وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان الجزء الثانــي

اذهب الى الأسفل

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان  الجزء الثانــي Empty الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان الجزء الثانــي

مُساهمة من طرف خالد براهمه الجمعة أكتوبر 29, 2010 2:22 am

الفرقان بين أولياءالرحمن وأولياء الشيطان
الجزء الثانــي
خصائصالنبوة عند ابن سينا وغيره من المتفلسفة
وهذه المجردات التي أثبتوها، ترحع عند التحقيق إلى أمور موجودة فيالأذهان، لا في الأعيان ( كما أثبت أصحاب فيثاغورس أعدادا مجردة،و)كما أثبت أصحاب أفلاطون الأمثال الافلاطونية المجردة، أثبتوا هيولىمجردة عن الصورة، ومدة وخلاء مجردين، وقد اعترف حذاقهم، بأن ذلك إنما يتحقق فيالأذهان، لا في الأعيان، فلما أراد هؤلاء المتأخرون منهم، كابن سينا ، أنيثبت أمر النبوات على أصولهم الفاسدة، زعموا أن النبوة لها خصائص ثلاثة، من اتصفبها فهو نبي:
ا- أن تكون له قوة علمية، يسمونها القوة القدسية، ينال بها العلمبلا تعلم.
2- وأن يكون له قوة تخيلية، تخيل له ما يعقل في نفسه، بحيث يرى فينفسه صورا، أو يسمع في نفسه أصواتا، كما يراه النائم ويسمعه، ولا يكون لها وجود فيالخارج، وزعموا أن تلك الصور هي ملائكة الله، وتلك الأصوات هي كلام الله تعالى.
3- وأن يكون له قوة فعالة، يؤثر بها في هيولى العالم، وجعلوامعجزات الأنبياء وكرامات الأولياء، وخوارق السحرة، هي (من) قوى الأنفس، فأقروا منذلك بما يوافق أصولهم، من قلب العصا حية دون انشقاق القمر ونحو ذلك، فإنهم ينكرونوجود هذا.
نقدآراء ابن سينا
وقد بسطنا الكلام على هؤلاء في مواضع، وبينا أن كلامهم هذا أفسدالكلام، وأن هذا الذي جعلوه من خصائص النبي، يحصل ما هو أعظم منه لآحاد العامة،ولأتباع الأنبياء، وأن الملائكة التي أخبرت بها الرسل، أحياء ناطقون أعظم مخلوقاتالله، وهم كثيرون، كما قال تعالى: " وما يعلم جنود ربك إلا هو " وليسواعشرة، ولسوا أعراضا، لا سيما وهؤلاء يزعمون أن الصادر الأول هو العقل الأول، وعنهصدر كل ما دونه، والعقل الفعال العاشر، رب كل ما تحت فلك القمر.
كذبالحديث الذي ذكروه في العقل ونقضه لغة وشرعا
وهذا كله يعلم فساده بالاضطرار من دين الرسل، فليس أحج من الملائكةمبدع لكل ما سوى الله. وهؤلاء يزعمون أن العقل المذكور في حديث يروى: " إنأول ما خلق الله العقل، فقال له: أقبل، فأقبل، فقال له: أدبر، فأدبر، فقال:وعزتي ما خلقت خلقا أكرم علي منك. فبك آخذ، وبك أعطي، ولك الثواب وعليك العقاب" ويسمونه أيضا القلم لما روي " إن أول ما خلق الله القلم " الحديثرواه الترمذي .
والحديث الذي ذكروه في العقل كذب موضوع عند أهل المعرفة بالحديث،كما ذكر ذلك أبو حاتم البستي ، و الدارقطني ، و ابن الجوزي ،وغيرهم. وليس في شيء من دواوين الحديث التي يعتمد عليها. ومع هذا فلفظه لو كانثابتا حجة عليهم، فإن لفظة " أول ما خلق الله تعالى العقل " قال:-ويروى- " لما خلق الله العقل قال له.. "، فمعنى الحديث: أنه خاطبه فيأول أوقات خلقه، وليس معناه أنه أول المخلوقات (وأول) منصوب على الظرف كما فياللفظ الآخر(لما) وتمام الحديث " ما خلقت خلقا أكرم علي منك " فهذايقتضي أنه خلق قبل غيره، ثم قال: " فبك آخذ، وبك أعطي، ولك الثواب، وعليكالعقاب " فذكر اربعة أنواع من الأعراض وعندهم ان جميع جواهر العالم العلويوالسفلي صدر عن ذلك العقل. فأين هذا من هذا؟
وسبب غلطهم أن لفظ العقل في لغة المسلمين ليس هو لفظ العقل في لغةهؤلاء اليونان، فإن العقل في لغة المسلمين مصدر عقل يعقل عقلا، كما فيالقرآن " وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير " "إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون " " أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوبيعقلون بها أو آذان يسمعون بها " ويراد بالعقل الغريزة التي جعلها الله تعالىفي الإنسان يعقل بها.
وأما أولئك، فالعقل عندهم جوهر قائم بنفسه كالعاقل، وليس هذامطابقا للغة الرسل والقرآن، وعالم الخلق عندهم كما يذكره أبوحامد عالم الأجسام: العقل والنفوس، فيسميها عالم الأمر، وقد يسمي ( العقل)عالم الجبروت ( والنفوس عالم الملكوت،) و( الأجسام) عالم الملك، ويظن من لم يعرفلغه الرسل ولم يعرف معنى الكتاب والسنة أن ما في الكتاب والسنة من ذكر الملكوالملكوت والجبروت موافق لهذا، وليس الأمر كذلك.

التحقيقفي المخلوق والمحدث والقديم الأزلي
وهؤلاء يلبسون على المسلمين تلبيسا كثيرا كإطلاقهم أن الفلك محدث،أي معلول، مع أنه قديم عندهم، والمحدث لا يكون إلا مسبوقا بالعدم، ليس في لغةالعرب ولا في لغة أحد أنه يسمى القديم الأزلي: محدثا، والله قد أخبر أنهخالق كل شيء. وكل مخلوق فهو محدث، وكل محدث كائن بعد أن لم يكن، لكن ناظرهم أهلالكلام من الجهمية والمعتزلة مناظرة قاصرة لم يعرفوا بها ما أخبر به الرسول، ولاأحكموا فيها قضايا العقول، فلا للاسلام نصروا، ولا للأعداء كسروا، وشاركوا أولئكفي بعض قضاياهم الفاسدة، ونازعوهم في بعض المعقولات الصحيحة فصار قصور هؤلاء فيالعلوم السمعية والعقلية من أسباب قوة ضلال أولئك، كما قد بسط في غير هذا الموضع.

ما بناه ابن عربي على فساد الفلاسفة من وهم، ومااجترحه من خلط في أمر النبوة
وهؤلاء المتفلسفة قد يجعلون جبريل هو الخيال الذي يتشكل في نفسالنبي صلى الله عليه وسلم، والخيال تابع للعقل، فجاء الملاحدة الذين شاركوا هؤلاءالملاحدة المتفلسفة وزعموا أنهم أولياء الله، وأن أولياء الله أفضل من أنبياء الله، وأنهم يأخذون عن الله بلا واسطة، كابن عربي صاحب الفتوحات و الفصوص . فقال: إنه يأخذ من المعدن الذي أخذ منه الملكالذي يوحي به إلى الرسول، والمعدن عنده هو العقل، والملك هو الخيال، والخيال تابعللعقل، وهو بزعمه يأخذ عن الذي هو أصل الخيال، والرسول يأخذ عن الخيال، فلهذا صارعند نفسه فوق النبي، ولو كان خاصة النبي ما ذكروه، ولم يكن هو من جنسة، فضلا عن أنيكون فوقه، فكيف وما ذكروه، يحصل لآحاد المؤمنين؟! والنبوة أمر وراء ذلك،فإن ابن عربي وأمثاله وإن ادعوا أنهم من الصوفية، فهم من صوفيةالملاحدة الفلاسفة، ليسوا من صوفية أهل العلم، فضلا عن أن يكونوا من مشايخ أهل الكتابوالسنة، كالفضيل بن عياض ، و إبراهيم بن أدهم ، و أبي سليمان الداراني، و معروف الكرخي ، و الجنيد ابن محمد ، و سهل بن عبد اللهالتستري ، وأمثالهم رضوان الله عليهم أجمعين.

صفاتالملائكة في القرآن
والله سبحانه وتعالى قد وصف الملائكة في كتابه بصفات تباين قولهؤلاء، كقوله تعالى: " وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون * يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعونإلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون * ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيهجهنم كذلك نجزي الظالمين " وقال تعالى: " وكم من ملك في السماوات لاتغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى " وقال تعالى:" قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا فيالأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير * ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمنأذن له " وقال تعالى: " وله من في السماوات والأرض ومن عنده لا يستكبرونعن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون ".
نفيصفة الخيال عن جبريل
وقد أخبر أن الملائكة جاءت إبراهيم عليه السلام في صورة البشر، وأنالملك تمثل لمريم بشرا سويا، وكان جبريل عليه السلام يأتي النبي صلى الله عليهوسلم في صورة دحية الكلبي، وفي صورة أعرابي، ويراه الناس كذلك.
وقد وصف الله تعالى جبريل عليه السلام بأنه ذو قوة " عند ذيالعرش مكين * مطاع ثم أمين ". وأن محمدا صلى الله عليه وسلم " رآهبالأفق المبين " ووصفه بأنه " شديد القوى * ذو مرة فاستوى * وهو بالأفقالأعلى * ثم دنا فتدلى * فكان قاب قوسين أو أدنى * فأوحى إلى عبده ما أوحى * ماكذب الفؤاد ما رأى * أفتمارونه على ما يرى * ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرةالمنتهى * عندها جنة المأوى * إذ يغشى السدرة ما يغشى * ما زاغ البصر وما طغى *لقد رأى من آيات ربه الكبرى ".
وقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه لم ير جبريل في صورته التي خلق عليها غير مرتين، يعنيالمرة الأولى بالأفق الأعلى، والنزلة الأخرى عند سدرة المنتهى. ووصف جبريل عليهالسلام في موضع آخر بأن الروح الأمين، وأنه روح القدس، إلى غير ذلك من الصفات التيتبين أنه من أعظم مخلوقات الله تعالى الأحياء والعقلاء، وأنه جوهر قائم بنفسه، ليسخيالا في نفس النبي، كما زعم هؤلاء الملاحدة المتفلسفة، والمدعون ولاية الله وأنهمأعلم من الأنبياء.

الكشفعن غاية المتصوفة من الفلاسفة من أفكار أصول الإيمان ومجد الخالق
وغاية حقيقة هؤلاء إنكار أصول الأيمان، بأن يؤمن بالله وملائكتهوكتبه ورسله واليوم الآخر. وحقيقة أمرهم جحد الخالق، فإنهم جعلوا وجود المخلوق هووجود الخالق.

نقدفكرتي الحلول ووحدة الوجود
وقالوا: الوجود واحد، ولم يميزوا بين الواحد بالعين والواحدبالنوع، فإن الموجودات تشترك في مسمى الوجود، كما تشترك الأناسي في مسمى الانسان،والحيوانات في مسمى الحيوان. ولكن هذا المشترك الكلي لا يكون مشتركا كليا إلا فيالذهن، وإلا فالحيوانية القائمة بهذا الانسان ليست هي الحيوانية القائمة بالفرس،ووجود السماوات ليس هو بعينه وجود الانسان، فوجود الخالق جل جلاله ليس هو كوجودمخلوقاته.
وحقيقة قولهم، قول فرعون الذي عطل الصانع، فإنه لم يكن منكراهذا الموجود والمشهود، لكن زعم أنه موجود بنفسه، لا صانع له، وهؤلاء وافقوه فيذلك، لكن زعموا بأنه هو الله، فكانوا أضل منه وإن كان قوله هذا هو أظهر فسادامنهم، ولهذا جعلوا عباد الاصنام ما عبدوا إلا الله، وقالوا: لما كان فرعون في منصبالتحكم صاحب السيف - وإن جاز في العرف الناموس - لذلك قال: أنا ربكم الأعلى - أيوأن كان الكل أربابا بنسبة ما، فأنا الأعلى منكم بما أعطيته في الظاهر من الحكمفيكم.
قالوا: ولما علمت السحرة صدق فرعون فيما قاله، أقروا له بذلكوقالوا: " اقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة " قالوا: فصح قول فرعون:" أنا ربكم الأعلى ".
وكان فرعون عين الحق، ثم أنكروا حقيقة اليوم الآخر، فجعلوا أهلالنار يتنعمون كما يتنعم أهل الجنة، فصاروا كافرين بالله واليوم الآخر، وبملائكتهوكتبه ورسله، مع دعواهم أنهم خلاصة خاصة الخاصة من أهل ولاية الله، وأنهم أفضل منالأنبياء وأن الأنبياء إنما يعرفون الله من مشكاتهم.
وليس هذا موضع بسط إلحاد هؤلاء، ولكن لما كان الكلام في أولياءالله، والفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، وكان هؤلاء من أعظم الناس ادعاءلولاية الله، وهم أعظم الناس ولاية للشيطان، نبهنا على ذلك، ولهذا عامة كلامهم،إنما هو في الحالات الشيطانية، ويقولون ما قاله صاحب الفتوحات ( بابأرض الحقيقة ) ويقولون: هي أرض الخيال.
فتعرف بأن الحقيقة التي يتكلم فيها هي خيال، ومحل تصرف الشيطان،فإن الشيطان يخيل للأنسان الأمور بخلاف ما هي.

كيفتتلبسهم الشياطين فيظنونها ملائكة
قال تعالى: " ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو لهقرين * وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون * حتى إذا جاءنا قال يا ليتبيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين * ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذابمشتركون " وقال تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلكلمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا " إلى قوله: " يعدهمويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا " وقال تعالى: " وقال الشيطان لماقضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلاأن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيإني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم " وقال تعالى:" وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكمفلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخافالله والله شديد العقاب ".
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: أنهرأى جبريل يزع الملائكة، والشياطين إذا رأت ملائكة الله التي يؤيد بها عباده هربتمنهم، والله يؤيد عباده المؤمنين بملائكته.
قال تعالى: " إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذينآمنوا " وقال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذجاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها " وقال تعالى: " إذيقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها" وقال تعالى: " إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلافمن الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكمبخمسة آلاف من الملائكة مسومين ".

كذابثقيف ومبيرها
وهؤلاء تأتيهم أرواح تخاطبهم وتتمثل لهم، وهي جن وشياطين، فيظنونهاملائكة، كالأرواح التي تخاطب من يعبد الكواكب والأصنام.
وكان من أول ما ظهر من هؤلاء في الاسلام: المختار ابن أبي عبيدالذيأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سيكون في ثقيف كذاب ومبير" وكان الكذاب: المختار ابن أبي عبيد، والمبير: الحجاج بنيوسف فقيل لابن عمر وابن عباس إن المختار يزعم أنه ينزل إليه، فقالا: صدققال تعالى: " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين * تنزل على كل أفاك أثيم".
وقال الآخر: وقيل له: إن المختار يزعم أنه يوحي إليه، فقال:قال الله تعالى: " وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ".
تفنيدمزاعم ابن عربي
وهذه الأرواح الشيطانية، هي الروح الذي يزعم صاحب الفتوحات أنه ألقى إليه ذلك الكتاب، ولهذا يذكر أنواعا من الخلوات بطعاممعين، وشيء معين، وهذه مما تتفتح لصاحبها اتصالا بالجن والشياطين، فيظنون ذلك منكرامات الأولياء.
احوالهالشيطانية
وإنما هو من الأحوال الشيطانية، وأعرف من هؤلاء عددا، ومنهم من كانيحمل في الهواء إلى مكان بعيد ويعود، ومنهم من كان يؤتى بمال مسروق، تسرقهالشياطين وتأتيه به، ومنهم من كاتت تدله على السرقات بجعل يحصل له من الناس أولعطاء يعطونه إذا دلهم على سرقاتهم ونحوذلك.
ولما كانت أحوال هؤلاء شيطانية، كانوا مناقضين للرسل صلوات اللهتعالى وسلامه عليهم، كما يوجد في كلام صاحب الفتوحات المكية و ‌الفصوص .
مدحهالكفار
وأشباه ذلك يمدح الكفار، مصل قوم نوح وهود وفرعون وغيرهم، وينتقصالأنبياء، كنوح وإبراهيم وموسى وهارون، ويذم شيوخ المسلمين المحمودين عندالمسلمين، كالجنيد بن محمد ، وسهل بن عبد الله التستري وأمثالهما. ويمدح المذمومين عند المسلمين، كالحلاج ونحوه، كما ذكره في تجلياتهالخيالية الشيطانية.

عقيدته في القديم والمحدث
فإن الجنيد - قدس الله روحه - كان من أئمة الهدى، فسئلعن التوحيد فقال: التوحيد إفراد الحدوث عن القدم فبين أن التوحيد أن تميز بينالقديم والمحدث، وبين الخالق والمخلوق.
وصاحب الفصوص أنكر هذا وقال في مخاطبته الخياليةالشيطانية له: يا جنيد ‍‍‍!‍‍‍‍‍‍ هل يميز بين المحدث والقديم إلا من يكونغيرهما؟ فخطأ الجنيد في قوله: إفراد الحدوث عن القدم، لأن قوله هو: إنوجود المحدث هو عين وجود القديم، كما قاله في فصوصه : ومن أسمائه الحسنىSadالعلي) على من؟ وما ثم إلا هو. وعن ماذا؟ وما هو إلا هو، فعلوه لنفسه وهو عينالموجودات، فالمسمى محدثات، هي العلية لذاتها، وليست إلا هو... إلى أن قال:
هو عين ما بطن، وهو عين ماظهر، وما ثم من يراه غيره، وما ثم منينطق عنه سواه، وهو المسمى أبو سعيد الخراز ، وغير ذلك من الأسماء المحدثات.
فيقال لهذا الملحد: ليس من شرط المميز بين الشيئين بالعلم والقولأن يكون ثالثا غيرهما، فإن كل واحد من الناس يميز بين نفسه وغيره، وليس هو ثالثا،فالعبد يعرف أنه عبد، ويميز بين نفسه وبين خالقه، والخالق جل جلاله يميز بين نفسهوبين مخلوقاته، ويعلم أنه ربهم، وأنهم عباده، كما نطق بذلك القرآن غير غير موضع،والاستشهاد بالقرآن عند المؤمنين الذين يقرون به باطنا وظاهرا.

زعمهمأن القرآن شرك لأنه خالف الفصوص
وأما هؤلاء الملاحدة فيزعمون ما كان يزعمه التلمساني منهم، وهو أحذقهم في اتحادهم - لما قرىء عليه الفصوص فقيل له القرآنيخالف فصوصكم فقال: القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا،فقيل له: فإذا كان الوجود واحدا، فلم كانت الزوجة حلالا والأخت حراما؟ فقال: الكلعندنا حلال، ولكن هؤلاء المحجوبون قالوا: حرام، فقلنا: حرام عليكم.

نقدفكرة وحدة الوجود
وهذا مع كفره العظيم متناقض ظاهر، فإن الوجود إذا كان واحدا، فمنالمحجوب ومن الحاجب؟ ولهذا قال بعض شيوخهم لمريده : من قال لك: إن في الكونسوى الله فقد كذب. فقال له مريده : فمن هو الذي يكذب؟ قالوا لآخر: هذهمظاهر. فقال لهم: المظاهر غير المظاهر، أم هي؟ فإن كانت غيرها فقد قلتم بالنسبة،وإن كانت إياها فلا فرق.
وقد بسطنا الكلام على كشف أسرار هؤلاء في موضع آخر، وبيناحقيقة قول كل واحد منهم، وإن صاحب الفصوص يقول: المعدوم شيء، ووجودالحق فاض عليهما، فيفرق بين الوجود والثبوت.
والمعتزلة الذين قالوا: المعدوم شيء ثابت في الخارج مع ضلالهم خيرمنه، فإن أولئك قالوا: إن الرب خلق لهذه الأشياء الثابتة في العدم وجودا ليس هووجود الرب، وهذا زعم أن عين وجود الرب فاض عليه، فليس عنده وجود مخلوق مباين لوجودالخالق، وصاحبه الدرالقونوي يفرق بين المطلق والمعين، لأنه كانأقرب إلى الفلسفة، فلم يقر بأن المعدوم شيء، لكن جعل الحق هو الوجود المطلق، وصنفمفتاح غيب الجمع والوجود.
القول في تعطيلهم الخالق القول في تعميمالألوهية
وهذا القول أدخل في تعطيل الخالق وعدمه، فإن المطلق بشرط الأطلاق،وهو الكلي العقلي، لا يكون إلا في الأذهان لا في الأعيان، والمطلق لا بشرط، وهوالكلي الطبيعي. وإن قيل: إنه موجود في الخارج، فلا يوجد إلى معينا، وهو جزء منالمعين عند من يقول بثبوته في الخارج، فيلزم أن يكون وجود الرب، إما منتفيا فيالخارج، وإما أن يكون جزءا من وجود المخلوقات، وإما أن يكون عين وجود المخلوقات.وله يخلق الجزء الكل أم يخلق الشيء نفسه؟ أم العدم يخلق الوجود؟ أو يكون بعض الشيءخالقا لجميعه؟
وهؤلاء يفرون من لفظ الحلول لأنه يقتضي حالا ومحلا، ومن لفظالاتحاد، لأنه يقتضي شيئين اتحد أحدهما بالآخر، وعندهم الوجود واحد ويقولون:النصارى إنما كفروا لما خصصوا المسيح بأنه هو الله، ولو عمموا لما كفروا.
وكذلك يقولون في عباد الأصنام: إنما أخطأوا لما عبدوا بعض الظاهردون بعض، فلو عبدوا الجميع لما أخطأوا عندهم، والعارف المحقق عندهم لا يضره عبادةالأصنام.
القولفي طلبهم ترك العقل و الشرع
وهذا ما فيه من الكفر العظيم، ففيه ما يلزمهم دائما من التناقضلأنه يقال لهم:فمن المخطىء؟ لكنهم يقولون: إن الرب هو الموصوف بجميع النقائص التبييوصف بها المخلوق، ويقولون: إن المخلوقات يوصف بجميع الكمالات التي يوصف بهاالخالق ويقولون ما قاله صاحب الفصوص : فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمالالذي يستوعب به جميع النعوت الوجودية والنسب العدمية، سواء كانت محمودة عرفا أوعقلا أو شرعا، أو مذمومة عرفا وعقلا وشرعا، وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة. وهم معكفرهم هذا لا يندفع عنهم التناقض، فإنه معلوم بالحس والعقل أن هذا ليس هو ذاك،وهؤلاء يقولون ماكان يقوله التلمساني إنه ثبت عندنا في الكشف ما يناقضصريح العقل. ويقولون من أراد التحقيق - يعني تحقيقهم - فيترك العقل والشرع.
وقد قلت لمن خاطبته منهم: ومعلوم أن كشف الأنبياء أعظم وأتم من كشفغيرهم، وخبرهم أصدق من خبر غيرهم، والأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم يخبرون بماتعجز عقول الناس عن معرفته لا بما يعرف الناس بعقولهم أنه ممتنع، فيخبرون بمجازاتالعقول لا بمحالات العقول، ويمتنع أن يكون في أخبار الرسول ما يناقض صريح العقول،ويمتنع أن يتعارض دليلان قطعيان، سواء كانا عقليين أو سمعيين، أو كان أحدهما عقلياوالآخر سمعيا، فكيف بمن ادعى كشفا يناقض صريح الشرع والعقل؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!.‍‍‍‍
وهؤلاء قد لا يتعمدون الكذب، لكم يخيل لهم أشياء تكون فينفوسهم ويظنونها في الخارج، وأشياء يرونها تكون موجودة في الخارج لكن يظنونها منكرامات الصالحين، وتكون من تلبيسات الشياطين.
تقديمهم الأولياء على الأنبياء ‍وقولهم بعدمانقطاع النبوة
وهؤلاء الذين يقولون بالوحدة قد يقدمون الأولياء على الأنبياء،ويذكرون أن النبوة لم تنقطع.
القولفي المعصية
كما يذكر عن ابن سبعين وغيره، ويجعلون المراتب ثلاثة:يقولون: العبد يشهد أولا طاعة ومعصية، ثم طاعة بلا معصية، ثم لا طاعة ولا معصية،والشهود الأول هو الشهود الصحيح، وهو الفرق بين الطاعات والمعاصي، وأما الشهودالثاني، فيريدون به شهود القدر، كما أن بعض هؤلاء يقول: أنا كافر برب يعصى، وهذايزعم أن المعصية: مخالفة الإرادة التي هي المشيئة، والخلق كلهم داخلون تحت حكمالمشيئة، ويقول شاعرهم:
أصبحت منفعلا لما تختاره مني ففعلي كله طاعات
ومعلوم أن هذا خلاف ما أرسل الله به رسله، وأنزل به كتبه، فإنالمعصية التي يستحق صاحبها الذم والعقاب، مخالفة أمر الله ورسوله، كما قال تعالى:" تلك حدود الله ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهارخالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراخالدا فيها وله عذاب مهين " وسنذكر الفرق بين الإرادة الكونية والدينية،والأمر الكوني والديني وكانت هذه المسألة قد اشتبهت على طائفة من الصوفية،فبينها الجنيد رحمه الله لهم، فمن اتبع الجنيد فيها كانعلى السداد، ومن خالفه ضل، لأنهم تكلموا بأن الأمور كلها بمشيئة الله وقدرته وفيشهود هذا التوحيد، وهذا يسمونه الجمع الأول فبين لهم الجنيد أنه لا بدمن شهود الفرق الثاني، وهو أنه مع شهود كون الأشياء كلها مشتركة في مشيئة اللهوقدرته وخلقه، يجب الفرق بين ما يأمر به ويحبه ويرضاه، وبين ما ينهى عنه ويكرهويسخطه، ويفرق بين أوليائه وأعدائه، كما قال تعالى: " أفنجعل المسلمينكالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون ". وقال تعالى: " أم نجعل الذين آمنواوعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار " وقال تعالى:" أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواءمحياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ".وقال تعالى: " وما يستوي الأعمى والبصيروالذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا المسيء قليلا ما تتذكرون ".
ولهذا كان مذهب سلف الأمة وأئمتها أن الله خالق كل شيء وربهومليكه، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، لا رب غيره، وهو مع ذلك أمر بالطاعة ونهىعن المعصية وهو لايحب الفساد، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يأمر بالفحشاء، وإن كانتواقعة بمشيئته، فهو لا يحبها، ولا يرضاها، بل يبغضها ويذم أهلها ويعاقبهم.
وأما المرتبة الثالثة: أن لا يشهد طاعة ولا معصية، فإنه يرى أنالوجود واحد، وعندهم أن هذا غاية التحقيق والولاية لله، وهو في الحقيقة غايةالالحاد في أسماء الله وآياته، وغاية العداوة لله، فإن صاحب هذا المشهد يتخذاليهود والنصارى وسائر الكفار أولياء، وقد قال تعالى: " ومن يتولهم منكم فإنهمنهم " ولا يتبرأ من الشرك والأوثان فيخرج عن ملة إبراهيم الخليل صلوات اللهوسلامه عليه، قال الله تعالى: " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيموالذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدابيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده "، وقال الخليلعليه السلام لقومه المشركين: " أفرأيتم ما كنتم تعبدون * أنتم وآباؤكمالأقدمون * فإنهم عدو لي إلا رب العالمين ".

القولفي قصيدة نظم السلوك وتوهم ابن الفارض الالوهية
وقال تعالى: " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادونمن حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتبفي قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه "، وهؤلاء قد صنف بعضهم كتبا وقصائد علىمذهبه، مثل قصيدة ابن الفارض المسماة: بنظم السلوك ، يقول فيها:
‌لها صلواتي في المقامأقيمها وأشهد فيها أنها لي صلت
كلانا مصل واحد ساجدإلى حقيقته بالجمع في كل سجدة
‌وما كان لي صلى ولمتكن صلاتي لغيري في أدا كل ركعة
‌إلى أن قال:
ما زلت إياها وإياي لم تزل ولا فرق بل ذاتي لذاتي صلت‌
إلي رسولا كنت منيمرسلا وذاتي بآياتي علي استدلت‌
فإن دعيت كنت المجيبوإن أكن منادى أجابت من دعاني ولبت
إلى أمثال هذا الكلام،ولهذا كان هذا القائل عند الموت ينشد ويقول:
إن كان منزلتي في الحب عندكم ما قد لقيت فقد ضيعتأيامي
أمنية ظفرت نفسي بهازمنا واليوم أحسبها أضغاث أحلام
فإنه كان يظن أنه هو الله، فلما حضرت ملائكة الله لقبض روحه تبينبطلان ما كان يظنه، وقال الله تعالى: " سبح لله ما في السماوات والأرض وهوالعزيز الحكيم "، فجميع ما في السماوات والأرض يسبح لله، ليس هو الله، ثم قالتعالى: " له ملك السماوات والأرض يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير * هو الأولوالآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ".
وفي صحيح مسلم "عن النبي صلىالله عليه وسلم أنهكان يقول في دعائه:اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء،فالق الحب والنوى، منزل التوراة والانجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذبناصيتها أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليسفوقك شيء. وأنت الباطن فليس دونك شيء. اقض عني الدين، وأغنني من الفقر ".
ثم قال تعالى: " هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثماستوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرجفيها وهو معكم أين ما كنتم والله بما تعملون بصير " فذكر أن السماوات والأرض،وفي موضع آخر: " وما بينهما " مخلوق مسبح له، وأخبر سبحانه أنه يعلم كلشيء. ‌‌‍‌‍‌‌
‌‌‍ ‍‌‌‍‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌
معيةالله بعلمه لا بذاته وهي عامة وخاصة
وأما قوله: " وهو معكم " فلفظ " مع " لا تقتضيفي لغة العرب أن يكون أحد الشيئين مختلطا بالآخر، كقوله تعالى: " اتقوا اللهوكونوا مع الصادقين"، وقوله تعالى: " محمد رسول الله والذين معه أشداءعلى الكفار "، وقوله تعالى: " والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكمفأولئك منكم "، ولفظ " مع " جاءت في القرآن عامة وخاصة، فالعامة فيهذه الآية وفي آية المجادلة: " ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما فيالأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى منذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن اللهبكل شيء عليم "، فافتتح الكلام بالعلم، وختمه بالعلم، ولهذا قال ابنعباس و الضحاك و سفيان الثوري و أحمد بن حنبل: هو معهم بعلمه.
وأما المعية الخاصة، ففي قوله تعالى: " إن الله مع الذيناتقوا والذين هم محسنون "، وقوله تعالى لموسى: " إنني معكما أسمع وأرى "، وقال تعالى: " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " يعنيالنبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر رضي الله عنه، فهو مع موسى وهارون دون فرعون،ومع محمد وصاحبه دون أبي جهل وغيره من أعدائه، ومع الذين اتقوا والذين هم محسنوندون الظالمين المعتدين.
فلو كان معنى المعية أنه بذاته في كل مكان، تناقض الخبر الخاصوالخبر العام، بل المعنى أنه مع هؤلاء بنصره وتأييده دون أولئك، وقوله تعالى:" وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " أي هو إله من في السماواتوإله من في الأرض كما قال تعالى: " وله المثل الأعلى في السماوات والأرض وهوالعزيز الحكيم "، وكذلك قوله تعالى: " وهو الله في السماوات وفي الأرض"، كما فسره أئمة العلم، كـ الإمام أحمد وغيره: أنه المعبود فيالسماوات والأرض.
‌‌ال‍قول في الصفات، ليس كمثله شيء
‌وأجمع سلف الأمة وأئمتها على أن الرب تعالى بائن من مخلوقاته،يوصف بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولاتعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، يوصف بصفات الكمال دون صفات النقص، ويعلم أنه ليسكمثله شيء، ولا كقوله، في شيء من صفات الكمال، كما قال الله تعالى: " قل هوالله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد ". وقال ‌‌ابن عباس : الصمد: العليم الذي كمل في علمه، والعظيم الذي كمل في عظمته، القديرالكامل في قدرته، الحكيم الكامل في حكمته، السيد الكامل في سؤدده.
وقال ابن مسعود وغيره: هو الذي لا جوف له. والأحد:الذي لا نظير له. فاسمه ( الصمد ) يتضمن اتصافه بصفات الكمال، ونفي النقائص عنه،واسمه ( الأحد ) يتضمن اتصافه أنه لا مثل له.
وقد بسطنا الكلام على تفسير ذلك في هذه السورة وفي كونها تعدل ثلثالقرآن.

‌‌اللهتعالى خالق كل شيء ومليكه
وكثير من الناس تشتبه عليهم الحقائق الأمرية الدينية الايمانيةبالحقائق الخلقية القدرية الكونية، فإن الله سبحانه وتعالى له الخلق والأمر، كماقال تعالى: " إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوىعلى العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألاله الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين "، فهو سبحانه خالق كل شيء وربهومليكه، لا خالق غيره، ولا رب سواه، ما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، فكل ما فيالوجود من حركة وسكون، فبقضائه وقدره ومشيئته وقدرته وخلقه، وهو سبحانه أمر بطاعتهوطاعة رسله، ونهى عن معصيته ومعصية رسله، أمر بالتوحيد والاخلاص.

‌‍الشركأعظم الذنوب أوامر الله ونواهيه
ونهى عن الاشراك بالله، فأعظم الحسنات التوحيد، وأعظم السيئاتالشرك. قال الله تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمنيشاء "، وقال تعالى: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهمكحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ".
وفي ‌الصحيحين "عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يارسول الله! أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا‌‌ وهو خلقك، قلت: ثم أي؟ قال: أنتقتل ولدك مخافة أن يطعم معك، قلت: ثم أي؟ قال: أن تزني بحليلة جارك "، فأنزلالله تصديق ذلك: " والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التيحرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يومالقيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل اللهسيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ".
وأمر سبحانه بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى، ونهى عنالفحشاء والمنكر والبغي، وأخبر أنه يحب المتقين، ويحب المحسنين، ويحب المقسطين،ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيانمرصوص، وهو يكره ما نهى عنه، كما قال في سورة ( سبحان ): " كل ذلك كان سيئهعند ربك مكروها ".
وقد نهى عن الشرك وعقوق الوالدين، وأمر بإيتاء ذي القربى الحقوق،ونهى عن التبذير، وعن التقتير، وأن يجعل يده مغلولة إلى عنقه، وأن يبسطها كلالبسط، ونهى عن قتل النفس بغير الحق، وعن الزنا، وعن قربان مال اليتيم إلا بالتيهي أحسن. إلى أن قال: " كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ".
‍‌دعاءالنبي لله واستغفاره
وهو سبحانه لا يحب الفساد ولا يرضى لعباده الكفر، والعبد مأمور أنيتوب إلى الله تعالى دائما قال الله تعالى: " وتوبوا إلى الله جميعا أيهاالمؤمنون لعلكم تفلحون ".
وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهقال: " أيها الناس توبوا إلى ربكم، فوالذي نفسي بيده إني لأستغفر الله وأتوبإليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ".
وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ".
وفي السنن عن ابن عمر قال: " كنا نعد لرسول اللهصلى الله عليه وسلم في المجلس الواحد يقول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التوابالرحيم، مائة مرة "‍. أو قال:" أكثر من مائة مرة ".
وقد أمر الله سبحانه عباده أن يختموا الأعمال الصالحات بالاستغفار، " فكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلم من الصلاة يستغفر ثلاثا ويقول:اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ".
كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عنه وقد قال تعالى: "والمستغفرين بالأسحار " فأمرهم أن يقوموا بالليل ويستغفروا بالأسحار.
وكذلك ختم سورة ( المزمل ) وهي سورة قيام الليل بقوله تعالى:" واستغفروا الله إن الله غفور رحيم "‌.
وكذلك قال في ( الحج ): " فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا اللهعند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين * ثمأفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ".
بل أنزل سبحانه وتعالى في آخر الأمر لما غزا النبي صلى الله عليهوسلم غزوة تبوك وهي آخر غزواته: " لقد تاب الله على النبي والمهاجرينوالأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تابعليهم إنه بهم رؤوف رحيم * وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بمارحبت وضاقت عليهم أنفسهم وظنوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه ثم تاب عليهم ليتوبواإن الله هو التواب الرحيم " وهي من آخر ما نزل من القرآن.
وقد قيل: إن آخر سورة نزلت قوله تعالى: " إذا جاء نصر اللهوالفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كانتوابا " فأمره الله تعالى أن يختم عمله بالتسبيح والاستغفار.
وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنه صلى اللهعليه وسلم " كان يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفرلي - يتأول القرآن ".
وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه " كانيقول: اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهماغفر لي هزلي وجدي، وخطئي، وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت،وما أسرت وما أعلنت، لا إله إلا أنت ".
وفي الصحيحين أن أبا بكر رضي الله عنه قال: " يارسول الله علمني دعاء أدعوا به في صلاتي، قال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيراولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".
وفي السنن عن أبي بكر رضي الله عنه قال: " يارسول الله! علمني دعاء أدعوا به إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال: قل: اللهم فاطرالسماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت،أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءا، أو أجره إلىمسلم، قله إذا أصبحت وإذا أمسيت، وإذا إخذت مضجعك ".
‍‌عدمالاصرار على الذنب من محبة الله للعبد
فليس لأحد أن يظن استغناءه عن التوبة إلى الله والاستغفار منالذنوب، بل كل أحد محتاج إلى ذلك دائما قال الله تبارك وتعالى: " وحملهاالإنسان إنه كان ظلوما جهولا * ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركينوالمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفورا رحيما ".
فالإنسان ظالم جاهل، وغاية المؤمنين والمؤمنات التوبة، وقد أخبرالله تعالى في كتابه بتوبته عباده الصالحين ومغفرته لهم.
وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لن يدخل الجنة أحد بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أنيتغمدني الله برحمة منه وفضل ". وهذا لا ينافي قوله: " كلوا واشربواهنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية "، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نفىباء المقابلة والمعادلة، والقرآن أثبت باء السبب.
وقول من قال: إذا أحب الله عبدا لم تضره الذنوب، معناه أنه إذا أحبعبدا ألهمه التوبة والأستغفار فلم يصر على الذنوب، ومن ظن أن الذنوب لا تضر من أصرعليها، فهو ضال مخالف للكتاب والسنة، وإجماع السلف والأئمة، بل من يعمل مثقال ذرةخيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. ‌
وإنما عباده الممدوحون هم المذكورون في قوله:" وسارعوا إلىمغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراءوالضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين * والذين إذا فعلوافاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولميصروا على ما فعلوا وهم يعلمون ".

جعلالقدر حجة لأهل الذنوب من الشرك
ومن ظن أن القدر حجة لأهل الذنوب فهو من جنس المشركين الذين قالالله تعالى عنهم: " سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولاحرمنا من شيء ". قال الله تعالى ردا عليهم: " كذلك كذب الذين من قبلهمحتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلاتخرصون * قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين ".
ولو كان القدر حجة لأحد لم يعذب الله المكذبين للرسل، كقوم نوحوعاد وثمود والمؤتفكات، وقوم فرعون، ولم يأمر بإقامة الحدود على المعتدين، ولايحتج أحد بالقدر إلا إذا كان متبعا لهواه بغير هدى من الله، ومن رأى القدر حجةلأهل الذنوب يرفع عنهم الذم والعقاب، فعليه أن لا يذم أحدا ولا يعاقبه إذا اعتدىعليه، بل يستوي عنده ما يوجب اللذة وما يوجب الألم، فلا يفرق بين من يفعل معه خيراوبين من يفعل معه شرا، وهذا ممتنع طبعا وعقلا وشرعا. وقد قال تعالى: " أمنجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار"، وقال تعالى: " أفنجعل المسلمين كالمجرمين "وقال تعالى: "أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهمومماتهم ساء ما يحكمون "، وقال تعالى: " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاوأنكم إلينا لا ترجعون "، وقال تعالى: " أيحسب الإنسان أن يترك سدى" أي مهملا لا يؤمر ولا ينهى.
حديث: ا
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى