وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه

اذهب الى الأسفل

بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه Empty بسم الله الرحمن الرحيم/الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه

مُساهمة من طرف خالد براهمه الجمعة أكتوبر 29, 2010 2:39 am

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله خالق الإنس والجنة وأشهد أن لا اله إلاالله وحده لا شريك له شهادة تكون لمن تدرع بها أوقى جنه وأشهد أن محمدا عبدهورسوله الداعي إلى الجنة - صلى الله عليه وسلم - وعلى آله وأصحابه أولى البأسوالنجدة صلاة يعظم بها عليهم المنة وسلم تسليما كثيرا يقوم بالفرض والسنة كما علمالصلاة والسلام عليه وأسنه وبعد فهذا كتاب جامع لذكرالجن وأخبارهم وما يتعلق بأحكامهم وآثارهم وكان السبب في تصنيفه ونسخه على هذاالمنوال الغريب وترصيفه مذاكرة وقعت في مسألة نكاح الجن وإمكانه ووقوعه وضاقالمجلس عن تقريرها وتحقيق المباحث فيها وتحريرها ثم رأيت أن هذه المسألة تقتضيمقدمات الأولى تقرير وجود الجنخلافا لكثير من الفلاسفة وجماهير القدرية وكافة الزنادقة وغيرهم وفساد قول من أنكروجودهم الثانية تقرير أن لهمأجساما مشخصة رقيقة أو كثيفة تتطور وتتشكل في صور شتى ليمكن الوقاع ويتأتى لأنهإنما يتصور بين جسمين مماسين ويتفرع على هذا ذكر تحيزهم وأكلهم وشربهم وتناكحهمفيما بينهم لأن جسم الحي لا بد له من تحيز وتناول ما هو سبب لنموه وبقائه وبقاءجنسه بالتوالد الثالثة بيان تكليفهم خلافاللحشوية وذلك لأن من جوز النكاح بين الإنس والجن أما أن يشترط في نسائهم الإيمانأو أن يكن من أهل الكتاب لأن ما اشترط في حل النساء الآدميات أولى أن يشترط فيالجنيات لأن القائل بجواز نكاحهم لا يفرقويتفرع على ذلك ذكر بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - إليهم وقبل بعثته إليهمبماذا كانوا مكلفين هل بعث إليهم نبي منهم كما يقوله الضحاك وغيره وقطع به أبومحمد بن حزم أو كان فهم نذر منهم ليسوا رسلا عن الله تعالى ولكن بثهم الله تعالىفي الأرض فسمعوا كلام رسل الله عز وجل الذين هم من بني آدم وعادوا إلى قومهم منالجن فأنذروهم وهذا قول جماهير العلماء من السلف والخلف وهذا كما سمع النفر منالجن القرآن من النبي - صلى الله عليه وسلم - وعادوا إلى قومهم فقالوا انا سمعناكتابا أنزل من بعد موسى وكان هذا قبل دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - إياهمواجتماعهم به ويتفرع على تكليفهم ثوابهم على الطاعة وعقابهم على المعصية ودخولكافرهم النار ومؤمنهم الجنة عند بعض العلماء ويتفرع على كل مقدمة مسائل تتأتىوتتفتح لها أبواب شتى يتشبث بعضها بأذيال بعض وينخرط في عقد سلكها درر لا يكادنظمها ينفض ويستطرد في غضون ذلك نكت وأخبار وعيون وأحاديث مروية عنهم لا تنتهيولحديث الجن شجون فاستخرت الله في إبراز هذا التصنيف وإحراز كثير مما ورد عنهم فيهذا التأليف وجعلته جامعا لمهم أحكامهم حاويا لأحوالهم في رحلتهم ومقامهم رافعالستورهم دافعا لما يتطورون عليه من الكيد في صدورهم كاشفا لضمائرهم كاشفا لمناورهمورتبت على كل مقطع بوابا وفتحت لكل مطلع بابا وضمنته مائة وأربعين بابا وقد يزيدعلى ذلك بما ينخرط في هذه المسالك من التوابع التي يتعين إيرادها والفصول التي لايحسن إفرادها وسميته آكام المرجان في أحكام الجان وبالله استعيذ من الشياطينونزعاتهم وبه استعين على مردة الجن وطغاتهم وبقدرته أدفع سطوة شرورهم وبعزته أدرأفي نحورهم وبذكره أتحصن من كيدهم وبقوته أوهن ما قوى من أيديهم هو حسبي ونعمالوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

الباب الأول في بيان إثبات الجن والخلاف فيه
قال إمام الحرمين في كتابه الشامل اعلموا رحمكم اللهأن كثيرا من الفلاسفة وجماهير القدرية وكافة الزنادقة أنكروا الشياطين والجن رأساولا يبعد لو أنكر ذلك من لا يتدبر ولا يتشبث بالشريعة وإنما العجب من إنكارالقدرية مع نصوص القرآن وتواتر الأخبار واستفاضة الآثار ثم ساق حملة من نصوصالكتاب والسنة وقال أبو قاسم الأنصاري في شرح الإرشاد وقد أنكرهم معظم المعتزلةودل إنكارهم اياهم على قلة مبالاتهم وركاكة دياناتهم فليس في إثباتهم مستحيل عقلىوقد دلت نصوص الكتاب والسنة على اثباتهم وحق على اللبيب المعتصم بحبل الدين أنيثبت ما قضى العقل بجوازه ونص الشرع على ثبوته ،وقال القاضي أبو بكر الباقلاني وكثير من القدرية يثبتون وجود الجن قديما وينفونوجودهم ا لآن ومنهم من يقر بوجودهم ويزعم أنهم لا يرون لرقة أجسامهم ونفوذ الشعاعفيها ومنهم من قال إنما لا يرون لأنهم لا ألوان لهم ثم قال إمام الحرمين والتمسكبالظواهر والآحاد تكلف منا مع إجماع كافة العلماء في عصر الصحابة والتابعين علىوجود الجن والشياطين والاستعاذة بالله تعالى من شرورهم ولا يراغم مثل هذا الاتفاقمتدين متشبث بمسكه من الدين ثم ساق عدة أحاديث ثم قال فمن لم يرتدع بهذا وأمثالهفينبغي أن يتهم في الدين ويعترف بالانسلال منه على أنه ليس في إثبات الشياطينومردة الجن ما يقدح في أصل من أصول العقل وقضية من قضاياه وأكبر ما يستروحون إليهخطور الجن بنا ونحن لا نراهم ولو شاءت أبدلت لنا أنفسها وإنما يستبعد ذلك من لميحط علما بعجائب المقدورات وقولهم في الجن يجرهم الى انكار الحفظة من الملائكةعليهم السلام ومن انتهى بهم المذهب الى هذا وضح افتضاحه قلت وإنما طويت ذكر مااورده إمام الحرمين من الآيات والأخبار لأن ذلك يأتى إن شاء الله تعالى مبسوطا فيكل باب بحسبه ، وقال القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني أعلم انالدليل على اثبات وجود الجن السمع دون العقل وذلك أنه لا طريق للعقل إلى إثباتأجسام غائبة لأن الشيء لا يدل على غيره من غير ان يكون بينهما تعلق كتعلق الفعلبالفاعل وتعلق الاعراض بالمحال ألا ترى أن الدلالة لما دلت على حاجة الفعل فيحدوثه الى الفاعل وحاجته في كونه محكما الى كون فاعله قادرا عالما وكونه قادراعالما يقتضى كونه حيا وكونه حيا لا آفة به يقتضى كونه سميعا بصيرا فدل الفعل علىأن له فاعلا وأنه على أحوال مخصوصة على ما ذكرنا بينهما من التعلق قال ولا يعلماثبات الجن باطرار ألا ترى أن العقلاء المكلفين قد اختلفوا فمنهم من يصدق بوجودالجن ومنهم من كذب ذلك من الفلاسفة والباطنية وإن كانوا عقلاء بالغين مأمورينمنهيين ولو علم ذلك باضطرار لما جاز أن يختلفوا في ذلك بل لم يجز ان يشكوا فيه لوشككهم فيه مشكك ألا ترى أنه لا يجوز أن يختلف العقلاء في أن الارض تحتهم ولا أنالسماء فوقهم ولا يجوز أن يشكوا في ذلك لو شككهم فيه مشكك وفي اختلافهم في اثباتالجن والأمر على ما هو عليه دلالة على أنه لا يجوز أن يعلم اثبات الجن ضرورة ثمقال والذي يدل على اثباتهم آي كثير في القرآن تغنى شهرتها عن ذكرها وأجمع أهلالتأويل على ما يذهب اليه من اثباتهم بظاهرها ويدل أيضا على اثباتهم ما علمناهباضطرار من ان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتدين بإثباتهم وما روى عنه فيذلك من الأخبار والسنن الدالة على اثباتهم أشهر من ان يشتغل بذكرها.

فصل قال الشيخ ابو العباس بن تيمية لم يخالف أحد منطوائف المسلمين في وجود الجن وجمهور طوائف الكفار على إثبات الجن أما اهل الكتابمن اليهود والنصارى فهم مقرون بهم كإقرار المسلمين وإن وجد فيهم من ينكر ذلك فكمايوجد في بعض طوائف المسلمين كالجهمية والمعتزلة من ينكر ذلك وإن كان جمهور الطائفةوأئمتها مقرون بذلك وهذا لأن وجود الجن تواترت به اخبار الانبياء عليهم السلامتواترا معلوما بالاضطرار ومعلوم بالاضطرار أنهم أحياء عقلاء فاعلون بالإرادةمأمورون منهيون ليسوا صفات وأعراضا قائمة بالانسان أو غيره كما يزعمه بعض الملاحدةفلما كان أمر الجن متواترا عن الانبياء عليهم السلام تواترا ظاهرا يعرفه العامةوالخاصة لم يمكن طائفة من طوائف المؤمنين بالرسل أن ينكرهم فالمقصود هنا ان جميعطوائف المسلمين يقرون بوجود الجن وكذلك جمهور الكفار كعامة أهل الكتاب وكذلك عامةمشركى العرب وغيرهم من أولاد سام والهند وغيرهم من أولاد حام وكذلك جمهورالكنعانيين واليونانيين وغيرهم من أولاد يافث فجماهير الطوائف تقر بوجود الجن بليقرون بما يستجلبون به معاونة الجن من العزائم والطلاسيم سواء كان ذلك سائغا عندأهل الأيمان أو كان شركا فإن المشركين يقراون من العزائم والطلاسم والرقى ما فيهعبادة للجن وتعظيم لهم وعامة ما بأيدي الناس من العزائم والطلاسم والرقى التي لاتفقه بالعربية فيها ما هو شرك بالجن ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التى لايفقه بالعربية معناها لأنها مظنة الشرك وإن لم يعرف الراقي أنها شرك وفي الصحيح عنالنبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رخص في الرقى ما لم تكن شركا وقال من استطاع انينفع أخاه فليفعل وقد كان للعرب ولسائر الأمم من ذلك أمور يطول وصفها وأمور وأخبار
العرب في ذلك متواترة عند من يعرف أخبارهم من علماءالمسلمين وكذلك عند غيرهم ولكن المسلمين أخبر بجاهلية العرب منهم بجاهلية سائرالأمم

فصل ولم ينكر الجن الا شرذمة قليلة من جهال الفلاسفةوالأطباء ونحوهم أما أكابر القوم فالمأثور عنهم إما الإقرار بهم وإما أن يحكى عنهمقول في ذلك وأما المعروف عن أبقراط أنه قال في بعض المياه إنه ينفع من الصراع لستأعني الصرع الذي يعالجه أصحاب الهياكل وإنما أعني الصرع الذي تعالجه الأطباء وأنهقال طبنا مع طب أهل الهياكل كطب العجائز مع طبنا وليس لمن أنكر ذلك حجة يعتمدعليها تدل على النفي وإنما معه عدم العلم إذا كانت صناعته ليس فيها ما يدل على ذلككالطبيب الذي ينظر في البدن من جهة صحته ومرضه الذي يتعلق بمزاجه وليس في هذا تعرضلما يحصل من جهة النفس ولا من جهة الجن وإن كان قد علم من طبه ان للنفس تأثيراعظيما في البدن أعظم من تأثير الأسباب الطبية وكذلك للجن تأثير في ذلك قال - صلىالله عليه وسلم - في الحديث إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم أ ه ، وهو البخار الذي تسميه الأطباءالروح الحيواني المنبعث من القلب الساري في البدن الذي به حياة البدن.

فصل قال ابن دريد الجن خلاف الإنس ويقال حنه الليلوأحنه وحن عليه وغطاه في معنى واحد إذا ستره وكل شيء استتر عنك فقد جن عنك وبهسميت الجن وكان أهل الجاهلية يسمون الملائكة جنا لاستتارهم عن العيون والجن والجنةواحد والجنة ما واراك من السلاح قال والحن بالحاء زعموا أنهم ضرب من الجن قالالراجز : يلعبن أحوالي من حن وحن .

قال ابو عمر الزاهد الحن كلاب الجن وسفلتهم وقالالجوهري الجان ابو الجن والجمع جينان مثل حائط وحيطان والجان إيضاحية بيضاء قلتوقد وقع في كلام السهيلي في النتائج ان الجن تشتمل على الملائكة وغيرهم مما اجتنعن الأبصار فإنه قال ومما قدم للفصل والشرف تقديم الجن على الإنس في أكثر المواضعلأن الجن تشتمل على الملائكة وغيرهم مما اجتن عن الابصار قال الله تعالى: وجعلوابينه وبين الجنة نسبا . وقال الاعشى
وسخر من جن الملائك سبعة قياما لديه يعملونبلا أجر .

فأما قوله تعالى : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان .وقوله تعالى : لا يسأل عن ذنبه إنس ولا جان . وقوله تعالى : وأنا ظننا أن لن تقولالإنس والجن على الله كذبا . فإن لفظ الجن ههنا لايتناول الملائكة بحال لنزاهتهمعن العيوب وأنه لا يتوهم عليهم الكذب ولا سائر الذنوب فلما لم يتناولهم عموم اللفظلهذه القرينة بدأ بلفظ الإنس لفضلهم وكمالهم.

وقال ابن عقيل إنما سمي الجن جنا لاستجنانهمواستتارهم عن العيون منه سمي الجنين جنينا والجنة للحرب جنة لسترها والمجن مجنالستره للمقاتل في الحرب وليس يلزم بأن ينتقص هذا بالملائكة لأن الأسماء المشتقة لاتناقض ألا ترى أن الخابئة سميت بذلك لاشتقاقها من الخبئ وأنه يخبأ فيها ولا يقاليبطل بالصندوق فإنه يخبأ فيه ولا يسمى صندوقا والشياطين العصاة من الجن وهم ولدإبليس والمردة أعتاهم وأغواهم وهم أعوان إبليس ينفذون بين يديه في الأغواء كأعوانالشياطين قال الجوهري كل عات متمرد من الجن والإنس والدواب شيطان قال جرير:
أيام يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذ كنتشيطانا
والعرب تسمي الحية شيطانا قال يصف ناقته:
تلاعب مثنى حضرمي كأنه تعمجشيطان بذي خروع قفر
وقوله تعالى : طلعها كأنه رؤوس الشياطين .
قال الفراء فيه ثلاثة أوجه احدها ان يشبه طلعها فيقبحه برءوس الشياطين لأنها موصوفة بالقبح والثاني أن العرب تسمى به بعض الحياتوالشيطان نونه أصلية قال امية:
أيما شاطن عصاه عكاه ثم يلقى في السجنوالأغلال
ويقال أيضا إنها زائدة فإن جعلته فيعالا من قولهمشيطن الرجل صرفته وإن جعلته من تشيطن لم تصرفه لأنه فعلان ، وقال ابو البقاءالشيطان فيعال من شطن يشطن إذا بعد ويقال فيه شاطن وتشيطن وسمي بذلك كل متمرد لبعدغوره في الشر وقيل هو فعلان من شاط يشيط إذا هلك فالمتمرد هالك بتمرده ويجوز انيكون سمي بفعلان لمبالغته في إهلاك غيره.
وقال القاضي ابو يعلى الشياطين مردة الجن وأشرارهموكذلك يقال في الشرير مارد وشيطان من الشياطين وقد قال تعالى: شيطان مارد .
وقال الجوهري شطن عنه بعد وأشطنه ابعده .
وقال ابن السكيت شطنه يشطنه شطنا إذا خالف عن نيةوجهه وبئر شطون بعيدة القعر ونوى شطون بعيد .
وقال ابن دريد زعم قوم من اهل اللغة أن اشتقاق ابليسمن الابلاس كأنه إبلس أي يئس من رحمة الله وإبلس الرجل إبلاسا فهو مبلس إذا يئس .
قلت وهذا يدل على أن إبليس إنما سمي بهذا الاسم بعدلعن الله تعالى إياه وقد روى ابن ابي الدنيا وغيره عن ابن عباس قال كان اسم إبليسحيث كان مع الملائكة عزازيل وكان من الملائكة ذوي الأجنحة الأربعة ثم إبليس بعدوعن ابي المثنى قال كان اسم ابليس نائل فلما أسخط الله تعالى سمي شيطانا وعن ابنعباس رضي الله عنه لما عصى إبليس لعن وصار شيطانا وعن سفيان قال كنية إبليس ابوكدوس .
وقال ابو البقاء وإبليس اسم أعجمي لا ينصرف للعجمةوالتعريف وقيل هو عربي واشتقاقه من الإبلاس ولم ينصرف للتعريف ولأنه لا نظير له فيالاسماء وهذا بعيد على أن في الأسماء مثله نحو إخريط وإحفيل وإصليت
قال ابو عمر بن عبد البر الجن عند أهل الكلام والعلمباللسان منزلون على مراتب فإذا ذكروا الجن خالصا قالوا جني فإن أرادوا أنه ممكنيسكن مع الناس قالوا عامر والجمع عمار فإن كان ممن يعرض للصبيان قالوا أرواح فإنخبث وتعزم فهو شيطان فإن زاد على ذلك فهو مارد فإن زاد على ذلك وقوى امره قالواعفريت والجمع عفاريت والله تعالى أعلم بالصواب .

الباب الثاني في ابتداء خلق الجن
قال ابو حذيفة اسحاق بن بشر القرشي في المبتدأ حدثناعثمان حدثنا الأعمش عن بكير بن الأخنس عن عبد الرحمن بن سابط القرشي عن عبد اللهبن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال خلق الله تعالى بني الجان قبل آدم بألفي سنة أه أخبرنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال وكان الجن سكان الأرضوالملائكة سكان السماء وهم عمارها لكل سماء ملائكة ولكل اهل سماء صلاة وتسبيحودعاء فكل سماء فوق سمائهم أشد عبادة وأكثر دعاء وصلاة وتسبيحا من الذين تحتهمفكانت الملائكة عمار السماء والجن عمار الأرض أ ه
وقال بعضهم عمروا الارض الفي سنة وقال بعضهم اربعين سنة وقالاسحاق قال ابو روق عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خلق الله سوميا ابوالجن وهو الذي خلق من مارج من نار قال تبارك وتعالى تمن قال أتمنى أن نرى ولا نرىوأن نغيب في الثرى وأن يصير كهلنا شابا فأعطي ذلك فهم يرون ولا يرون وإذا ماتواغيبوا في الثرى ولا يموت كهلهم حتى يعود شابا يعني مثل الصبي يرد الى أرذل العمرقال وخلق الله تعالى آدم فقيل له تمن قال فتمنى الجبل فأعطي الجبل وقال إسحاقحدثني جويبر وعثمان بإسنادهما أن الله تعالى خلق الجن وأمرهم بعمارة الارض فكانوايعبدون الله جل ثناؤه حتى طال بهم الأمد فعصوا الله عز وجل وسفكوا الدماء وكانفيهم ملك يقال له يوسف فقتلوه فأرسل الله تعالى عليهم جندا من الملائكة كانوا فيالسماء الدنيا كان يقال لذلك الجند الجن فيهم إبليس وهو على أربعة آلاف فهبطوافأفنوا بني الجان من الأرض وأجلوهم عنها وألحقوهم بجزائر البحر وسكن إبليس والجندالذين كانوا معه الأرض فهان عليهم العمل وأحبوا المكث فيها.

حدثنا محمد بن اسحاق عن حبيب بن أبي ثابت أو غيره أن إبليسوجنوده أقاموا في الأرض قبل خلق آدم أربعين سنة حدثنا إدريس الأودي عن مجاهد قالإبليس كان على سلطان سماء الدنيا وسلطان الأرض وكان مكتوبا في الرفيع عند اللهتعالى أنه قد سبق في علمه أنه سيجعل خليفة في الأرض فوجد ذلك إبليس فقرأه وأبصردون الملائكة فلما ذكر الله عز وجل للملائكة أمر آدم عليه السلام اخبر إبليسالملائكة أن هذا الخليفة الذي يكون تسجد له الملائكة وأسر ابليس في نفسه أنه لنيسجد له أبدا وأخبر الملائكة أن الله تعالى يخلف خليفة يسفك دماء وأنه سيأمرالملائكة فيسجدون لذلك الخليفة قال فلما قال الله عز وجل : إني جاعل في الأرض خليفة. حفظوا ما كان قال لهمابليس قبل ذلك فقالوا : أتجعل فيها من يفسد فيها .الآية وأخبرني مقاتل وجويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أرادالله عز وجل أن يخلق آدم قال للملائكة : إني جاعل فيالأرض خليفة . قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسدفيها . وذلك أنهم أحبوا المكث في الأرض واستخفوا للعبادة فيها قال ابن عباسلم يعلموا الغيب لكنهم اعتبروا أعمال ولد آدم بأعمال الجن فقالوا : أتجعل فيها من يفسد فيها ا.هـ.

كما أفسدت الجن ويسفك الدماء كما سفكت الجن وذلك إنهم قتلوانبيا لهم يقال له يوسف وأخبرنا جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قالكان الله تعالى بعث اليهم رسولا فأمرهم بطاعته وأن لا يشركوا به شيئا وأن لا يقتلبعضهم بعضا فلما تركوا طاعة الله تعالى وقتلوا ، قالت الملائكة: أتجعل فيها ، الآية فرد عليهم قولهم وأخبرهم أنهم لميبلغوا عنصر علم الله تعالى في آدم عليه السلام فخافت الملائكة أن يكونوا قد عصواالله تعالى فيما ردوا عليه فلاذوا بالعرش يطوفون به ويستغفرون من ذلك وبقول اللهعز وجل : إني أعلم ما لا تعلمون ، واعلم أن آدم هوخليفة الأرض وولده عمارها وسكانها وأنتم عمار السماء وأخبرنا ابن جريج قال اللهتعالى “ إني جاعل في الأرض خليفة “ فتكلموا يعنيبما هو كائن من خلق آدم عليه السلام وقال الله تعالى لهم “ إني أعلم ما لا تعلمون“ “ وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون “ فأما الذينكتموا فلما قال الله تعالى “ إني جاعل في الأرض خليفة“ فرجعوا بما قد سمعت ليخلق الله تعالى ربنا ما شاء فوالله لا يخلق ربنا خلقا إلاكنا أكرم عليه وأعلم منه فلما أسجدهم لآدم قالوا هو أكرم على الله تعالى منا غيرأنا أعلم منه فلما أنبأهم بأسمائهم علموا أن آدم عليه السلام أعلم منهم.

قال الزمخشري في ربيع الأبرار أبو هريرة يرفعه إن الله تعالىخلق الخلق أربعة أصناف الملائكة والشياطين والجن والإنس ثم جعل هؤلاء عشرة أجزاءفتسعة منهم الملائكة وجزء واحد الشياطين والإنس والجن ثم جعل هؤلاء الثلاثة عشرةأجزاء فتسعة منهم الشياطين وواحد الجن والإنس ثم جعل الجن والإنس عشرة أجزاء فتسعةمنهم الجن وواحد منهم الإنس قلت فعلى هذا يكون نسبة الإنس من الخلق كنسبة الواحدمن الألف ونسبة الجن من الخلق كنسبة التسعة من الألف ونسبة الشياطين من الخلقكنسبة التسعين من الألف ونسبة الملائكة من الخلق كنسبة التسعمائة من الألف واللهاعلم
البابالثالث في أن أصل الجن النار كما أن أصل الإنس الطين
قال الله تعالى “ والجان خلقناه منقبل من نار السموم “ وقال تعالى “ وخلق الجان منمارج من نار “ وقال تعالى حكاية عن إبليس “ خلقتنيمن نار وخلقته من طين “.
وقال القاضي عبد الجبار الدليل على هذ السمع دون العقل وذلكلأن الجواهر كلها قد دل الدليل على أنها متماثلة لأن كل واحد منها يسد مسد الآخرويقوم مقامه في الصفة التي تخصه إذا كان على مثل صفته وهذا هو حد المثلين وإنماتختلف صفاتهما وهيئتهما لأغراض تخص بعضها دون بعض وإذا صح هذا فالله قادر على أنيفعل ما شاء من التأليف ويوجد من الألوان وسائر الأعراض ويركب ما شاء من ذلكتركيبا يحتمل الأعراض المحتاجة إلى تركيب مخصوص كالحياة التي يحتاج في وجودها إلىتركيب مخصوص والعلم إلى بنية القلب وكذلك الإرادة وما جرى هذا المجرى وإذا كان هذاهكذا دل على أن لا طريق لنا إلى أن نعلم ان الله عز وجل خلق اصل الجن من قبيل جوهرمخصوص دون قبيل آخر من جهة العقل ولا نعلم ذلك أيضا باضطرار لأن ذلك لو علمباضطرار لم يقع اختلاف في اثباتهم لأن العلم بما خلقوا منه فرع على العلم بأنهممخلوقون ولا يجوز أن يعلم الفرع باضطرار ويعلم الأصل باكتساب لأن ما يعلم باكتسابيجوز أن يجهل وما يعلم باضطرار لا يجوز أن يجهل مع كمال العقل وبطلان هذا يدل علىأنه
لا يجوز أن يعلم أصل الجن ما هو باضطرار للاختلاف في إثباتهمفقد بان أن ذلك لا يعلم باضطرار كما لا يعلم باكتساب من جهة العقل فان قيل كيفتجعلون في قول إبليس “ خلقتني من نار “ دلالة مع أنه يجوز أن يكذب في ذلك أو يظنهولا يكون له به علم قيل له موضع الدلالة من ذلك قول الله تعالى ولولم يكن الأمرعلى ما قال لما ترك الله تكذيبه لأن ترك تكذيب الكاذب ممن لا يجوز عليه الخوفوالجهل قبيح ا ه

قال وبهذا بعينه احتج شيوخنا على المخبر بالاستطاعة بقول الجنلسليمان عليه السلام “ أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامكوإني عليه لقوي أمين “ فزعم أن قوى على الإتيان بعرشها قبل أن يفعل الإتيانفلم يجعل قول الجنى دليلا على ذلك وإنما جعلوا سكوت سليمان على تكذيبه والإنكارعليه حجة لأنه لو لم يكن قادرا على الإتيان به لم يدع الإنكار عليه وإذا كان هذاهكذا بطل الاعتراض المذكور بأن صحة ما تقدم ذكره على أنا لا نعلم خلافا بينالمسلمين في ذلك ولا يشك أن هذا كان من دين الرسول - صلىالله عليه وسلم - فإن قيل في النار من اليبس ما لا يصح وجود الحياة فيهاوالحياة في وجودها تحتاج إلى رطوبة كما تحتاج إلى بنية مخصوصة وإلى الروح التي هيالنفس المتردد عند شيخكم أبي هاشم إن كان شيخكم أبو علي يجوز وجود الحياة مع عدمالنفس ويقول إن أهل النار لا يتنفسون وإذا صح هذا فالرطوبة لا بد منها في وجودالحياة وكذلك البنية فكيف يصح لكم ما قلتم فهلا لديكم هذا على أن الله تعالى أرادبقوله “ خلقناه من قبل من نار السموم “ غير ماذهبتم اليه وإن الآية ليست على ظاهرها قيل له إن الامر وإن كان على ما ذكرت فإنالله تعالى قادر على أن يفعل رطوبة في تلك النار بمقدار ما يصح وجود الحياة فيهالأن مجاورة الماء والنار لا تستحيل يدلك على هذا الماء المسخن فإنه إنما يسخن منأجزاء من النار تتخلل في خلل الماء فلهذا متى قام في الهواء رقت أجزاء الناروفارقت الماء وعاد إلى ما كان عليه من البرودة ألا ترى أن البخار الذي يرتفع منهصعد إنما يكون ذلك لارتفاع أجزاء النار لأن أجزاءها خفيفة والخفيف هو ما فيهاعتماد صعدا والماء ثقيل لأن فيه اعتمادا سفلا فالبخار وإن كان فيه أجزاء منالرطوبة فإن أكثر ما فيه أجزاء النار فلغلبتها عل الاجزاء الرطبة ترتفع معها وتصيرحكم الاجزاء المائية في لطافتها حتى ترفعها أجزاء النار كالقطن وما يجري مجراه مماترفعه النار بصعودها فدل على صحة ما ذهبنا اليه من مجاورة الماء والنار على هذاالسبيل الذي بيناه وإذا صحت هذه الجملة لم يمتنع إحداث الله تعالى أجزاء منالرطوبة في خلل النار حتى يصح وجود الحياة وليس في البنية ولا في الروح لهم تعلقلأن النار تحتمل البنية وكذلك تحتمل مجاورتها الريح والروح هو الهواء للنار قالفإن قيل إذا لم يجوزوا لغة استثناء الشيء من غير جنسه ألا ترى أنك لا تقول عنديعشرة دراهم إلا ثوبا وما شاكله فكيف يجوز استثناء إبليس من جملة الملائكة إذا لميكن من جنسهم ومن أصلهم مع أن الله تعالى خاطبنا بلغة العرب فهلا دلكم هذا على أنهمن جنس الملائكة وأن اصل الجن ليس هو النار.

قلنا انما جاز ذلك لما جمعهم وإياه الحكم المقصود وهو الأمربالسجود وإذا كان هذا سائغا في اللغة وكان مشهورا عند أهلها سقط السؤال وصح ماذكرناه في هذا الفصل ، وقال ابو الوفاء بن عقيل في الفنون سأل سائل عن الجن فقالالله تعالى اخبر عنهم أنهم من نار بقوله تعالى “ والجانخلقناه من قبل من نار السموم “ وأخبر أن الشهب تضرهم وتحرقهم فكيف تحرقالنار النار فقال الجواب وبالله التوفيق

اعلم أن الله تعالى أضاف الشياطين والجن إلى النار حسب ما أضافالإنسان إلى التراب والطين والفخار والمراد به في حق الانسان أن أصله الطين وليسالآدمي طينا حقيقة لكنه كان طينا كذلك الجان كان نارا في الأصل والدليل على ذلكقول النبي - صلى الله عليه وسلم - عرض لي الشيطانفي صلاتي فخنقته فوجدت برد ريقه على يدي ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لقتلتهأ ه

ومن يكون نارا محرقة كيف يكون ريقه باردا ولا له ريق رأسا لكنكان يقول له لسان وذؤابة من نار محرقة فعلم صحة ما قلنا والنبي - صلى الله عليه وسلم - شبههم بالنبط ولولا أنهم علىأشكال ليست نارا لما ذكر الصور وترك الالتهاب والشرر انتهى

قلت هكذا لفظه ولولا دعوة أخي سليمان عليه السلام لقتلته وهذااللفظ غير معروف بل المعروف في الصحيح والسنن لولا دعوة أخي سليمان عليه السلاملأصبح موثقا حتى تراه الناس وفي الصحيحين ولقد هممت أن أوثقه إلى سارية حتى تصبحوافتنظروا إليه ومما يدل على أن الجن ليسوا باقين على عنصرهم الناري قول النبي - صلى الله عليه وسلم - إن عدو الله تعالى إبليس جاءبشهاب من نار ليجعله في وجهي أ ه وقوله - صلى الله عليهوسلم - رأيت ليلة أسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفترأيته أ ه

وبيان الدلالة منه أنهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناريوأنهم نار محرقة لما احتاجوا إلى أن يأتي الشيطان أو العفريت منهم بشعلة من نارولكانت يد الشياطين أو العفريت أو شيء من أعضائه إذا مس ابن آدم احرقه كما يحرقالآدمي النار الحقيقية بمجرد المس فدل على أن تلك النار انغمرت في سائر العناصرحتى صار البرد ربما كان هو الغالب في بعض الأحيان إما للأعضاء نفسها أو لما تحللمن البدن كاللعاب كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -حتى برد لسانه على يدي وفي رواية حتى برد لعابه ولا شك أن الله تعالى جعل الأقواتمنمية للأجسام ويكون النمو استأصل عن الغذاء على حسبه في الحرارة والبرودة علىاختلافهما في الرطوبة واليبوسة ولا شك أنهم يأكلون ويشربون مما نأكل منه ونشربويحصل لأجسامهم بذلك نمو وبقاء على حسب المأكول في مأكولهم الحار والبارد الرطبانواليابسان فهذا مع التوالد قد نقلهم عن العنصر الناري وصار فيهم الطبائع الأربع ،قال القاضي أبو بكر ولسنا ننكر مع ذلك يعني أن الأصل الذي خلقه منه النار أنيكثفهم الله تعالى ويغلظ أجسامهم ويخلق لهم أعراضا تزيد على ما في النار فيخرجونعن كونهم نارا ويخلق لهم صورا وأشكالا مختلفة والله سبحانه وتعالى أعلم بالصوابوإليه المرجع والمآب.
البابالرابع في بيان أجسام الجن
قال القاضي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبليالجنأجسام مؤلفة وأشخاص ممثلة ويجوز أن تكون كثيفة خلافا للمعتزلة في قولهم إنهم أجسامرقيقة ولرقتهم لا نراهم والدلالة على ذلك علمنا بأن الاجسام يجوز أن تكون رقيقةويجوز أن تكون كثيفة ولا يمكن معرفة أجسام الجن أنها رقيقة أو كثيفة إلا بالمشاهدةأو الخبر الوارد عن الله تعالى أو عن رسول الله - صلىالله عليه وسلم - وكلا الأمرين مفقود فوجب أن لا يصح أنهم أجسام رقيقة أصلافأما قولهم إن الجن إنما كانت أجساما رقيقة لأننا لا نراها وإنما نراها لرقتها فلايصح لأننا قد دللنا على أن الرقة ليست بمانعة عن الرؤية في باب الرؤية ويجوز أنتكون الأجسام الكثيفة موجودة ولا نراها إذا لم يخلق الله تعالى فينا الإدراك وقالابو القاسم الانصاري في شرح الارشاد حكاية عن القاضي ابي بكر ونحن نقول إنما برأهممن رآهم لأن الله تعالى خلق له رؤية وأن من لم يخلق له الرؤية لا يراهم لأنهمأجسام مؤلفة وجثث وقال كثير من المعتزلة إنهم أجسام رقيقة بسيطة.

قال القاضي وهذا عندنا جائز غير ممتنع إن ثبت به سمع ولا سمعنعلمه في ذلك فإن قال قائل كيف يمكن أن يكون الجن مخلوقين من نار مع ما علم أنأجزاء النار وتلهبها يقتضي افتراق اجزائها وعدم ثبوت بنية لها قيل قد ثبت أنالحياة لا تتعلق بحملة الجسم وأن الحي بها محلها وأنه لو استحال خلقها في الحي دوناتصاله ببنية لم يحتج محلها إلى كونه من بنية مخصوصة على أننا لو قلنا إن الحياةتحتاج إلى بنية لم يمتنع أن يبني الله تعالى من جسم النار وهي على ما هي عليه منالتلهب والحركة أجزاء مؤتلفة غير متباينة فإن قيل كيف يجوز كونهم وكون الملائكةرقاق الأجسام مع عظم قدره وحملهم العرش وقلبهم لمدن وسد جبريل ما بين الخافقينبجناحه قيل لا يمتنع أن يخلق الله تعالى في أجسام الملائكة والجن وإن كانوا من ناروريح ما يصير بها إلى حد يحتمل زيادة القدر وقال القاضي عبد الجبار الهمداني فصلفي كون اجسامهم رقيقة ولضعف ابصارنا لا نراهم لا لعلة أخرى لو قوي الله تعالىأبصارنا أو كثف أجسامهم لرأيناهم.

اعلم أن الذي يدل على رقة أجسامهم قوله تعالى “ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم “ فلو كانوا لنامرئيين وإن كانوا بقربنا ولا حائل بيننا وبينهم بحيث يوسوسون إلينا وكانوا كثافالرأيناهم كما يرونا كما يرى بعضهم بعضا وفي علمنا بخلاف ذلك من حالنا وحالهم دليلعلى صحة ما قلناه قال وقد ذكر شيوخنا أن الرقة أحد الموانع من رؤية المرئيات بشرطضعف البصر كالبعد واللطافة ولهذا قالوا أنه يجوز أن نراهم إذا قوى الله تعالى شعاعابصارنا كما يجوز أن نراهم لو كثف الله تعالى أجسامهم وعلى هذا الوجه يرى المعاينالملائكة دون من يحضره ويرونهم الأنبياء جميعا ويرون الجن أيضا دون غيرهم على أنهملو كانوا كثافا لحجز الجني عن رؤية من بحضرتنا إذا تخلل فيما بيننا ويكون حكمه حكمالحائط وسائر الأجسام الكثيفة أنه متى كان ذلك بيننا وبين من يراه لو حجزها حجزتومنعت عن رؤيته وفي وجداننا الأمر بخلاف ذلك في سائر الأوقات التي نجد الوسواس فيقلوبنا على طريقة واحدة في أنه نرى ما بحضرتنا ما يحجز بيننا وبينه حائط وحاجز منبسائر الأجسام دلالة على صحة ما ذكرناه من رقة الأجسام قال وقد استدل غير شيوخناعلى ان المانع من رؤية الجن هو أن الله تعالى لا يحدث فيهم من الألوان ما لو فعلهلرأيناهم وليس المانع من الرؤية الرقة.

قال القاضي عبد الجبار وهذا لا يصح لوجوه منها أن الله تعالىيراهم ويرى بعضهم بعضا ولو كان الأمر كما قالوا لما جاز أن يروا لأنه جعل العلة فيجواز كونهم مرئيين هو إحداث لون مخصوص فإذا لم يحدث لم يكونوا مرئيين وأن يكونالله تعالى أحدث هذا اللون فلهذا رآهم ورأى بعضهم بعضا فيجب أن نراهم نحن وفيعالمنا بأن الأمر بخلاف ذلك دليل على بطلان ما ذكر من الاستدلال ومنها أنه لا يجوزخلو الأجسام من اللون أو ضده عن شيخنا أبي علي فلا بد من أن يكون فيهم لون منالألوان وكل ما يتضاد على الجسم ويدرك بحاسة فلا بد من أن يدرك تلك الحاسة ماينافيه وبضده وقد جعل الله تعالى في الجن اللون الذي ذكره هذا القائل ورأيناهم ثمنفى هذا اللون بلون آخر لوجب أيضا على ما قلنا إن نراهم فإذا كان حكم كل لون هذاالذي ادعاه في أنه يدرك بالحاسة التي يدرك بها هذا اللون ويدرك الجن لأجله ثم لمتخل الأجسام من الألوان كلها على مذهب شيخنا أبي علي ووجب أن نراهم وفي علمناباضطرار أن الأمر بخلاف هذا دليل على سقوط هذا الاعتراض وأما على قول أبي هاشمفإنه يجيز خلو الأجسام من الأعراض كثيفة كانت أو رقيقة سوى الألوان ولو كانت كثيفةلم يكن بد من أن يراها الرائي مع عدم السواتر وكيف يصح له هذا الاستدلال مع هذاالقول على أن الجسم يرى وإن كان يرى معه اللون ألا ترى أن الرائي يرى حدود الجسموطوله وعرضه وهذه صفات الأجسام لا صفات الألوان فدل على ان وجود اللون في الجسمليس من شرطه كونه مرئيا فقد بان بهذه الوجوه بطلان هذا الاستدلال وأن الدليل فيكوننا غير رائين لهم إنما هو رقة أجسامهم على ما بينا.

قال وإنما يدرك بعضهم بعضا للطافة حواسهم وللطافة تأثير في هذاالإدراك ألا ترى أن الإنسان يدرك بحدقته من الحر والبرد مالا يدركه بأسفل قدميهوذلك للطاقة الحدقة ونحن أسفل القدم وصلابته فإن قيل في الحاجة في رؤية اللطيف إلىقوة شعاع البصر في رؤيته قيل له الذي يدل على الحاجة إلى قوة شعاع في رؤية اللطيفلا يحتاج إلى مثل ذلك في الكثيف ألا ترى أنا لا نرى الريح ما دامت رقيقة لطيفةفإذا كثفت باختلاط الغبار رأيناها وهذا ظاهر فلذلك قلنا لو كثف الله تعالى أجسامالجن وقوى شعاع أبصارنا على ما هو عليه من غير أن يقوى لرأيناهم والله تعالى أعلمبالصواب.
الباب الخامس في بيان أصناف الجن
قال أبو القاسم السهيلي الجن ثلاثة أصناف كما جاء في حديث صنفعلى صور الحيات وصنف على صور كلاب سود وصنف ريح طيارة أو قال هفافة ذو أجنحة وزادبعض الرواة صنف يحلون ويظعنون وهم السعالى قال ولعل هذا الصنف هو الذي لا يأكل ولايشرب إن صح أن الجن لا تأكل ولا تشرب يعني الريح الطيارة قلت روى ابن أبي الدنيافي كتاب مكايد الشيطان فقال حدثنا الحسين ابن علي بن الأسود العجلي حدثنا أبو شامةحدثنا يزيد بن سفيان أبو فروة الرهاوي حدثنا أبو منيب الحمصي عن يحيى بن كثير عنأبي سلمة ابن عبد الرحمن عن أبي الدرداء قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلق الله تعالى الجن ثلاثةأصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهوى وصنف عليهم الحسابوالعقاب وخلق الله تعالى الإنس ثلاثة أصناف صنف كالبهائم أ ه

قال الله تعالى “ لهم قلوب لا يفقهونبها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها “ الآية وصنف أجسادهمأجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في ظل الله تعالى يوم لا ظل الا ظلهوأورده في كتاب الهواتف مقتصرا على ذكر الجن فقط وقال أبو بكر محمد بن جعفر بن سهلالعامري الخرائطي في كتاب هواتف الجنان وحدثنا إبراهيم بن هانئ النيسابوري

حدثنا عبد الله بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عنجويبر ابن نفير عن ابي ثعلبة قال قال رسول الله - صلىالله عليه وسلم - الجن على ثلاثة اصناف صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواءوصنف حيات وكلاب وصنف يحلون ويظعنون قال الزمخشري رأيت للأعاريب من الأعاجيب فيباب الجن ما لا يوصف ويقولون من الجن جنس صورته على نصف صورة الانسان واسمه شقوأنه يعرض للمسافر إذا كان وحده وربما أهلكه

البابالسادس في بيان تطور الجن وتشكلهم
ولا شك ان الجن يتطورون ويتشكلون في صور الإنس والبهائمفيتصورون في صور الحيات والعقارب وفي صور الإبل والبقر والغنم والخيل والبغالوالحمير وفي صور الطير وفي صور بني آدم كما أتى الشيطان قريشا في صورة سراقة بنمالك بن جعشم لما أرادوا الخروج إلى بدر قال الله تعالى “ وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكمفلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخافالله والله شديد العقاب

وكما روى أنه تصور في صورة شيخ نجدي لما اجتمعوا بدار الندوةللتشاور في أمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - هليقتلوه أو يحبسوه أو يخرجوك كما قال الله تعالى “ وإذيمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خيرالماكرين “ وروى الترمذي والنسائي في اليوم والليلة من حديث صيفي مولى أبيالسائب عن أبي سعيد الخدري يرفعه أن بالمدينة نفرا من الجن قد أسلموا فإذا رأيتممن هذه الهوام شيئا فأذنوه ثلاثا فإن بدا لكم فاقتلوه
فصل قال القاضي ابو يعلى ولا قدرة للشياطين على تغيير خلقهموالانتقال في الصور وإنما يجوز أن يعلمهم الله تعالى كلمات وضربا من ضروب الأفعالإذا فعله وتكلم به نقله الله تعالى من صورة إلى صورة فيقال إنه قادر على التصويروالتخييل على معنى أنه قادر على قول إذا قاله وفعله نقله الله تعالى عن صورته إلىصورة أخرى يجري العادة وأما أنه يصور نفسه فذلك محال لأن انتقالها من صورة إلىصورة إنما يكون بنقض البنية وتفريق الأجزاء وإذا انتقضت بطلت الحياة واستحال وقوعالفعل من الجملة وكيف تنقل نفسها القول في تشكيل الملائكة مثل ذلك قال والذي روىأن إبليس تصور في صورة سراقة بن مالك وأن جبريل تمثل في صورة دحية وقوله تعالى “ فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا “ محمول علىما ذكرنا وهو أنه أقدره الله تعالى على قول قاله فنقله الله تعالى من صورته إلىصورة أخرى قلت روى أبو بكر بن ابي الدنيا في كتاب مكايد الشيطان فقال حدثنا ابوخيثمة حدثنا هشيم عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال ذكرنا الغيلان عند عمر فقال إنأحدا لا يستطيع أن يتغير عن صورته التي خلقه الله تعالى عليه ولكن لهم سحرةكسحرتكم فإذا رأيتم ذلك فأذنوا.

حدثنا محمد بن يزيد الآدمي حدثنا معن بن عيسى عن جرير بن حازمعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال سئل رسول الله - صلىالله عليه وسلم - عن الغيلان قال هم سحرة الجن ورواه ابراهيم بن هراثة عنجرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد عن جابر ووصله.
حدثنا محمد بن إدريس حدثنا أحمد بن يونس حدثنا أبو شهاب عنيونس عن الحسن عن سعد بن أبي وقاص قال أمرنا إذا رأينا الغول أن ننادي بالصلاة ،وقال أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الباغندي حدثنا أحمد ابن بكار بن أبي ميمونةحدثنا غياث عن خصيف عن مجاهد قال كان الشيطان لا يزال يتزين لي إذا قمت إلى الصلاةفي صورة ابن عباس قال فذكرت قول ابن عباس فجعلت عندي سكينا فتزين لي فحملت عليهفطعنته فوقع وله وجبة فلم أره بعد ذلك وذكر العتبي أن ابن الزبير رأى رجلا طولهشبران على بردعة رحله فقال ما أنت قال إزب قال وما إزب قال رجل من الجن فضربه علىرأسه بعود السوط حتى ناص أي هرب “ إزب بكسر الهمزة وإسكان الزاي وقد قال كثير منالناس إن الملائكة والجن إنما توصف بأنها قادرة على التمثل والتصور على معنى أنهاتقدر على تخييل وفعل ما يتوهم عنده انتقالها عن صورها فيدرك الراؤون ذلك تخييلاويظنون أن المرائي ملك أو شيطان وإنما ذلك خيالات واعتقادات يفعلها الله تعالى عندفعل البشر للناظرين فأما أن ينتقل أحد من صورته على الحقيقة إلى غيرها فذلك محال .

فصل قد قدمنا أن مذهب المعتزلة أن الجن أجسام رقاق ولرقتها لانراها وعندهم يجوز أن يكثف الله اجسام الجن في زمان الانبياء دون غيره من الازمنةوأن يقويهم بخلاف ما هم عليه في غير أزمانهم قال القاضي عبد الجبار ويدل على ذلكما في القرآن الكريم من قوله تعالى في قصة سليمان بن داود عليهما السلام إنه كثفهمله حتى كان الناس يرونهم وقواهم حتى كانوا يعملون له الاعمال الشاقة من المحاريبوالتماثيل والجفان والقدور الراسيات والمقرن في الاصفاد لا يكون إلا جسما كثيفا ثمقال بعد ذلك وأما أقداره إياهم وتكثيف أجسامهم في غير أزمان الانبياء فإنه غيرجائز لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون نقضا للعادة قال أبو القاسم بن عساكر في كتاب سببالزهادة في الشهادة وممن ترد شهادته ولا تسلم له عدالته من يزعم أنه يرى الجنعيانا ويدعي أن له منهم إخوانا كتب إلى أبو علي الحسن بن أحمد الحداد من أصبهانأخبرني أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ حدثنا محمد بن عبد الرحمن التستري حدثنايحيى بن أيوب العلاف سمعت بعض اصحابنا قال التستري أظنه حرمله سمعت الشافعي يقولمن زعم أنه يرى الجن أبطلنا شهادته لقول الله تعالى في كتابه الكريم “ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم “ وأنبأني محمد بنالفضل الفقيه عن أحمد بن الحسن الحافظ أنا أبو عبد الرحمن السلمي أنبأنا الحسن بنرشيق إجازة قال أنا عبد الرحمن بن احمد الهروي سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعتالشافعي يقول من زعم من أهل العدالة أنه يرى الجن أبطلت شهادته لأن الله تعالىيقول “ إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم “إلا أن يكون نبيا
.

فصل قال ابو القاسم الأنصاري في المقنع في شرح الإرشاد واعلمأن الله تعالى باين بين الملائكة والجن والإنس في الصور والأشكال كما باين بينهمافي الصفات فمن حصل على بنية الإنسان ظاهرا أو باطنا فهو إنسان والإنسان اسم لهذهالجملة التي نشاهدها كما قال سبحانه “ ولقد خلقنا الإنسانمن سلالة “ الآية قال أهل التفسير خلقنا فيه الروح والحياة وقال تعالى “ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه “ الآية وقالتعالى “ قتل الإنسان ما أكفره من أي شيء خلقه من نطفةخلقه فقدره ثم السبيل يسره ثم أماته فأقبره ثم إذا شاء أنشره “ وهذه الآياتوأمثالها تدل على بطلان قول من قال الإنسان هو الروح بأن الروح لم تخلق من الطينولا بد من النطفة وأنها
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى