وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان الجزء2 الثانــي

اذهب الى الأسفل

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء2 الثانــي Empty الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان الجزء2 الثانــي

مُساهمة من طرف خالد براهمه الجمعة أكتوبر 29, 2010 2:25 am

التحريمالكلمات
وأما لفظ التحريم، فقال في الكوني: " وحرمنا عليه المراضع منقبل " وقال تعالى: " فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض".
وقال في الديني: " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وماأهل لغير الله به " وقال تعالى: " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكموعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت " الآية.
وأما لفظ الكلمات، فقال في الكلمات الكونية: " وصدقت بكلماتربها وكتبه ".
وثبت في الصحيح ‌ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "كان يقول: أعوذ بكلمات الله التامة كلها من شر ما خلق، ومن غضبه وعقابه وشر عباده،ومن همزات الشياطين وأن يحضرون ". وقال صلى الله عليه وسلم: " من نزلمنزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزلهذلك ". وكان يقول: " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولافاجر، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها ومن شر فتن الليل والنهار، ومنشر كل طارق، إلا طارقا يطرق بخير يارحمن ".
وكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، هي التي كون بهاالكائنات، فلا يخرج بر ولا فاجر عن تكوينه ومشيئته وقدرته وأما كلماته الدينية،وهي كتبه المنزلة وما فيها من أمره ونهيه، فأطاعها الأبرار، وعصاهاالفجار.

تعريف أولياء الله المتقين واعدائه
وأولياء الله المتقون هم المطيعون لكلماته الدينية، وجعله الديني،وإذنه الديني، وإرادته الدينية.
وأما كلماته الكونية التي لا يجاوزها بر ولا فاجر، فإنه يدخل تحتهاجميع الخلق، حتى إبليس وجنوده وجميع الكفار وسائر من يدخل النار، فالخلق وإناجتمعوا في شمول الخلق والمشيئة والقدرة والقدر لهم، فقد افترقوا في الأمر والنهيوالمحبة والرضى والغضب.
وأولياء الله المتقون هم الذين فعلوا المأمور، وتركوا المحظور،وصبروا على المقدور، فأحبهم وأحبوه، ورضي عنهم ورضوا عنه.
وأعداؤه أولياء الشياطين، وإن كانوا تحت قدرته فهو يبغضهم، ويغضبعليهم ويلعنهم ويعادلهم.

مجامعالفرق بين الولايتين
وبسط هذه الجمل له موضع آخر، وإنما كتبت هنا تنبيها على مجامعالفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وجمع الفرق بينهما اعتبارهم بموافقةرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه هو الذي فرق الله تعالى به بين أوليائهالسعداء، وأعدائه الأشقياء، وبين أوليائه أهل الجنة، وأعدائه أهل النار، وبينأوليائه أهل الهدى والرشاد، وبين أعدائه أهل الغي والضلال والفساد، وأعدائه حزبالشيطان، وأوليائه الذين كتب في قولبهم الإيمان، وأيدهم بروح منه قال تعالى:" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله "الآية، وقال تعالى: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنواسألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان".
وقال في أعدائه: " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهمليجادلوكم " وقال: " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحيبعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا "، وقال: " هل أنبئكم على من تنزلالشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم * يلقون السمع وأكثرهم كاذبون * والشعراء يتبعهمالغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * وأنهم يقولون ما لا يفعلون * إلا الذينآمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذينظلموا أي منقلب ينقلبون ".
منكتاب الله
وقال تعالى: " فلا أقسم بما تبصرون * وما لا تبصرون * إنهلقول رسول كريم * وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون * ولا بقول كاهن قليلا ماتذكرون * تنزيل من رب العالمين * ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منهباليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين * وإنه لتذكرةللمتقين * وإنا لنعلم أن منكم مكذبين * وإنه لحسرة على الكافرين * وإنه لحق اليقين* فسبح باسم ربك العظيم "، وقال تعالى: " فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهنولا مجنون "، إلى قوله: " إن كانوا صادقين ".
فنزه سبحانه وتعالى نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم عمن تقترن بهالشياطين من الكهان والشعراء والمجانين، وبين أن الذي جاءه بالقرآن ملك كريماصطفاه. وقال تعالى: " الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس "، وقالتعالى: " وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون منالمنذرين * بلسان عربي مبين " وقال تعالى: " قل من كان عدوا لجبريل فإنهنزله على قلبك بإذن الله " الاية، وقال تعالى: " فإذا قرأت القرآنفاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " إلى قوله: " وبشرى للمسلمين "،فسماه الروح الأمين وسماه روح القدس، وقال تعالى: " فلا أقسم بالخنس * الجوارالكنس " يعني الكواكب التي تكون في السماء خانسة، أي مختفية قبل طلوعها، فإذاظهرت رآها الناس جارية في السماء فإذا غربت ذهبت إلى كناسها الذي يحجبها "والليل إذا عسعس " أي إذا أدبر وأقبل الصبح " والصبح إذا تنفس " أيأقبل " إنه لقول رسول كريم " وهو جبريل عليه السلام " ذي قوة عندذي العرش مكين * مطاع ثم أمين " أي مطاع في السماء أمين، ثم قال: " وماصاحبكم بمجنون " أي صاحبكم الذي من الله عليكم به، إذ بعثه إليكم رسولا منجنسكم يصحبكم إذ كنتم لا تطيقون أن تروا الملائكة، كما قال تعالى: " وقالوالولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون * ولو جعلناه ملكالجعلناه رجلا " الآية. وقال تعالى: " ولقد رآه بالأفق المبين " أيرأى جبريل عليه السلام " وما هو على الغيب بضنين " أي بمتهم، وفيالقراءة الأخرى " بضنين " أي ببخيل يكتم العلم ولا يبذله الإ بجعل، كمايفعل من يكتم العلم إلا بالعوض " وما هو بقول شيطان رجيم " فنزه جبريلعليه السلام عن أن يكون شيطانا، كما نزه محمدا صلى الله عليه وسلم عن أن يكونشاعرا أو كاهنا.

منالمعقول الشرعي
فأولياء الله المتقدون بمحمد صلىالله عليه وسلم، فيفعلون ما أمربه، وينتهون عما عنه زجر، ويقتدون به فيما بين لهم أن يتبعوه فيه، فيؤيدهمبملائكته وروح منه، ويقذف الله في قلوبهم من أنواره، ولهم الكرامات التي يكرم اللهبها أولياءه المتقين وخيار أولياء الله، كراماتهم لحجة في الدين، أو لحاجةبالمسلمين، كما كانت معجزات نبيهم صلى الله عليه وسلم كذلك.

كيفتحصل كرامات أولياء الله
وكرامات أولياء الله إنما حصلت ببركة اتباع رسوله صلى الله عليهوسلم. فهي في الحقيقة تدخل في معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم.

كراماتالنبي صلى الله عليه وسلم
مثل انشقاق القمر وتسبيح الحصا في كفه، وإتيان الشجر إليه، وحنينالجذع إليه، وإخباره ليلة المعراج بصفة بيت المقدس، وإخباره بما كان وما يكون،وإتيانه بالكتاب العزيز، وتكثير الطعام والشراب مرات كثيرة، كما أشبع في الخندقالعسكر من قدر طعام وهو لم ينقص، في حديث أم سليم المشهور، وروى العسكر في غزوةخيبر من مزادة ماء ولم تنقص، وملأ أوعية العسكر عام تبوك من طعام قليل ولم ينقص،وهم نحو ثلاثين ألفا ونبع الماء من بين أصابعه مرات متعددة حتىكفى الناس الذينكانوا معه، كما كانوا في غزوة الحديبية نحو ألف وأربعمائة أو خمسمائة، ورده لعينأبي قتادة حين سالت على خده فرجعت أحسن عينيه، ولما أرسل محمد بن مسلمة لقتل كعببن الأشرف فوقع وانكسرت رجله فمسحها فبرأت، وأطعم من شواء مائة وثلاثين رجلا كلامنهم حز له قطعة، وجعل منها قصعتين فأكلوا منهما جميعهم، ثم فضل فضله. وقضى ( دين)عبدالله أبي جابر لليهودي وهو ثلاثون وسقا.
قال جابر: فأمر صاحب الدين أن يأخذ التمر جميعه بالذي كان له فلميقبل، فمشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال لجابر: جد له، فوفاهالثلاثين وسقا، وفضل سبعة عشر وسقا ومثل هذا كثير، قد جمعت نحو ألف معجزة.
كراماتالصحابة والتابعين
وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدا، مثل ماكان أسيد بن حضير يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج، وهيالملائكة نزلت لقرائته وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين، وكان سلمان و أبوالدرداء يأكلان في صحفة، فسبحت الصحفة أو سبح ما فيها. و"عباد بن بشر وأسيدبن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة، فأضاء لهما نورمثل طرف السوط، فلما افترقا، افترق الضوء معهما" رواه البخاري وغيره.
وقصة الصديق في الصحيحين " لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلىبيته، وجعل لا يأكل لقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها، فشبعوا وصارت أكثر مما هيقبل ذلك. فنظر إليها أبو بكر وامرأته، فإذا هي أكثر مماكانت، فرفعها إلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم، وجاء إليه أقوام كثيرون فأكلوا منها وشبعوا ".
وخبيب بن عدي كان أسيرا عند المشركين بمكة شرفها اللهتعالى، وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة .
وعامر بن فهيرة قتل شهيدا، فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه،وكان لما كان قتل رفع، فرآه عامر بن الطفيل وقد رفع. وقال عروة: فيرون الملائكةرفعته .
وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء، فكادت تموت منالعطش، فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة، سمعت حسا على رأسها، فرفعته فإذا دلومعلق، فشربت منه حتى رويت، وما عطشت بقية عمرها .
" وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الأسدبأنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده ".
والبراء بن مالك كان إذا أقسم على الله تعالى أبر قسمه، وكان الحربإذا اشتدت على المسلمين في الجهاد يقولون: يا براء! أقسم على ربك، فيقول: يا رب!أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم، فيهزم العدو، فلما كان يوم القادسية قال: أقسمتعليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد، فمنحوا أكتافهم وقتل البراءشهيدا .وخالد بن الوليد حاصر حصنا منيعا، فقالوا: لا نسلم حتى تشرب السم، فشربهفلم يضره.
وسعد بن أبي وقاص كان مستجاب الدعوة، ما دعا قط إلا استجيبله، وهو الذي هزم جنود كسرى وفتح العراق .
وعمر بن الخطاب لما أرسل جيشا أمر عليهم رجلا يسمى سارية، فبينماعمر يخطب فجعل يصيح على المنبر: يا سارية! الجبل، يا سارية الجبل الجبل، فقدم رسولالجيش فسأله، فقال يا أمير المؤمنين! لقيننا عدونا فهزمونا فإذا بصائح: يا ساريةالجبل، يا سارية الجبل، فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله .
ولما عذبت الزنيرة على الاسلام في الله، فأبت إلا الإسلاموذهب بصرها،قال المشركون: أصاب بصرها اللات والعزى، قالت: كلا والله، فرد اللهعليها بصرها .
ودعا سعيد بن زيد على أروى بنت الحكم فأعمى بصرها لما كذبتعليه، فقال: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها فعميت ووقعت في حفرةمن أرضها فماتت .
والعلاء بن الحضرمي كان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم علىالبحرين وكان يقول في دعائه: يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم، فيستجاب له، ودعاالله بأن يسقوا ويتوضؤوا،لما عدموا الماء، والإسقاء لما بعدهم، فأجيب. ودعا اللهلما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم، فمروا كلهم على الماء ما ابتلتسروج خيولهم، ودعا الله أن لا يروا جسده إذا مات، فلم يجدوه في اللحد، وجرى مثلذلك لأبي مسلم الخولاني الذي ألقي في النار، فإنه مشى هو ومن معه من المعسكر علىدجلة، وهي ترمي بالخشب من مدها، ثم التفت إلى أصحابه فقال: تفقدون من متاعكم شيئاحتى أدعو الله عز وجل فيه؟ فقال بعضهم: فقدت مخلاة، فقال: اتبعني، فتبعته فوجدهاقد تعلقت بشيء فأخذها، وطلبه الأسود العنسي لما ادعى النبوة، فقال له: أتشهد أنيرسول الله؟ قال: ما أسمع، قال: أتشهد أن محمد رسول الله؟ قال: نعم، فأمر بنارفألقي فيها، فوجدوه قائما يصلي فيها، وقد صارت عليه بردا وسلاما.
وقدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، فأجلسه عمر بينهوبين أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرى منأمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله، ووضعت لهجاريته السم في طعامه فلم يضره، وخببت امرأة عليه زوجته، فدعا عليها فعميت وجاءتوتابت، فدعا لها فرد الله عليها بصرها.
وكان عمر بن عبد قيس يأخذ عطاءه ألفي درهم في كمه، ومايلقاه سائلفي طريقه ألا أعطاه بغير عدد، ثم يجيء إلى بيته فلا يتغير عددها ولا وزنها. ومربقافلة قد حبسهم الأسد، فجاء حتى مس بثيابه الأسد، ثم وضع رجله على عنقه وقال:إنما أنت كلب من كلاب الرحمن،وإني أستحيي من الله أن أخاف شيئا غيره، ومرتالقافلة، ودعا الله تعالى أن يهون عليه الطهور في الشتاء، فكان يؤتى بالماء لهبخار، ودعا ربه أن يمنع قلبه من الشيطان وهو في الصلاة، فلم يقدر عليه.
وتغيب الحسن البصري عن الحجاج، فدخلوا عليه ستمرات فدعا الله عز وجل فلم يروه، ودعا على بعض الخوارج - كان يؤذيهم - فخر ميتا.
وصلة بن أشيم مات فرسه وهو في الغزو، فقال: اللهم لا تجعللمخلوق علي منة. ودعا الله عز وجل فأحيا له فرسه، فلما وصل إلى بيته قال: يا بنيخذ سرج الفرس فانه عارية، وأخذ سرجه فمات الفرس. وجاع مرة بالأهواز، فدعا الله عزوجل استطعمه، فوقعت خلفه دوخلة رطب في ثوب حرير، فأكل التمر، وبقي الثوب عند زوجتهزمانا. وجاءه الأسد وهو يصلي في غيضه بالليل، فلما سلم قال له: اطلب الرزق من غيرهذا الموضع، فولى الأسد وله زئير.
وكانسعيد ين المسيب في أيام الحرة يسمع الأذان من قبررسول الله صلى الله عليه وسلم في أوقات الصلوات، وكان المسجد قد خلا، فلم يبقىغيره.
ورجل من النخع كان له حمار فمات في الطريق، فقال له أصحابه: هلمنتوزع متاعك على رحالنا، فقال لهم: أمهلوني هنيهة، ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلىركعتين، ودعا الله تعالى فأحيا له حماره، فحمل عليه متاعه.
ولما مات أويس القرني وجدوا في ثيابه أكفانا لم تكن معه قبل،ووجدوا له قبرا محفورا فيه لحد في صخرة، فدفنوه فيه وكفنوه، في تلك الأثواب.
وكان عمرو بن عقبة بن فرقد يصلي يوما في شدة الحرفأظلته غمامة وكان السبع يحميه وهو يرعى ركاب أصحابه، لأنه كان يشترط على أصحابهفي الغزو أنه يخدمهم.
وكان مطرف بن الشخير إذا دخل بيته سبحت معه آنيته،وكان هو وصاحب له يسيران في ظلمة، فأضاء لهما طرف السوط.
ولما مات الأحنف بن قيس، وقعت قلنسوة رجل في قبره، فأهوى ليأخذهافوجد القبر قد فسح فيه مد البصر.
وكان إبراهيم التميمي يقيم الشهر والشهرين لا يأكلشيئا، وخرج يمتار لأهله طعاما فلم يقدر عليه، فمر بسهلة حمراء فأخذ منها، ثم رجعإلى أهله ففتحها فإذا هي حنطة حمراء، فكان إذا زرع منها تخرج السنبلة من أصلها إلىفرعها حبا متراكبا.
وكان عتبة الغلام سأل ربه ثلاث خصال: صوتا حسنا، ودمعا غزيرا،وطعاما من غير تكلف. فكان إذا قرأ بكى وأبكى، ودموعه جارية دهره، وكان يأوي إلىمنزله فيصيب فيه قوته ولا يدري من أين يأتيه.
وكان عبد الواحد بن زيد أصابه الفالج، فسأل ربه أنيطلق له أعضاءه وقت الوضوء، فكانت وقت الوضوء تطلق له أعضاءه ثم تعود بعدها.
وهذا باب واسع. ( و) قد بسط الكلام على كرامات الأولياء في غير هذاالموضع.
وأما ما نعرفه نحن عيانا ونعرفه في هذا الزمان فكثير، ومما ينبغيأن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب حاجة الرجل، فإذا احتاج إليها الضعيف الايمان أوالمحتاج، أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته، ويكون من هو أكمل ولاية لله منهمستغنيا عن ذلك، فلا يأتيه مثل ذلك، لعلو درجته وغناه عنها، لنقص ولايته. ولهذاكانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة، بخلاف من يجري على يديهالخوارق لهدي الخلق ولحاجتهم، فهؤلاء أعظم درجة.

بعضالأحوال الشيطانية
وهذا بخلاف الأحوال الشيطانية، مثل حال عبد الله بنصياد الذي ظهر في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان قد ظن بعض الصحابة أنهالدجال، وتوقف النبي صلى الله عليه وسلم في أمره حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هوالدجال، لكنه كان من جنس الكهان. قال له النبي صلى الله عليه وسلم: " قد خبأتلك خبأ، قال: الدخ الدخ. وقد كان خبأ له سورة الدخان، فقال له النبي صلى الله عليهوسلم: إخسأ فلن تعدو قدرك " يعني إنما أنت من إخوان الكهان، والكهان كان يكونلأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير من المغيبات بما يسترقه من السمع، وكانوايخلطون الصدق بالكذب كما في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الملائكة تنزل في العنان - وهوالسحاب - فتذكر الأمر قضي في السماء، فتسترق الشياطين السمع فتوحيه إلى الكهان،فيكذبون معها مائة كذبة من عند أنفسهم ".
وفي الحديث الذي رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهماقال: " بينما النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من الأنصار إذ رمي بنجمفاستنار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ماكنتم تقولون لمثل هذا في الجاهلية إذارأيتموه؟ قالوا: كنا نقول: يموت عظيم أو يولد عظيم. قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: فإنه لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا تبارك وتعالى إذا قضى أمراسبح حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، حتى يبلغالتسبيح أهل هذه السماء، ثم يسأل أهل السماء السابعة حملة العرش: ماذا قال ربنا؟فيخبرونهم، ثم يستخير أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا. وتخطفالشياطين السمع فيرمون فيقذفونه إلى أوليائهم، فما جاؤوا به على وجهه فهو حقولكنهم يزيدون ".
وفي رواية، قال معمر: قلت للزهري: أكان يرمى بها في الجاهلية؟ قال:نعم، ولكنها غلظت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم.
والأسود العنسي الذي ادعى النبوة كان له من الشياطين من يخبره ببعضالأمور المغيبة، فلما قاتله المسلمون كانوا يخافون من الشياطين أن يخبروه بمايقولون فيه، حتى أعانتهم عليه امرأته لما تبين لها كفره فقتلوه.
وكذلك مسيلمة الكذاب كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيباتويعينه على بعض الأمور.
وأمثال هؤلاء كثيرون، مثل الحارث الدمشقي الذي خرج بالشام زمن عبدالملك بن مروان وادعى النبوة، وكانت الشياطين تخرج رجليه من القيد، وتمنع السلاحأن ينفذ فيه، وتسبح الرخامة إذا مسحها بيده، وكان يرى الناس رجالا وركبانا على خيلفي الهواء ويقول: هي الملائكة، وإنما كانوا جنا، ولما أمسكه المسلمون ليقتلوه طعنهالطاعن بالرمح فلم ينفذ فيه. فقال له عبد الملك: إنك لم تسم الله فسمى الله فطعنهفقتله.

آيةالكرسي تطرد الشياطين
وهكذا أهل الأحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندهم مايطردها، مثل آية الكرسي، فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى اللهعليه وسلم في حديث أبي هريرة رضي الله عنه " لما وكله النبي صلى اللهعليه وسلم بحفظ زكاة الفطر، فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم: ما فعل أسيركالبارحة؟ فيقول: زعم أنه لا يعود، فيقول: كذبك وأنه سيعود فلما كان في المرةالثالثة، قال: دعني حتى أعلمك ما ينفعك: إذا أويت إلى فراشك فأقرأ آيةالكرسي: " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " إلى آخرها، فإنه لن يزالعليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلمقال: صدقك وهو كذوب وأخبره أنه شيطان ".
ولهذا إذا قرأها الإنسان عند الأحوال الشيطانية بصدق أبطلتها، مثلمن يدخل النار بحال شيطاني، أو يحضر سماع المكاء والتصدية فتنزل عليه الشياطينوتتكلم على لسانه كلاما لا يعلم، وربما لا يفقه.
وربما كاشف بعض الحاضرين بما في قلبه، وربما تكلم بألسنة مختلفة،كما يتكلم الجني على لسان المصروع. والانسان الذي حصل له الحال لا يدري بذلكبمنزلة المصروع الذي يتخبطه الشيطان من المس ولبسه وتكلم على لسانه، فإذا أفاق لميشعر بشيء مما قال.
ولهذا قد يضرب المصروع ( ضربا كثيرا حتى قد يقتل مثله الإنسي أويمرضه لو كان هو المضروب) وذلك الضرب لا يؤثر في الإنسي، ويخبر إذا أفاق أنه لميشعر بشيء، لأن الضرب كان على الجني الذي لبسه.
ومن هؤلاء من يأتيه الشيطان بأطعمة وفواكه وحلوى وغير ذلك مما لايكون في ذلك الموضع، ومنهم من يطير به الجني إلى مكة، أو بيت المقدس أو غيرهما،ومنهم من يحملهم عشية عرفة، ثم يعيده من ليلته، فلا يحج حجا شرعيا، بل يذهببثيابه، ولا يحرم إذا حاذى الميقات، ولا يلبي، ولا يقف بمزدلفة، ولا يطوف بالبيت،ولا يسعى بين الصفا والمروة، ولا يرمي الجمار، بل يقف بعرفة بثيابه، ثم يرجع منليلته، وهذا ليس بحج ( مشروع باتفاق المسلمين، بل هو كمن يأتي الجمعة ويصلي بغيروضوء وإلى غير القبلة، ومن هؤلاء المحمولين، من حمل مرة إلى عرفات ورجع فرأى فيالنوم ملائكة يكتبون الحجاج) فقال: ألا تكتبوني؟ فقالوا: لست من الحجاج. يعني لمتحج حجا شرعيا.

فروقبين كرامات الأولياء والأحوال الشيطانية
وبين كرامات الأولياء، وبين ما يشبهها من الأحوال الشيطانية فروقمتعددة: منها، أن كرامات الأولياء سببها الايمان والتقوى، والأحوال الشيطانية،سببها ما نهى الله عنه ورسوله.
وقد قال تعالى: " قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ومابطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولواعلى الله ما لا تعلمون " فالقول على الله بغير علم، والشرك والظلم والفواحش،قد حرمها الله تعالى ورسوله. فلا تكون سببا لكرامة الله تعالى بالكرامات عليها،فإذا كانت لا تحصل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن، بل تحصل بما يحبه الشيطان،وبالأمور التي فيها شرك، كالاستغاثة بالمخلوقات، أو كانت مما يستعان بها على ظلمالخلق وفعل الفواحش.

أحوالشيطانية أخرى
فهي من الأحوال الشيطانية، لا من الكرامات الرحمانية.
ومن هؤلاء من إذا حضر سماع المكاء والتصدية يتنزل عليه شيطانه حتىيحمله في الهواء ويخرجه من تلك الدار، فإذا حضر رجل من أولياء الله تعالى، طردشيطانه فيسقط، كما جرى هذا لغير واحد.
ومن هؤلاء من يستغيث بمخلوق إما حي أو ميت، سواء كان ذلك المخلوقمسلما أو نصرانيا أو مشركا، فيتصور الشيطان بصورة ذلك المستغاث به، ويقضي بعض حاجةذلك المستغيث، فيظن أنه ذلك الشخص، أو هو ملك تصور على صورته، وإنما هو شيطان أضلهلما أشرك بالله، كما كانت الشياطين تدخل في الأصنام وتكلم المشركين.
ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان ويقول له: أنا الخضر، وربما أخبرهببعض الأمور، وأعانه على بعض مطالبه، كما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمينواليهود والنصارى. وكثير من الكفار بأرض المشرق والمغرب، يموت لهم الميت، فيأتيالشيطان بعد موته على صورته، وهم يعتقدون أنه ذلك الميت، ويقضي الديون، ويردالودائع، ويفعل أشياء تتعلق بالميت، ويدخل إلى زوجته ويذهب، وربما يكونون قدأحرقوا ميتهم بالنار، كما تصنع كفار الهند، فيظنون أنه عاش بعد موته ومن هؤلاء شيخكان بمصر أوصى خادمه فقال: إذا أنا مت فلا تدع أحدا يغسلني، فأن أجيء وأغسل نفسي،فلما مات رأى خادمه شخصا في صورته، فاعتقد أنه هو دخل وغسل نفسه، فلما قضى ذلكالداخل غسله، أي غسل الميت، غاب، وكان ذلك شيطانا، وكان قد أضل الميت، وقال: إنكبعد الموت تجيء فتغسل نفسك، فلما مات جاء أيضا في صورته ليغوي الأحياء، كما أغوىالميت قبل ذلك.
ومنهم من يرى عرشا في الهواء، وفوقه نور، ويسمع من يخاطبه ويقول:أنا ربك، فإن كان من أهل المعرفة، علم أنه شيطان فزجروه واستعاذ بالله منه، فيزول.
ومنهم من يرى أشخاصا في اليقظة يدعي أحدهم أنه نبي أو صديقأو شيخ من الصالحين، وقد جرى هذا لغير واحد ( وهؤلاء منهم من يرى ذلك عند قبر الذييزوره، فيرى القبر قد انشق وخرج إليه صورة، فيعتقدها الميت، وإنما هو جني تصوربتلك الصورة. ومنهم من يرى فارسا قد خرج من قبره. أو دخل في قبره، ويكون ذلكشيطانا، وكل من قال: أنه رأى نبيا بعين رأسه فما رأى إلا خيالا).
ومنهم من يرى في منامه أن بعض الأكابر، إما الصديق رضي الله عنهأوغيره قد قص شعره، أوحلقه، أو ألبسه طاقيته، أو ثوبه، فيصبح وعلى رأسه طاقية،وشعره محلوق، أو مقصر، إنما الجن قد حلقوا شعره أو قصروه، وهذه الأحوال الشيطانيةتحصل لمن خرج عن الكتاب والسنة، وهم درجات، والجن الذين يقترنون بهم من جنسهم وعلىمذهبهم، والجن فيهم الكافر والفاسق والمخطىء، فإن كان الإنسي كافرا أو فاسقا أوجاهلا، دخلوا معه في الكفر والفسوق والضلال، وقد يعاونونه إذا وافقهم على مايختارونه من الكفر، مثل الإقسام عليهم بأسماء من يعظمونه من الجن وغيرهم، ومثل أنيكتب أسماء الله أو بعض كلامه بالنجاسة، أويقلب فاتحة الكتاب، أو سورة الإخلاص، أوآية الكرسي، أو غيرهن، ويكتبهن بنجاسة فيغورون له الماء، وينقلونه بسبب ما يرضيهمبه من الكفر، وقد يأتونه بمن يهواه من امرأة أو صبي، إما في الهواء، وإما مدفوعاملجأ إليه. إلى أمثال هذه الأمور التي يطول وصفها. والإيمان بها، إيمان بالجبتوالطاغوت والجبت: السحر. والطاغوت: الشياطين والأصنام وإن كان الرجل مطيعا للهورسوله باطنا وظاهرا، لم يمكنهم الدخول معه في ذلك، أو مسالمته.
ولهذا لما كانت عبادة المسلمين المشروعة في المساجد التي هي بيوتالله، كان عمار المساجد أبعد عن الأحوال الشيطانية، وكان أهل الشرك والبدع يعظمونالقبور ومشاهد الموتى، فيدعون الميت أو يدعون به، أو يعتقدون أن الدعاء عندهمستجاب - أقرب إلى الأحوال الشيطانية.
اتخاذالقبور مساجد
فإنه ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
وثبت في صحيح مسلم عنه أنه " قال قبل أن يموت بخمسليال: إن أمن الناس علي في صحبته وذات يده أبو بكر، ولو كنت متخذا خليلا منأهل الأرض لاتخذت أبا بكر خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله، لا يبقين في المسجد خوخةإلا سدت، إلا خوخة أبي بكر، أن من كان قبلكم يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذواالقبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك ".
وفي الصحيحين عنه " أنه ذكر له في مرضه كنيسة بأرضالحبشة، وذكروا من حسنها وتصاوير فيها، فقال: إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالحبنوا على قبره مسجدا وصورا فيها تلك التصاوير، أولئك شرار الخلق عند الله يومالقيامة ".
وفي المسند و صحيح أبي حاتم عنه صلى الله عليهوسلم قال: " أن من شرار الخلق من تدركهم الساعة وهم أحياء، والذين اتخذواالقبور مساجد ".
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لا تجلسوا علىالقبور ولا تصلوا إليها ".
وفي الموطأ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الله لا تجعل قبري وثنا يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهممساجد ".
وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لاتتخذوا قبري عيدا، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم تبلغني ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " ما من رجل يسلم علي إلا رد اللهعلي روحي حتى أرد عليه السلام ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغونيعن أمتي السلام ".
وقال صلى الله عليه وسلم: " أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعةوليلة الجمعة، فإن صلاتكم معروضة علي، قالوا: يا رسول! كيف تعرض صلاتنا عليك وقدأرمت؟ - يقولون: بليت - فقال: إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء".
وقد قال الله تعالى في كتابه عن المشركين من قوم نوح عليه السلام:" وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا"، قال ابن عباس وغيره من السلف: هؤلاء قوم كانوا صالحين من قوم نوح، فلما ماتواعكفوا على قبورهم، ثم صوروا تماثيلهم فعبدوهم، فكان هذا مبدأ عبادة الأوثان.
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد ليسد بابالشرك كما نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها، لأن المشركين يسجدون للشمسحينئذ، والشيطان يقارنها وقت الطلوع ووقت الغروب، فتكون في الصلاة حينئذ مشابهةلصلاة المشركين، فسد هذا الباب.
والشيطان يضل بني آدم بحسب قدرته، فمن عبد الشمس والقمر والكواكبودعاها كما يفعل أهل دعوة الكواكب، فإنه ينزل عليه شيطان يخاطبه ويحدثه ببعضالأمور، ويسمون ذلك روحانية الكواكب، وهو شيطان، والشيطان وإن أعان الانسان علىبعض مقاصده، فإنه يضره اضعاف ما ينفعه، وعاقبة من أطاعه إلى شر، إلا أن يتوب اللهعليه.

حالأصنام الجاهلية
وكذلك عباد الأصنام قد تخاطبهم الشياطين، وكذلك من استغاث بميت أوغائب، وكذلك من دعا الميت أو دعا به، أو ظن أن الدعاء عند قبره أفضل منه في البيوتوالمساجد، ويروون حديثا هو كذب باتفاق أهل المعرفة وهو: إذا أعيتكم الأمور فعليكمبأصحاب القبور .
وإنما هذا وضع من فتح باب الشرك.
ويوجد لأهل البدع وأهل الشرك المتشبهين بهم من عباد الأصناموالنصارى والضلال من المسلمين أحوال عند المشاهد يظنونها كرامات وهي من الشياطين،مثل أن يضعوا سراويل عند القبر فيجدونه قد انعقد أو يوضع عنده مصروع فيرون شيطانهقد فارقه يفعل الشيطان هذا ليضلهم، وإذا قرأت آية الكرسي هناك بصدق بطل هذا، فإنالتوحيد يطرد الشيطان. ولهذا حمل بعضهم في الهواء فقال: لا إله إلا الله، فسقط،ومثل أن يرى أحدهم أن القبر قد انشق وخرج منه إنسان فيظنه الميت وهو شيطان. وهذاباب واسع لا يتسع له هذا الموضع.

مغاراتالشياطين
ولما كان هذا الانقطاع إلى المغارات والبوادي من البدع التي لميشرعها الله ولا رسوله، صارت الشياطين كثيرا ما تأوي المغارات والجبال، مثل مغارةالدم التي بجبل قاسيون، وجبل لبنان الذي بساحل الشام، وجبل الفتح بأسوان بمصر،وجبال بالروم وخراسان، وجبال بالجزيرة، وغير ذلك، وجبل اللكام، وجبل الأحيش،وجبل سولان قرب أردبيل، وجبل شهنك عند تبريز، وجبل ماشكو عند أتشوان، وجبل نهاوند،وغير ذلك من الجبال التي يظن بعض الناس أن بها رجالا من الصالحين من الإنس،ويسمونهم: رجال الغيب، وإنما هناك رجال من الجن، فالجن رجال، كما أن الإنس رجال،قال تعالى: " وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا".
ومن هؤلاء من يظهر بصورة شعراني، جلده يشبه جلد الماعز، فيظن من لايعرفه أنه إنسي، وإنما هو جني. ويقال: بكل جبل من هذه الجبال الأربعون الأبدال.وهؤلاء الذين يظنون أنهم الأبدال هم جن بهذه الجبال، كما يعرف ذلك بطرق متعددة.
وهذا باب لا يتسع هذا الموضع لبسطه، وذكر ما نعرفه من ذلك، فإنا قدرأينا وسمعنا من ذلك ما يطول وصفه في هذا المختصر الذي كتب لمن سأل أن نذكر له منالكلام على أولياء الله تعالى ما يعرف به جمل ذلك.

أقسامالناس في خوارق العادات
والناس في خوارق العادات على ثلاثة أقسام: قسم يكذب وجود ذلك لغيرالأنبياء، وربما صدق به مجملا، وكذب ما يذكر له عن كثير من الناس، لكونه عنده ليسمن الأولياء، ومنهم من يظن أن كل ما كان له نوع من خرق العادة كان وليا لله وكلاالأمرين خطأ. ولهذا تجد أن هؤلاء يذكرون أن للمشركين وأهل الكتاب نصراء يعينونهمعلى قتال المسلمين، وأنهم من أولياء الله. وأولئك يكذبون أن يكون معهم من له خرقعادة، والصواب القول الثالث، وهو أن معهم من ينصرهم من جنسهم، لا من أولياء اللهعز وجل، كما قال الله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهودوالنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ".
وهؤلاء العباد والزهاد الذين ليسوا من أولياء الله المتقينالمتبعين للكتاب والسنة، تقترن بهم الشياطين، فيكون لأحدهم من الخوارق ما يناسبحاله، لكن خوارق هؤلاء يعارض بعضها بعضا، وإذا حصل من له تمكن من أولياء اللهتعالى أبطلها عليهم، ولابد أن يكون في أحدهم من الكذب جهلا أو عمدا، ومن الاثم مايناسب حال الشياطين المقترنة بهم ليفرق الله بذلك بين أوليائه المتقين، وبينالمتشبهين بهم من أولياء الشياطين. قال الله تعالى: " هل أنبئكم على من تنزلالشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم " والأفاك: الكذاب. والأثيم: الفاجر.
ما يقوي الأحوال الشيطانية من السماع والمكاءوالتصدية
ومن أعظم ما يقوي الأحوال الشيطانية، سماع الغناء والملاهي وهوسماع المشركين. قال الله تعالى: " وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية".
قال ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم وغيرهما من السلف: التصدية:التصفيق باليد، والمكاء: مثل الصفير. فكان المشركون يتخذون هذا عبادة.
سماعالنبي للقرآن ومدح الله لهذا النوع من السماع
أما النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فعبادتهم ما أمر الله به منالصلاة والقراءة والذكر ونحو ذلك، والاجتماعات الشرعية، ولم يجتمع النبي صلى اللهعليه وسلم وأصحابه على استماع غناء قط، لا بكف، ولا بدف، ولا تواجد، ولا سقطتبردته، بل كل ذلك كذب باتفاق أهل العلم بحديثه.
وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعوا أمروا واحدا منهمأن يقرأ، والباقون يستمعون، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأبي موسىالأشعري: ذكرنا ربنا، فيقرأ وهم يستمعون، و"مر النبي صلى الله بأبي موسىالأشعري وهو يقرأ فقال له: مررت بك البارحة وأنت تقرأ، فجعلت أستمع لقراءتك فقال:لو علمت أنك تستمع لحبرته لك تحبيرا "، أي لحسنته لك تحسينا، كما قال النبيصلى الله عليه وسلم: " زينوا القرآن بأصواتكم " وقال صلى الله عليهوسلم: " لله أشد أذنا -أي استماعا - إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحبالقينة إلى
قينته" وقال صلى الله عليه وسلم لابن مسعود: "إقرأ علي القرآن، فقال: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: إني أحب أن أسمعه من غيري،فقرأت عليه سورة ( النساء)، حتى انتهيت إلى هذه الآية: " فكيف إذا جئنا من كلأمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا " قال: حسبك، فإذا عيناه تذرفان منالبكاء".
ومثل هذا السماع، هو سماع النبيين وأتباعهم، كما ذكر الله ذلك فيالقرآن فقال: " أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممنحملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آياتالرحمن خروا سجدا وبكيا ".
وقال في أهل المعرفة: " وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترىأعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق ".
ومدح سبحانه أهل هذا السماع بما يحصل لهم من زيادة الإيمان، واقشعرارالجلد، ودمع العين، فقال تعالى: " الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثانيتقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله " وقالتعالى: " إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهمآياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون* أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم ".

سماعالكف والدف
وأما السماع المحدث، سماع الكف والدف والقصب، فلم تكن الصحابةوالتابعون لهم بإحسان وسائر الأكابر من أئمة الدين، يجعلون هذا طريقا إلى اللهتبارك وتعالى، ولا يعدونه من القرب والطاعات، بل يعدونه من البدع المذمومة، حتىقال الشافعي: خلفت ببغداد شيئا أحدثته الزنادقة، يسمونه التغبير، يصدون به الناسعن القرآن. وأولياء الله العارفون يعرفون ذلك، ويعلمون أن للشيطان فيه نصبياوافرا. ولهذا تاب منه خيار من حضره منهم.
ومن كان أبعد عن المعرفة وعن كمال ولاية الله، كان نصيب الشيطانفيه أكثر، وهو بمنزلة الخمر، ( بل هو) يؤثر في النفوس اعظم من تأثير الخمر،ولهذا إذا قويت سكرة أهله، نزلت عليهم الشياطين، وتكلمت على ألسنة بعضهم، وحملتبعضهم في الهواء، وقد تحصل عداوة بينهم، كما تحصل بين شراب الخمر، فتكون شياطينأحدهم أقوى من شياطين الآخر فيقتلونه.

غايةالكرامة لزوم الاستقامة
ويظن الجهال أن هذا من كرامات أولياء الله المتقين، وإنما هذا مبعدلصاحبه عن الله، وهو من أحوال الشياطين، فإن قتل المسلم لا يحل إلا بما أحله الله،فكيف يكون قتل المعصوم مما يكرم الله به أولياءه؟! وانما غاية الكرامة لزومالاستقامة، فلم يكرم الله عبدا بمثل أن يعينه على ما يحبه ويرضاه، ويزيده ممايقربه اليه ويرفع به درجته، وذلك أن الخوارق منها ما هو من جنس العلم، كالمكاشفات،ومنها ما هو من جنس القدرة والملك، كالتصرفات الخارقة للعادات، ومنها ما هو من جنسالغنى، من جنس ما يعطاه الناس في الظاهر، من العلم، والسلطان، والمال، والغنى.

انخداعصاحب الخوارق الشيطانية بحاله
وجميع ما يؤتيه الله لعبده من هذه الأمور، إن استعان به على مايحبه ويرضاه، ويقربه إليه، ويرفع درجته، ويأمره الله به ورسوله، ازداد بذلك رفعةوقربا إلى الله ورسوله، وعلت درجته. وإن استعان به على ما نهى الله عنه ورسوله،كالشرك، والظلم، والفواحش، استحق بذلك الذم والعقاب، فإن لم يتداركه الله تعالىبتوبة أو حسنات ماحية، وإلا كان كأمثاله من المذنبين، ولهذا كثيرا ما يعاقب أصحابالخوارق، تارة بسلبها، كما يعزل الملك عن ملكه، ويسلب العالم علمه، وتارة بسلبالتطوعات، فينقل من الولاية الخاصة إلى العامة، وتارة ينزل إلى درجة الفساق، وتارةيرتد عن الاسلام، وهذا يكون فيمن له خوارق شيطانية، فإن كثيرا من هؤلاء يرتد عنالاسلام، وكثيرا منهم لا يعرف أن هذه شيطانية، بل يظنها من كرامات أولياء الله،ويظن من يظن منهم أن الله عز وجل، إذا أعطى عبدا خرق عادة لم يحاسبه على ذلك، كمنيظن أن الله إذا أعطى عبدا ملكا ومالا وتصرفا، لم يحاسبه عليه، ومنهم من يستعينبالخوارق على أمور مباحة لا مأمور بها ولا منهي عنها، فهذا يكون من عموم الأولياء،وهم الأبرار المقتصدون، وأما السابقون المقربون فأعلى من هؤلاء، كما أن العبدالرسول أعلى من النبي الملك.
ولما كانت الخوارق كثيرا ما ينقص بها درجة الرجل، كان كثير منالصالحين يتوب من مثل ذلك، ويستغفر الله تعالى، كما يتوب من الذنوب، كالزنا،والسرقة، وتعرض على بعضهم فيسأل الله زوالها، وكلهم يأمر المريد السالك أن لا يقفعندها، ولا يجعلها همته، ولا يتبجح بها، مع ظنهم أنها كرامات، فكيف إذا كانتبالحقيقة من الشياطين تغويهم بها؟! فإني أعرف من تخاطبه النباتات بما فيها منالمنافع، وإنما يخاطبه الشيطان الذي دخل فيها، وأعرف من يخاطبهم الحجر والشجر،وتقول: هنيئا لك يا ولي الله، فيقرأ آية الكرسي، فيذهب ذلك. وأعرف من يقصد صيدالطير، فتخاطبه العصافير وغيرها، وتقول: خذني حتى يأكلني الفقراء، ويكون الشيطان قددخل فيها، كما يدخل في الإنس، ويخاطبه بذلك، ومنهم من يكوني في البيت وهو مغلق،فيرى نفسه خارجه وهو لم يفتح، وبالعكس، وكذلك في أبواب المدينة، وتكون الجن قدأدخلته وأخرجته بسرعة، أو تريه أنوارا، وتحضر عنده من يطلبه، ويكون ذلك منالشياطين يتصورون بصورة صاحبه، فإذا قرأ آية الكرسي مرة بعد مرة، ذهب ذلك كله.
وأعرف من يخاطبه مخاطب ويقول له: أنا من أمر الله، ويعده بأنهالمهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم، ويظهر له الخوارق، مثل أن يخطربقلبه تصرف في الطير والجراد في الهواء، فإذا خطر بقلبه ذهاب الطير أو الجراد يميناوشمالا، ذهب حيث أراد، وإذا خطر بقلبه قيام بعض المواشي، أو نومه، أو ذهابه، حصلله ما أراد من غير حركة منه في الظاهر، وتحمله إلى مكة، وتأتي به، وتأتي بأشخاص فيصورة جميلة، وتقول له هذه ال
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى