وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


مجموع الفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني 661-لفصل الثاني728

اذهب الى الأسفل

مجموع الفتاوى  شيخ الإسلام ابن تيمية  أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني  661-لفصل الثاني728 Empty مجموع الفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني 661-لفصل الثاني728

مُساهمة من طرف خالد براهمه الجمعة أكتوبر 29, 2010 4:45 am

الفصل الثاني
وإذا كان الجن أحياء عقلاء مأمورين منهيينلهم ثواب وعقاب وقد أرسل اليهم النبى صلى الله عليه وسلم فالواجب على المسلم أنيستعمل فيهم ما يستعمله فى الإنس من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والدعوة الىالله كما شرع الله ورسوله وكما دعاهم النبى صلى الله عليه وسلم ويعاملهم إذاإعتدوا بما يعامل به المعتدون فيدفع صولهم بما يدفع صول الإنس وصرعهم للإنس قديكون عن شهوة وهوى وعشق كما يتفق للإنس مع الإنس وقد يتناكح الإنس والجن ويولدبينهما ولد وهذا كثير معروف وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عليه وكره العلماء مناكحةالجن وقد يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة مثل أن يؤذيهم بعض الإنس أويظنوا أنهم يتعمدو أذاهم إما ببول على بعضهم وإما بصب ماء حار وإما بقتل بعضهم وإنكان الإنسي لا يعرف ذلك وفى الجن جهل وظلم فيعاقبونهبأكثر مما يستحقه وقد يكون عن عبث منهم وشر بمثل سفهاء الإنس وحينئذ فماكان من الباب الأول فهو من الفواحش التى حرمها الله تعالى كما حرم ذلك علىالإنس وإن كان برضىالآخر فكيف إذا كان مع كراهته فإنه فاحشة وظلم فيخاطب الجن بذلكويعرفون أن هذا فاحشة محرمة أو فاحشة وعدوان لتقوم الحجة عليهم بذلك ويعلموا أنهيحكم فيهم بحكم الله ورسوله الذى أرسله إلى جميع الثقلين الإنس والجن وما كان منالقسم الثانى فان كان الإنسي لم يعلم فيخاطبون بأن هذا لم يعلم ومن لم يتعمد الأذىلا يستحق العقوبة وإن كان قد فعل ذلك فى داره وملكهعرفوا بأن الدار ملكه فله أن يتصرف فيها بما يجوز وأنتم ليس لكم أن تمكثوا فى ملكالإنس بغير أذنهم بل لكم ما ليس من مساكن الإنس كالخراب والفلواتولهذا يوجدون كثيرا فى الخراب والفلوات ويوجودون فى مواضع النجاسات كالحماماتوالحشوش والمزابل والقمامين والمقابر والشيوخ الذين تقترن بهم الشياطين وتكونأحوالهم شيطانية لا رحمانية يأوون كثيرا الى هذه الأماكن التى هى مأوى الشياطينوقد جاءت الآثار بالنهي عن الصلاة فيها لأنها مأوى الشياطين والفقهاء منهم من عللالنهى بكونها مظنة النجاسات ومنهم من قال أنه تعبد لا يعقل معناه والصحيح أن العلةفي الحمام وأعطان الإبل ونحو ذلك أنها مأوى الشياطين وفى المقبرة أن ذلك ذريعة إلىالشرك مع أن المقابر تكون أيضا مأوى للشياطين .

والمقصود أن أهل الضلالوالبدع الذين فيهم زهد وعبادة على غير الوجه الشرعى ولهم أحيانا مكاشفاتولهم تأثيرات يأوون كثيرا إلى مواضع الشياطين التى نهى عن الصلاة فيها لأنالشياطين تتنزل عليهم بها وتخاطبهم الشياطين ببعض الأمور كما تخاطب الكهان وكماكانت تدخل فى الأصنام وتكلم عابدي الأصنام وتعينهم فى بعض المطالب كما تعين السحرةوكما تعين عباد الأصنام وعباد الشمس والقمر والكواكب إذا عبدوها بالعبادات التىيظنون أنها تناسبها من تسبيح لها ولباس وبخور وغير ذلك فإنه قد تنزل عليهم شياطينيسمونها روحانية الكواكب وقد تقضي بعض حوائجهم أما قتل بعض أعدائهم أو إمراضه وإماجلب بعض من يهوونه وإما إحضار بعض المال و لكن الضرر الذي يحصل لهم بذلك أعظم منالنفع بل قد يكون أضعاف أضعاف النفع والذين يستخدمون الجن بهذه الأمور يزعمكثير منهم أن سليمان كان يستخدم الجن بها فإنه قد ذكر غير واحد من علماء السلف أن سليمان لما مات كتبتالشياطين كتب سحر وكفر وجعلتها تحت كرسيه وقالوا كان سليمان يستخدم الجن بهذه فطعنطائفة من أهل الكتاب فى سليمان بهذا وآخرون قالوا لولا أن هذا حق جائز لمافعله سليمان فضل الفريقان هؤلاء بقدحهم فى سليمان وهؤلاء باتباعهم السحر فأنزلالله تعالى في ذلك قوله تعالى ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريقمن الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم الى قوله تعالى ولو أنهم آمنواواتقوا لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون بين سبحانه أن هذا لا يضر ولا ينفعإذ كان النفع هو الخير الخالص أو الراجح والضرر هو الشر الخالص أو الراجح وشر هذاإما خالص وإما راجح والمقصود أن الجن إذا إعتدوا على الإنس أخبروا بحكم اللهورسوله وأقيمت عليهم الحجة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر كما يفعل بالإنس لأنالله يقول وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا وقال تعالى يا معشر الجن والإنس ألميأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا ولهذا نهى النبى صلىالله عليه وسلم عن قتل حيات البيوت حتى تؤذن ثلاثا كما فى صحيح مسلم وغيره عن أبىسعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة نفرا من الجن قدأسلموا فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثا فان بدا له بعد فليقتله فإنهشيطان وفى صحيح مسلم أيضا عن أبى السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبىسعيد الخدري فى بيته قال فوجدته يصلى فجلست أنتظره حتى يقضى صلاته فسمعت تحريكا فىعراجين فى ناحية البيت فالتفت فإذا حية فوثبت لأقتلها فأشار الى أن أجلس فجلستفلما إنصرف أشار الى بيت فى الدار فقال أترى هذا البيت فقلت نعم فقال كان فيه فتىمنا حديث عهد بعرس قال فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الخندق فكانذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار ويرجع الى أهلهفإستأذنه يوما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ عليك سلاحك فإنى أخشى عليكقريظة فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع فإذا امرأته بين البابين قائمة فأهوى إليها بالرمح ليطعنهابه وأصابته غيرة فقالت أكفف عليك رمحك وإدخل البيت حتى تنظر ما الذى أخرجنى فدخلفإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش فأهوى اليها بالرمح فإنتظمها به ثم خرج فركزهفى الدار فاضطربت عليه فما يدرى أيهما كان أسرع موتا الحية أم الفتى قال فجئنا الىرسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك وقلنا ادع الله يحييه لنا قالإستغفروا لصاحبكم ثم قال إن بالمدينة جنا قد أسلموا فاذا رأيتم منهم شيئا فآذنوهثلاثة أيام فان بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فانما هو شيطان وفى لفظ آخر لمسلم أيضافقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئا منهافحرجوا عليه ثلاثا فان ذهب والا فاقتلوه فانه كافر وقال لهم اذهبوا فادفنوا صاحبكموذلك ان قتل الجن بغير حق لا يجوز كما لا يجوز قتل الإنس بلا حق والظلم محرمفى كل حال فلا يحل لأحد أن يظلم أحدا ولو كان كافرا بل قال تعالى ولا يجر منكمشنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى .

والجن يتصورون فى صور الإنسوالبهائم فيتصورون فى صور الحيات والعقارب وغيرها وفي صور الإبل والبقر والغنموالخيل والبغال والحمير وفى صور الطير وفى صور بنى آدم كما أتى الشيطان قريشا فى صورة سراقة بن مالكبن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر قال تعالى وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لاغالب لكم اليوم من الناس وانى جار لكم الى قوله والله شديد العقاب وكما روى أنهتصور فى صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوة هل يقتلوا الرسول أو يحبسوه أويخرجوه كما قال تبارك وتعالى: وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أويخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين فإذا كان حيات البيوت قد تكون جنافتؤذن ثلاثا فان ذهبت والا قتلت فانها ان كانت حية قتلت وإن كانت جنية فقد أصرتعلى العدوان بظهورها للإنس فى صورة حية تفزعهم بذلك والعادي هو الصائل الذي يجوزدفعه بما يدفع ضرره ولو كان قتلا وأما قتلهم بدون سبب يبيح ذلك فلا يجوز وأهلالعزائم والأقسام يقسمون على بعضهم ليعينهم على بعض تارة يبرون قسمه وكثيرالا يفعلون ذلك بان يكون ذلك الجني معظما عندهم وليس للمعزم وعزيمته من الحرمة مايقتضى إعانتهم على ذلك إذ كان المعزم قد يكون بمنزلة الذى يحلف غيره ويقسم عليهبمن يعظمه وهذا تختلف أحواله فمن أقسم على الناس ليؤذوا من هو عظيم عندهم لميلتفتوا إليه وقد يكون ذاك منيعا فأحوالهم شبيهة بأحوال الإنس لكن الإنس أعقلوأصدق وأعدل وأوفى بالعهد والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر والمقصود أن أرباب العزائممع كون عزائمهم تشتمل على شرك وكفر لا تجوز العزيمة والقسم به فهم كثيرا ما يعجزونعن دفع الجني وكثيرا ما تسخر منهم الجن إذا طلبوا منهم قتل الجنى الصارع للأنس أوحبسه فيخيلوا اليهم أنهم قتلوه أو حبسوه ويكون ذلك تخييلا وكذبا هذا إذا كان الذييرى ما يخيلونه صادقا فى الرؤية فان عامة ما يعرفونه لمن يريدون تعريفه إمابالمكاشفة والمخاطبة أن كان من جنس عباد المشركين وأهل الكتاب ومبتدعة المسلمينالذين تضلهم الجن والشياطين وأما ما يظهرونه لأهل العزائم والأقسام أنهم يمثلون مايريدون تعريفه فإذا رأى المثال أخبر عن ذلك وقد يعرف أنه مثال وقد يوهمونه أنه نفسالمرئى وإذا أرادوا سماع كلام من يناديه من مكان بعيد مثل من يستغيث ببعض العبادالضالين من المشركين وأهل الكتاب وأهل الجهل من عباد المسلمين إذا إستغاث به بعضمحببه فقال يا سيدي فلان فان الجني يخاطبه بمثل صوت ذلك الإنسي فإذا رد الشيخ عليهالخطاب أجاب ذلك الإنسي بمثل ذلك الصوت وهذا وقع لعدد كثير أعرف منهم طائفة.

الفصل الثالث
وكثيرا ما يتصور الشيطانبصورة المدعو المنادىالمستغاث به إذا كان ميتا وكذلك قد يكون حيا ولا يشعر بالذى ناداه بل يتصورالشيطان بصورته فيظن المشرك الضال المستغيث بذلك الشخص أن الشخص نفسه أجابه وانماهو الشيطان وهذا يقع للكفار المستغيثين بمن يحسنون به الظن من الأموات والأحياءكالنصارى المستغيثين بجرجس وغيره من قداد بسهم ويقع لأهل الشرك والضلال من المنتسبينالى الإسلام الذين يستغيثون بالموتى والغائبين يتصور لهم الشيطان فى صورةذلك المستغاث به وهو لا يشعر واعرف عددا كثيرا وقع لهم فى عدة أشخاص يقول لى كل منالأشخاص انى لم أعرف ان هذا استغاث بى والمستغيث قد رأى ذلك الذى هو على صورة هذاوما اعتقد انه الا هذا وذكر لى غير واحد انهم استغاثوا بى كل يذكر قصة غير قصةصاحبه فاخبرت كلا منهم انى لم أجب أحدا منهم ولا علمت باستغاثته فقيل هذا يكونملكا فقلت الملك لا يغيث المشرك انما هو شيطان أراد ان يضله وكذلك يتصور بصورتهويقف بعرفات فيظن من يحسن به الظن انه وقف بعرفات وكثير منهم حمله الشيطان الىعرفات او غيرها من الحرم فيتجاوز الميقات بلا احرام ولا تلبية ولا يطوف بالبيت ولابالصفا والمروة وفيهم من لا يعبر مكة وفيهم من يقف بعرفات ويرجع ولا يرمى الجمارالى أمثال ذلك من الأمور التى يضلهم بها الشيطان حيث فعلوا ما هو منهى عنه فىالشرع اما محرم وأما مكروه ليس بواجب ولا مستحب وقد زين لهم الشيطان أن هذا منكرامات الصالحين وهو من تلبيس الشيطان فان الله لا يعبد إلا بما هو واجب أو مستحبوكل من عبد عبادة ليست واجبة ولا مستحبة وظنها واجبة أو مستحبة فانما زين ذلك لهالشيطان وان قدر أنه عفى عنه لحسن قصده واجتهاده لكن ليس هذا مما يكرم الله بهأولياءه المتقين إذ ليس فى فعل المحرمات والمكروهات اكرام بل الإكرام حفظه من ذلكومنعه منه فان ذلك ينقصه لا يزيده وان لم يعاقب عليه بالعذاب فلا بد ان يحفظه عماكان ويخفض اتباعه الذين يمدحون هذه الحال ويعظمون صاحبها فان مدح المحرماتوالمكروهات وتعظيم صاحبها هو من الضلال عن سبيل الله وكلما ازداد العبد فى البدعاجتهادا ازداد من الله بعدا لأنها تخرجه عن سبيل الله سبيل الذين أنعم الله عليهممن النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الى بعض سبيل المغضوب عليهم والضالين

الفصل الرابع
إذا عرف الأصل فى هذا الباب فنقول يجوز بل يستحب وقد يجب ان يذب عن المظلوم وأن ينصر فان نصرالمظلوم مأمور به بحسب الامكان وفى الصحيحين حديث البرآء بن عازب قال أمرنارسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع امرنا بعيادة المريض واتباعالجنازة وتشميت العاطس وابرار القسم أو المقسم ونصر المظلوم واجابة الداعىوافشاء السلام ونهانا عن خواتيم أو تختم الذهب وعن شرب بالفضة وعن المياثر وعنالقسي ولبس الحرير والاستبرق والديباج وفى الصحيح عن أنس قال قال رسول الله صلىالله عليه وسلم انصر أخاك ظالما أو مظلموما قلت يارسول الله انصره مظلموما فكيفانصره ظالما قال تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه وايضا ففيه تفريج كربة هذا المظلوموفى صحيح مسلم عن ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال من نفس عن مؤمنكربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر يسرالله عليه فى الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا والآخرة والله فىعون العبد ما كان العبد فى عون أخيه وفى صحيح مسلم أيضا عن جابر أن رسول الله صلىالله عليه وسلم لما سئل عن الرقى قال من استطاع منكم أن ينفع اخاه فليفعل لكن ومثلامر الجنى ونهيه كما يؤمر الانسي وينهى ويجوز من ذلك ما يجوز مثله فى حق الإنسىمثل أن يحتاج الى انتهار الجنى وتهديده ولعنه وسبه كما ثبث فى صحيح مسلم عن ابىالدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول اعوذ بالله منك ثم قالألعنك بلعنة الله ثلاثا وبسط يده كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنايارسول الله قد سمعناك تقول فى الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطتيدك قال ان عدو الله ابليس جاء بشهاب من نار ليجعله فى وجهى فقلت اعوذ بالله منكثلاث مرات ثم قلت ألعنك بلعنة الله التامة فلم يستأخر ثلاث مرات ثم اردت أخذهووالله لولا دعوة اخينا سليمان لا صبح موثقا يلعب به ولدان اهل المدينة ففى هذاالحديث الإستعاذة منه ولعنته بلعنة الله ولم يستأخر بذلك فمد يده اليه وفىالصحيحين عن ابى هريرة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال ان الشيطان عرض لى فشد علىليقطع الصلاة على فامكننى الله منه فذعته ولقد هممت أن أوثقه الى سارية حتى تصبحوافتنظروا اليه فذكرت قول اخى سليمان رب اغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدىفرده الله خاسئا فهذا الحديث يوافق الأول ويفسره وقوله ذعته أى خنقته فبين أن مداليد كان لخنقه وهذا دفع لعدوانه بالفعل وهو الخنق وبه اندفع عدوانه فرده اللهخاسئا واما الزيادة وهو ربطه الى السارية فهو من باب التصرف الملكى الذى تركهلسليمان فان نبينا صلى الله عليه وسلم كان يتصرف فى الجن كتصرفه فى الانس تصرف عبدرسول يأمرهم بعبادة الله وطاعته لا يتصرف لأمر يرجع اليه وهو التصرف الملكى فانهكان عبدا رسولا وسليمان نبى ملك والعبد الرسول افضل من النبى الملك كما أنالسابقين المقربين افضل من عموم الأبرار اصحاب اليمين وقد روى النسائى على شرطالبخارى عن عائشة ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يصلى فأتاه الشيطان فأخذه فصرعهفخنقه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وجدت برد لسانه على يدى ولولا دعوةسليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس ورواه احمد وابو داود من حديث ابى سعيد وفيهفأهويت بيدى فما زلت اخنقه حتى وجدت برد لعابه بين اصبعى هاتين الابهام والتىيليها وهذا فعله فى الصلاة وهذا مما احتج به العلماء على جواز مثل هذا فى الصلاةوهو كدفع المار وقتل الاسودين والصلاة حال المسايفة وقد تنازع العلماء فى شيطانالجن اذا مر بين يدى المصلي هل يقطع على قولين هما قولان فى مذهب أحمد كما ذكرهماابن حامد وغيره أحدهما يقطع لهذا الحديث ولقوله لما أخبر ان مرور الكلبالأسود يقطع للصلاة الكلب الأسود شيطان فعلل بأنه شيطان وهو كما قال رسول الله صلىالله عليه وسلم فان الكلب الأسود شيطان الكلاب والجن تتصور بصورته كثيرا وكذلكبصورة القط الأسود لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره وفيه قوة الحرارة ومما يتقرب به الى الجن الذبائح فان من الناس من يذبحللجن وهو من الشرك الذى حرمه الله ورسوله وروى أنه نهى عن ذبائح الجن واذابرىء المصاب بالدعاء والذكر وأمر الجن ونهيهم وانتهارهم وسبهم ولعنهم ونحوذلك من الكلام حصل المقصود وان كان ذلك يتضمن مرض طائفة من الجن أو موتهم فهمالظالمون لأنفسهم اذا كان الراقى الداعى المعالج لم يتعد عليهم كما يتعدى عليهمكثير من أهل العزائم فيأمرون بقتل من لا يجوز قتله وقد يحبسون من لا يحتاج الىحبسه ولهذا قد تقاتلهم الجن على ذلك ففيهم من تقتله الجن أو تمرضه وفيهم من يفعلذلك باهله وأولاده أو دوابه وأما من سلك فى دفع عداوتهم مسلك العدل الذى أمر اللهبه ورسوله فإنه لم يظلمهم بل هو مطيع لله ورسوله فى نصر المظلوم وإغاثه الملهوفوالتنفيس عن المكروب بالطريق الشرعى التى ليس فيها شرك بالخالق ولا ظلم للمخلوقومثل هذا لا تؤذيه الجن أما لمعرفتهم بأنه عادل وإما لعجزهم عنه وإن كان الجن منالعفاريت وهو ضعيف فقد تؤذيه فينبغى لمثل هذا أن يحترز بقراءة العوذ مثل آية الكرسىوالمعوذات والصلاة والدعاء ونحو ذلك مما يقوى الإيمان ويجنب الذنوب التى بهايسلطون عليه فانه مجاهد فى سبيل الله وهذا من أعظم الجهاد فليحذر أن ينصر العدوعليه بذنوبه وإن كان الأمر فوق قدرته فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها فلا يتعرض منالبلاء لما لا يطيق ومن أعظم ما ينتصر به عل يهم آية الكرسى ، فقد ثبت فى صحيحالبخارى حديث أبى هريرة قال وكلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضانفأتانى آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت لأرفعنك الى رسول الله صلى الله عليهوسلم قال إنى محتاج وعلى عيال ولي حاجة شديدة قال فحليت عنه فأصبحت فقال رسول اللهصلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة قلت يارسول الله شكى حاجةشديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال إما أنه قد كذبك وسيعود فعرفت أنه سيعود لقولرسول الله صلى الله عليه وسلم فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك الىرسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعنى فإنى محتاج وعلى عيال لا أعود فرحمته فخليتسبيله فأصبحت فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا هريرة ما فعل أسيرك قلتيارسول الله شكى حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال اما إنه قد كذبك وسيعودفرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك الى رسول الله صلى اللهعليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات تزعم أنك لا تعود ثم تعود قال دعنى أعلمك كلماتينفعك الله بها قلت ما هن قال إذا أويت الى فراشك فإقرأ آية الكرسي الله لا إلهإلا هو الحى القيوم حتى تختم الآية فانك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربكشيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلأسيرك البارحة قلت يارسول الله زعم أنه يعلمنى كلمات ينفعنى الله بها فخليت سبيلهقال ما هى قلت قال لى إذا أويت الى فراشك فإقرأ آية الكرسى من أولها حتى تختمالآية الله لا إله إلا هو الحى القيوم وقال لي لن يزال عليك من الله حافظ ولايقربك شيطان حتى تصبح وكانوا أحرص شىء على الخير فقال النبى صلى الله عليه وسلمأما أنه قد صدقك وهو كذوب تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة قلت لا قالذاك شيطان ومع هذا فقد جرب المجربون الذين لا يحصون كثرةأن لها من التأثير فى دفع الشياطين وإبطال أحوالهم مالا ينضبط من كثرته وقوته فانلها تأثيرا عظيما فى دفع الشيطان عن نفس الإنسان وعن المصروع وعن من تعينهالشياطين مثل أهل الظلم والغضب وأهل الشهوة والطرب وأرباب السماع المكاء والتصديةإذا قرئت عليهم بصدق دفعت الشياطين وبطلت الأمور التى يخيلها الشيطان ويبطل ما عندإخوان الشياطين من مكاشفة شيطانية وتصرف شيطاني، إذ كانت الشياطين يوحونالى أوليائهم بأمور يظنها الجهال من كرامات أولياء الله المتقين وإنما هى منتلبيسات الشياطين على أوليائهم المغضوب عليهم والضالين والصائل المعتدى يستحق دفعهسواء كان مسلما أو كافرا وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهوشهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد فإذا كان المظلوم له أنيدفع عن مال المظلوم ولو بقتل الصائل العادى فكيف لا يدفع عن عقله وبدنه وحرمتهفان الشيطان يفسد عقله ويعاقبه فى بدنه وقد يفعل معه فاحشة إنسي بإنسي وان لميندفع الا بالقتل جاز قتله وأما إسلام صاحبه والتخلى عنه فهو مثل إسلام أمثاله منالمظلومين وهذا فرض على الكفاية مع القدرة ففى الصحيحين عن النبى صلى الله عليهوسلم أنه قال المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه فإن كان عاجزا عن ذلك أو هومشغول بما هو أوجب منه أو قام به غيره لم يجب وإن كان قادرا وقد تعين عليهولا يشغله عما هو أوجب منه وجب عليه وأما قول السائل هل هذا مشروع فهذا من أفضلالأعمال وهو من أعمال الأنبياء والصالحين فإنه ما زال الأنبياء والصالحون يدفعونالشياطين عن بنى آدم بما أمر الله به ورسوله كما كان المسيح يفعل ذلك وكما كاننبينا صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك فقد روى أحمد فى مسنده وأبو داود فى سننه منحديث مطر بن عبد الرحمن الأعنق قال حدثتنى أم أبان بنت الوازع بن زارع بن عامرالعبدي عن أبيها أن جدها الزارع إنطلق الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنطلقمعه بإبن له مجنون أو إبن أخت له قال جدي فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليهوسلم قلت إن معي إبنا لي أو إبن أخت لي مجنون أتيتك به تدعو الله له قال إئتنى بهقال فانطلقت به إليه وهو فى الركاب فأطلقت عنه وألقيت عنه ثياب السفر وألبستهثوبين حسنين وأخذت بيده حتى إنتهيت به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ادنهمنى إجعل ظهره مما يلينى قال بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله فجعل يضرب ظهره حتى رأيتبياض إبطيه ويقول أخرج عدو الله أخرج عدو الله فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظرهالأول ثم أقعده رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فدعا له بماء فمسح وجههودعا له فلم يكن فى الوفد أحد بعد دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفضل عليهوقال أحمد فى المسند ثنا عبد الله بن نمير عن عثمان بن حكيم انا عبد الرحمن بن عبدالعزيز عن يعلى بن مرة قال لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثاما رآها أحد قبلي ولا يراها أحد بعدي لقد خرجت معه فى سفر حتى إذا كنا ببعض الطريقمررنا بإمرأة جالسة معها صبى لها فقالت يارسول الله هذا صبى أصابه بلاء وأصابنامنه بلاء يؤخذ فى اليوم ما أدرى كم مرة قال ناولينيه فرفعته إليه فجعله بينه وبينواسطة الرحل ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا وقال بسم الله أنا عبد الله اخسأ عدو اللهثم ناولها إياه فقال إلقينا فى الرجعة فى هذا المكان فأخبرينا ما فعل قال فذهبناورجعنا فوجدناها فى ذلك المكان معها شياه ثلاث فقال ما فعل صبيك فقالت والذي بعثكبالحق ما حسسنا منه شيئا حتى الساعة فإجترر هذه الغنم قال أنزل خذ منها واحدة وردالبقية وذكر الحديث بتمامه ثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن المنهال بن عمرو عن يعلى بنمرة عن أبيه قال وكيع مرة يعنى الثقفي ولم يقل مرة عن أبيه أن إمرأة جاءت الىالنبى صلى الله عليه وسلم معها صبى لها به لمم فقال النبى صلى الله عليه وسلم اخرجعدو الله أنا رسول الله قال فبرأ قال فاهدت إليه كبشين وشيئا من أقط وشيئا من سمنقال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذ الأقط والسمن وخذ أحد الكبشين ورد عليهاالآخر ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عطاء بن السائب عن عبد الله إبن حفص عن يعلىبن مرة الثقفي قال ثلاثة أشياء رأيتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكرالحديث وفيه قال ثم سرنا فمررنا بماء فأتته إمرأة بإبن لها به جنة فأخذ النبى صلىالله عليه وسلم بمنخره فقال اخرج انى محمد رسول الله قال ثم سرنا فلما رجعنا منسفرنا مررنا بذلك الماء فأتته المرأة بجزر ولبن فأمرها أن ترد الجزر وأمر أصحابهفشربوا من اللبن فسألها عن الصبى فقالت والذي بعثك بالحق ما رأينا منه ريبا بعدك ولوقدر أنه لم ينقل ذلك لكون مثله لم يقع عند الأنبياء لكون الشياطين لم تكن تقدرتفعل ذلك عند الأنبياء وفعلت ذلك عندنا فقد أمرنا الله ورسوله من نصر المظلوموالتنفيس عن المكروب ونفع المسلم بما يتناول ذلك وقد ثبت فى الصحيحين حديث الذينرقوا بالفاتحة وقال النبى صلى الله عليه وسلم وما أدراك إنها رقية وأذن لهم فى أخذالجعل على شفاء اللديغ بالرقية وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم للشيطان الذىأراد قطع صلاته اعوذ بالله منك ألعنك بلعنة الله التامة ثلاث مرات وهذا كدفع ظالميالإنس من الكفار والفجار فإن النبى صلى الله عليه وسلم وأصحابه وإن كانوا لم يرواالترك ولم يكونوا يرمون بالقسى الفارسية ونحوها مما يحتاج إليه فى قتال فقد ثبت عنالنبى صلى الله عليه وسلم أنه أمر بقتالهم وأخبر أن أمته ستقاتلهم ومعلوم أنقتالهم النافع إنما هو بالقسى الفارسية ولو قوتلوا بالقسى العربية التى تشبه قوسالقطن لم تغن شيئا بل إستطالوا على المسلمين بقوة رميهم فلابد من قتالهم بمايقهرهم وقد قال بعض المسلمين لعمر بن الخطاب أن العدو إذا رأيناهم قد لبسوا الحريروجدنا فى قلوبنا روعة فقال أنتم فالبسوا كما لبسوا وقد أمر النبى صلى الله عليهوسلم أصحابه فى عمرة القضية بالرمل والإضطباع ليرى المشركين قوتهم وان لم يكن هذامشروعا قبل هذا ففعل لأجل الجهاد ما لم يكن مشروعا بدون ذلك ولهذا قد يحتاج فىإبراء المصروع ودفع الجن عنه الى الضرب فيضرب ضربا كثيرا جدا والضرب إنما يقع علىالجنى ولا يحس به المصروع حتى يفيق االمصروع ويخبر أنه لم يحس بشىء من ذلك ولايؤثر فى بدنه ويكون قد ضرب بعصا قوية على رجليه نحو ثلاثمائة أو أربعمائة ضربةوأكثر وأقل بحيث لو كان على الإنسى لقتله وإنما هو على الجنى والجنى يصيح ويصرخويحدث الحاضرين بأمور متعددة كما قد فعلنا نحن هذا وجربناه مرات كثيرة يطول وصفهابحضرة خلق كثيرين .

وأما الإستعانة عليهم بمايقال ويكتب مما لا يعرف معناه فلا يشرع لا سيما إن كان فيه شرك فإن ذلك محرم وعامةما يقوله أهل العزائم فيه شرك وقد يقرأون مع ذلك شيئا من القرآن ويظهرونه ويكتمونما يقولونه من الشرك، وفى الإستشفاء بما شرعه الله ورسوله ما يغني عن الشرك وأهله والمسلمون وإنتنازعوا فى جواز التداوي بالمحرمات كالميتة والخنزير فلا يتنازعون فى أن الكفروالشرك لا يجوز التداوي به بحال لأن ذلك محرم فى كل حال وليس هذا كالتكلم به عندالإكراه فإن ذلك إنما يجوز إذا كان قلبه مطمئنا بالإيمان والتكلم به إنما يؤثر إذاكان بقلب صاحبه ولو تكلم به مع طمأنينة قلبه بالإيمان لم يؤثر والشيطان إذا عرف أنصاحبه مستخف بالعزائم لم يساعده وأيضا فإن المكره مضطر الى التكلم به ولا ضرورةالى إبراء المصاب به لوجهين أحدهما أنه قد لا يؤثر أكثر مما يؤثر من يعالجبالعزائم فلا يؤثر بل يزيده شرا والثانى أن فى الحق ما يغنى عن الباطل والناس فىهذا الباب ثلاثة أصناف قوم يكذبون بدخول الجنى فى الإنس وقوم يدفعون ذلكبالعزائم المذمومة فهؤلاء يكذبون بالموجود وهؤلاء يعصون بل يكفرون بالمعبود والأمةالوسط تصدق بالحق الموجود وتؤمن بالإله الواحد المعبود وبعبادته ودعائه وذكرهواسمائه وكلامه فتدفع شياطين الإنس والجن وأما سؤال الجن وسؤال من يسألهم فهذا إنكان على وجه التصديق لهم فى كل ما يخبرون به والتعظيم للمسئول فهو حرام كما ثبت فىصحيح مسلم وغيره عن معاوية بن الحكم السلمي قال قلت يا رسول الله أمورا كنا نصنعهافى الجاهلية كنا نأتى الكهان قال فلا تأتوا الكهان وفى صحيح مسلم أيضا عن عبيدالله عن نافع عن صفية عن بعض أزواج النبى صلى الله عليه وسلم عن النبى صلى اللهعليه وسلم قال: من أتى عرافا فسأله عن شىء لم تقبل له صلاة أربعين يوما وأما إنكان يسأل المسئول ليمتحن حاله ويختبر باطن أمره وعنده ما يميز به صدقه من كذبهفهذا جائز كما ثبت فى الصحيحين أن النبى صلى الله عليه وسلم سأل إبن صياد فقال مايأتيك فقال يأتينى صادق وكاذب قال ما ترى قال أرى عرشا على الماء قال فإنى قد خبأتلك خبيئا قال الدخ الدخ قال اخسأ فلن تعدوا قدرك فإنما أنت من إخوان الكهان وكذلكإذا كان يسمع ما يقولونه ويخبرون به عن الجن كما يسمع المسلمون ما يقول الكفاروالفجار ليعرفوا ما عندهم فيعتبروا به وكما يسمع خبر الفاسق ويتبين ويتثبتفلا يجزم بصدقه ولا كذبه إلا ببينة كما قال تعالى إن جاءكم فاسق بنبأفتبينوا وقد ثبت فى صحيح البخارى عن أبى هريرة أن أهل الكتاب كانوا يقرأون التوارةويفسرونها بالعربية فقال النبى صلى الله عليه وسلم إذا حدثكم أهل الكتاب فلاتصدقوهم ولا تكذبوهم فأما أن يحدثوكم بحق فتكذبوه وإما أن يحدثوكم بباطل فتصدقوهوقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن لهمسلمون فقد جاز للمسلمين سماع ما يقولونه ولم يصدقوه ولم يكذبوه وقد روى عن أبىموسى الأشعرى أنه أبطأ عليه خبر عمر وكان هناك إمرأة لها قرين من الجن فسأله عنهفأخبره أنه ترك عمر يسم إبل الصدقة وفي خبر آخر أن عمر أرسل جيشا فقدم شخص إلىالمدينة فأخبر أنهم إنتصروا على عدوهم وشاع الخبر فسأل عمر عن ذلك فذكر له فقالهذا أبو الهيثم بريد المسلمين من الجن وسيأتى بريد الإنس بعد ذلك فجاء بعد ذلكبعدة أيام .

الفصل الخامس
ويجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضىشيئا من كتاب الله وذكره بالمداد المباح ويغسل ويسقى كما نص على ذلك أحمد وغيرهقال عبد الله بن أحمد قرأت على أبى ثنا يعلى بن عبيد ثنا سفيان عن محمد إبن أبى ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن إبن عباس قال إذا عسر على المرأة ولادتها فليكتب بسم الله لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله ربالعرش العظيم الحمد لله رب العالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيه أو ضحاهاكأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القومالفاسقون قال أبى ثنا أسود بن عامر بإسناده بمعناه وقال يكتب فى إناء نظيف فيسقىقال أبى وزاد فيه وكيع فتسقى وينضح ما دون سرتها قال عبدالله رأيت أبى يكتب للمرأةفى جام أو شيء نظيف وقال أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان الحيرى أنا الحسن بنسفيان النسوي حدثنى عبد الله بن أحمد بن شبويه ثنا علي بن الحسن بن شقيق ثنا عبدالله بن المبارك عن سفيان عن إبن أبى ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن إبن عباسقال إذا عسر على المرأة ولادها فليكتب بسم الله لا إله إلا الله العلى العظيم لاإله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله وتعالى رب العرش العظيم والحمد لله ربالعالمين كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيه أو ضحاها كأنهم يوم يرون ما يوعدو
ن لم يلبثوا إلا ساعه من نهار بلاغفهل يهلك إلا القوم الفاسقون قال علي يكتب فى كاغدة فيعلق علىعضد المرأة قال عليوقد جربناه فلم نر شيئا أعجب منه فإذا وضعت تحله سريعا ثم تجعله فى خرقه أوتحرقه.

آخر كلام شيــخ الإسلام
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى