وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

اذهب الى الأسفل

كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، Empty كتـاب الـحيـوان،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

مُساهمة من طرف خالد براهمه الجمعة أكتوبر 29, 2010 4:26 am

كتـاب الـحيـوان
المؤلف : أبو عثمان عمروبن بحر محبوب الكناني الليثي البصري، (159-255 هـ) أديب عربي من كبار أئمة الأدبفي العصر العباسي، ولد في البصرة وتوفي فيها.

كان ثَمَّةَ نتوءٌ واضحٌ في حدقتيه فلقب بالحدقي ولكنَّ اللقب الذي التصق به أكثروبه طارت شهرته في الآفاق هو الجاحظ، ، عمّر الجاحظ نحو تسعين عاماً وترك كتباًكثيرة يصعب حصرها، وإن كان البيان والتبيين و كتاب الحيوان، البخلاء أشهر هذهالكتب. كتب في علم الكلام والأدب والسياسية والتاريخ والأخلاق والنبات والحيوانوالصناعة والنساء وغيرها.


تحدَّث الجاحظ في كتاب "الحيوان" عن العرب والأعراب، وأحوالهم وعاداتهمومزاعمهم وعلومهم.. كما فصَّل بعض مسائل الفقه والدين، كذلك يحتوي على صفوةٍمختارةٍ من حُرِّ الشعر العربي ونادِره. وإن أردتَ الأمثال، فهو قد جمع لكَ منهاالقدر الكبير. أو أحببتَ الحديث في البيان، ونقد الكلام، والشعر وجدتَ ما ترتاحُإليه نفسكَ وتطمئِن ، ويعد كتاب الحيوان -وهو من مؤلفات الجاحظ الأخيرة - أول كتابوضع في العربية جامع في علم الحيوان.. لأن من كتبوا قبل الجاحظ في هذا المجالأمثال الأصمعي وأبي عبيدة وابن الكلبي وابن الأعرابي والسجستاني وغيرهم.. كانوايتناولون حيوانًا واحدًا مثل الإبل أو النحل أو الطير.. وكان اهتمامهم الأولوالأخير بالناحية اللغوية وليس العلمية.. ولكن الجاحظ اهتم إلى جانب اللغة والشعربالبحث في طبائع الحيوان وغرائزه وأحواله وعاداته.


مصدر الكتاب : موقع الوراق

[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وفي هذه الصفحة نص ما ذكره الجاحظ في كتابه الحيوان عن الجن
وتم إعادة وترتيب وصف الأسطر وتلوين وفهرسة العناوين بواسطة
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]


الغول والسعلاة وأما قوله:
وتزوّجْتُ في الشَّبيبةِ غُولاً ... بغزال وصَدْقَتي زقُّ خَمْرِ
فالغُول اسمُ لكلِّ شيءٍ من الجن يعرضُ للسُّفّار، ويتلوّنُ في ضُروب الصُّوروالثِّياب، ذكراً كان أو أنثى، إلاّ أنّ أكثر كلامهم على أنّه أنثى.
وقد قال أبو المطْراب عُبيدُ بن أيُّوبَ العنبريّ:
وحالَفْتَ الوحوشَ وحالَفْتني ... بقرب عُهودهنّ وبالبعادِ
وأمْسَى الذِّئبُ يرصُدُني مِخشّاً ... لخفّةِ ضربتي ولضعف آدي
وغُولاَ قفرةٍ ذكرٌ وأنثى ... كأنّ عَلَيْهمَا قِطعَ البجادِ
فجعل في الغِيلان الذَّكرَ والأُنثى، وقد قال الشَّاعر في تلوُّنها:
فما تدوم على حالٍ تكون بها ... كما تَلَوَّنُ في أثوابِها الغُولُ
فالغول ما كان كذلك، والسِّعلاة اسم الواحدة من نساء الجن إذا لم تتغوَّل لتفتِنَالسُّفّار.
قالو: وإنما هذا منها على العَبث، أو لعلّها أن تفزّع إنساناً جميلاً فتغيِّرَعقله، فتداخِلَه عند ذلك، لأنّهم لم يُسلَّطوا على الصَّحيح العقل، ولو كان ذلكإليهم لبدؤوا بعليّ بن أبي طالب، وحمزَة بن عبد المطلب وبأبي بكر وعُمر في زَمانهموبغيلان والحسن في دهرهما وبواصل وعمرو في أيامهما.
وقد فرَق بين الغُول والسِّعلاة عُبيدُ بن أيُّوبَ، حيث يقول:
وساخرة منِّي ولو أنّ عَينَها ... رأتْ ما أُلاقيهِ من الهوْلِ جُنّتِ
أزلُّ وسِعلاةٌ وغولٌ بقَفْرةٍ ... إذا اللّيل وارَى الجنَّ فيه أرنّتِ
وهم إذا رأوا المرأة حديدة الطّرف والذِّهن، سريعة الحركة، ممشوقة مُمَحَّصةقالوا: سعلاة وقال الأعشى:
ورجال قَتْلى بجنْبَيْ أريكٍ ... ونساءٍ كأنهنَّ السَّعالي


تزاوجالجن والإنس
ويقولون: تزَّوج عمرو بن يربوعٍالسّعلاة، وقال الرَّاجز:
يا قاتلَ اللّهُ بني السّعلاةِ ... عمرو بن يَربوعٍ شِرارَ النَّاتِ
وفي تلوُّن الغُول يقول عَبَّاسُ بنُ مرداسٍ السُّلَميُّ:
أصابَت العام رِعلاً غولُ قومهم ... وَسْطَ البُيوتِ ولوْنُ الغُولِ ألوانُ
وهم يتأوَّلون قوله عز ذكره: " وَشَارِكْهُمْ في الأََمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ" .
وقوله عز وجل: " لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ قَبْلَهُمْ ولا جَانٌّ " ،قالوا: فلو كان الجانّ لم يُصِب منهنَّ قَطّ، ولم يأتهنّ، ولا كان ذلك مما يجوزبين الجن وبين النساء الآدميات - لم يقل ذلك.
وتأوَّلوا قوله عزّ وجل: " وَأنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَبِرِجَالٍ مِنَ الجِنِّ " فجعل منهنَّ النِّساء، إذ قد جعل منهم الرِّجال،وقوله تبارك وتعالى: " أَفَتَتَّخِذونَهُ وَذُرِّيّتَهُ أوْلِياءَ مِنْدُونِي " .
وزعم ابنُ الأعرابيّ قال: دعا أعرابيٌّ ربهُ فقال: اللّهم إني أعوذُ بك منْ عفاريتالجن اللهمَّ لا تُشْرِكهمْ في ولدي، ولا جسدي، ولا دمي، ولا مالي، ولا تُدخلهم فيبيتي، ولا تجعَلُهمْ لي شركاء في شيءٍ من أمر الدنيا والآخرة.
وقالوا: ودعا زُهير بن هُنيدة فقال: اللهمَّ لا تُسلطهم على نطفتي ولا جَسَدي.

قال أبو عبيدة: فقيل له: لمَ تدعوبهذا الدُّعاء قال: وكيف لا أدعو به وأنا أسمعُ أيُّوب النبي واللّه تعالى يخبرعنه ويقول: " واذكُرْ عَبْدَنا أيُّوب إذْ نادى رَبّهُ أَنِّي مَسَّنيَالشَّيطانُ بِنُصْبٍ وعَذابٍ " حتى قيل له: " اركُضْ بِرجْلِكَ هذامُغْتَسَلٌ باردٌ وَشرابٌ " ، وكيف لا أستعيذ باللَّه منه وأنا أسمع اللّهيقول: " الَّذين يأْكُلونَ الرِّبا لا يَقومُون إلاّ كما يقُومُ الَّذييَتَخبَّطُهُ الشَّيْطانُ من المَسِّ " ، وأسمعه يقول: " وإذْ زَيَّنلَهُمُ الشَّيْطانُ أعمالَهُمْ وقالَ لا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِوإنِّي جارٌ لَكُمْ " ، فلما رأى الملائكة نكص على عقبيه، كما قال اللّه عزّذكره: " فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكصَ على عَقِبيْهِ وقَالَ إنّيبَريءٌ مِنكمْ إنّي أرى مَا لا تَرَوْنَ " ، وقد جاءهم في صورة الشَّيخالنّجدي، وكيف لا أستعيذ بالله منه، وأنا أسمع الله عز ذكره يقول: " ولقَدْجَعَلْنا في السَّماءِ بُرُوجاً وَزَيّنَّاهَا لِلنَّاظِرينَ، وَحَفِظْنَاهَا مِنْكُلِّ شيْطانٍ رَجِيمٍ، إلاَّ منِ اسْتَرقَ السَّمْعَ فأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبينٌ" ، وكيف لا أستعيذ باللّه منه وأنا أسمع اللّه تعالى يقول: "ولِسُلَيْمانَ الرِّيحَ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَوَاحُها شَهْرٌ وأسلْنا لَهُ عيْنَالْقِطْرِ وَمِنَ الجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَديْهِ بإذْنِ ربِّهِ " ثمقال: " يَعْمَلَونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحاريبَ وتماثيلَ وجفانٍ كالجوابِوقُدُورٍ راسِياتٍ " ، وكيف لا أدعو بذلك وأنا أسمع اللّه تعالى يقول: "قال عِفْريتٌ مِنَ الجِنِّ أنا آتِيكَ بهِ قَبْلَ أنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ،وإنّي عَلَيْه لقويٌّ أمِينٌ " . وكيف لا أقول ذلك وأنا أسمع اللّه عزّ وجلَّيقول: " ربِّ اغْفِرْ لي وَهَبْ لي مُلْكاً لا يَنْبغي لأحدٍ مِنْ بَعْديإنَّكَ أنْتَ الْوهّابُ، فسخَّرْنا لهُ الرِّيحَ تَجْري بِأمْرهِ رُخاءً حَيْثُأصابَ، والشَّياطينَ كُلَّ بَنّاءٍ وغَوَّاصٍ، وآخرِينَ مُقرَّنينَ في الأصفادِ" .

تزيد الأعراب وأصحاب التأويل في أخبار الجن
والأعراب يتزيّدون في هذا الباب، وأشباهُ الأعراب يغلطون فيه، وبعضُ أصحابِالتأويل يجوّز في هذا الباب ما لا يجوز فيه، وقد قلنا في ذلك في كتاب النُّبُوّاتبما هو كافٍ إن شاء اللّه تعالى.


مذاهب الأعراب وشعرائهم في الجن
وسيقع هذا الباب والجواب فيه تامّاً إذا صرنا إلى القول في الملائكة، وفي فرق مابين الجن والإنس، وأما هذا الموضع فإنما مَغْزانا فيه الإخبارُ عن مذاهب الأعراب،وشعراءِ العرب، ولولا العلم بالكلام، وبما يجوز مما لا يجوز، لكان في دون إطباقهمعلى هذه الأحاديث ما يغلط فيه العاقل.
قال عُبيدُ بن أيُّوب، وقد كان جَوَّالاً في مجهول الأرض، لمَّا اشتد خوفه وطالتردُّدُه، وأبعد في الهرب:
لقد خِفْتُ حتَّى لو تمُرُّ حَمامَةٌ ... لقُلْتُ عَدُوٌّ أو طلِيعَة مَعْشَرِ
فإن قيل أمْنٌ قلتُ هذِي خديعةٌ ... وإن قيل خوفٌ قلتُ حَقّاً فشَمِّرِ
وخِفت خليلي ذا الصَّفاء وَرَابَني ... وقيل فلان أو فلانة فاحذرِ
فلله دَرُّ الغُول أيُّ رفيقةٍ ... لصاحِبِ قفْر خائِفٍ متقتِّر
أرنَّتْ بلحْن بعد لحن وأوقدَتْ ... حواليَّ نيراناً تلوح وتزهرُ
وأصبحت كالوحْشيِّ يتبَعُ ما خلا ... ويترك مَأبُوسَ البلادِ المدَعْثَرِ
وقال في هذا الباب في كلمة له، وهذا أولها:
أذِقني طَعْمَ الأمن أو سَلْ حقيقةًً ... عليَّ فإن قامتْ ففصِّل بنانيا
خلعتَ فؤادي فاستُطيرَ فأصبَحَتْ ... ترامى بي البيدُ القِفارُ تراميا
كأني وآجال الظِّباء بقفرةًٍ ... لنا نسبٌ نرعاه أصبح دانيا
رأين ضئيلَ الشَّخْصِ يظهَرُ مَرَّةًً ... ويخْفَى مراراً ضامِرَ الجسم عاريا
فأجْفَلنَ نفْراً ثمَّ قُلنَ ابنُ بلدةًٍ ... قليلُ الأذى أمْسى لكُنَّ مُصَافيا
ألا يا ظِباءَ الوَحْشِ لا تُشْهِرُنَّنيً ... وأخفِينني إذ كنتُ فِيكن خافيَا

أكلت عُرُوق الشَّرْي مَعْكُنَّوالْتَوىً ... بحَلقي نَوْرُ القَفْرِ حتَّى وَرانيا
وقد لقيتْ مني السِّباعُ بليّةًً ... وقد لاقت الغيلانُ مِنِّي الدّواهيا
ومنهنّ قد لاقيت ذاك فلم أكُنْ ... دجباناً إذا هَوْلُ الجبان اعترَانيا
أذقت المنايا بَعْضَهُنَّ بأسهميً ... وقدّدْن لحمي وامتَشَقْنَ ردائيا
أبِيتُ ضجيع الأسْوَدِ الجَون في الهُوَى ... كثيراً وأثناءُ الحشاش وسادِيَا
إذا هِجْن بي في جُحْرِهنَّ اكتنفننيً ... فليت سُلَيمانَ بن وَبْرٍ يرانيا
فما زِلت مُذ كْنتُ ابن عشرين حِجةً ... أخا الحرب مَجْنيّاً عليَّ وجانيا


ومما ذكر فيه الغيلان قولُه:
نقول وقد ألممتُ بالإنس لَمَّةً ... مُخضَّبةُ الأطرافِ خُرْسُ الخلاخِلِ
أهذا خليلُ الغُول والذِّئب والذي ... يهيمُ بِرَبّاتِ الحِجال الكوَاهلِ
رَأتْ خَلقَ الأدراس أشْعَثَ شاحباً ... على الجدْب بَسَّاماً كريمَ الشَّمائلِ
تعوَّدَ من آبائه فَتكاتِهم ... وإطعامَهُمْ في كلِّ غبْراء شامِلِ
إذا صاد صيداً لفَّه بضرامِهِ ... وشيكاً ولم ينْظر لنَصْب المراجلِ
ونهْساً كنَهْس الصقر ثم مِراسهُ ... بكفّيه رأسَ الشَّيخة المتمايل
فلم يسحب المِنديلَ بين جماعةٍ ... ولا فارداً مذ صاحَ بيْن القوابلِ


ومما قال في هذا المعنى:
علام تُرَى ليلى تعذِّب بالمُنى ... أخا قفَراتٍ كان بالذئب يأنسُ
وصار خليل الغُول بَعْد عداوةٍ صَفيّاً وربّتهُ القفارُ البسابسُ


وقال في هذا المعنى:
فلولا رجالٌ يا مَنيعُ رأيتَهم ... لهم خُلقٌ عند الجوار حَمِيدُ
لنالكُمُ مِني نكالٌ وغارةٌ ... لها ذنبٌ لم تدركُوه بعيدُ
أقلَّ بنو الإنسان حتَّى أغرتمُ ... على من يثير الجنّ وهي هجودُ


أخبار وطرف تتعلق بالجن
وقال ابن الأعرابي: وَعدت أعرابيَّةٌ أعرابيّاً أن يأتيها، فكمن في عُشَرةٍ كانتبقربهم، فنظر الزّوجُ فرأى شَبَحاً في العُشرَةَ، فقال لامرأته: يا هَنَتاهُ إنّإنساناً لَيُطالعنا من العُشَرة قالت: مَهْ يا شيخُ، ذاك جانُّ العُشَرة إليك عنّيوعن ولَدِي قال الشيخ: وعنِّي يرحَمُك اللّه قالت: وعن أبيهم إن هو غطَّى رأسهورقد، قال: ونام الشَّيخ، وجاء الأعرابي فسَفَع برجليها ثمّ أعطاها حتى رضيت.
وروى عن محمّد بن الحسن، عن مُجالِد أو عن غيره وقال: كنّا عند الشّعبي جُلوساً،فمرَّ حمّالٌ على ظهره دَنّ خَلٍّ، فلما رأى الشّعبيَّ وضع الدّنّ وقال للشعبي: ماكان اسمُ امرأة إبليس؟ قال: ذاك نكاحٌ ما شهدناه .
وأبو الحسن عن أبي إسحاق المالِكي قال: قال الحجاج ليحيى بن سعيد بن العاص: أخبرنيعبدُ اللّه بن هلال صديق إبليس، أنّك تشبه إبليس قال: وما ينكر أنْ يكون سيد الإنسيُشبه سيد الجنِّ وروى الهيثم عن داود بن أبي هند، قال: سئل الشّعبي عن لحم الفيل،فتلا قولَه عزّ ذكره: " قُلْ لا أَجِدُ فيما أُوحِي إليّ مُحَرَّماً علىطاعِمٍ يطْعَمُهُ إلاَّ أنْ يكُونَ مَيْتَةً أوْ دمَاً مَسْفُوحاً أوْ لَحْمَخِنْزيرٍ " إلى آخر الآية، وسُئل عن لحم الشَّيطان فقال: نحن نرضى منهبالكَفَاف، فقال له قائل: ما تقولُ في الذِّبّان؟ قال: إن اشتهيته فكُلْهُ.


وأنشدوا قول أعرابي لامرأته:
ألا تمُوتين إنا نبتغي بدلاإن اللواتي يموِّتن الميامين
أم أنت لازلتِ في الدنيا معَمَّرَةً ... كما يُعَمَّر إبليسُ الشَّياطِين
وقال أبو الحسن وغيرُه: كان سعيدُ بن خالد بن عبد اللّه بن أسيد تصيبهُ مُوتة نصف سنة،ونصفَ سنةٍ يصح، فيحبو ويُعطي، ويكسُو ويَحمِل، فأراد أهلُه أنْ يعالِجُوه،فتكلّمت امرأةٌ على لسانه فقالت، أنا رُقيَّة بنت ملْحان سيِّد الجنِّ، واللّه أنْلو علِمتُ مكانَ رجل أشرَف منه لعلِقْتُه واللّه لئن عالجتموه لأقتُلنّه فتركواعلاجه.
وتقول العرب: شيطان الحمَاطة، وغول القَفْرَة، وجانُّ العُشرَة، وأنشد:

فانصَلتَتْ لي مِثْلَ سعلاةِ العُشَرْ... تروح بالوَيْل وتَغْدُو بالغِيَرْ
وأنشد:
يا أيُّها الضاغب بالغُمْلولْ ... إنّك غُولٌ ولدَتْكَ غولْ
الغُملول: الخمرَ من الأرض اختبأ فيه هذا الرجل، وضغب ضغبة الأرنب، ليفزعه ويوهمهأنّه عامر لذلك الخمر.


رؤية الغيلان وسماع عزيف الجان
من ادعى من الأَعراب والشعراء أنهم يرون الغيلان ويسمعون عزيف الجان
وما يشبهون بالجن والشياطين، وبأعضائهم وبأخلاقهم وأعمالهم.
وأنشد:
كأنّه لَمَّا تدانى مَقْربُه ... وانقطعت أوْذامُه وكُرَبُهْ
وجاءت الخيلُ جميعاً تَذنِبُهْ ... شيطان جنّ في هواء يرقُبهْ
أذنب فانقضَّ عليه كوكبُهْ
وأنشد:
إنّ العُقَيليَّ لا تلقى له شَبهاً ... ولو صَبرْتَ لتلقاه على العِيسِ
بَيْنا تَراهُ عليه الخزُّ متَّكِئاً ... إذ مَرَّ يهدج في خَيش الكرابيس
وقد تكنَّفَهُ غُرَّامُه زَمَناً ... أشباهُ جِنٍّ عكوفٍ حَوْل إبليسِ
إذا المفاليسُ يوماً حاربُوا مَلِكاً ... ترى العُقيليّ منهمْ في كرادِيسِ
وهو الذي يقول:
أصبحتَ مَا لَكَ غيرُ جِلْدِكَ تَلبَسُ ... قَطرَ السَّماء وأنْتَ عارٍ مُفْلِسُ
وقال الخطفى:
يَرْفَعْنَ بالليل إذا ما أسْدفَا ... أعْناقَ جِنَّانٍ وهاماً رُجَّفا
وَعَنَقاً بعد الرسيم خيطفا
وأنشد ابنُ الأعرابي:
غناءً كليبياً تَرَى الجنَّ تبتغي ... صَدَاهُ إذا ما آب للجشنِّ آيبُ
وقال الحارث بن حلزة:
ربُّنا وابننا وأَفضل منْ يَمْ ... شي ومَنْ دونَ ما لَديْه الثَّناءُ
إرَميٌّ بمثْلهِ جالَتِ الج ... نُّ فآبتْ لخصْمها الأجْلاءُ
وقال الأعشى:
فإنِّي وما كَلَّفتُموني ورَبِّكم ... ليعلم من أمْسى أعَقَّ وأحْوَبا
لكالثَّور والجْنيُّ يضربُ ظهْرَهُ ... وما ذنْبُه أنْ عافَتِ الماء مَشْربا
وقال الزَّفيان العُوافيُّ واسمه عطاء بن أسِيد أحد بني عُوافةَ بن سعد:
بَيْن اللّها منه إذا ما مدّا ... مثلُ عزِيف الجن هَدّتْ هَدّا
وقال ذو الرُّمَّة:
قد أعسِفُ النَّازحَ المجهُولَ مَعْسِفُه ... في ظلِّ أغْضَف يَدْعو هامَهُالبُومُ
للجِنِّ باللّيل في حافاتها زَجَلٌ ... كما تناوَحَ يوم الريح عيشومُ
داويّةٍ ودُجَى ليل كأنَّهما ... يَمٌّ تراطَنُ في حافاته الرُّومُ
وقال:
وكمْ عَرَّستْ بعد السُّرى من مُعَرَّس ... به من كلام الجن أصواتُ سامِرِ
وقال:
كمْ جُبْتُ دُونَكَ من يَهْماء مُظْلمةٍ ... تِيهٍ إذا ما مُغَنِّي جِنَّةٍ سَمَرا
وقال:
ورَمل عزيف الجنِّ في عَقِداتِه ... هزيزٌ كتضْرابِ المغنِّين بالطّبْلِ
وقال:
وتِيهٍ خَبَطْنا غَوْلها وارتمى بنا ... أبو البعد من أرجائها المتطاوحُ
فلاةٌ لِصوت الجنِّ في مُنْكَراتها ... هزيزٌ وللأبوام فيها نوائحُ
وطولُ اغتماسي في الدُّجى كلما دعت ... من اللَّيل أصداءُ المِتَانِ الصوائحُ
وقال ذو الرّمة:
بلاداً يبيتُ البومُ يدعُو بناتِه ... بها ومن الأصداءِ والجنِّ سامرُ
وقال ذو الرمة:
وللوحشِ والجِنّانِ كُلَّ عشِيةٍ ... بها خِلْفةٌ من عازفٍ وبُغامِ
وقال الراعي:
ودَاوِيّةٍ غبراءَ أكثرُ أهْلِها ... عزِيفٌ وبُومٌ آخِرَ الليل صائحُ
أقرّ بها جأشِي تأوُّل آيةٍ ... وماضي الحسام غمِدُه متصايحُ


لطيم الشيطان
ويقال لمن به لقوة أو شتَر، إذا سُبَّ: يا لطيم الشيطان.
وكذلك قال عبيد اللّه بن زياد، لعمرو بن سعيد، حين أهوى بسيفه ليطعنَ في خاصرة عبداللّه بن معاوية، وكان مستضعفاً، وكان مع الضّحّاك فأسِرَ، فلمّا أهوى له السيفَوقد استردفه عبيدُ اللّه، واستغاث بعبيد اللّه، قال عبيد اللّه لعمرو: يدك يالطيمَ الشيطان.

قولهم: ظل النعامة، وظل الشيطان ويقالللرَّجُل المفرط الطّول: يا ظلَّ النّعامة وللمتكبِّر الضخم: يا ظلَّ الشيطان كماقال الحجّاج لمحمد بن سَعْد بن أبي وقاص: بينا أنت، يا ظلَّ الشّيطان، أشدُّالنَّاس كِبْراً إذْ صِرتَ مؤذِّناً لفلان.
وقال جريرٌ في هجائه شَبّةَ بن عِقال، وكان مُفْرط الطّول:
فَضَح المنابرُ يَوْمَ يَسْلَحُ قائماً ... ظِلُّ النّعامةِ شَبّةُ بنُ عِقالِ
قولهم: ظل الرمح فأما قولهم: مُنينا بيوم كظلِّ الرمح فإنّهم ليس يريدون به الطولفقط، ولكنّهم يريدون أنّه مع الطول ضيق غيرُ واسع.
وقال ابن الطّثرية:
ويَوْمٍ كظِلِّ الرُّمح قَصَّر طُوله ... دَمُ الزِّقِّ عنّا واصطِفاقُالمَزَاهِرِ
قال: وليس يوجد لظلِّ الشخص نهاية مع طلوع الشّمس.


التشبيه بالجن
قال: وكان عمر بن عبد العزيز أوّلَ من نهى النّاسَ عن حمل الصِّبيان على ظهورالخيل يوم الحَلبة، وقال: تحمِلون الصِّبيان على الجِنَّان؟.
وأنشد في تشبيه الإنس بالجن لأبي الجُوَيرِية العَبْدي:
إنسٌ إذا أمنوا جِنٌّ إذا فزعوا ... مُرزَّؤُونَ بهاليلٌ إذا حَشدوا
وأنشدوا:
وقلتُ واللّه لنَرحَلنّا ... قلائصاً تحسِبهنَّ جنا
وقال ابن ذي الزوائد:
وَحَوْلي الشَّوْلُ رُزَّحاً شُسُباً ... بَكِية الدَّرِّ حينَ تُمْتَصَرُ
ولاذَ بي الكلبُ لا نُباحَ له ... يهِرُّ مُحْرنْجماً وينجَحِرُ
بُحُورُ خَفْضٍ لمنْ ألمَّ بهِمْ ... جِنٌّ بأرماحِهمْ إذا خطروا
وأنشدوا:
إنِّي امرؤٌ تابعَني شيطانِيَه ... آخيتهُ عُمْرِي وقد آخانِيه
يشْرَبُ في قَعْبي وقد سقانِيَه ... فالحمدُ للّه الذي أعطانِيَه
قرْماً وخُرْقاً في خُدودٍ واضيه ... تربَّعَتْ في عُقدٍ فالماويه
َبقلاً نَضِيداً في تِلاعٍ حاليه ... حتّى إذا ما الشّمْسُ مَرَّتْ ماضيه
قام إليها فتيةٌ ثمانيه ... فثوَّروا كلَّ مَرِيٍّ ساجيَه
أخلافها لِذي الأكف مالِيَه


جبل الجن
وقال ابنُ الأعرابي: قال لي أعرابي مَرّة مِن غنيٍّ وقد نزلت به، قال: وهو أخفُّما نزلتُ به و أطيَبُه، فقلت: ما أطيب ماءكم هذا، وأعْذى منزلكم قال: نعم وهوبعيدٌ من الخَير كله، بعيد من العراق واليمامة والحجاز، كثير الحيات، كثير الجنانفقلت: أتَروَنَ الجن؟ قال: نعم مكانُهم في هذا الجبل - وأشار بيدهِ إلى جبل يقالله سُواج قال: ثمَّ حدَّثني بأشياء.


شعر فيه ذكر الجن
وقال عبيد بن أوس الطائي في أخت عَدي بن أوس:
هلْ جاءَ أوساً ليلتي ونعيمها ... ومقامُ أوْسٍ في الخِباء الْمُشْرَجِ
ما زِلتُ أطوي الجِنّ أسمع حِسَّهُمْ ... حَتّى دَفَعْتُ إلى ربيبة هودجِ
فوضعت كفِّي عند مقطع خَصْرِها ... فَتَنَفّستْ بُهْراً ولمَّا تنهجِ
فتناولتْ رأْسي لِتعرفَ مَسّهُ ... بمخضّبِ الأطرافِ غيرِ مُشنّجِ
قالتْ بعَيْشِ أخي وحُرمة والدي ... لأُنَبِّهَنَّ الحيّ إنْ لم تخرجِ
فخرجتُ خيفةَ قومها فتبسَّمَتْ ... فعلمْتُ أنّ يمينها لم تلججِ
فلثمْت فاهاً قَابضاً بقُرونِها ... شُرْبَ النَّزيفِ ببرْدِ ماء الحشْرَج
وأنشدني آخر:
ذَهَبْتُمْ فعُذْتمُ بالأمير وقُلْتُمُ ... تركْنا أحاديثاً ولحماً مُوضعاً
فما زَادَني إلاّ سناءً ورِفعة ... ولا زادكُمْ في القوم إلاّ تخشّعا
فما نفرتْ جِنِّي ولا فُلَّ مِبردِي ... وما أصبحت طيري من الخوفِ وُقَّعَا
وقال حسّانُ بنُ ثابت، في معنى قولِه: وللّه لأضربنَّه حتَّى أنزع من رأسِهشيطانه، فقال:
وداوِيةٍ سَبسَبٍ سَمْلَقٍ ... مِنَ البيِد تَعْزِفُ جنّانُها
قطَعْتُ بِعَيْرانةٍ كالفَنِي ... قِ يَمْرَحُ في الآل شَيْطانُها
فجمع في هذا البيت تثبيت عزيف الجن، وأنَّ المراح والنشاط والْخُيلاء والغرب هوشيطانُها

وأبينُ منْ ذلك قولُ منظور بن رواحة:
أتاني وأهْلي بالدِّماخ فغمرةٍ ... مَسبُّ عويفِ اللؤم حيَّ بني بدرِ
فلمّا أتاني ما يقولُ ترقّصت ... شياطينُ رأسي وانْتشْينَ من الخَمْرِ


من المثل والتشبيه بالجن
ومن المثَل والتّشبيه قولُ أبي النّجم:
وقام جِنِّيُّ السَّنام الأميَلِ ... وامْتَهَدَ الغاربَ فِعْلَ الدُّمَّلِ
وقال ابن أحمر:
بهَجْلٍ من قساً ذفِر الخُزامَى ... تداعى الجربياءُ به الحنينا
تكسَّر فوقه القَلَعُ السَّوارِي ... وجُنَّ الخازِبازِ به جُنونا
وقال الأعشى:
وإذا الغيثُ صَوْبُه وضع القِدْ ... حَ وجُنَّ التِّلاعُ والآفاقُ
لم يزدهم سفاهَةً شُرُبُ الْخمْ ... رِ ولا اللهوُ بينهُم والسِّباق
وقال النابغة:
وخَيِّس الجِنَّ إنِّي قد أذِنْتُ لَهُمْ ... يَبْنُونَ تَدْمُرَ بالصُّفَّاحوالعَمَدِ


ما يزعمون أنه من عمل الجن
وأهلُ تدمُر يزعمون أنّ ذلك البناء بُنيَ قبل زمن سليمان، عليه السلام، بأكثرَ ممابيننا اليوم وبين سليمان بن داود عليهما السلام قالوا: ولكنّكم إذا رأيتمْ بنياناًعجيباً، وجهلتم موضع الحِيلة فيه، أضفْتُموه إلى الجنِّ، ولم تعانوه بالفكر.
وقال العَرْجيُّ:
سدّتْ مسامِعها بفرْجِ مراجِل ... مِنْ نَسْج جِنٍّ مثله لا يُنسَجُ
وقال الأصمعيُّ: السيوف المأثورة هي التي يقال إنها من عمل الجن والشياطين لسليمانبن داود عليهما السلام، فأمّا القوارير والحمامات، فذلك ما لا شك فيه، وقالالبعيث:
بَنَى زِيادٌ لذِكْرِ الله مَصْنَعَةً ... من الْحِجارة لم تُعملْ من الطِّينِ
كأنَّها غير أنّ الإنسَ ترفَعُها ... مما بنتْ لسليمانَ الشياطينُ
وقال المقنَّع الكِنْديُّ:
وفي الظّعائِنِ والأحْداجِ أمْلَحُ منْ ... حَلَّ العِراقَ وَحَلَّ الشامَواليَمنَا
جِنِّيّةٌ مِنْ نِسَاءِ الإنسِ أحسَنُ مِنْ ... شَمْسِ النّهارِ وبَدْرِ اللّيلِلو قُرِنَا
مَكتومةُ الذكرِ عندي ما حيِيتُ له ... قَدْ لَعَمْري مَلِلتُ الصَّرمَ والحَزَنَا
وقال أبو النَّجم:
أدرك عقلاً والرهان عمله ... كأنّ تُرْبَ القاع حينَ تَسحَلُه
صيقُ شياطينَ زَفَتْهُ شَمْألهْ
وقال الأعشى في المعنى الأوّل، من بناء الشياطين لسليمان بن داود عليهما السلام:
أرى عَادِيا لمْ يمنع الموْتَ رَبُّه ... ووَرْدٌ بتيماءِ اليهوديِّ أبلقُ
بناهُ سُليمانُ بنُ داودَ حِقْبةً ... له جَنْدَلٌ صُمٌّ وطيٌّ موثَّقُ


مواضع الجن
وكما يقولون: قنفذ بُرْقة، وضبُّ سحاً، وأرنب الخلَّة، وذئب خَمر فيفرقون بينهاوبينَ ما ليست كذلك إمَّا في السِّمن، وإمّا في الخُبث، وإمَّا في القوة - فكذلكأيضاً يفرقون بين مواضع الجن، فإذا نَسبُوا الشّكل منها إلى موضعٍ معروف، فقدخَصُّوه من الخُبث و القُوة والعَرامة بما ليس لجملتهم وجمهورهم، قال لبيد:
غُلْب تَشَذّرُ بالذُّحولِ كأنّها ... جنُّ البَدِيِّ رواسِياً أقدامُها
وقال النّابغة:
سهكينَ مِنْ صَدإ الحديدِ كأنَّهُمْ ... تحتَ السَّنَوَّرِ جِنَّةُ البقّارِ
وقال زهير:
عَلَيْهِنَّ فِتْيانٌ كَجِنّةِ عَبقرٍ ... جديرون يوماً أن يُنيفوا فيَسْتعلوا
وقال حاتم:
عليهنّ فِتْيانٌ كَجِنّة عبقر ... يهزُّون بالأيدي الوشِيجَ المقوّما
ولذلك قيل لكلِّ شيء فائق، أو شديدٍ: عبقري.
وفي الحديث، في صفة عمر رضي اللّه عنه فلم أر عبقريّاً يفري فَرِيّه، قال أعرابي:ظلمني واللّه ظُلماً عبقريّاً.


مراتب الجن والملائكة

ثمَّ ينزلون الجن في مراتب، فإذاذكروا الْجِنِّيَّ سالماً قالوا: جني، فإذا أرادوا أنّه ممن سكن مع النَّاس قالوا:عامر، والجميع عُمّار، وإنْ كان ممن يعرض للصبيان فهُمْ أرواح، فإن خبُث أحدُهموتعرَّم فهو شيطان، فإذا زاد على ذلك فهو مارد، قال اللّه عز ذكره: "وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ ماردٍ " فإن زاد على ذلك في القوَّة فهو عفريت،والجميع عفاريت، قال اللّه تعالى: " قال عِفْريتٌ مِنَ الْجِنِّ أنَا آتيكَبِهِ قبْلَ أنْ تَقْومَ منْ مقامِك " .
وهم في الجملة جنٌّ وخوافي، قال الشاعر:
ولا يُحَسُّ سِوى الخافي بها أثرُ
فإن طهَرَ الجني ونَظُف ونَقِيَ وصار خيراً كلُّه فهو مَلَك، في قول من تأول قولهعز ذكره: " كانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسقَ عَنْ أمْرِ رَبِّهِ " على أنّالجنَّ في هذا الموضع الملائكة.
وقال آخرون: كان منهم على الإضافة إلى الدّار والدّيانة، لا على أنّه كان منجنْسهم، وإنّما ذلك على قولهم سليمان بن يزيد العدوي، وسليمان بن طرْخان التّيمي،وأبو علي الحرمازي، وعَمْرو بن فائد الأسواري، أضافوهم إلى المحالّ، وتركواأنسابهم في الحقيقة.
استطراد لغوي وقال آخرون: كلُّ مُستْجِنٍّ فهو جِنّيٌّ، وجانّ، وجنين، وكذلكالولدُ قيل له جنينٌ لكونه في البطْن واستجنانه، وقالوا للمّيت الذي في القبرجنين، وقال عمْرو بن كلثوم:
ولا شمْطاءُ لم تَدعِ المنايا ... لها منْ تِسْعَةٍ إلاّ جنينا
يُخبر أنّها قد دَفَنَتْهُم كلُّهم.
قالوا: وكذلك الملائكة، من الحَفَظة، والحمَلة، والكَرُوبيِّينَ، فلا بدّ منطبقات، وربُّما فُرِّق بينهم بالأعمال، واشتُقَّ لهم الاسمُ من السّبب كما قالُوالواحدٍ من الأنبياء: خليل اللّه، وقالوا لآخر: كليم اللّه، وقالوا لآخر: روحاللّه.


مراتب الشجعان
والعرب تُنزل الشُّجعاء في المراتب، والاسم العامُّ شجاع، ثمَّ بطلَ، ثم بُهْمة،ثم أليَس، هذا قول أبي عبيدة.
فأمّا قولهم: شيطان الحماطة، فإنّهم يعنون الحيّة، وأنشد الأصمعي:
تُلاعِبُ مَثْنى حَضْرَميٍّ كأنّهُ ... تَعمُّجُ شيطان بذي خِرْوَع قَفْرِ
وقد يُسَمُّون الكِبر والطغيان، والخُنْزُوانة، والغضبَ الشّديدَ شيطاناً، علىالتّشبيه، قال عمر بن الخطاب، رضي اللّه تعالى عنه: والله لأنزِعَنّ نُعْرتَه،ولأضربنَّه حتى أنزع شيطانه من نخرته.
مراتب الجن والأعراب تجعل الخوافِي والمستجِنّات، من قبل أن ترتِّب المراتب،جنسين، يقولون جِنّ وحنّ، بالجيم والحاء، وأنشدوا:
أبيتُ أهْوي في شياطينَ تُرِنّ ... مختلفٍ نجواهمُ حِنٌّ وجنّ
ويجعلون الجِنّ فوق الحنّ، وقال أعشى سليم:
فما أنا منْ جِنٍّ إذا كنتُ خافياً ... ولستُ من النَّسْناسِ في عنصُرِ البَشَرْ
ذهب إلى قول من قال: البشر ناسُ ونسناس، والخوافي حنّ وجنّ، يقول: أنا من أكرمالجِنسين حيثما كنت.
شيطان ضعفة النُّسّاك والعباد وضَعَفة النسّاك وأغبياءُ العُبّاد، يزعمون أنّ لهمخاصّة شيطاناً قد وُكِّل بهم، ويقال له المذهِب يُسْرِج لهم النِّيران، ويُضيء لهمالظُّلْمة ليفتنهم وليريهم العجب إذا ظنُّوا أنّ ذلك من قِبَل اللّه تعالى.
شيطان حفظة القرآن وفي الحديث أنّ الشّيطانَ الذي قد تفرّد بحفظة القرآن يُنْسِيهمالقرآن، يسمى خَنْزَب، وهو صاحب عثمان بن أبي العاص.
الخابل والخبل قال: وأما الخابل والخَبَل، فإنما ذلك اسمٌ للجنّ الذين يخبلونالنّاسَ بأعيانهم، دون غيرهم، وقال
تناوح جِنّان بهنَّ وخُبَّلُ
كأنّه أخْرج الذين يخبلون ويتعرَّضون، ممّن ليس عنده إلاّ العزيف والنّوح، وفصلأيضاً لبيدٌ بينهم فقال:
أعاذلُ لو كان النِّداد لقُوتلوا ... ولكنْ أتانا كُلُّ جنّ وخابلِ
وقد زعم ناسٌ أنَّ الخبلَ والخابل ناس، قالوا: فإذا كان ذلك كذلك، فكيف يقول أوسبن حجر:
تناوح جِنّان بهن وخُبّلُ


استطراد لغوي
قالوا: وإذا تعرّضَت الجنّيّة وتلوَّنتْ وعَبِثت فهي شيطانة، ثم غُول، والغُول فيكلام العرب الدَّاهية، ويقال: لقد غالَتْهُ غول، وقال الشاعر:
تقول بيتي في عِزّْ وفي سعَةٍ ... فقدْ صدقْتَ ولكنْ أنت مدخولُ

لا بأسَ بالبَيْتِ إلاّ ما صنعت به... تَبْني وتَهْدِمُه هدّاً له غولُ
وقال الرَّاجز:
والحربُ غولٌ أو كشبه الغُولِ ... تُزَفُّْ بالرّاياتِ والطُّبول
تَقْلِبُ للأوتارِ والذُّحُولِ ... حِملاقَ عَيْنٍ ليس بالمكْحُولِ


زواج الأعراب للجن
ومن قول الأعراب أنهم يظهرون لهم، ويكلِّمونهم، ويناكحونهم، ولذلك قال شمر بنالحارث الضّبي:
ونارٍ قد حضأتُ بُعَيْدَ هَدْءٍ ... بدارٍ لا أُريدُ بها مُقامَا
سِوى تَحْليلِ راحلةٍ وعينٍ ... أُكالئُها مخافَة أنّ تناما
أتَوْا نَارِي فقلتُ منونَ قالوا ... سراةُ الجنِّ قلتُ عِموا ظلاما
فقُلْتُ إلى الطَّعامِ فقالَ مِنْهُمْ ... زعيمٌ نحسد الإنسَ الطَّعاما
وذكر أبو زيدٍ عنهم أن رجلاً منهم تزوج السِّعلاة، وأنها كانت عنده زماناً، وولدتمِنْه، حتَّى رأت ذات ليلةٍ بَرْقاً على بلاد السَّعالي، فطارَتْ إليهنّ، فقال:
رأى بَرْقاً فأوْضعَ فوقَ بَكْرٍ ... فلا بكِ ما أسال وما أَغامَا
فمن هذا النِّتاج المشترك، وهذا الخلْقِ المركَّب عندهم، بنو السِّعلاة، من بينعمرو بن يربوع، وبلقيسُ ملكة سبأ، وتأوَّلوا قول الشاعر:
لاهُمّ إنَّ جُرْهُماً عبادُكا ... النّاس طِرْفٌ وهُمُ تِلادُكا
فزَعموا أن أبا جُرهمٍ من الملائكة الذين كانوا إذا عصوا في السَّماء أُنزلوا إلىالأرض، كما قيل في هاروت وماروت، فجعلوا سُهيلاً عشّاراً مُسِخ نجماً، وجعلواالزُّهرة امرأة بغيّاً مُسِخت نجماً، وكان اسمها أناهيد.
وتقول الهند في الكوكب الذي يسمّى عُطارِدَ شبيهاً بهذا.
المخدومون ويقول الناس: فلانٌ مخدوم يذهبون إلى أنّه إذا عَزَم على الشَّياطينوالأرواح والعُمَّار أجابوه وأطاعوه، منهم عبد اللّه بن هلال الحميريّ، الذي كانيقال له صديق إبليس، ومنهم كرباش الهنديّ، وصالح المديبري.
شروط إجابة العامر للعزيمة وقد كان عبيد مُجّ يقول: إن العامِر حريصٌ على إجابةالعزيمة، ولكنّ البدنَ إذا لم يصلُحْ أن يكون له هيكلاً لم يستطعْ دخوله، والحيلةُفي ذلك أن يتبخَّرَ باللبان الذّكر، ويراعي سَيْرَ المشتري، ويغتسلَ بالماءالقراح، ويدعَ الجماعَ وأكلَ الزُّهُومات، ويتوحّش في الفيافي، ويُكثر دخولالخراباتِ، حتى يرقَّ ويلطف ويصفو ويصير فيه مشابِهُ من الجنّ، فإن عزم عند ذلكفلم يُجب فلا يعودنّ لمثلها فإنه ممَّن لا يصلح أن يكون بدنه هيكلاً لها، ومتى عادخُبط فربما جُنّ، وربما مات.
قال: فلو كنت ممَّن يصلح أن يكون لهم هيكلاً لكنت فوق عبد اللّه بن هلال.


رؤية الجن
قال الأعراب: وربما نزلنا بجمعٍ كثير، ورأينا خياماً وقباباً،وناساً، ثم فقدناهممن ساعتنا.
والعوامّ ترى أنّ ابن مسعود، رضي اللّه عنه، رأى رجالاً من الزُّطِّ فقال: هؤلاءأشبه من رأيت بالجنّ ليلة الجنّ.
قال: وقد رُوي عنه خلاف ذلك.
وتأوّلوا قوله تعالى: " وأنَّه كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرجالٍمِنَ الْجِنِّ فزادُوهُمْ رَهَقاً " ، ولم يُهلك الناس كالتأويل.
ومما يدلُّ على ما قُلنا قولُ أبي النّجم، حيث يقول:
بحيثُ تُستنُّ مع الجنّ الغُولُ
فأخرج الغول من الجِنّ، للذِي بانَتْ به من الجنّ.
وهكذا عادتهم: أن يُخرجوا الشيء من الجملة بعد أنْ دخَلَ ذلك الشيء في الجملة،فيظهر لأمر خاصّ.
وفي بعض الرِّواية أنهم كانوا يسمعون في الجاهلية من أجواف الأوثان همهمةٍ، وأنخالد بن الوليد حين هدم العُزَّى رمته بالشّرَر حتى احترق عامّةُ فخذه، حتى عادهُالنبيَ صلى الله عليه وسلم.
وهذه فتنةٌ لم يكن اللّه تعالى ليمتحنَ بها الأعراب وأشباه الأعراب من العوامّ،وما أشك أنه قد كانتْ للسَّدنة حِيَلٌ وألطاف لمكان التكسُّب.
ولو سمعت أو رأيت بعض ما قد أعدّ الهِنْدُ من هذه المخاريق في بيوت عباداتهم،لعلمت أنّ اللّه تعالى قد مَنَّ على جملة الناس بالمتكلِّمين، الذين قد نشؤوافيهم.
افتتان بعض النصارى بمصابيح كنيسة قمامة

وقد تَعْرِف ما في عجايز النصارىوأغمارهم، من الافتنان بمصابيح كنيسة قمامة، فأما علماؤُهم وعقلاؤُهم فليسوابمتحاشِين من الكذب الصِّرف، والجراءةِ على البُهتان البَحْت، وقد تعوَّدُواالمكابرة حتى درِبوا بها الدَّرب الذي لا يفطن له إلا ذو الفِراسة الثّابتة،والمعرفة الثّاقبة.

إيمان الأعراب بالهواتف
والأعرابُ وأشباهُ الأعراب لا يتحاشَون من الإيمان بالهاتف، بل يتعجَّبون ممن ردَّذلك، فمن ذلك حديث الأعشى بن نبّاش بن زرارة الأسدي، أنه سمع هاتفاً يقول:
لقد هَلَك الفيَّاضُ غيثُ بني فِهْرِ ... وذُو الباعِ والمجْدِ الرَّفيعِ وذوالفخرِ
قال: فقلتُ مجيباً له:
ألا أيُّها الناعي أخا الجود والنّدَى ... مَن المرْءُ تَنْعاهُ لنا من بين فِهْرِ
فقال:
نَعيْت ابن جدْعان بن عمروٍ أخا النَّدى ... وذا الحسب القُدْمُوس والحسب القهرِ
وهذا الباب كثير.
قالوا: ولنَقل الجنّ الأخبارَ علمَ الناس بوفاةِ الملوك، والأمور المهمة، كماتسامعُوا بموت المنصور بالبصرة في اليوم الذي تُوفي فيه بقرب مكة، وهذا البابأيضاً كثير.
من له رَئيٌّ من الجن
وكانوا يقولون: إذا ألف الجنّي إنساناً وتعطَّف عليه، وخبّره ببعض الأخبار، وجدحِسّه ورأى خياله، فإذا كان عندهم كذلك قالوا: مع فلان رئَيٌّ من الجن، وممنيقولون ذلك فيه عمرو بن لُحيّ بن قَمَعة، والمأمور الحارثي، وعتيبة بن الحارث بنشهاب، في ناسٍ معروفين من ذوي الأقدار، من بين فارس رئيس، وسيِّد مُطاع.
فأما الكهّان: فمثل حارثة جهينة، وكاهنة باهلة، وعُزّى سلمة، ومثل شِقّ، وسَطيح،وأشباههم، وأما العرّاف، وهو دون الكاهن، فمثل الأبلق الأسدي، والأجلح الزهري،وعروة ابن زيد الأسدي، وعرّاف اليمامة رباح بن كَحْلة، وهو صاحب بنت المستنيرالبلتعي، وقد قال الشاعر:
فقلت لعراف اليمامة داوِني ... فإنَّك إنّ أبْرَأتني لَطبِيبُ
وقال جُبَيهاء الأشجعيّ:
أقامَ هَوى صفيَّة في فؤادي ... وقد سيَّرتُ كلَّ هوى حبيبِ
لكِ الخيراتُ كَيْفَ مُنِحتِ وُدِّي ... وما أنا مِنْ هَواكِ بذي نَصيبِ
أقول وعروةُ الأسديُّ يرقي ... أتاك برُقْيةِ المَلِق الكذوبِ
لَعَمْرُك ما التّثاؤبُ يا ابن زيدٍ ... بشافٍ من رُقاك ولا مُجيبِ
لَسَيْرُ النّاعجات أظنُّ أشفى ... لما بي منْ طبيب بني الذَّهوبِ
وليس البابُ الذي يدّعيه هؤلاء من جنس العيافة والزّجر، والخطوط، والنّظر في أسرارالكفّ، وفي مواضع قرض الفار، وفي الخيلان في الجسد، وفي النظر في الأكتاف، والقضاءبالنجوم، والعلاج بالفكر.
وقد كان مُسيلمة يدّعي أن معه رئيّاً في أوّل زمانه، ولذلك قال الشّاعر، حينوَصَفَ مخاريقه وخُدَعه:
بِبَيْضةِ قارورٍ ورايةِ شادنٍ ... وخُلةِ جِنّيّ وتوصيلِ طائرِ
ألا تراه ذك
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى