وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


هواتف الجنان لابن أبي الدنيا

اذهب الى الأسفل

هواتف الجنان لابن أبي الدنيا Empty هواتف الجنان لابن أبي الدنيا

مُساهمة من طرف خالد براهمه الجمعة أكتوبر 29, 2010 5:37 am

هواتف الجنانلابن أبي الدنيا

صدر هذا الكتاب آليا بواسطة الموسوعة الشاملة
(اضغط هنا للانتقال إلى صفحة الموسوعة الشاملة على الإنترنت)

الكتاب : هواتف الجنان لابن أبي الدنيا
مصدر الكتاب : موقع جامع الحديث
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
[ الكتاب مرقم آليا غير موافق للمطبوع ]


بسم الله الرحمن الرحيم
(1/1)
1 - قال أبو بكر بن أبي الدنيا رحمه الله تعالى : حدثنا أبو خيثمة بن حرب ، حدثناعبد الله بن معاذ الصنعاني ، حدثنا معمر ، عن ، الزهري ، حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن ، أن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدثقال : « بينا أنا أمشي ، إذ سمعت صوتا في السماء ، فرفعت بصري فإذا الملك الذيجاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منه رعبا ، فرجعت فقلت :زملوني (1) زملوني فدثروني (2) فأنزل الله عز وجل ( يا أيها المدثر (3) ) إلى قوله( والرجز فاهجر » (4) ) «
__________
(1) زملوني : غطوني ولفوني
(2) دثَّره : غطاه
(3) سورة : المدثر آية رقم : 1
(4) سورة : المدثر آية رقم : 5
(1/2)
2 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا عبد الله بن وهب ، أخبرنا يونس عن ابن شهاب ،حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت لرسول اللهصلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، ما أتى عليك يوم كان أشد عليك من يوم أحد ؟قال : « لقد لقيت من قومك وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة إذ عرضت نفسي على ابنعبد ياليل فلم يجبني فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلما كنت بموضع كذا رفعت رأسيفإذا أنا قد أظلتني سحابة فنظرت فإذا فيها جبريل فناداني فقال : إن الله عز وجل قدسمع قول قومك وما ردوا عليك وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمره بما شئت فيهم فنادانيملك الجبال فسلم علي ثم قال : يا محمد إن الله عز وجل قد سمع قول قومك وأنا ملكالجبال وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت أطبق عليهم الأخشبين (1)» فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبدالله لا شريك له »
__________
(1) الأخشبان : الجبلان المُطِيفان بمكة ، وهما أبو قُبَيْس والأحمر ، سُمِّيابذلك لصلابتهما وغلظ حجارتهما
(1/3)
3 - حدثنا بندار بن بشار ، حدثنا أبو داود ، حدثنا جعفر بن عبد الله القرشي ،أخبرني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن أبيه عروة بن الزبير ، عن أبي ذرالغفاري قال : قلت : يا رسول الله ، كيف علمت أنك نبي ؟ وبما علمت حتى استيقنت ؟فقال : « يا أبا ذر أتاني ملكان وأنا ببطحاء مكة فوقع أحدهما بالأرض وكان الآخربين السماء والأرض فقال أحدهما لصاحبه : أهو هو ؟ قال : هو هو قال : فزنه برجل قال: فوزنني برجل فرجحته ثم قال : زنه بعشرة فوزنني بعشرة فرجحتهم ثم قال : زنه بمائة، فوزنني بمائة فرجحتهم حتى جعلوا ينتثرون علي من كفة الميزان فقال أحدهما لصاحبه: شق بطنه فشق بطني فأخرج قلبي فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم فطرحهما فقالأحدهما لصاحبه : اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الملاء ثم قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه فخاط بطني وجعل الخاتم بين كتفي كما هو الآن ووليا عني فكأني أعاينالأمر معاينة »
(1/4)
4 - حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عنعبد الله بن أبي بكر ، أنه حدث عن ابن عباس قال : حدثني رجل من بني غفار قال :أقبلت وابن عم لي حتى صعدنا على جبل يشرف بنا على بدر ونحن مشركان لننظر للوفودعلى من تكون الدائرة فننتهب مع من ينتهب فبينا نحن في الجبل إذ دانت مثل السحابةفسمعنا فيها مثل حمحمة (1) الخيل ، سمعت قائلا يقول : أقدم حيزوم ، فأما ابن عميفانكشف قناع قلبه فمات وأما أنا فكدت أهلك ثم تماسكت
__________
(1) الحمحمة : صوت الفرس دون الصهيل
(1/5)
5 - حدثني أبي ، أخبرنا عمار أبو اليقظان عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ، قال :نادى مناد يوم بدر يقال له رضوان ، « لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي »
(1/6)
6 - حدثنا محمد بن بكار ، ثنا الوليد بن أبي ثور الهمداني ، ثنا السدي ، عن عبادبن أبي يزيد ، عن علي بن أبي طالب قال : « كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلمبمكة فخرجنا في بعض نواحيها خارجا من مكة بين الجبال والشجر فلم نمر بشجر ولا جبلإلا قال : السلام عليك يا رسول الله »
(1/7)
7 - حدثنا الحسين بن محمد ، حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بنعباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : « لما أرادوا غسل رسولالله صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه فقالت : والله ما ندري أنجرد رسول الله صلىالله عليه وسلم من ثيابه أو نغسله وعليه ثيابه فلما اختلفوا ألقى الله عز وجلعليهم النوم حتى ما فيهم رجل إلا وذقنه في صدره ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت أناغسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه فقاموا إلى رسول الله صلى الله عليهوسلم فغسلوه وعليه قميصه بصنبور الماء فوق القميص ويدلكونه والقميص دون أيديهموكانت عائشة تقول : لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما غسله إلا نساؤه »
(1/Cool
8 - حدثني محمد بن صالح القرشي حدثني محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده ،عن علي بن حسين ، عن علي بن أبي طالب قال : « لما قبض رسول الله صلى الله عليهوسلم جاء آت يسمع حسه ولا يرى شخصه فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، إنفي الله عز وجل عوضا عن كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا من كل ما فات فبالله عزوجل فثقوا وإياه فارجوا فإن المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم »
(1/9)
9 - حدثني الحسين بن يحيى الدعاء جار أبي همام ، حدثنا حازم بن جبلة ، عن أبي نضرةالعبدي ، عن خارجة بن مصعب ، عن زيد بن أسلم ، عن سويد بن غفلة ، عن علي بن أبيطالب قال : « لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم وسجي بثوب هتف هاتف من ناحية البيتيسمعون صوتا ولا يرون شخصا : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والسلام عليكم أهلالبيت فردوا عليه فقال ( كل نفس ذائقة الموت (1) ) الآية إن في الله عز وجل خلفامن كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإنالمصاب من حرم الثواب »
__________
(1) سورة : آل عمران آية رقم : 185
(1/10)
10 - حدثني إسماعيل بن أبي محمد بن بسام ، حدثني صالح المري ، عن أبي حازم المديني، قال : « لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المهاجرون فوجا فوجا يصلونويخرجون ثم دخلت الأنصار فوجا فوجا فيصلون ويخرجون ثم دخل أهل بيته حتى إذا فرغتالرجال دخلت النساء فكان فيهن صوت وجزع (1) كبعض ما يكون منهن فسمعن هدة في البيتفسكتن فسمعن قائلا يقول ولا يرين شيئا : في الله عزاء من كل هالك وعوض من كل مصيبةوخلف من كل ما فات فالمحبور من حبره الثواب والمصاب من لم يحبره الثواب »
__________
(1) الجزع : الخوف والفزع وعدم الصبر والحزن
(1/11)
11 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا حماد بن زيد ، عن عبد الله بن المختار ، أن رسولالله صلى الله عليه وسلم قال : « مر بي جعفر الليلة يطير مع الملائكة له جناحان ،أبيض القوادم مضرج بالدماء » حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا إسحاق بن الفرات ، بإسنادله نحوه وزاد فيه : « يبشرون أهل بيته بالمطر »
(1/12)
12 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثنا مهدي بن ميمون ، عن واصل ، مولى أبي عيينة ، عنلقيط ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى قال : « خرجنا غازين في البحر فبينما نحن والريحلنا طيبة والشراع لنا مرفوع إذ سمعنا مناديا ينادي يا أهل السفينة قفوا أخبركم حتىوالى بين سبعة أصوات قال : فقام أبو موسى على صدر السفينة فقال : من أنت ؟ وإلىأين أنت ؟ ألا ترى أين نحن ؟ وهل تستطيع وقوفا ؟ فأجابه الصوت فقال : ألا أخبركمبقضاء قضاه الله عز وجل على نفسه ؟ فقال : بلى ، قال : إن الله عز وجل قضى علىنفسه أنه من عطش نفسه لله عز وجل في يوم حار كان حقا على الله عز وجل أن يرويه يومالقيامة » قال : فكان أبو موسى يتوخى اليوم الشديد الحر الذي يكاد الإنسان فيه أنينسلخ حرا فيصومه
(1/13)
13 - حدثنا عيسى بن عبد الله التميمي ، أخبرني فهير بن زياد الأسدي ، عن موسى بنوردان ، عن الكلبي ، وليس بصاحب التفسير ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك ، قال : «كان رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكنى أبا معلق ، وكان تاجرا يتجر بمالهولغيره يضرب به في الآفاق وكان يزن بسداد وورع فخرج مرة فلقيه لص مقنع في السلاحفقال له : ضع ما معك فإني قاتلك قال : ما تريد إلى دمي ؟ شأنك بالمال فقال : أماالمال فلي ولست أريد إلا دمك قال : أما إذا أبيت (1) فذرني أصلي أربع ركعات قال :صل ما بدا لك قال : فتوضأ ثم صلى أربع ركعات فكان من دعائه في آخر سجدة أن قال :يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا فعال لما يريد ، أسألك بعزك الذي لا يرام وملككالذي لا يضام وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث ، أغثني، يا مغيث ، أغثني ، ثلاث مرار قال : دعا بها ثلاث مرات فإذا هو بفارس قد أقبلبيده حربة (2) واضعها بين أذني فرسه فلما بصر به اللص أقبل نحوه فطعنه فقتله ثمأقبل إليه فقال : قم قال : من أنت بأبي أنت وأمي ؟ فقد أغاثني الله بك اليوم قال :أنا ملك من أهل السماء الرابعة دعوت بدعائك الأول فسمعت لأبواب السماء قعقعة ثمدعوت بدعائك الثاني فسمعت لأهل السماء ضجة ثم دعوت بدعائك الثالث فقيل لي : دعاءمكروب فسألت الله تعالى أن يوليني قتله » قال أنس : فاعلم أنه من توضأ وصلى أربعركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب
__________
(1) أبى : رفض وامتنع
(2) الحربة : أداة قتال أصغر من الرمح ولها نصل عريض
(1/14)
14 - حدثنا علي بن الجعد ، أخبرنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن مسروق ،قال : قال عبد الله : « بينا رجل ممن كان قبلكم في أرض يشقها إذ مرت به عثانة (1)فسمع فيها صوتا : اذهبي إلى أرض فلان فاسقيه فخرج الرجل يمشي في ظلها حتى انتهىإلى أرض الرجل وقد تفقأت في نواحيها وهو قائم يسيل الماء فيها فقال له : أي شيءتصنع في أرضك ؟ قال : إذا أدرك الزرع قسمته ثلاثة أثلاث فرددت في الأرض ثلثاوتصدقت بثلث وحبست لعيالي ثلثا » ، قال مسروق : فكان عبد الله يرسلني على أرضه كلعام براذان فأصنع فيها مثل هذا
__________
(1) العثان : الدخان من غير نار أو الغبار أو أثره
(1/15)
15 - حدثنا عبد الله بن عفان ، حدثني عطاء بن مسلم الحلبي ، عن العمري ، قال خواتبن جبير : أصاب الناس قحط (1) شديد على عهد عمر بن الخطاب فخرج عمر بالناس يصليبهم ركعتين وخالف بين طرفي ردائه (2) جعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين ثمبسط يده فقال : « اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك » قال : فما برح من مكانه حتى مطروافبينا هم كذلك إذا أعراب قدموا المدينة فأتوا عمر بن الخطاب فقالوا : يا أميرالمؤمنين بينا نحن بوادينا يوم كذا وكذا ، إذ أظلنا غمام وسمعنا بها صوتا يناديأتاك الغوث أبا حفص أتاك الغوث (3) أبا حفص
__________
(1) القحط : الجدب والجفاف واحتباس المطر وعدم نزوله
(2) الرداء : ما يوضع على أعالي البدن من الثياب
(3) الغوث : الإعانة والنصرة
(1/16)
16 - حدثني محمد بن عثمان العجلي ، حدثني سليمان بن أحمد ، حدثني محمد بن حبيبالرملي ، عن ابن لهيعة ، عن مالك بن الأزهر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن عمر بعثسعد بن أبي وقاص على العراق فسار حتى إذا كان بحلوان أدركته صلاة العصر وهو في سفحجبلها فأمر مؤذنه نضلة فنادى بالأذان فقال : الله أكبر الله أكبر ، فأجابه مجيب منالجبل كبرت يا نضلة كبيرا . فقال : أشهد أن لا إله إلا الله قال : كلمة الإخلاصقال : أشهد أن محمدا رسول الله قال : بعث النبي قال : حي على الصلاة قال : البقاء؛ لأنه محمد قال : حي على الفلاح قال : كلمة مقولة قال : الله أكبر الله أكبر قال: كبرت كبيرا قال : لا إله إلا الله ، فانفلق الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس واللحيةهامته مثل الرحى فقال له : من أنت ؟ قال : أنا زريب بن ثرملا وصي العبد الصالحعيسى ابن مريم ، دعا ربه عز وجل لي بطول البقاء وأسكنني هذا الجبل على نزوله منالسماء فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويتبرأ مما فعله النصارى ، ما فعل النبي ؟ قلنا: قبض فبكى بكاء شديدا حتى خضب لحيته بالدموع قال : من قام فيكم بعده قلنا أبو بكرقال : ما فعل ؟ قلنا : قبض قال : فمن قام فيكم بعده ؟ قلنا عمر قال : فأقرئوه منيالسلام وقولوا له : يا عمر سدد وقارب فإن الأمر قد تقارب ، خصال إذا رأيتها في أمةمحمد فالهرب الهرب ، إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء وكان الولد غيظاوالمطر قيظا وزخرفت المساجد وزوقت المساجد وتعلم عالمهم ليأكل به دنياهم ، وخرجالغبي فقام له من هو خير منه ، وكان أكل الربا فيهم شرفا ، والقتل فيهم عزا فالهربالهرب ، قال : فكتب بها سعد إلى عمر فكتب عمر ، صدقت ؛ سمعت رسول الله صلى اللهعليه وسلم يقول : « في بيت الجبل وصي عيسى ابن مريم فأقرئه مني السلام » فأقام سعدبنفس المكان أربعين صباحا ينادي يا ثرملا ، فلا يجاب
(1/17)
17 - حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري ، حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا عبيد الله بن طلحة، عن أبي جعفر محمد بن علي قال : « لما ظهر سعد على حلوان العراق بعث جعونة بننضلة في الطلب قال : فأتينا على غار أو نقب فحضرت الصلاة قال : فأذنت فقلت : اللهأكبر الله أكبر فأجابني مجيب من الجبل كبرت كبيرا قال : فاختبأت جزعا (1) قال :فقلت : أشهد أن لا إله إلا الله قال : أخلصت فالتفت يمينا وشمالا فلم أر أحدا قال: قلت : أشهد أن محمدا رسول الله قال : نبي بعث ، قلت : حي على الصلاة قال : فريضةوضعت قلت : حي على الفلاح قال : قد أفلح من أجابها استجاب لها كل ملك يقول ،فالتفت فلم أر أحدا قال : قلت : جني أنت أم إنسي ؟ ائت ، فأشرف علي شيخ أبيض الرأسواللحية فقال : أنا زريب بن ثرملا من حواريي عيسى ابن مريم وأنا أشهد أن لا إلهإلا الله وأن محمدا رسول الله وأنه الحق وأنه جاء بالحق من عند الحق وقد علمتمكانه فأردته فحال بيني وبينه كفار فارس فأقرئ صاحبك السلام فكتب سعد إلى عمر فكتبعمر : ابغونيه الرجل فطلب فلم يوجد »
__________
(1) الجزع : الخوف والفزع وعدم الصبر والحزن
(1/18)
18 - حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي ، حدثنا حسين بن علي الجعفي ، عن ابن جريج ،عن عطاء « أن رجلا أهل هلالا بفلاة (1) من الأرض فسمع قائلا يقول : اللهم أهلهعلينا بالأمن والإيمان والسلام والإسلام والهدى والمغفرة والتوفيق لما ترضى والحفظلما تسخط ، ربي وربك الله ، فلم يزل يلقنهن حتى حفظتهن ولم أر أحدا »
__________
(1) الفلاة : الصحراء والمفازة ، والقفر من الأرض ، وقيل : التي لا ماء بها ولاأنيس
(1/19)
19 - حدثني القاسم بن هاشم ، حدثنا آدم بن أبي إياس ، حدثنا إسماعيل بن عياش ،حدثنا معان بن رفاعة السلامي ، عن إبراهيم بن عبد الرحمن ، قال : « مر يحيى بنزكريا عليهما السلام على قبر دانيال فسمع صوتا ، والقبر يقول : سبحان من تعزز بالعزةوقهر العباد بالموت ، ثم مضى يحيى فإذا هو بصوت من السماء يقول : أنا الذي تعززتبالعزة وقهرت العباد بالموت ، من قالهن استغفرت له السماوات والأرضون ومن فيهن »
(1/20)
20 - حدثني محمد بن الحسين ، وعلي بن إبراهيم السهمي ، وغيرهما قالوا : حدثنا داودبن المحبر ، عن عبد الواحد بن الخطاب ، قال : « أقبلنا قافلين (1) من بلاد الرومنريد البصرة حتى إذا كنا بين الرصافة وحمص سمعنا صائحا يصيح من تلك الرمال سمعتهالآذان ولم تره الأعين يقول : يا مستور يا محفوظ اعقل في ستر من أنت ، فإذا كنت لاتعقل في ستر من أنت فاتق الدنيا فإنها جمر الله عز وجل فإن كنت لا تتقيها فاجعلهاشركا ثم انظر أين تضع قدميك منها »
__________
(1) قفل : عاد ورجع
(1/21)
21 - حدثنا سعيد بن سليمان ، وهارون بن عبد الله ، قالا : حدثنا محمد بن يزيد بنخنيس ، قال وهيب بن الورد ، قال رجل : « بينا أسير في أرض الروم ذات يوم سمعتهاتفا فوق رأس الجبل وهو يقول : يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يرجو أحدا غيرك ؟ ثم دعاالثانية فقال : يا رب عجبت لمن يعرفك كيف يستعين على أمره غيرك ؟ ثم دعا الثالثةفقال : يا رب ، عجبت لمن يعرفك كيف يتعرض لشيء من غضبك برضا غيرك ؟ قال : فناديتهفقلت : أجني أنت أم إنسي ؟ قال : بل إنسي اشغل نفسك بما يعنيك عما لا يعنيك »
(1/22)
22 - حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن وهيب بن الورد، قال : « بينما أنا في السوق ، إذ أخذ أحد بقفاي فقال : يا وهيب خف الله علىقدرته عليك واستحي من الله في قربه منك فالتفت فلم أر أحدا »
(1/23)
23 - حدثني محمد بن العباس ، وإسماعيل بن أبي الحارث ، قالا : حدثنا داود بنالمحبر ، حدثنا المبارك بن فضالة ، عن ثابت البناني ، قال : « إنا لوقوف بجبلعرفات وإذا شابان عليهما العباء (1) القطواني ينادي أحدهما صاحبه يا حبيب ، فيقولالآخر : أينك أيها المحب ، قال : ترى الذي تحاببنا فيه وتواددنا له معذبنا غدا فيالقبر ؟ قال : فسمعنا مناديا سمعته الآذان ولم تره الأعين يقول : لا ليس بفاعل »وهذا لفظ محمد بن العباس
__________
(1) العباء : كساء مشقوق واسع بلا كمين يُلبس فوق الثياب
(1/24)
24 - حدثني مشرف بن أبان أبو ثابت ، حدثني عبد العزيز بن أبان ، وليس بالقرشي قال: « كنت أصلي ذات ليلة أو كنت نائما فهتف بي هاتف : يا عبد العزيز كم منظف الثوبحسن الصورة يتقلب بين الجب وجهنم غدا »
(1/25)
25 - حدثني أبو ثابت الخطاب ، حدثني رجاء بن عيسى ، قال : قال لي عمرو بن جرير : «تدري أي شيء كان سبب توبتي ؟ خرجت مع أحداث بالكوفة فلما أردت أن آتي المعصية هتفبي هاتف : ( كل نفس بما كسبت رهينة (1) ) »
__________
(1) سورة : المدثر آية رقم : 38
(1/26)
26 - حدثني علي بن الحسن بن أبي مريم ، عن إسحاق بن منصور بن حيان ، حدثني محمد بنالفضل ، عن أبي أسماء ، « أن رجلا دخل غيضة فقال : لو خلوت هاهنا بمعصية من كانيراني فسمع صوتا يملأ ما بين حافتي الغيضة (1) ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيفالخبير (2) ) »
__________
(1) الغيضة : الأجمة وهي الشجر الملتف
(2) سورة : الملك آية رقم : 14
(1/27)
27 - حدثني علي بن الجعد ، عن علي بن عاصم ، حدثنا المستلم بن سعيد ، قال : « كانرجل بأرض طبرستان قال : وصل أرضا أشبة كثيرة الشجر ، قال : فبينما هو يسير إذ نظرإلى ورق الشجر قد جف فتساقط وتراكم بعضه على بعض فجعل يفكر في نفسه وهو يسير أترىالله عز وجل يحصي هذا كله ؟ فسمع مناديا ينادي ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيفالخبير (1) ) »
__________
(1) سورة : الملك آية رقم : 14
(1/28)
28 - حدثنا أبو نصر التمار ، حدثنا مسكين أبو فاطمة ، عن مزرع بن موسى ، عن عمروبن قيس الملائي ، قال : « بينما أنا أطوف بالكعبة إذا برجل نأى (1) عن الناس ، وهويقول : من أتى الجمعة وصلى قبل الإمام وصلى مع الإمام وصلى بعد الإمام كتب منالقانتين (2) ، ومن أتى الجمعة فلم يصل قبل الإمام ولا مع الإمام ولا بعد الإمامكتب من الفائزين ثم غاب فلم أره فلما كان في الجمعة الثانية رأيته نائيا من الناسوهو يقول مثل مقالته ثم غاب فلم أره فدخلت من باب الصفا فطلبته بأبطح مكة فلم أجدهفسألت عليه أصحابي قال : فأخبرتهم فقالوا : الخضر قلت : الخضر ؟ »
__________
(1) نأى : ابتعد
(2) القانت : المطيع العابد الذاكر لله تعالى القائم بأمره
(1/29)
29 - حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي ، حدثني محرز بن أبي خديج ، عن سفيان بن عيينة، قال : « رأيت رجلا في الطواف حسن الوجه حسن الثياب منيفا على الناس قال : فقلتفي نفسي : ينبغي أن يكون عند هذا علم قال : فأتيته فقلت له : تعلمنا شيئا فقل شيئا، فلم يكلمني حتى فرغ من طوافه ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين خفف فيهما ثم أقبلعلينا فقال : أتدرون ماذا قال ربكم ؟ قلنا : وماذا قال ربنا ؟ قال الهاتف أسمعهقال : أنا الله الملك الذي لا يزول فهلموا إلي أجعلكم ملوكا لا تزولون ثم قال :أتدرون ماذا قال ربكم ؟ قلنا : وماذا قال ربنا ؟ قال : أنا الله الحي الذي لا يموتفهلموا إلي أجعلكم أحياء لا تموتون ثم قال : أتدرون ماذا قال ربكم ؟ قلنا : ماذاقال ربنا ؟ قال : أنا الله الملك الذي إذا أردت أمرا أقول له كن فيكون فهلموا إليأجعلكم إذا أردتم أن تقولوا للشيء كن فيكون » ، قال ابن عيينة : فذكرته لسفيانالثوري فقال : كان ذلك الخضر ولكن لم تعقل
(1/30)
30 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن مالك بن دينار ،قال : سمع صوت يوم أصيب عمر بتبالة ليلا ليبك على الإسلام من كان باكيا فقد أوشكواهلكى وما قدم العهد فأدبرت الدنيا وأدبر خيرها وقد ملها من كان يوقن بالوعد
(1/31)
31 - حدثني محمد بن نصر بن الوليد ، عن أبي عبد الرحمن الطائي ، عن أبي حمزةالثمالي ، عن رجل ، قال : « بينما أنا في جبال مكة إذ وجدت قرطاسا فيه كتاب » بسمالله الرحمن الرحيم براءة لعمر بن عبد العزيز من النار « وسمعت قائلا يقول : دانالزمان وذل السلطان وخسر الشيطان لعمر بن عبد العزيز » قال : فوالله ما لبثنا (1)إلا أياما حتى أنبئنا بوفاته فلما مات أتيت هذا الموضع الذي وجدت فيه القرطاس فإذاأنا بصوت أسمع ولا أرى الوجه يقول : عنا فداك مليك الناس صالحة في جنة الخلدوالفردوس يا عمر أنت الذي لا نرى عدلا يسر به من بعده ما جرت شمس ولا قمر
__________
(1) لبث : مكث وانتظر وأقام
(1/32)
32 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني سليمان بن أيوب ، سمعت عباد بن عباد المهلبييذكر « أن رجلا من أهل البصرة تنسك ثم مال إلى الدنيا والسلطان فبنى دارا وشيدهاوأمر بها ففرشت له وجهزت فاتخذ مأدبة (1) وصنع طعاما ودعا الناس فجعلوا يدخلونعليه فيأكلون ويشربون وينظرون إلى بنائه ويتعجبون منه ويدعون ويتفرقون قال : فمكثبذلك أياما حتى فرغ من أمر الناس ثم جلس ونفر من خاصة إخوانه فقال : قد تزايدسروري بداري هذه وقد حدثت نفسي أن أتخذ لكل واحد من ولدي مثلها فأقيموا عندي أيامااستمتع بحديثكم وأشاوركم فيما أريد من هذا البناء لولدي ، فأقاموا عنده أيامايلهون ويشاورهم كيف يبني لولده وكيف يريد أن يصنع ، فبينا هم ذات يوم في لهوهم حدثإذ سمعوا قائلا يقول من أقاصي الدار : يا أيها الباني الناسي منيته (2) لا تنسموتك إن الموت مكتوب على الخلائق إن سروا وإن فرحوا فالموت حتم لذي الآمال منصوبلا تبنين ديارا لست تسكنها وراجع النسك كيما يغفر الحوب قال : ففزع لهذا أصحابهفزعا شديدا وراعهم ما سمعوا من هذا فقال لأصحابه : هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعمقال : فهل تجدون ما أجد ؟ قالوا : وما تجده ؟ قال : أجد والله مسكة على بدني ماأراها إلا علة الموت قالوا : كلا بل البقاء والعافية قال : فبكى ثم أقبل عليهمفقال : أنتم أخلائي وإخواني فما لي عندكم ؟ قالوا : مرنا بما أحببت من أمرك قال :فأمر بالشراب فأهريق (3) ثم أمر بالملاهي فأخرجت ثم قال : اللهم إني أشهدك ومن حضرمن عبادك أني تائب إليك من جميع ذنوبي نادم على ما فرطت أيام مهلتي وإياك أسأل إذاهديتني أن تتم علي نعمتك باقي أيامي في طاعتك وإن أنت قبضتني إليك أن تغفر لي ذنوبيتفضلا منك علي واشتد به الأمر فلم يزل يقول : الموت والله الموت والله حتى خرجتنفسه فكان الفقهاء يرون أنه مات على توبة »
__________
(1) المأدبة : الطعام يصنعه الرجل يدعو إليه الناس
(2) المنية : الموت
(3) هراق : سكب وصب
(1/33)
33 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني يوسف بن الحكم الرقي ، حدثني فياض بن محمدالرقي ، أن عمر بن عبد العزيز ، بينما هو يسير على بغلة (1) ومعه ناس من أصحابهإذا هو بجان ميت على قارعة (2) الطريق فنزل عمر فأمر به فعدل به عن الطريق ثم حفرله فدفنه وواراه (3) ثم مضى فإذا هو بصوت عال يسمعونه ولا يرون أحدا وهو يقول :ليهنك البشارة من الله يا أمير المؤمنين ، أنا وصاحبي هذا الذي دفنته آنفا منالنفر من الجن الذي قال الله عز وجل ( وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن(4) ) وإنا لما أسلمنا وآمنا بالله وبرسوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيهذا : « أما إنك ستموت في أرض غربة يدفنك فيها يومئذ خير أهل الأرض »
__________
(1) البغلة : المتولدة من بين الحمار والفرس ، وهي عقيمة
(2) قارعة الطريق : هي وسطه وقيل أعلاه
(3) وارى : ستر وأخفى وغيب وغطى
(4) سورة : الأحقاف آية رقم : 29
(1/34)
34 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني أبو الوليد الكندي ، حدثنا كثير بن عبد اللهأبو هاشم الناجي ، قال : قال الحسن : دخلنا على أبي الرجاء العطاردي ، فسألناه هلعندك علم بالجن ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فتبسم وقال : « أخبركم بالذيرأيت وبالذي سمعت كنا في سفر حتى إذا نزلنا على الماء وضربنا أخبيتنا (1) وذهبتأقيل إذا بحية دخلت الخباء وهي تضطرب فعمدت إلى إداوتي (2) فنضحت (3) عليها منالماء فلما نضحت (4) عليها سكنت وكلما حبست عنها الماء اضطربت حتى أذن المؤذنبالرحيل فقلت لأصحابي : انتظروني حتى أعلم علم هذه الحية إلى ما يصير فلما مكثناللعصر ماتت فعدت إلى عيبتي فأخرجت منها خرقة (5) بيضاء فلففتها وحفرت لها فدفنتهاوسرنا بقية يومنا هذا وليلتنا حتى إذا أصبحنا ونزلنا على الماء وضربنا أخبيتناوذهبت أقيل فإذا أنا بأصوات : سلام عليك لا واحد ولا عشرة ولا مائة ولا ألف أكثرمن ذلك فقلت : من أنتم ؟ قالوا : نحن الجن بارك الله عليك قد اصطنعت إلينا ما لانستطيع أن نجازيك ، قلت : وما اصطنعت إليكم ؟ قالوا : إن الحية التي ماتت عندك كانذلك آخر من بقي ممن بايع النبي صلى الله عليه وسلم من الجن »
__________
(1) الأخبية : مفردها خباء وهي الخيمة
(2) الإداوة : إناء صغير من جلد يحمل فيه الماء وغيره
(3) النضح : الرش بالماء
(4) النضح : الرشّ
(5) الخرقة : القطعة من الثوب الممزق
(1/35)
35 - حدثني محمد بن عباد بن موسى العكلي ، حدثنا مطلب بن زياد الثقفي ، حدثنا أبوإسحاق « أن ناسا من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا في مسير لهم وأن حيتيناقتتلتا فقتلت إحداهما الأخرى فعجبوا لطيب ريحها وحسنها فقام بعضهم فلفها في خرقةثم دفنها فإذا قوم يقولون : السلام عليكم - لا يرونهم - أيكم دفن عمرا ، إنمسلمينا وكفارنا اقتتلوا فقتل مسلمنا وكان من الرهط (1) الذين أسلموا مع النبي صلىالله عليه وسلم »
__________
(1) الرهط : الجماعة من الرجال دون العشرة
(1/36)
36 - حدثنا خالد بن خداش ، حدثني معلى الوراق ، عن مالك بن دينار ، قال : « دخلتعلى جار لنا مريض أعوده فقلت له : عاهد الله عز وجل أن تتوب لعله أن يشفيك قال :هيهات يا أبا يحيى ، أنا ميت ذهبت أعاهد كما كنت أعاهد فإذا هاتف من ناحية البيتيقول : عاهدناك مرارا قد وجدناك كذابا قال : فما خرج مالك من الدار حتى سمعالنائحة (1) عليه »
__________
(1) النائحة : الباكية على الميت بجزع وعويل لها أو لغيرها
(1/37)
37 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني يحيى بن السكن ، حدثنا الهيثم بن جماز ، عنيحيى بن أبي كثير ، قال : « دخلت على رجل أعوده (1) فوجدته جزعا (2) من الذنوبنادما على ما سلف من عمله قلت : استعتبت ؟ قال : هيهات هيهات قد سألته مرة بعد مرةواستقلته مرة من بعد أخرى فأقالني فلما كانت مرضتي هذه قلت : أقلني فلن أعود أبدافسمعت صوتا من ناحية بيتي يا هذا قد أقلناك فوجدناك كذابا »
__________
(1) العيادة : زيارة الغير
(2) الجزع : الخوف والفزع وعدم الصبر والحزن
(1/38)
38 - حدثني عبيد الله بن عمرو ، حدثنا يحيى ، عن الحسن بن عطية ، حدثني موسى بنأبي حبيب ، عن عبد المجيد صاحب مصر الذي مدحه أبو نواس قال : قال لي أبو نواس ، «خرجت إلى الكوفة فلما صرت بطيزناباذ حضرني عنب ، فقلت : » بطيزناباذ كرم ؟ ما مررتبه إلا تعجبت مما يشرب الماء ؟ فجاءني هاتف من تحت الشجرة وفي جهنم ماء ما تجرعهخلق فأبقى له في البطن أمعاء «
(1/39)
39 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثني داود بن المحبر ، حدثني سوادة بن أبي الأسود ،قال : إن أبا خليفة العبدي ، قال : « مات ابن لي صغير فوجدت (1) عليه وجدا شديدافارتفع عني النوم فوالله إني ذات ليلة في بيتي على سريري وليس في البيت أحد وإنيمفكر في ابني إذ نادى مناد من ناحية البيت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ياأبا خليفة قلت : وعليك السلام ورحمة الله قال : ورعبت رعبا شديدا قال : فتعوذ ثمقرأ آيات من آخر سورة آل عمران حتى انتهى إلى هذه الآية ( وما عند الله خيرللأبرار (2) ) ثم قال : يا أبا خليفة قلت : لبيك (3) قال : ماذا تريد ؟ تريد أنتخص بالحياة في ولدك دون الناس ؟ أنت أكرم على الله أم محمد صلى الله عليه وسلم ؟قد مات ابنه إبراهيم فقال : » تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط (4) الرب «أم تريد أن يرفع الموت عن ولدك ؟ وقد كتبه الله على جميع الخلق ، أم ماذا تريد ؟تريد أن تسخط على الله في تدبير خلقه ؟ والله لولا الموت ما وسعتهم الأرض ولولاالأسى ما انتفع المخلوقون بعيش ثم قال : ألك حاجة ؟ قلت : من أنت يرحمك الله ؟ قال: امرؤ من جيرانك من الجن »
__________
(1) الوجد : الغضب ، والحزن والمساءة وأيضا : وَجَدْتُ بِفُلانَة وَجْداً، إذاأحْبَبْتها حُبّا شَديدا.
(2) سورة : آل عمران آية رقم : 198
(3) التلبية : أصل التلبية الإقامة بالمكان ، وإجابة المنادي ، ولبيك أي إجابة لكبعد إجابة
(4) السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به
(1/40)
40 - حدثني أبو محمد الحسن بن علي ، حدثنا أبو بكر بن زبريق ، حدثنا أيوب بن سويد، حدثني يحيى بن زيد الباهلي ، عن عمر بن عبد الله الليثي ، عن واثلة بن الأسقع ،قال : « كان إسلام الحجاج بن علاط البهزي ثم السلمي أنه خرج في ركب من قومه يريدمكة فلما جن عليهم الليل في واد مخوف موحش فقال له أصحابه : يا أبا كلاب قم فخذلنفسك وأصحابك أمانا فقام الحجاج فجعل يطوف حولهم ويكلؤهم ويقول : أعيذ نفسي وأعيذصحبي من كل جني بهذا النقب حتى أءوب سالما وركبي قال : فسمعت صوتا يقول : ( يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا لا تنفذونإلا بسلطان (1) ) قال : فلما قدموا المدينة خبر به في نادي قريش فقالوا : صبأت (2)والله يا أبا كلاب ، إن هذا مما يزعم محمد أنه أنزل عليه قال : قد والله سمعتهوسمعه هؤلاء معي فبينا هم كذلك إذ جاء العاص بن وائل فقالوا له : يا أبا هشام ، ماتسمع ما يقول أبو كلاب ؟ قال : وما يقول ؟ فأخبر بذلك فقال : وما يعجبكم من ذلك إنالذي سمع هناك هو الذي ألقي على لسان محمد فنهاني القوم عنه ولم يزدني في الأمرإلا بصيرة فقال ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم : فأخبرت أنه خرج من مكة إلى المدينةفركبت راحلتي (3) وانطلقت حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأخبرته بماسمعت فقال : » سمعت والله الحق هو والله من كلام ربي الذي أنزل علي ولقد سمعت حقايا أبا كلاب « فقلت : يا رسول الله ، علمني الإسلام فشهدني كلمة الإخلاص وقال : »سر إلى قومك فادعهم إلى مثل ما أدعوك إليه فإنه الحق «
__________
(1) سورة : الرحمن آية رقم : 33
(2) صبأ الرجل وصبا : ترك دين قومه ودان بآخر
(3) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى
(1/41)
باب هواتف القبور
(1/42)
41 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير العبدي ، حدثني محمد بن عيسى أبو عبد اللهالوابشي ، قال : سمعت شيخا من الكوفيين اسمه محمد بن عبد الله ، قال : خرج عمر بنعبد العزيز في جنازة فلما دفنها قال لأصحابه : دعوني حتى آتي قبر الأحبة قال : «فأتاهم فجعل يدعو ويبكي إذ هتف به التراب فقال : يا عمر ، ألا تسألني ما فعلتبالأحبة ؟ قال : فما فعلت بهم ؟ قال : مزقت الأكفان وأكلت اللحم وشدخت المقلتينوأكلت الحدقتين (1) ونزعت الكفين من الساعدين والساعدين (2) من العضدين والعضدينمن المنكبين والمنكبين من الصلب والقدمين من الساقين والساقين من الفخذين والفخذينمن الورك والورك من الصلب (3) قال : وعمر يبكي فلما أراد أن ينهض قال له التراب :ألا أدلك على أكفان لا تبلى ؟ قال : وما هي ؟ قال : تقوى الله عز وجل والعملالصالح »
__________
(1) الحدقة : سواد مستدير وسط العين
(2) الساعد : ما بين المرفق والكتف
(3) الصلب : الظهر
(1/43)
42 - حدثني أبو عبد الرحمن القرشي ، حدثني العلاء بن أبي الصهباء التيمي ، عن سواربن مصعب الهمداني ، عن أبيه ، « أن أخوين كانا جارين وكان كل واحد منهما يجدبصاحبه وجدا (1) لم ير مثله فخرج الأكبر إلى أصفهان فقدم وقد مات الأصغر فاختلف إلىقبره سبعة أشهر فلما حضر أجله إذا هاتف هتف من خلفه : يا أيها الباكي على غيرهنفسك أصلحها ولا تبكه إن الذي تبكي على إثره يوشك أن تسلك في سلكه فالتفت فلم يرخلفه أحدا فاقشعر وحم فهرع إلى أهله فلم يلبث (2) إلا ثلاثا حتى مات فدفن إلى جنبهفكانت كل واحدة من قوله يوشك يوما »
__________
(1) الوجد : الغضب ، والحزن والمساءة وأيضا : وَجَدْتُ بِفُلانَة وَجْداً، إذاأحْبَبْتها حُبّا شَديدا.
(2) اللبث : الإبطاء والتأخير والانتظار والإقامة
(1/44)
43 - حدثني سعيد بن يحيى القرشي ، قال : سمعت أبي يذكر عن شرقي بن قطامي ، قال :كان رجلان بينهما إخاء ومودة فتصارما فمات أحدهما في الصرم فدفن بالدوم فمر الباقيبقبر الميت فلم يعرج عليه ولم يسلم فهتف به هاتف من القبر أجدك تطوي الدوم ليلاولا ترى عليك لأهل الدوم أن تتكلما وبالدوم ثاو لو ثويت مكانه فمر بأهل الدوم عاجفسلما تجدد صرما (1) أنت كنت بدأته ولا أنا فيه كنت أسوا وأظلما
__________
(1) الصرم : الهجر
(1/45)
44 - حدثني الحسن بن سليمان ، حدثنا روح بن عبد المؤمن المقرئ ، حدثني إبراهيم بنعبد الله النميري ، عن بقية الزهراني ، قال : سمعت ثابتا البناني قال : « بينا أناأمشي في المقابر إذا بهاتف يهتف من ورائي يقول : يا ثابت لا يغرنك (1) سكونها فكممن مغموم فيها ، قال : فالتفت فلم أر أحدا »
__________
(1) غره : خدعه
(1/46)
45 - حدثني سلمة بن شبيب ، حدثنا سهل بن عاصم ، حدثنا وداع بن مرجى بن وداع ، قال: سمعت بشر بن منصور يقول : قال لي عطاء الأزرق : « إذا حضرت المقابر فليكن قلبكفيما أنت بين ظهرانيه (1) ، فإني بينما أنا نائم ذات ليلة في المقابر إذ تفكرت فيشيء ، فإذا أنا بصوت يقول : إليك يا غافل إنما أنت بين ناعم في نعيمه مدلل ، أومعذب في سكراته يتقلب »
__________
(1) بين ظهرانيه : بينهم
(1/47)
46 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثنا حكيم بن جعفر ، قال : سمعت صالحا المري ، يقول: « دخلت المقابر يوما في شدة الحر فنظرت إلى القبور خامدة كأنهم قوم صموت فقلت :سبحان من يجمع بين أرواحكم وأجسادكم بعد افتراقها ثم يحييكم وينشركم من بعد طولالبلى قال : فناداني مناد من بين تلك الحفر : يا صالح ( ومن آياته أن تقوم السماءوالأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون (1) ) قال : فسقطت واللهلوجهي جزعا (2) من ذلك الصوت »
__________
(1) سورة : الروم آية رقم : 25
(2) الجزع : الخوف والفزع وعدم الصبر والحزن
(1/48)
47 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثنا داود بن المحبر ، حدثنا ليث بن سعيد بن هاشم ،عن أبيه ، قال : « أعرس رجل من الحي لابنه فاتخذ لذلك لهوا وكانت منازلهم إلى جانبالمقابر قال : فوالله إنهم لفي لهوهم ذلك إذ سمعوا صوتا منكرا أفزعهم قال : فأصغوامطرقين فإذا هاتف من بين القبور يقول : يا أهل لذات لهو لا تدوم لهم إن المناياتبيد اللهو واللعبا كم قد رأيناه مسرورا بلذته أمسى فريدا من الأهلين مغتربا قال :فوالله إن لبثت بعد ذلك إلا أياما حتى مات الفتى المتزوج »
(1/49)
48 - حدثنا أبو الحسن البصري ، حدثني رباح شيخ كان ينزل بالعدوية ، عن جار له قال: « مررت بالمقابر فترحمت عليهم فهتف هاتف : نعم فترحم عليهم ؛ فإن فيهم المهموموالمحزون »
(1/50)
49 - حدثني أبو الحسن البصري ، حدثني سعيد بن حسان ، قال : بينا ركب في فلاة (1)من الأرض في ليلة ظلماء ووراءهم تحيط المقابر إذا هاتف يقول لهم : أيها الركبالمخبون وعلى الأرض مجدون فكما أنتم كنا وكما نحن تكونون
__________
(1) الفلاة : الصحراء والأرض الواسعة التي لا ماء فيها
(1/51)
50 - حدثني محمد بن يحيى المروزي ، عن محمد بن إسماعيل الجعفري ، عن عمه موسى بنجعفر بن إبراهيم ، قال : « سمع ليلة مات علي بن عبد الله بن جعفر في جانب بيتهشهيق كشهيق المرأة الحسنة الصوت وهو يقول : لقد فارق الدنيا علي فأعولي بني هاشمإن كان ينفعك الحزن لقد مات خير الناس إلا محمدا ربيع اليتامى والصحيح من الإبن »
(1/52)
51 - حدثني القاسم بن الهاشم بن سعيد ، حدثنا أبو اليمان ، حدثنا صفوان بن عمرو ،عن سليمان بن يسار الحضرمي ، قال : كان ناس يسيرون ليلا عند باب الشرق مما يليالمقابر فسمعوا صوتا من قبر يقول : يا أيها الركب سيروا من قبل أن لا تسيروا فكماكنتم كنا فغيرنا ريب المنون وسوف كما كنا تكونون
(1/53)
52 - حدثني عمار بن نصر أبو ياسر المروزي ، حدثنا بقية بن الوليد ، حدثنا صفوان ،عن عبد الرحمن بن جبير ، عن يزيد بن شريح ، أنه سمع صوت من قبل المقابر « إن تروناليوم أمثالنا بعدها أمثالكم وكنا أقرانا في الحياة كشكلكم فتلك البيداء تسفيرياحها ونحن في مقصورة لا ننالكم فمن يك منا فليس براجع فتلك ديارنا وهي مصيركم »
(1/54)
53 - حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ، حدثني سحيم بن ميمون ، وكان من جلساءالليث بن سعد قال : « كان رجل نائما في مقبرة فسمع هاتفا يقول أنعم الله بالخليلينعينا وبمسراك يا أميم إلينا فأجابه مجيب فقال : وما ينفعها وأبوها ساخط عليها فلماأصبح الرجل إذا بقبر يحفر ورجل هناك فسأل عن القبر وأخبره بما سمع فقال : هذانقبرا ابني وهذه الميتة أمهما وقد كنت ساخطا (1) عليها أما لأقرن أعينهما بالرضاعنها قال : فرضي عنها وولي أمرها حتى واراها (2) »
__________
(1) السخط : الغضب أو كراهية الشيء وعدم الرضا به
(2) وارى : ستر وأخفى وغيب وغطى
(1/55)
54 - حدثني سعيد بن يحيى الأموي ، قال : سمعت أبي يذكر عن أبي بكر بن عياش ، عنحفار ، كان في بني أسد قال : فمررت بالحفار فحدثني كما حدثني أبو بكر ، عنه قال :« كنت أنا وشريك نتحارس مقبوري أسد ليلا في المقابر إذ سمعت قائلا يقول : قبر منيا عبد الله ؟ قال : ما لك يا جابر ؟ قال : غدا تأتينا أمنا قال : وما تنفعنا لاتصل إلينا إن أبي قد غضب عليها وحلف أن لا يصلي عليها قال : فجعلا يكرران ذلكمرارا فجئت لشريكي فجعل يسمع الصوت ولا يفهم الكلام فلقنته إياه ثم يفهم بفهمهفلما كان من غد جاءني رجل فقال : احفر لي هاهنا قبرا بين القبرين اللذين سمعتمنهما الكلام فقلت : اسم هذا جابر واسم هذا عبد الله ؟ فقال : نعم فأخبرته بماسمعت فقال : نعم قد كنت حلفت أن لا أصلي عليها ولا جرم لأكفرن عن يميني ولأصلينعليها ولأترحمن عليها قال : ثم مر بي بعد ذلك على عكاز ومعه إداوة فقال : إني أريدالحفر لمكان عيني تلك »
(1/56)
55 - حدثني محمد بن المثنى العنزي ، قال : وجدت في كتاب جدي علي بن طارق بن زيدالجعفي ، حدثنا الثمالي « أن رجلا خرج يتنزه فإذا هو بصوت من قبر ينادي هذا أبوناقد أتانا زائرا أحبب به زورا إلينا باكرا وخير ميت ضمن المقابرا جد إلينا عتبةمثابرا قد وحد الله زمانا صابرا عوض من توحيده أساورا في جنة الفردوس نزلا فاخراقال : فقلت : لا أبرح (1) اليوم حتى أعلم ما هذا الصوت الذي سمعت وعن الميت فجيءبجنازة رجل فسألتهم عنه فقيل : هذا رجل من الأنصار من بني سلمة وهذا ابنه عتبةوهذه ابنته عبيدة فدفنوه بينهما ثم انصرفوا »
__________
(1) برح المكان : زال عنه وغادره
(1/57)
56 - وحدثني محمد بن المثنى ، قال : ومن كتاب جدي ، حدثنا الكلبي ، « أن رجلا ماتبالمدينة فوله أبوه ولها شديدا ، وأن أباه أري في منامه أن ائت قبر ابنك فودعهفخرج يمشي حتى أتى قبره وهو رجل يقول الشعر فألقي على لسانه أن قال : يا صاحبالقبر الذي قد استوى هيجت لي حزنا على طول البلى حزنا طويلا يتأتى ما انقضى من غصصالموت وغم قد برى وضغطة القبر التي فيها الأذى ثم إن الرجل انصرف فنودي من خلفه :اسمع أحدثك بأمر قد أتى بخبر أوضح من ضوء الضحى عن غصص الموت وهم قد جلا وفرج أتاهمن بعد الرضا للقول بالتوحيد فيما قد خلا أثبت من ذاك جزيلا ووعى جنان فردوس رضيللفتى يدعو بها يانعها بما اشتهى ثم إن الصوت خمد وانصرف الرجل فما خطر له ابنهعلى باله حتى مات »
(1/58)
57 - حدثني إبراهيم بن عبد الله ، عن سعيد بن محمد الجرمي ، حدثنا أبو تميلة ،حدثنا زيد بن عمر التيمي ، حدثنا مجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، قال : كان صفوان بنأمية ، في بعض المقابر فإذا أنوار قد أقبلت ومعها جنازة فلما دنوا من المقبرة قال: انظروا قبر كذا وكذا قال : فسمع رجل صوتا من القبر حزينا موجعا يقول : أنعم اللهبالظعينة عينا وبمسراك يا أمين إلينا جزعا ما جزعت من ظلمة القبـ ـر ومن مسكالتراب أمينا قال : فأخبر القوم بما سمع فبكوا حتى أخضلوا (1) لحاهم ثم قال : هلتدري من أمينة ؟ قلت : لا ، قال : صاحبة السرير وهذه أختها ماتت عام أول فقالصفوان : قد علمنا أن الميت لا يتكلم فمن أين هذا الصوت ؟
__________
(1) أخضل : بلَّلَ بالدمع
(1/59)
58 - حدثني محمد بن الحسين ، حدثنا عبيد بن إسحاق الضبي حدثنا عاصم بن محمد العمري، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، قال : « بينا عمر بن الخطاب يعرض للناس إذ مر به رجلمعه ابن له على عاتقه (1) فقال عمر » ما رأيت غرابا أشبه بغراب من هذا بهذا فقالالرجل : أما والله يا أمير المؤمنين لقد ولدته أمه وهي ميتة قال : ويحك وكيف ذلك ؟قال : خرجت في بعث كذا وكذا وتركتها حاملا به فقلت : أستودع الله ما في بطنك فلماقدمت من سفري أخبرت أنها قد ماتت فبينما ، أنا ذات ليلة قاعد في البقيع مع بني عملي إذ نظرت فإذا ضوء شبه السراج في المقابر فقلت لبني عمي : ما هذا ؟ فقالوا : ماندري غير أنا نرى هذا الضوء كل ليلة عند قبر فلانة فأخذت معي فأسا ثم انطلقت نحوالقبر فإذا القبر مفتوح وإذا هو بحجر أمه فدنوت فناداني مناد أيها المستودع ربه خذوديعتك أما لو استودعته أمه لوجدتها ، قال : فأخذت الصبي وانضم القبر « قال : محمدبن الحسين : فسألت عثمان بن زفر عن هذا الحديث فقال : سمعته من عاصم بن محمد
__________
(1) العاتق : ما بين المنكب والعنق
(1/60)
باب هواتف الدعاء
(1/61)
59 - حدثني عبيد الله بن جرير العتكي ، حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، حدثناهمام ، عن الحجاج بن فرافصة ، قال : ، حدثني رجل من أهل فدك ، عن حذيفة ، قال : «بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول : اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدكالخير كله وإليك يرجع الأمر كله علانيته وسره أهل الحمد أنت وعلى كل شيء قدير ،اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني (1) فيما بقي من عمري وارزقني عملايرضيك عني إنك على كل شيء قدير ، فقلت للنبي صلى الله عليه وسلم : بينما أنا أصليإذ سمعت متكلما يقول كذا وكذا فنظرت فلم أر أحدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم :» ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك «
__________
(1) عصم : حمى ومنع وحفظ
(1/62)
60 - حدثنا عبيد الله بن جرير ، حدثنا عمرو بن كنيز أبو حفص ، حدثني يحيى بن حمادالهباري ، عن رجل ، عن الرجل الذي « أخذ وكان الحجاج بن يوسف قد طلبه فأتي بهالحجاج عشية (1) فأمر به فقيد بقيود كثيرة وأمر الحرس فأدخل في ثلاثة أبيات وأقفلتعليه وقال : إذا كان غدوة (2) فأتوني به قال : فبينا أنا مكب على وجهي إذ سمعتمناديا ينادي في الزاوية : يا فلان ، قلت : من هذا ؟ قال : ادع بهذا الدعاء قلت :بأي شيء أدعو ؟ قال : قل : يا من لا يعلم كيف هو إلا هو ، يا من لا يعلم قدرته إلاهو فرج عني ما أنا فيه ، قال : فوالله ما فرغت منها حتى تساقطت القيود من رجليونظرت إلى الأبواب مفتحة فخرجت إلى صحن الدار فإذا الباب الكبير مفتوح وإذا الحرسنيام ، عن يميني وعن شمالي فخرجت حتى كنت بأقصى واسط فلبثت (3) في مسجدها حتىأصبحت »
__________
(1) العشي : ما بين زوال الشمس إلى وقت غروبها
(2) الغُدْوة : البُكْرة وهي أول النهار
(3) اللبث : الإبطاء والتأخير والانتظار والإقامة
(1/63)
61 - حدثنا أبو إسحاق يعقوب بن يوسف ، مولى بني أسد ، حدثنا مالك بن إسماعيل ،حدثنا صالح بن أبي الأسود ، عن محفوظ بن عبد الله ، عن شيخ من حضرموت ، عن محمد بنيحيى ، قال : قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه « بينا أنا أطوف بالبيت إذ برجلمتعلق بأستار الكعبة وهو يقول : يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يغلطهالسائلون يا من لا يتبرم بإلحاح الملحين أذقني برد عفوك وحلاوة رحمتك ، قال : قلت: دعاؤك هذا عافاك الله ؟ قال لي : وقد سمعته ؟ قلت : نعم قال : فادع به في دبر كلصلاة فوالذي نفس الخضر بيده لو أن عليك من الذنوب عدد نجوم السماء وحصى الأرض لغفرالله عز وجل لك أسرع من طرفة عين »
(1/64)
62 - حدثني أبو ثابت مشرف بن أبان ، حدثنا محمد بن الحسن الهمداني ، عن عبيد اللهالجزري ، قال : « ألح رجل ذات ليلة على الدعاء فهتف به هاتف : يا هذا قل : يا سامعكل صوت ، يا بارئ النفوس بعد الموت ، ويا من لا تغشاه الظلمات ، ويا من لا تشتتعليه الأصوات ، ويا من لا يشغله صوت عن صوت ، قال : فما دعوت الله عز وجل بهذاالدعاء إلا استجاب لي »
(1/65)
63 - حدثني الحسن بن أبي مريم ، عن شعبة بن أبي الروحاء الحمال ، قال : « خرجت منالكوفة وأنا أريد المغيثة في نحو من ستين سنة قال : وكان الطريق إذ ذاك مخوفافأتيت العذيب فقال أهله : أين تريد ؟ قلت : المغيثة قالوا : إنه لم يمر بنا منذثلاثة أيام أحد يذهب ولا يجيء ، وإنا نخاف عليك ، فهذا الليل قد أقبل ، قال : قلت: لا ، لا أجد بدا من المضي قال : فخرجت من العذيب قال : وذلك عند المغرب فسرتأميالا قال : وجاء علي الليل وأنا على قعود (1) لي ، فبينا أنا كذلك إذا أنا بشخصيريدني ، فاستوحشت منه ثم دنوت فسمعته يقرأ القرآن ، قال : فسلمت فرد علي وقال :ما يحملك على التوحد ؟ قلت : طلب الخير قال : إن طلبت الخير فخير . قال : من أنترحمك الله ؟ قال : أقبلت من المصيصة وأنا أريد البصرة ثم هذا وجهي من البصرة ، ثمقال لي : أراك ذعرت (2) قال : قلت : أجل قال : أفلا أدلك على سر إذا أنت قلته أنستإذا استوحشت ، واهتديت به إذا ضللت ، ونمت إذا أرقت (3) ؟ قال : إي فعلمني رحمكالله . قال : قل : بسم الله ذي الشأن ، عظيم البرهان شديد السلطان ، كل يوم هو فيشأن لا حول ولا قوة إلا بالله ، فلم يزل يرددهن حتى حفظت
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى