2) سِيَةُ القَوْس : ما عُطِف وانحنى من طَرَفَيها
(1/77)
74 - حدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، حدثنا عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن أبيعيسى بن جبر ، عن أبيه ، عن جده ، قال : « سمعت قريش صائحا يصيح على أبي قبيس :فإن يسلم السعدان يصبح محمد بمكة لا يخشى خلاف مخالف فقال أبو سفيان وأشراف قريش :من السعود ؟ سعد بن بكر ، وسعد بن زيد مناة ، وسعد بن قضاعة فلما كان الليلةالثانية سمعوا صوته على أبي قبيس : أيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا ويا سعد سعدالخزرجين الغطارف أجيبا إلى داعي الهدى وتمنيا على الله في الفردوس منية عارف فإنثواب الله للطالب الهدى جنان من الفردوس ذات رفارف قال : فقالوا : هذا سعد بنعبادة وسعد بن معاذ »
(1/78)
75 - وحدثني العباس بن هشام ، حدثني هشام بن محمد ، عن عبد المجيد بن أبي عبس ،قال : سمع بالمدينة ، في بعض الليل هاتف يقول : خير كهلين في بني الخزرج الغـ ـربشير وسعد بن عباده المجيبان إذا دعا أحمد الخيـ ـر فنالتهما هناك السعاده ثم عاشامهذبين جميعا ثم لقاهما المليك الشهاده
(1/79)
76 - حدثنا حاتم بن الليث الجوهري ، حدثني سليمان بن عبد العزيز الزهري ، حدثنيأبي عبد العزيز بن عمران ، عن عمه محمد بن عبد العزيز ، عن أبيه ، عن عمر بن عبدالرحمن بن عوف ، عن عبد الرحمن بن عوف قال : لما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلمهتف الجن على أبي قبيس وعلى الجبل الذي بالحجون الذي بأصله المقبرة وكانت تئد فيهقريش بناتها ، فقال الذي عليه : فأقسم لا أنثى من الناس أنجبت ولا ولدت أنثى منالناس واحده كما ولدت زهرية ذات مفخر مجنبة لؤم القبائل ماجده فقد ولدت خير القبائلأحمدا فأكرم بمولود وأكرم بوالده وقال الذي على أبي قبيس : يا ساكني البطحاء لاتغلطوا وميزوا الأمر بعقل مضي إن بني زهرة من سركم في غابر الدهر وعند البدي واحدةمنكم فهاتوا لنا فيمن مضى في الناس أو من بقي واحدة من غيركم مثلها جنينها مثلالنبي التقي
(1/80)
77 - حدثنا محمد بن صدران الأزدي ، حدثنا نوح بن قيس ، حدثنا قيس ، حدثنا نعمان بنسهل الحراني ، قال : « بعث عمر بن الخطاب رجلا إلى البادية فرأى ظبية (1) مصرورة(2) فطاردها حتى أخذها فإذا رجل من الجن يقول : يا صاحب الكنانة المكسوره خل سبيلالظبية المصروره فإنها لصبية مضروره غاب أبوهم غيبة مذكوره في كورة لا بوركت منكوره »
__________
(1) الظبية : الغزالة
(2) مصرورة : مجموعة منقبضة أطرافها وأصل الصر الجمع والشد
(1/81)
78 - وحدثني العباس بن هشام ، حدثني هشام بن محمد ، عن أيوب بن خوط ، عن حميد بنهلال ، أو غيره قال : « كنا نتحدث أن الظباء ماشية الجن فأقبل غلام ومعه قوس ونبلفاستتر بأرطاة وبين يديه قطيع من الظباء وهو يريد أن يرمي بعضه فهتف هاتف لا يرى :إن غلاما ثقف اليدين يسعى بكبد أو بلهذمين متخذ الأرطاة جنتين ليقتل التيس معالعنزين فلما سمعت الظباء ذلك تفرقت »
(1/82)
79 - حدثني العباس بن هشام ، حدثني هشام بن محمد ، حدثني ابن مسعر بن كدام ، عنأبيه ، قال : « » قتل رجل من بني عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر مع علي بن أبىطالب يوم صفين فسمعوا نائحة وهي تقول : ألا فاسألوا العمرين عن صاحب الجمل فتى غيرمسهام ولا خائف نكل يكر الركاب في المكاره كلها ويعلم أن الأمر منقطع الأمل
(1/83)
80 - حدثني محمد بن عباد بن موسى ، حدثنا عمي خليفة بن موسى ، حدثنا محمد بن ثابتالبناني ، عن أبيه ، قال : قالت عائشة : « إذا سركم أن يحسن المجلس فأكثروا ذكرعمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم قالت : والله إنا لوقوف بالمحصب إذ أقبل راكب حتىإذا كان قدر ما يسمع صوته قال : أبعد قتيل بالمدينة أشرقت له الأرض واهتز العضاةبأسوق جزى الله خيرا من إمام وباركت يد الله في ذاك الأديم (1) الممزق قضيت أموراثم غادرت بعدها بوائج في أكمامها لم تفتق وكنت نشرت العدل بالبر والتقى وحكم صليبالدين غير مزوق فمن يسع أو يركب جناحي نعامة ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق أمين النبيحبه وصفيه (2) كساه المليك جبة (3) لم تمزق من الدين والإسلام والعدل والتقى وبابكعن كل الفواحش (4) مغلق ترى الفقراء حوله في مفازة شباعا رواء ليلهم لم يؤرق قالتثم انصرف فلم نر شيئا فقال الناس : هذا مزرد ثم أقبلنا حتى انتهينا إلى المدينةفوثب إليه أبو لؤلؤة الخبيث فقتله فوالله إنه لمسجى بيننا إذ سمعنا صوتا من جانبالبيت لا ندري من أين يجيء : ليبك على الإسلام من كان باكيا فقد أوشكوا هلكى وماقدم العهد وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها وقد ملها من كان يوقن بالوعد فلما ولي عثمانلقي مزردا فقال : أنت صاحب الأبيات ؟ قال : لا والله يا أمير المؤمنين ، ما قلتهنقال : فيرون أن بعض الجن رثاه »
__________
(1) الأديم : الجلد المدبوغ
(2) صفيه : الذي يُصَافِيه الودَّ ويُخْلصُه له
(3) الجبة : ثوب سابغ واسع الكمين مشقوق المقدم يلبس فوق الثياب
(4) الفواحش : جمع فاحشة ، وهي القبيح الشنيع من الأقوال والأفعال
(1/84)
81 - حدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، أخبرني معروف بن خربوذ المكي ، عن أبي الطفيلعامر بن واثلة الكناني ، قال : أخبرني شيخ من أهل مكة ، عن الأعشى بن النباش بنزرارة التميمي ، حليف بني عبد الدار قال : « خرجت في نفر من قريش نريد الشامفنزلنا بواد يقال له وادي غول فعرسنا (1) به فاستيقظت في بعض الليل فإذا بقائليقول : ألا هلك النساك غيث بني فهر وذو الباع والمجد التليد وذو الفخر فقلت فينفسي : والله لأجيبنه فقلت : ألا أيها الناعي أخا الجود والفخر من المرء تنعاه لنامن بني فهر فقال : نعيت ابن جدعان بن عمرو أخا الندى وذا الحسب القدموس والمنصبالقهر فقلت : لعمري لقد نوهت بالسيد الذي له الفضل معروفا على ولد النضر فقال :مررت بنسوان يخمشن (2) أوجها صياحا عليه بين زمزم والحجر فقلت : متى إنما عهدي بهمذ عروبة وتسعة أيام لغرة ذا الشهر فقال : ثوى منذ أيام ثلاث كوامل مع الليل أو فيالليل أو وضح الفجر فاستيقظت الرفقة فقالوا : من تخاطب ؟ فقلت : هذا هاتف ينعي ابنجدعان فقالوا : والله لو بقي أحد بشرف أو عز أو كثرة مال لبقي عبد الله بن جدعانفقال ذلك الهاتف : أرى الأيام لا تبقي عزيزا لعزته ولا تبقي ذليلا قال : فقلت :ولا تبقي من الثقلين (3) شغرا ولا تبقي الحزون ولا السهولا قال : فنظرنا في تلكالليلة فرجعنا إلى مكة فوجدناه مات كما قال لنا »
__________
(1) التعريس : نزول المسافر آخر الليل من أجل النوم والاستراحة
(2) خمش : خدش
(3) الثقلان : الإنس والجن
(1/85)
82 - حدثنا أبو زيد النميري ، حدثني أبو غسان محمد بن يحيى الكناني ، حدثني بعض آلالزبير قال : لما قتل أهل الحرة هتف هاتف بمكة على أبي قبيس مساء تلك الليلة وابنالزبير جالس في الحجر يسمع ذلك : قتل الخيار بنو الخيا ر ذوو المهابة والسماحالصائمون القائمو ن القانتون أولو الصلاح المهتدون المتقو ن السابقون إلى الفلاحماذا بواقم والبقيـ ـع من الجحاجحة الصباح وبقاع يثرب ويحهـ ـن من النوائح والصياحفقال ابن الزبير ، لأصحابه : « يا هؤلاء قد قتل أصحابكم فإنا لله وإنا إليه راجعون»
(1/86)
83 - حدثني يعقوب بن عبيد ، قال : مر رجل على باب دار خرب فنظر فإذا فيه لن يرحلالميت عن دار يحل بها حتى يرحل عنها صاحب الدار قال : فهتف به هاتف : الموت كأسوكل الناس شاربه شربا حثيثا (1) له ورد وإصدار لا تركنن إلى الدنيا وزينتها كليزول فإن الموت مقدار
__________
(1) حثيثا : سريعا مُلِحًّا
(1/87)
84 - وحدثني 20157 يعقوب بن عبيد ، قال : مر رجل على باب قصر خرب عاد فنظر فإذاعليه مكتوب أتى الدهر منا على مطعم . . . . . . وكنا من الدهر في موعد فأجلى (1)لنا الدهر عما زعم وإذا هاتف يقول : يشيب الصغير ويفني الكبير ويبلي الشباب ويفنيالهرم (2) فيوم رجاء ويوم بلاء ويوم يسار ويوم عدم
__________
(1) الإجلاء : الإخراج والمفارقة والنفي والطرد والاستبعاد
(2) الهَرِم : الذي بلغ أقصى الكِبَر
(1/88)
85 - حدثني العباس بن هشام بن محمد عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت أشياخ النخع ،يذكرون قالوا : لما أصيب النخع بالقادسية سمعوا نواح الجن في واد من أودية اليمنوهم يقولون : ألا فاسلمي يا عكرم ابنة خالد وما خير زاد بالقليل المصرد فحيتك عنيالشمس عند طلوعها وحياك عني كل ركب مفرد وحيتك عني عصبة نخعية حسان الوجوه آمنوابمحمد أقاموا لكسرى يضربون جنوده بكل رقيق الشفرتين (1) مهند إذا ثوب الداعيأقاموا بكلكل من الموت مغبر القساطل أسود قال : فجاءهم ما أصاب النخع يوم القادسيةمن القتل
__________
(1) الشفرة : السكين العريضة
(1/89)
86 - وحدثني العباس بن هشام ، حدثني هشام بن محمد عن أبيه ، عن محمد بن سعيد بنراشد ، مولى النخع ، عن رجل من أهل الطائف قال : لما أبطأ على عمر بن الخطاب خبرأبي عبيد بن مسعود وأصحابه وكانوا بقس الناطف اشتد همه وجعل يسأل عن خبرهم فقدمالمدينة رجل من أهل الطائف فحدث في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوابواد من أودية الطائف يقال له سهر سمار فسمعوا نائحة يحسبون أنها بالقرب منهموسمعوا نساء ينحن ويقلن : مت على الخيرات ميتة جلد وإذا ما صبرت يوم اللقاء قدسالله معركا شهدوه والملاء الأبرار خير ملاء معركا فيه ظلت الجن تبكي مبسماتالأبكار بيض الملاء كم كريم مجدل غادروه مؤمن القلب مستجاب الدعاء يقطع الليل لاينام صلاة وجؤارا يمده ببكاء ثم يقلن : يا أبا عبيداه يا سليطاه ، قال الطائفي :فجعلنا نتبع الصوت ونسمع الأبيات وما يقلن بعدها ونحن منه في البعد على حال واحدةفقدم الطائفي على عمر فأخبره فكتب عمر اليوم الذي سمع فيه فوجدوا أبا عبيد وأصحابهقتلوا في ذلك اليوم سليط بن قيس الأنصاري كان على الناس هو وأبو عبيد
(1/90)
87 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن ، حدثنا محمد بن أنس الأسدي ، قال : مر قوم بأبرقالعزاف فسمعوا هاتفا يقول : وإن امرأ دنياه أكبر همه لمستمسك منها بحبل غرور
(1/91)
88 - حدثني 14350 محمد بن الحسين ، قال : بلغني أن سفيان الثوري كان نائما فهتف بههاتف : أخبر الناس : إن النفوس رهائن بكسوبها فاعمل فإن فكاكهن الدأب
(1/92)
89 - حدثني العباس بن هاشم ، حدثني هشام بن محمد ، عن جبلة بن مالك الغساني ،حدثني رجل من الحي قال : سمع رجل في الحي قائلا يقول على سور دمشق : ألا يالقوميللسفاهة والوهن وللعاجز الموهون والرأي ذي الأفن ولابن سعيد بينما هو قائم علىقدميه خر للوجه والبطن رأى الحصن منجاة من الموت فالتجا إليه فزارته المنية فيالحصن فأتى عبد الملك فأخبره فقال له : ويحك سمعها منك أحد ؟ قال : لا ، قال :ضعها تحت قدميك ثم طلب عمرو بن سعيد بعد ذلك فقتله عبد الملك
(1/93)
90 - حدثني عبد العزيز بن معاوية القرشي ، حدثنا أبو عمر الضرير ، حدثنا حماد بنسلمة ، عن داود بن أبي هند ، عن سماك بن حرب ، عن جرير بن عبد الله ، قال : « إنيلأسير بتستر في طريق من طرقها زمن فتحت إذ قلت : لا حول ولا قوة إلا بالله قال :فسمعني هربذ من أولئك الهرابذة فقال : ما سمعت هذا الكلام من أحد منذ سمعته منالسماء قال : قلت : وكيف ذلك ؟ قال : إني كنت رجلا أفد على الملوك أفد على كسرىوقيصر فوفدت عاما كسرى فخلفني في أهلي شيطان تصور على صورتي فلما قدمت لم يهش إليأهلي كما يهش أهل الغائب على غائبهم فقلت لهم : ما شأنكم ؟ فقالوا : إنك لم تغبقال : قلت : وكيف ذلك ؟ قال : فظهر لي فقال : اختر أن يكون لك منها يوم ولي يوموإلا أهلكتك فاخترت أن يكون له يوم ولي يوم قال فأتاني يوما فقال : إنه ممن يسترق(1) السمع وإن استراق السمع بيننا نوب وإن نوبتي الليلة فهل لك أن تجيء معنا قلت :نعم فلما أمسى أتاني فحملني على ظهره فإذا له معرفة كمعرفة الخنزير فقال لي :استمسك فإنك ترى أمورا وأهوالا فلا تفارقني فتهلك قال : ثم عرجوا (2) حتى لصقوابالسماء قال : فسمعت قائلا يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله كان ومالم يشأ لا يكون ، قال : فلبج بهم فوقعوا من وراء الغمرات في غياض وشجر قال : وحفظتالكلمات فلما أن أصبحت أتيت أهلي فكان إذا جاء قلتهن فيضطرب حتى يخرج من كوة (3)البيت فلم أزل أقولهن حتى انقطع »
__________
(1) يسترق السمع : يسمع خفية
(2) عرج : صعد
(3) الكوة : الخرق في الحائط والثقب في البيت ونحوه
(1/94)
91 - حدثني عبيد الله بن جرير العتكي ، حدثنا الوليد بن هشام القحذمي ، قال : «كان عبيد بن الأبرص وأصحاب له في سفر فمروا بحية وهي تتقلب في الرمضاء (1) فهمبعضهم بقتلها فقال عبيد : هي إلى من يصب عليها نقطة من الماء أحوج قال : فنزل فصبعليها الماء قال : ثم إنهم مضوا فأصابهم ضلال شديد حتى ذهب عنهم الطريق قال :فبينا هم كذلك إذا هاتف يهتف بهم يقول : يا أيها الركب المضل مذهبه دونك هذا البكرمنا فاركبه حتى إذا الليل تولى مغربه وسطع الفجر ولاح كوكبه فخل عنه رحله وسيبهقال : فسار به الليل حتى طلع الفجر مسيرة عشرة أيام بلياليهن فقال عبيد : يا أيهاالمرء قد أنجيت من غمر ومن فياف تضل الراكب الهادي هلا تخبرنا بالحق نعرفه من الذيجاد بالنعماء في الوادي ؟ فقال : أنا الشجاع الذي أبصرته رمضا في صحصح نازح يسريبه صادي فجدت بالماء لما ضن (2) شاربه رويت منه ولم تبخل بإنجاد الخير يبقى وإنطال الزمان به والشر أخبث ما أوعيت من زاد »
__________
(1) الرمضاء : الرمل الذي اشتدت حرارته في الظهيرة
(2) الضن : البخل
(1/95)
92 - حدثني المغيرة بن محمد ، حدثني هارون بن موسى ، حدثني عبد الملك بن عبدالعزيز ، وغيره ، قالوا : أخر الوليد بن عبد الملك صلاة العصر بمنى حتى صارت الشمسعلى رءوس الجبال كالغمام فسمع صائحا من الجبال صل لا صلى الله عليك صل لا صلى اللهعليك
(1/96)
93 - حدثني الحسن بن علي ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن زبريق ، حدثني ابن الحارث ،حدثني عبد الله بن سالم ، عن الزبيدي ، أخبرني محمد بن مسلم « أن عمر بن الخطابقال يوما لمن حضر من جلسائه : اذكروا شيئا من حديث الجن فقال رجل : يا أميرالمؤمنين ، خرجت وصاحبان لي نريد الشام فأصبنا ظبية (1) عضباء فأدركنا راكب منخلفنا وكنا أربعة فقال : خل سبيلها فقلت : لا لعمرك لا أخلي سبيلها قال : فواللهلربما رأيتنا في هذه الطريق ونحن أكثر من عشرة فيخطف بعضنا بعضا فأذهلني ما كان ياأمير المؤمنين حتى نزلنا ديرا يقال له دير العنين فارتحلنا وهي معنا فإذا هاتفيهتف يقول : يا أيها الركب السراع الأربعه خلوا سبيل النافر المروعه مهلا عنالعضبا ففي الأرض سعه ولا أقول قول كذوب إمعه . قال : فخلينا سبيلها يا أمير المؤمنينفعرض لأزمة ركابنا فأميل بنا إلى حي عظيم فأميل علينا طعام وشراب ثم مضينا حتىأتينا الشام وقضينا حوائجنا ثم رجعنا حتى إذا كنا بالمكان الذي ميل بنا إليه إذاأرض قفر (2) ليس بها سفر فأيقنت يا أمير المؤمنين أنهم حي من الجن فأقبلت سائراإلى الدير فإذا هاتف يهتف : إياك لا تعجل وخذها عن ثقه أسير سير الجد يوم الحقحقهقد لاح نجم واستوى بمشرقه ذو ذنب كالشعلة المحرقه يخرج من ظلماء عسر موبقه إنيامرؤ أنباؤه مصدقه فأقبلت يا أمير المؤمنين فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد ظهرودعا إلى الإسلام فأسلمت ، قال رجل : وأنا يا أمير المؤمنين خرجت أنا وصاحب لينريد حاجة لنا فإذا شخص راكب حتى إذا كان منا عن مزجر الكلب هتف بأعلى صوته : ياأحمد يا أحمد الله أعلى وأمجد محمد أتانا بملة توحد يدعو الملا لخير ثم إليه فاعمدفراعنا ذلك فأجابه صوت عن يساره : أنجز ما وعد من شق القمر الله أكبر النبي قد ظهر. فأقبلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد ظهر ودعا إلى الإسلام فأسلمت فقال عمر: أنا كنت عند ذبح لهم إذ هتف هاتف من جوفه يالذريح يالذريح صائح يصيح بأمر فليحورشد نجيح يقول : لا إله إلا الله فأقبلت فإذا النبي صلى الله عليه وسلم حين ظهر ودعاإلى الإسلام فأسلمت ، وقال خريم بن فاتك : وأنا أضللت إبلا لي فخرجت في طلبهن حتىكنت بأبرق العزاف فأنخت راحلتي ثم عقلتها ثم أنشأت أقول : أعوذ بسيد هذا الواديأعوذ بعظيم هذا الوادي ثم وضعت رأسي على جملي فإذا هاتف من الليل يهتف ويقول : ألافعذ بالله ذي الجلال ثم اقرأ آيات من الأنفال ووحد الله ولا تبال ما هول الجن منالأهوال فانتبهت فزعا فقلت : يا أيها الهاتف ما تقول أرشد عندك أم تضليل فأجابني :هذا رسول الله ذو الخيرات بيثرب يدعو إلى النجاة ويزع الناس عن الهنات يأمر بالصوموبالصلاة فوقع قوله في قلبي فقمت إلى جملي فحللت عقاله ثم استويت عليه وقلت :فأرشدني رشدا هديتا لا جعت ما عشت ولا عريتا بين لي الرشد الذي أوتيتا فأجابني :صاحبك الله وسلم نفسكا وعظم الأجر وأد رحلكا آمن به أفلح ربي كعبكا وابذل له حتىالممات نصركا قال : فقلت : من أنت ؟ قال : أنا مالك بن مالك سيد أهل نجد أتيتالنبي صلى الله عليه وسلم فآمنت به وأسلمت على يديه وأرسلني إلى جن نجد أدعوهم إلىعبادة الله عز وجل وطاعته فالحق بهم يا خريم وآمن به فأما إبلك فقد كفيتها حتىتأتيك في أهلك قال : فانطلقت حتى أتيت المدينة وجئت يوم الجمعة فوافيت النبي صلىالله عليه وسلم وهو يخطب على المنبر فقلت : أنيخ بباب المسجد فإذا صلى دخلتفأخبرته الخبر فلما أنخت راحلتي (3) إذا أبو ذر قد خرج لي فقال : يا خريم مرحبا بكالنبي صلى الله عليه وسلم بعثني إليك وهو يقول : » مرحبا قد بلغني إسلامك ادخل فصلمع الناس « فدخلت فصليت مع الناس ثم أتيته فأخبرته الخبر فقال : » قد وفى لك صاحبكوقد بلغ لك الإبل (4) وهي بمنزلك «
__________
(1) الظبية : الغزالة
(2) القفر : الخلاء من الأرض لا ماء فيه ولا ناس ولا كلأ
(3) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى
(4) الإبل : الجمال والنوق ليس له مفرد من لفظه
(1/97)
94 - حدثني أبو الحسن الشيباني ، حدثنا عصام بن طليق ، عن شيخ من أهل المدينة ، عنمجاهد ، عن ابن عمر « أن رجلا من بني تميم كان أجرأ شيء على الليل وأنه نزل بأرضمجنة فاستوحش فأناخ (1) راحلته (2) وعقلها وتوسدها وقال : أعوذ بعزيز هذا الواديمن شر أهله فأجاره (3) رجل منهم يقال له معيكر فتى منهم كان أبوه سيدهم ، فأخذحربة (4) مسمومة ومشى بها إلى الناقة لينحرها فلقيه معيكر دونه فقال : يا مالك بنمهلهل لا تبتئس مهلا فدى لك محجري وإزاري عن ناقة الإنسي لا تعرض لها واختر إذاورد المها أثواري ماذا أردت إلى امرئ قد أجرته وجعلته في ذمتي وقراري تسعى إليهبحربة مسمومة أف لقربك يا أبا العقار فأجابه الفتى : أأردت أن تعلو وتخفض ذكرنا فيغير مرزأة أبا العيزار متنحلا شرفا لغيرك ذكره فارحل فإن المجد للمرار من كان منكمسيدا فيما مضى إن الخيار هم بنو الأخيار فاقصد لقصدك يا معيكر إنما كان المجيرمهلهل بن أثار لولا الحياء وأن أهلك جيرة لتمزقنك بقوة أظفاري فقال : دعه لا أنازعبواحد بعده ففعل وقدم الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فحدثه الحديث فقال : »إذا أصابت أحدكم وحشة بليل فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات اللاتي لا يجاوزهن برولا فاجر من شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيهاومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن « فأنزل الله عز وجل ( وأنه كان رجالمن الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا (5) ) أي إثما
__________
(1) أناخ البعير : أَبْرَكَه وأجلسه
(2) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى
(3) أجار جوارا وإجارة : أخذ العهد والأمان لغيره، ومنه معاني الحماية والحفظوالضمان والمنع
(4) الحربة : أداة قتال أصغر من الرمح ولها نصل عريض
(5) سورة : الجن آية رقم : 6
(1/98)
95 - حدثني الفضل بن جعفر ، حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار ، حدثنيأبي ، حدثني عبد الله بن عبد العزيز الزهري ، حدثني أخي محمد بن عبد العزيز ، عنالزهري ، عن عبد الرحمن بن أنس السلمي ، عن العباس بن مرداس أنه « كان في لقاح (1)له نصف النهار إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض فقال لي : ياعباس بن مرداس ألم تر أن السماء حفت أحراسها وأن الجن جرعت أنفاسها وأن الخيل وضعتأحلاسها وأن الذي نزل بالبر والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء صاحب الناقة القصواء(2) قال : فخرجت مرعوبا قد راعني ما رأيت وسمعت حتى أتيت وثنا لنا يقال له الضماركنا نعبده ونكلم من جوفه فكنست ما حوله ثم تمسحت به فإذا صائح يصيح من جوفه : قلللقبائل من سليم كلها هلك الضمار وفاز أهل المسجد هلك الضمار وكان يعبد مدة قبلالصلاة على النبي محمد إن الذي جا بالنبوة والهدى بعد ابن مريم من قريش مهتد قال :فخرجت مذعورا (3) حتى جئت قومي فقصصت عليهم القصة وأخبرتهم الخبر فخرجت في ثلاثمائة من قومي من بني الحارث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فدخلناالمسجد فلما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسم وقال : يا عباس ، كيف إسلامك؟ فقصصت عليه فقال : » صدقت « فأسلمت أنا وقومي »
__________
(1) اللقحة : الناقة ذات اللبن
(2) القصواء : الناقة المقطوعة الأذن ، وكان ذلك لقبًا لناقة النبي ، ولم تكنمقطوعة الأذن
(3) الذعر : الفزع والخوف الشديد
(1/99)
96 - حدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، حدثنا مالك بن نصر الدالاني ، من همدان قال :سمعت شيخا لنا يذكر قال : « خرج مالك بن خريم الدالاني في نفر من قومه في الجاهليةيريدون عكاظا فاصطادوا صيدا وأصابهم عطش شديد فانتهوا إلى موضع يقال له أجيرةففصدوا الظبي وجعلوا يشربون من دمه من العطش فلما ذهب دمه ذبحوه وخرجوا في طلبالحطب وكمن مالك في خبائه (1) فأثار بعضهم شجاعا (2) فأقبل منسابا حتى دخل رحل (3)مالك فلاذ به وأقبل الرجل في أثره فقال : يا مالك اقتل الشجاع عنك ، فاستيقظ مالكفنظر إليه فلاذ به فقال مالك للرجل : عزمت عليك إلا تركته ، فكف عنه وانساب الشجاعإلى مأمنه وأنشأ مالك يقول : وأوصاني الخريم بعز جاري وأمنعه وليس به امتناع وأدفعضيمه وأذب عنه وأمنعه إذا امتنع المتاع فذلكم أبي عنه بنجو لشيء ما استجارنيالشجاع ولا تنحو إلى دم مستجير تضمنه أجيرة فالتلاع فإن لما ترون غبي أمر له مندون أعينكم قناع فارتحلوا واشتد بهم العطش فإذا هاتف يهتف بهم : يا أيها القوم لاماء أمامكم حتى تسوموا المطايا (4) يومها التعبا ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب عينرواء وماء يذهب اللغبا حتى إذا ما أصبتم منه ريكم فاسقوا المطايا ومنه فاملئواالقربا فعدلوا شامة فإذا هم بعين خرارة في أصل جبل فشربوا وسقوا إبلهم وحملوا ريهمحتى أتوا عكاظا ثم أقبلوا حتى انتهوا إلى ذلك الموضع فلم يروا شيئا فإذا هاتف يقول: يا مال عني جزاك الله صالحة هذا وداع لكم مني وتسليم لا تزهدن في اصطناع العرفمع أحد إن الذي يحرم المعروف محروم من يفعل الخير لا يعدم مغبته ما عاش والكفر بعدالغدر مذموم أنا الشجاع الذي أنجيت من رهق شكرت ذلك إن الشكر مقسوم فطلبوا العينفلم يجدوها »
__________
(1) الخباء : الخيمة
(2) الشُّجاع بالضم والكسر : الحيةُ الذكر
(3) الرحال : المنازل سواء كانت من حجر أو خشب أو شعر أو صوف أو وبر أو غير ذلك
(4) المطايا : جمع مطية وهي الدابة التي يركب مطاها أي ظهرها ، أو هي التي تمط فيسيرها أي تمدُّ
(1/100)
97 - وحدثني أبي ، عن هشام بن محمد ، أنبأنا فروة بن سعيد بن عفيف بن معدي كرب ،عن أبيه ، عن جده ، قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل إليهوفد من اليمن فقالوا : أنجانا الله عز وجل ببيتين من الشعر لامرئ القيس قال : «وكيف ذلك ؟ » قالوا : أقبلنا نريدك حتى إذا كنا ببعض الطريق أخطأنا الماء فمكثناثلاثا لا نقدر عليه فلما جهدنا تفرقنا إلى أصول طلح وسمر ليموت كل رجل منا في ظلشجرة فبينا نحن بآخر رمق (1) إذا راكب مقبل على بعير (2) متلثم بعمامة فلما رآهبعضنا أنشأ يقول : ولما رأت أن الشريعة همها وأن البياض من فرائصها (3) دامي تيممتالعين التي عند ضارج يفيء عليها الظل عرمضها طامي فقال الراكب : من يقول هذا الشعر؟ وقد رأى ما بنا من الجهد فقلنا : امرؤ القيس فقال : والله ما كذب امرؤ القيس وإنهذا الضارج عندكم فنظرنا فإذا بيننا وبينه نحو من خمسين ذراعا فحبونا إليه علىالركب فإذا هو كما وصف على العرمض يفيء (4) عليه الظل ، فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : « ذاك رجل مذكور في الدنيا منسي في الآخرة ، شريف في الدنيا خامل فيالآخرة ، يجيء يوم القيامة معه لواء (5) الشعراء يقودهم إلى النار »
__________
(1) الرمق : بقية الروح وآخر النفس
(2) البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقالللجمل والناقة
(3) الفَرِيصة : اللحم الذي بين الكتف والصدر ترتعد عند الفزع
(4) يفيء : يتحرك الظل ويميل بعد زوال الشمس
(5) اللواء : العَلَم وهو دون الراية
(1/101)
98 - حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا أبو أحمد الزبيري ، حدثني قطري ، عنذكوان يعني أبا عمرو مولى عائشة قال : « خرجت في الركب الذين خرجوا إلى محمد بنعلي فبينا نحن نسير إذ عرض لنا عارض فأنشأ يرتجز (1) بالآخر كلمة على كلمة ليلةجمعة : يا أيها الركب إلى المهدي على عناجيج من المطي (2) أعناقها كخشب الخطيلتنصروا عاقبة النبي محمدا رأس بني علي سميه وأيما سمي فأصبحنا فالتمسناه فلم نرشيئا »
__________
(1) الرجز : إنشاد الشعر وهو بحر من بحوره عند العروضيين
(2) المطي : جمع مطية وهي الدابة التي يركب مطاها أي ظهرها ، أو هي التي تمط فيسيرها أي تمدُّ
(1/102)
99 - حدثني محمد بن العباس ، حدثنا مطهر بن النعمان ، عن محمد بن جبير ، أن عمر بنالخطاب ، مر ببقيع الغرقد فقال : « السلام عليكم يا أهل القبور أخبار ما عندنا أننساءكم قد تزوجن ودوركم قد سكنت وأموالكم قد فرقت » فأجابه هاتف : يا عمر بنالخطاب أخبار ما عندنا أن ما قدمناه فقد وجدناه وما أنفقناه فقد ربحناه وما خلفناهفقد خسرناه
(1/103)
100 - حدثني محمد بن صالح القرشي ، حدثني أبو سلمة محمد بن عبد الله الأنصاري ،وكان قد رأى الحسن ، حدثنا مالك بن دينار ، عن أنس بن مالك قال : كنت مع رسول اللهصلى الله عليه وسلم خارجا من جبال مكة إذ أقبل شيخ متوكئا (1) على عكاز له ، فقالرسول الله صلى الله عليه وسلم : « مشية جني ونغمته » قال : أجل قال : « من أي الجنأنت ؟ » قال : أنا هامة بن الهيم بن لاقيص بن إبليس قال : « لا أرى بينك وبينه إلاأبوين » قال : أجل قال : كم أتى عليك ؟ قال : أكلت عمر الدنيا إلا أقلها كنت لياليقبل قابيل وهابيل غلاما ابن أعوام أمشي بين الآكام وأصطاد الهام (2) وآمر بفسادالطعام وأورش بين الناس وأغري بينهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بئسعمل الشيخ المتوسم والفتى المتلوم » فقال : دعني من اللوم والعذل قد جرت توبتي علىيد نوح فكنت معه فيمن آمن معه من المسلمين فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكانيفقال : لا جرم أني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، ولقيت هودافعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكاني وقال : لا جرم أني من النادمين وأعوذبالله أن أكون من الجاهلين ولقيت صالحا فعاتبته في دعائه على قومه فبكى وأبكانيوقال : إني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ولقيت شعيبا فعاتبته فيدعائه على قومه فبكى وأبكاني وقال : إني من النادمين وأعوذ بالله أن أكون منالجاهلين وكنت مع إبراهيم خليل الرحمن إذ ألقي في النار فكنت بينه وبين المنجنيقحتى أخرجه الله عز وجل منها وجعلها عليه بردا وسلاما وكنت مع يوسف الصديق في الجبفسبقته إلى وعره (3) وكنت معه في محبسه حتى أخرجه الله عز وجل منه ولقيت موسىبالمكان الأثير وكنت مع عيسى ابن مريم فقال لي عيسى : إن لقيت محمدا فأقرئه منيالسلام ، يا رسول الله ، قد بلغتك السلام وقد آمنت بك فقال رسول الله صلى اللهعليه وسلم : « وعلى عيسى السلام وعليك يا هامة ، حاجتك ؟ » قال : إن موسى علمنيالتوراة وعيسى علمني الإنجيل فعلمني القرآن فعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلمولم ينعه إليه وما أراه إلا حيا
__________
(1) الاتكاء : الاستناد على شيء والميل عليه
(2) الهام : جمع هامة، وهي طائر من طير الليل أو البومة
(3) الوعر : الصعب ، والصلب
(1/104)
101 - حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا يزيد بن يزيد الموصلي البلوي مولىلهم ، حدثنا أبو إسحاق الجرشي ، عن الأوزاعي ، عن مكحول ، عن أنس بن مالك قال :غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بفج الناقة عند الحجر إذا نحنبصوت يقول : اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفور لها المتاب عليها المستجابلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يا أنس انظر ما هذا الصوت ؟ » فدخلتالجبل فإذا أنا برجل أبيض الرأس واللحية عليه ثياب طوله أكثر من ثلاثمائة ذراعفلما نظر إلي قال : أنت رسول النبي ؟ قلت : نعم قال : ارجع إليه فأقرئه مني السلاموقل له : هذا أخوك إلياس يريد أن يلقاك فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معهحتى إذا كنت قريبا منه تقدم وتأخرت فتحدثا طويلا فنزل عليهما شيء من السماء شبيهالسفرة فدعواني فأكلت معهما فإذا فيه كمأة (1) ورمان وكرفس فلما أكلت قمت فتنحيتوجاءت سحابة فاحتملته أنظر إلى بياض ثيابه فيها تهوي به قبل الشام فقلت للنبي صلىالله عليه وسلم : بأبي أنت وأمي هذا الطعام الذي أكلنا من السماء نزل عليك ؟ فقالالنبي صلى الله عليه وسلم : « سألته عنه فقال لي : أتاني به جبريل ، في كل أربعينيوما أكلة وفي كل حول شربة من ماء زمزم وربما رأيته على الجب يمسك بالدلو فيشربوربما سقاني »
__________
(1) الكمأة : واحدة الكَمْأ وهي نبت لا أوراق له ولا ساق يوجد في الأرض بغير زرع
(1/105)
102 - حدثني أبي ، أنبأنا محمد بن مصعب القرقساني ، حدثنا أبو بكر بن أبي مريم ،قال : « حج قوم فمات صاحب لهم بأرض فلاة (1) فطلبوا الماء فلم يقدروا عليه فأتاهمرجل فقالوا : دلنا على الماء قال : إن حلفتم لي ثلاثا وثلاثين يمينا أنه لم يكنصرافا ولا مكاسا ولا عريفا (2) ولا بريدا دللتكم على الماء فحلفوا له ثلاثاوثلاثين يمينا فدلهم على الماء وكان منهم غير بعيد قالوا : عاونا على غسله فقال :إن حلفتم لي ثلاثا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا ولا مكاسا ولا عريفا ولا بريداأعنتكم على غسله فحلفوا له ثلاثا ثلاثين يمينا فأعانهم على غسله ثم قالوا له :تقدم فصل عليه فقال : لا إلا أن تحلفوا أربعا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا ولامكاسا ولا عريفا ولا بريدا فحلفوا له أربعا وثلاثين يمينا أنه لم يكن صرافا ولامكاسا ولا عريفا ولا بريدا فصلى عليه ثم ذهبوا ينظرون فلم يروا أحدا فكانوا يرونأنه ملك »
__________
(1) الفلاة : الصحراء والأرض الواسعة التي لا ماء فيها
(2) العريف : القيم الذي يتولى مسئولية جماعة من الناس
(1/106)
103 - حدثني أبي ، أخبرنا ، عبد العزيز القرشي ، أخبرنا إسرائيل ، عن السدي ، عنمولى عبد الرحمن بن بشر ، قال : « خرج قوم حجاجا في إمرة عثمان فأصابهم عطشفانتهوا إلى ماء مالح فقال بعضهم : لو تقدمتم فإنا نخاف أن يهلكنا هذا الماء فإنأمامكم الماء فساروا حتى أمسوا فلم يصيبوا الماء فقال بعضهم لبعض : لو رجعتم إلىالماء المالح فأدلجوا (1) حتى انتهوا إلى شجيرات سمر (2) فخرج عليهم رجل أسود شديدالسواد جسيم فقال : يا معشر الركب إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب للمسلمين ما يحب لنفسه ويكره للمسلمين مايكره لنفسه فسيروا حتى تنتهوا إلى أكمة فخذوا عن يسارها فإذا الماء ثم ، فقالبعضهم : والله إنا لنرى أنه شيطان وقال بعضهم : وما كان الشيطان ليتكلم بمثل ماتكلم به فساروا حتى انتهوا إلى المكان الذي وصف لهم فوجدوا الماء ثم (3) »
__________
(1) الدلج والدلجة : السير في أول الليل ، وقيل في آخره ، أو فيه كله
(2) السَّمُر : هو ضربٌ من شجَرَ الطَّلح، الواحدة سَمُرة
(3) ثَمَّ : اسم يشار به إلى المكان البعيد بمعنى هناك
(1/107)
104 - وحدثني أبي ، أخبرنا يحيى بن أبي بكير ، حدثنا عمارة بن زاذان ، قال : « كنتمع زياد النميري في طريق مكة فضلت ناقة لصاحب لنا فطلبناها فلم نقدر عليها فأخذنانقتسم متاعه (1) فقلنا لزياد : ألا تقول شيئا ؟ قال : سمعت أنسا يقول : تقرأ حمالسجدة ، وتسجد وتدعو فقلنا : بلى فقرأ حم السجدة ودعا فرفعنا رءوسنا فإذا رجل معهالناقة التي ذهبت فقال زياد : أعطوه من طعامكم فلم يقبل قال : أطعموه قال : إنيصائم ، قال : فنظرنا فلم نر شيئا قال : فلا أدري من كان »
__________
(1) المتاع : كل ما يُنْتَفَعُ به وَيُسْتَمْتَعُ ، أو يُتَبَلَّغُ بِهِويتُزَوَدَّ من سلعة أو مال أو زوج أو أثاث أو ثياب أو مأكل وغير ذلك
(1/108)
105 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني أبو عبد الملك بن الفارسي ، حدثني عبد الله بنسليمان ، من أهل عسقلان وكان ما علمته فاضلا ، حدثني رجل من العابدين ممن قدمعلينا مرابطا بعسقلان قال : « قمت ذات ليلة للتهجد على بعض السطوح فإذا أنا بهاتفيهتف من البحر : إليكم معاشر العابدين إننا نفر من الأمم قبلكم ، قسمت العبادةثلاثة أجزاء فأولها قيام الليل ، وثانيها صيام النهار ، وثالثها التسبيح وهذا خيرالقسمة فخذوا منه بالحظ الأوفر قال : فسقطت والله لوجهي مما دخلني من ذلك » «
(1/109)
106 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني عبد الرحمن بن عمرو الباهلي ، عن السري بنإسماعيل ، يذكر عن يزيد الرقاشي ، أن صفوان بن محرز المازني « كان إذا قام إلىتهجده (1) في الليل قام معه سكان داره من الجن فصلوا بصلاته واستمعوا القرآن » ،قال السري ، فقلت ليزيد : وأنى علم ذلك ؟ قال : كان إذا قام سمع لهم ضجة فاستوحشلذلك ، فنودي لا تفزع يا أبا عبد الله فإنما نحن إخوانك نقوم للتهجد كما تقومفنصلي بصلاتك قال : فكأنه أنس بعد ذلك على حركتهم
__________
(1) التهجد : قيام الليل بالصلاة أو القراءة أو الذكر
(1/110)
107 - حدثني أبي ، حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، أخبرنا عبد الله بن المبارك ،أخبرنا عمر بن محمد بن المنكدر ، قال : « بينا رجل بمنى يبيع شيئا ويحلف إذ قامعليه شيخ فقال : يا هذا بع ولا تحلف فعاد يحلف فقال : بع ولا تحلف ، قال : أقبلعلى ما يعنيك فقال : هذا مما يعنيني فلما رآه لا يكف عنه اعتذر فقال له الشيخ :آثر الصدق على ما يضرك على الكذب فيما ينفعك وتكلم فإذا انقطع علمك فاسكت واتهمالكاذب فيما يحدثك به غيرك قال : رحمك الله : أكتبني هذا الكلام فقال : إن يقدرشيء يكن ثم لم يره فكانوا يرون أنه الخضر عليه السلام »
(1/111)
108 - حدثنا هارون بن عبد الله ، حدثنا أبو أسامة ، عن الأعمش ، عن ، عمرو بن مرة، عن أبي البختري ، قال : « بينا أبو الدرداء يوقد تحت قدر له إذ سمع في القدرصوتا ثم ارتفع الصوت ينشج كهيئة صوت البعير (1) ثم انكفأت القدر ثم رجعت إلىمكانها ولم ينضب منها شيء فجعل أبو الدرداء ينادي يا سلمان انظر إلى العجب انظرإلى ما لم تنظر إلى مثله أنت ولا أبوك فقال له سلمان ، » أما إنك لو سكت لسمعت منآيات الله الكبرى « قال الأعمش : وكان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين سلمانوأبي الدرداء رضي الله عنهما
__________
(1) البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، وذلك إذا استكمل أربع سنوات ، ويقالللجمل والناقة
(1/112)
109 - حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن السكن ، حدثنا محمد بن زياد بن زبار الكلبي ،حدثنا ، العلاء بن برد بن سنان ، عن الفضل بن حبيب السراج ، عن مجالد ، عن الشعبي، عن النضر بن عمرو الحارثي ، قال : « إنا كنا في الجاهلية إلى جانبنا غدير فأرسلتابنتي بصحفة (1) لتأتيني بماء فأبطأت علينا فطلبناها فأعيتنا (2) فسلونا عنها قال: فوالله إني ذات ليلة جالس بفناء مطلتي إذ طلع علي شبح فلما دنا (3) مني إذاابنتي ، قلت : ابنتي ؟ قالت : ابنتك قلت : أين كنت أي بنية ؟ قالت : أرأيت ليلةبعثتني إلى الغدير ؟ إن جنيا استطار بي فلم أزل عنده حتى وقع بينه وبين فريقين منالجن حرب فأعطى الله عز وجل عهدا إن ظفر بهم أن يردني عليك فظفر بهم فردني عليكوإذا هي قد شحب لونها وتمرط شعرها وذهب لحمها فأقامت عندنا فصلحت فخطبها بنو عمهافزوجناها وقد كان الجني جعل بينه وبينها أمارة إذا رابها (4) ريب أن تدخن له وإنابن عمها ذلك عيب عليها فقال : جنية شيطانة ما أنت بإنسية فدخنت فناداه مناد : مالك ولهذه ؟ لو كنت تقدمت إليك لفقأت عينيك ، رعيتها في الجاهلية بحبي وفي الإسلامبديني فقال له الرجل : ألا تظهر حتى نراك ؟ قال : ليس ذاك لنا إن أبانا سأل لناثلاثا أن نرى ولا نرى وأن نكون بين أطباق الثرى (5) وأن يعمر أحدنا حتى تبلغركبتاه حنكه ثم يعود فتى قال : فقال : يا هذا ألا تصف لنا دواء حمى الربع ؟ قال :بلى قال : أما رأيت تلك الدويبة على الماء كأنها عنكبوت ؟ قال : بلى قال : خذها ثماشدد على بعض قوائمها خيطا من عهن (6) فشده على عضدك (7) اليسرى ففعل فكأنما نشطمن عقال (Cool قال : فقال الرجل : يا هذا ألا تصف لنا من رجل يريد ما تريد النساء ؟قال : هل ألمت به الرجال ؟ قال : نعم قال : لو لم يفعل لوصفت لك »
__________
(1) الصحفة : إِناءٌ كالقَصْعَة المبْسُوطة ونحوها، وجمعُها صِحَاف
(2) أعيتنا : أعجزتنا وأتعبتنا ولم نصل إليها
(3) الدنو : الاقتراب
(4) رابها : ساءها
(5) الثرى : التراب النَّدِيٌّ، وقيل : هو التراب الذي إِذا بُلَّ يصير طينا
(6) العِهْن : الصُّوف المُلَوَّن
(7) عضد : ما بين المرفق والكتف
(Cool نشط أو أنشط من عقال : فُكَّ من حبل كان مشدودا به
(1/113)
110 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله الهروي ، أخبرنا هشيم ، أخبرنا مجالد ، عن ،الشعبي ، قال : « عرض جان لإنسان مرة وكان الذي عرض له مسلما ، فعولج فتركه وتكلمفقالوا : هل لديك عن حمى الربع شيء ؟ قال : نعم ، يعمد إلى ذباب الماء فيعقد فيهخيطا من عهن (1) ثم يجعل في عضده (2) فهذا من حمى الربع »
__________
(1) العِهْن : الصُّوف المُلَوَّن
(2) عضد : ما بين المرفق والكتف
(1/114)
111 - حدثني محمد بن عمرو بن الحكم الهروي ، حدثني الهيثم بن عدي ، أخبرنا أبويعقوب إسحاق بن إبراهيم الثقفي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن الشعبي ، حدثنا زيادبن النضر الحارثي ، قال : « كنا في غدير لنا في الجاهلية ومعنا رجل من الحي يقالله عمرو بن مالك ومعه ابنة له شابة رواد ، فقال : أي بنية خذي هذه الصحفة (1) فأتيالغدير فأتيني من مائه فوافاها عليه جان فاختطفها فذهب بها ففقدها أبوها فنادى فيالحي فخرجنا على كل صعب وذلول ، وسلكنا كل شعب (2) ونقب وطريق فلم نجد لها أثرافلما كان في زمن عمر بن الخطاب إذا هي قد جاءت قد عفا شعرها وأظفارها فقام إليهاأبوها يلثمها ويقول : أي بنية ، أين كنت ؟ وأين نبت بك الأرض ؟ قالت : أتذكر ليلةالغدير ؟ قال : نعم قالت : وافاني عليه جان فاختطفني فذهب بي فلم أزل فيهم واللهما نال مني محرما حتى إذا جاء الله بالإسلام غزوا قوما مشركين فيهم أو غزاهم قوممشركون منهم فجعل لله عز وجل عليه إن هو ظفر وأصحابه أن يردني على أهلي فظفر هووأصحابه فحملني فأصبحت وأنا أنظر إليكم وجعل بيني وبينه أمارة إذا أنا احتجت إليهأن أولول بصوتي فأخذوا من شعرها وأظفارها ثم زوجها أبوها شابا من الحي فوقع بينهوبينها ما يقع بين الرجل وزوجته فقال : يا مجنونة ، إنما نشأت في الجن فولولتبصوتها فإذا هاتف يهتف : بني الحارث اجتمعوا وكونوا أحباء كراما قلنا : يا هذانسمع صوتا ولا نرى شيئا فقال : أنا رب فلانة رعيتها في الجاهلية بحبي وحفظتها فيالإسلام بديني والله ما نلت منها محرما قط إني كنت في أرض بني فلان فسمعت نبأة منصوتها فتركت ما كنت فيه ثم أقبلت فسألتها فقالت : عيرني صاحبي أني كنت فيكم قال :والله لو كنت تقدمت إليه لفقأت عينيه فتقدموا إليه : أي فل (3) اظهر لنا نكافئكفلك عندنا الجزاء والمكافأة فقال : إن أبانا سأل أن نرى ولا نرى وأن لا نخرج منتحت الثرى (4) وأن يعود شيخنا فتى فقالت له عجوز من الحي : أي فل ، بنية لي عريسأصابتها حمى الربع فهل لها عندك دواء ؟ قال : على الخبير سقطت انظري إلى ذبابالماء الطويل القوائم الذي يكون على أفواه الأنهار فخذي سبعة ألوان عهن (5) منأصفره وأحمره وأخضره وأسوده فاجعليه في وسط ذلك ثم افتليه بين إصبعيك ثم اعقديهعلى عضدها (6) اليسرى ففعلت فكأنما أنشطت من عقال (7) »
__________
(1) الصحفة : إِناءٌ كالقَصْعَة المبْسُوطة ونحوها، وجمعُها صِحَاف
(2) الشعب : الطريق في الجبل أو الانفراج بين الجبلين
(3) فل : المراد فلان
(4) الثرى : التراب النَّدِيٌّ، وقيل : هو التراب الذي إِذا بُلَّ يصير طيناوالمراد هنا : الأرض
(5) العِهْن : الصُّوف المُلَوَّن
(6) عضد : ما بين المرفق والكتف
(7) نشط أو أنشط من عقال : فُكَّ من حبل كان مشدودا به
(1/115)
112 - حدثني إسحاق بن إسماعيل ، حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي ، حدثنا سعيد بن أبيعروبة ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أن
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى