وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3

اذهب الى الأسفل

الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3 Empty الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان3

مُساهمة من طرف خالد براهمه الجمعة أكتوبر 29, 2010 2:20 am

حديث.. اني رسول الله... ولست أعصيه
وكان عمر فيمن كره ذلك حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا رسولالله ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: " بلى "، قال: أفليسقتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: " بلى "، قال: فعلام نعطيالدنية في ديننا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " إني رسول الله وهوناصري، ولست أعصيه " ثم قال: أفلم تكن تحدثنا أنا نأتي البيت ونطوف به، قال:" بلى "، قال: " أقلت لك: إنك تأتيه العام؟ " قال: لا، قال:" إنك آتيه ومطوف به ".
فذهب عمر إلى أبي بكر رضي الله عنهما فقال له مثل ما قال للنبي صلىالله عليه وسلم، ورد عليه أبو بكر مثل جواب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكن أبوبكر يسمع جواب النبي صلى الله عليه وسلم. فكان أبو بكر رضي الله عنه أكمل موافقةلله وللنبي صلى الله عليه وسلم من عمر، وعمر رضي الله عنه رجع عن ذلك، وقال فعملتلذلك أعمالا.
وكذلك لما مات النبي صلى الله عليه، أنكر عمر موته أولا، فلما قالأبو بكر: إنه مات. رجع عمر عن ذلك.

قتالمانعي الزكاة
وكذلك في قتال مانعي الزكاة قال عمر لأبي بكر: كيف نقاتل الناس وقدقال رسول الله صلى الله وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إلهألا الله وأني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم إلا بحقها" فقال له أبو بكر رضي الله عنه: ألم يقل: " إلا بحقها " فإنالزكاة من حقها، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الللهعليه وسلم لقتلتهم على منعها. قال عمر: فوالله ما هو إلا أن رأيت قد شرح صدر أبيبكر للقتال، فعلمت أنه الحق.

مرتبةالصديق ومرتبة المحدث
ولهذا نظائر تبين تقدم أبي بكر على عمر، مع أن عمر رضي الله عنهمحدث، فإن مرتبة الصديق فوق مرتبة المحدث، لأن الصديق يتلقى عن الرسول المعصوم كلما يقوله ويفعله، والمحدث يأخذ عن قلبه أشياء، وقلبه ليس بمعصوم، فيحتاج أن يعرضهعلى ما جاء به النبي المعصوم.
لاولاية لمن خالف الكتاب والسنة
ولهذا كان عمر رضي الله عنه يشاور الصحابة رضي الله عنهم، ويناظرهمويرجع إليهم في بعض الأمور، وينازعونه في أشياء فيحتج عليهم ويحتجون عليه بالكتابوالسنة، ويقرهم على منازعته، ولا يقول لهم: أنا محدث ملهم مخاطب فينبغي لكم أنتقبلوا مني ولا تعارضوني، فأي أحد ادعى، أو ادعى له أصحابه أنه ولي لله، وأنهمخاطب يجب على أتباعه ان يقبلوا منه كل ما يقوله، ولا يعارضوه ويسلموا له حاله منغير اعتبار بالكتاب والسنة، فهو وهم مخطئون، ومثل هذا أضل الناس، فعمر بن الخطابرضي الله عنه أفضل منه، وهو أمير المؤمنين، وكان المسلمون ينازعونه ويعرضون مايقوله - وهو وهم - على الكتاب والسنة، وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن كل أحديؤخذ من قوله ويترك، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأنبياءوحدهم يطاعون في كل ما يأمرون به
وهذا من الفروق بين الأنبياء وغيرهم، فإن الأنبياء صلوات اللهعليهم وسلامه، يجب لهم الايمان بجميع ما يخبرون به عن الله عز وجل، وتجب طاعتهمفيما يأمرون به، بخلاف الأولياء، فإنهم لا تجب طاعتهم في كل ما يأمرون به، ولاالايمان بجميع ما يخبرون به، بل يعرض أمرهم وخبرهم على الكتاب والسنة، فما وافقالكتاب والسنة وجب قبوله، وما خالف الكتاب والسنة كان مردودا، وإن كان صاحبه منأولياء الله، وكان مجتهدا معذورا فيما قاله، له أجر على اجتهاده،ولكنه إذا خالفالكتاب والسنة كان مخطئا، وكان من الخطأ المغفور إذا كان صاحبه قد اتقى الله مااستطاع، فإن الله تعالى يقول: " فاتقوا الله ما استطعتم "

معنى: اتقوا الله حق تقاته
وهذا تفسير قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حقتقاته ".
قال ابن مسعود وغيره: حق تقاته: أن يطاع فلا يعصى، وأنيذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر. أي بحسب استطاعتكم، فإن الله تعالى لا يكلفنفسا إلا وسعها، كما قال تعالى: " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبتوعليها ما اكتسبت " وقال تعالى: " والذين آمنوا وعملوا الصالحات لا نكلفنفسا إلا وسعها أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون " وقال تعالى: "وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها ".

كيفيكفر أدعياء الولاية
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الايمان بما جاءت به الأنبياء في غيرموضع، كقوله تعالى: " قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيموإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لانفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون " وقال تعالى: " الم * ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون *والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون * أولئك على هدىمن ربهم وأولئك هم المفلحون " وقال تعالى: " ليس البر أن تولوا وجوهكمقبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتابوالنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلينوفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فيالبأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون ".
وهذا الذي ذكرته، من أن أولياء الله يجب عليهم الاعتصام بالكتابوالسنة، وأنه ليس فيهم معصوم يسوغ له أو لغيره اتباع ما يقع في قلبه من غير اعتباربالكتاب والسنة هو مما اتفق عليه أولياء الله عز وجل، ومن خالف في هذا فليس منأولياء الله سبحانه الذين أمر الله باتباعهم، بل إما ان يكون كافرا، وإما ان يكونمفرطا في الجهل.

أقوال لأبي سليمان الداراني و الجنيد
وهذا كثير في كلام المشايخ، كقول الشيخ أبي سليمان الداراني: انه ليقع في قلبي النكتة من نكت القوم، فلا أقبلها إلا بشاهدين: الكتاب والسنة.
وقال أبو القاسم الجنيد رحمه الله عليه: علمنا هذامقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث، لا يصلح له أن يتكلم فيعلمنا ، أو قال: لا يقتدى به.
وقال أبو عثمان النيسابوري : من أمر السنة على نفسه قولاوفعلا ،نطق بالحكمة، ومن أمر الهوى على نفسه قولا وفعلا، نطق بالبدعة، لأن اللهتعالى يقول في كلامه القديم: " وإن تطيعوه تهتدوا ".
وقال أبو عمر بن نجيد : كل وجد لا يشهد له الكتاب والسنة فهوباطل.
غلطالناس في اتباع من خالف السنة والكتاب
وكثير من الناس يغلط في هذا الموضع، فيظن في شخص أنه ولي لله، ويظنأن ولي الله يقبل منه كل ما يقوله، ويسلم إليه كل ما يقوله ويسلم إليه كل مايفعله،وإن خالف الكتاب والسنة، فيوافق ذلك الشخص له، ويخالف ما بعث الله به رسوله الذيفرض الله على جميع الخلق تصديقه فيما أخبر وطاعته فيما أمر، وجعله الفارق بينأوليائه واعدائه، وبين أهل الجنة وأهل النار، وبين السعداء والأشقياء، فمناتبعه كان من أولياء الله المتقين، وجنده المفلحين، وعباده الصالحين،ومن لم يتبعهكان من أعداء الله الخاسرين المجرمين، فتجره مخالفة الرسول وموافقة ذلك الشخص أولاإلى البدعة والضلال، وآخر إلى الكفر والنفاق، ويكون له نصيب من قوله تعالى: "ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتنيلم أتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسانخذولا " وقوله تعالى: " يوم تقلب وجوههم في النار يقولون يا ليتنا أطعناالله وأطعنا الرسولا * وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا *ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا "
مشابهتمللنصارى
وقوله تعالى: " ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهمكحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوةلله جميعا وأن الله شديد العذاب * إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأواالعذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كماتبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ".
وهؤلاء مشابهون للنصارى الذين قال الله تعالى فيهم: " اتخذواأحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاواحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ".
وفي المسند وصححه الترمذي عن عدي بنحاتم في تفسيره هذه الاية، لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال: ماعبدوهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " احلو عليهم الحرام، وحرموا عليهمالحلال، فأطاعوهم وكانت هذه عبادتهم إياهم " ولهذا قيل في مثل هؤلاء: إنماحرموا الوصول بتضييع الأصول، فإن أصل الأصول تحقيق الايمان بما جاء به الرسول صلىالله عليه وسلم فلا بد من الايمان بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلىجميع الخلق، إنسهم وجنهم، عربهم وعجمهم، علمائهم وعبادهم، ملوكهم وسوقتهم، وأنه لاطريقإلى الله عز وجل لأحد من الخلق إلا بمتابعته باطنا وظاهرا حتى لو أدركه موسى وعيسىوغيرهما من الأنبياء لوجب عليهم اتباعه، كا قال تعالى: " وإذ أخذ الله ميثاقالنبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنهقال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين* فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ".

ميثاقالله على الأنبياء للايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم
قال ابن عباس رضي الله عنهما: ما بعث الله نبيا إلا أخذ عليهالميثاق، لئن بعث محمد وهو حي ليؤمنن به ولينصرنه، وأمره أن يأخذ على أمتهالميثاق، لئن بعث محمد وهن أحياء ليؤمنن به ولينصرنه وقد قال تعالى: " ألم ترإلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكمواإلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذاقيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا *فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاؤوك يحلفون بالله إن أردنا إلاإحسانا وتوفيقا * أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم فيأنفسهم قولا بليغا * وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلمواأنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما * فلاوربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيتويسلموا تسليما ".
الاغتراربالمكاشفات والتصرفات الخارقة للعادة
وكل من خالف شيئا مما جاء به الرسول، مقلدا في ذلك لمن يظن أنه وليلله، فإنه بنى أمره على أنه ولي الله، وان ولي الله لا يخالف في شيء، ولو كان هذاالرجل من أكبر أولياء الله، كأكابر الصحابة والتابعين لهم بإحسان، لم يقبل منه ماخالف الكتاب والسنة، فكيف إذا لم يكن كذلك؟! وتجد كثيرا من هؤلاء، عمدتهم فياعتقاد كونه وليا لله، أنه قد صدر عنه مكاشفة في بعض الأمور، أو بعض التصرفاتالخارقة للعادة، مثل أن يشير إلى شخص فيموت، أويطير في الهواء إلى مكة أو غيرها،أو يمشي على الماء أحيانا، أو يملأ إبريقا من الهواء، أو ينفق بعض الأوقات منالغيب، أو يختفي أحيانا عن أعين الناس، أو أن بعض الناس استغاث به وهو غائب أو ميتفرآه قد جاءه، فقضى حاجته، او يخبر الناس بما سرق لهم، أو بحال غائب لهم أو مريض،أو نحو ذلك من الأمور، وليس في شيء من هذه الأمور ما يدل على أن صاحبها ولي الله،بل قد اتفق أولياء الله، على أن الرجل لو طار في الهواء، أو مشى على الماء، لميعتر به حتى ينظر متابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وموافقته لأمره ونهيه.

معنىالكرامة
وكرامات أولياء الله تعالى، أعظم من هذه الأمور، وهذه الأمور الخارقةللعادة، وإن كان قد يكون صاحبها وليا لله، فقد يكون عدوا لله، فإن هذه الخوارقتكون لكثير من الكفار والمشركين وأهل الكتاب والمنافقين، وتكون لأهل البدع، وتكونمن الشياطين، فلا يجوز أن يظن أن كل من كان له شيء من هذه الأمور أنه ولي لله، بليعتبر أولياء الله بصفاتهم وأفعالهم وأحوالهم التي دل عليها الكتاب والسنة،ويعرفون بنور الايمان والقرآن وبحقائق الايمان الباطنة وشرائع الاسلام الظاهرة.
مثال ذلك أن الأمور المذكورة وأمثالها، قد توجد في أشخاص ويكونأحدهم لا يتوضأ، ولا يصلي الصلوات المكتوبة، بل يكون ملابسا للنجاسات، معاشراللكلاب، يأوي إلى الحمامات والقمامين والمقابر والمزابل، رائحته خبيثة، لا يتطهرالطهارة الشرعية، ولا يتنظف وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تدخلالملائكة بيتا فيه جنب ولا كلب " وقال عن هذه الأخلية: " إن هذه الحشوشمحتضرة " أي يحضرها الشيطان، وقال: " من أكل من هاتين الشجرتينالخبيثتين، فلا يقربن مسجدنا، فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم ".
وقال: " إن الله طيت لا يقبل إلا طيبا " وقال: " إنالله نظيف يحب النظافة " وقال: " خمس من الفواسق يقتلن في الحل والحرم:الحية والفأرة والحدأة والكلب العقور ".
وفي رواية: " الحية والعقرب " وأمر صلوات الله وسلامهعليه بقتل الكلاب. وقال: " من أقتنى كلبا لا يغني عنه زرعا ولا ضرعا، نقص منعمله كل يوم قيراط " وقال: " لا تصحب الملائكة رفقة معه كلب "وقال: " إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله، سبع مرات إحداهن بالتراب".
وقال تعالى: " ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقونويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون * الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذييجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحللهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم فالذينآمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون ".

علاماتأولياء الشيطان
فإذا كان الشخص مباشرا للنجاسات والخبائث التي يحبها الشيطان، أويأوي إلى الحمامات والحشوش، التي تحضرها الشياطين، أو يأكل الحيات والعقاربوالزنابير، وآذان الكلاب التي هي خبائث وفواسق، أو يشرب البول ونحوه من النجاساتالتي يحبها الشيطان، أو يدعو غير الله فيستغيث بالمخلوقات، ويتوجه إليها أو يسجدإلى ناحية شيخه، ولا يخلص الدين لرب العالمين، أو يلابس الكلاب أو النيران أو يأويإلى المزابل والمواضع النجسة، أو يأوي إلى المقابر، ولا سيما إلى مقابر الكفار، مناليهود والنصارى، أو المشركين، أو يكره سماع القرآن وينفر عنه ويقدم عليه سماعالأغاني والأشعار، ويؤثر سماع مزامير الشيطان على سماع كلام الرحمن، فهذه علاماتاولياء الشيطان، لا علامات أولياء الرحمن.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: لا يسأل أحدكم عن نفسه إلا القرآن،فإن كان يحب القرآن، فهو يحب الله، وإن كان يبعض القرآن فهو يبغض الله ورسوله.
وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه: لو طهرت قلوبنا لما شبعت من كلامالله عز وجل.
وقال ابن مسعود: الذكر ينبت الايمان في القلب، كما ينبت الماءالبقل، والغناء ينبت النفاق في القلب، كما ينبت الماء البقل. وإن كان الرجل خبيرابحقائق الايمان الباطنة، فارقا بين الأحوال الرحمانية، والأحوال الشيطانية، فيكونقد قذف الله في قلبه من نوره، كما قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا اتقواالله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم" وقال تعالى: " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتابولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا " فهذا من المؤمنينالذين جاء فيهم الحديث الذي رواه الترمذي ‍‍‌عن أبي سعيد الخدري عنالنبي صلى الله عليه وسلم قال: " اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" قال الترمذي حديث حسن .
المؤمنيفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
وقد تقدم الحديث الصحيح الذي في البخاري وغيره قال فيه:" لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل، حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذييسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. ( فبييسمع، وبي بيصر، وبي يبطش، وبي يمشي) ، ولئن سألني لأعطينه، ولئن استعاذنيلأعيذنه، وما ترددت في شيء أنا فاعله، ترددي في قبض نفس عبدي المؤمن، يكره الموتوأكره مساءته، ( ولا بد له منه) ".
فإذا كان العبد من هؤلاء فرق بين حال أولياء الرحمن وحال أولياءالشيطان، كما يفرق الصيرفي بين الدرهم الجيد والدرهم الزيف، وكما يفرق من يعرفالخيل بين الفرس الجيد والفرس الرديء، وكما يفرق من يعرف الفروسية بين الشجاعوالجبان، وكما أنه يجب الفرق بين النبي الصادق وبين المتنبي الكذاب، فيفرق بينمحمد الصادق الأمين رسول رب العالمين، وموسى والمسيح وغيرهم، وبين مسيلمة الكذابوالأسود العنسي، وطلحة الأسدي، والحارث الدمشقي، وباباه الرومي، وغيرهم منالكذابين، وكذلك يفرق بين أولياء الله المتقين، وأولياء الشيطان الضالين.
لكلنبي شرعة ومنهاج
فصل والحقيقة حقيقة الدين، دين رب العالمين: هي ما اتفق عليهاالأنبياء والمرسلون، وإن كان لكل منهم شرعة ومنهاج، فالشرعة: هي الشريعة قال اللهتعالى: " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " وقال تعالى: " ثم جعلناكعلى شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون * إنهم لن يغنوا عنكمن الله شيئا وإن الظالمين بعضهم أولياء بعض والله ولي المتقين " والمنهاج:هو الطريق. قال تعالى: " وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا *لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا ".
فالشرعة بنزله الشريعة للنهر، والمنهاج هو الطريق الذي سلك فيه،والغاية المقصودة هي حقيقة الدين، وهي عبادة الله وحده لا شريك له وهي حقيقة دينالاسلام، وهي أن يستسلم العبد لله رب العالمين لا يستسلم لغيره، فمن استسلم لغيرهكان مشركا، والله " لا يغفر أن يشرك به " ومن لم يستسلم لله بل استكبرعن عبادته، كان ممن قال الله فيه: " إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلونجهنم داخرين ".
الإسلامدين الأنبياء
ودين الاسلام هو دين الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين. وقولهتعالى: " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه " عام في كل زمانومكان.
فنوح وإبراهيم ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى والحواريون، كلهم دينهمالاسلام، الذي هو عبادة الله وحده لا شريك له. قال الله تعالى عن نوح: " ياقوم إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم" إلى قوله: " وأمرت أن أكون من المسلمين " وقال تعالى: " ومنيرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمنالصالحين * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوبيا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون "‍‌ وقال تعالى:" وقال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين".
وقال السحرة: " ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين ".
وقال يوسف عليه السلام: " توفني مسلما وألحقني بالصالحين".
وقالت بلقيس: " أسلمت مع سليمان لله رب العالمين ". وقالتعالى: " يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار" وقال الحواريون: " آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون ".

دينواحد وشرائع منوعة
فدين الأنبياء واحد، وإن تنوعت شرائعهم، كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنا معشر الأنبياء ديننا واحد " قالتعالى: " شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا بهإبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهمإليه "، وقال تعالى: " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إنيبما تعملون عليم * وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون * فتقطعوا أمرهمبينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون ".
الأنبياء أفضل من الأولياء بالاتفاق
وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها، وسائر أولياء الله تعالى، على أن الأنبياءأفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء، وقد رتب الله عباده السعداء المنعم عليهمأربع مراتب، فقال تعالى: " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم اللهعليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ".
أفضلالناس بعد الأنبياء أبو بكر
وفي الحديث: " ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيينوالمرسلين أفضل من أبي بكر " وأفضل الأمم أمة محمد صلى الله عليه وسلم قالتعالى: " كنتم خير أمة أخرجت للناس " وقال تعالى: " ثم أورثناالكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ". وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثالذي في المسند : " أنتم توفون سبعين أمة، أنتم خيرها وأكرمها على الله".
خير القرون
خير القرون
وأفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم، القرن الأول.
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، من غير وجه أنه قال: "خير القرون القرن الذي بعثت فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم "، وهذاثابت في الصحيحين من غير وجه.
أفضلالسابقين الأولين
وفي الصحيحين أيضا عنه صلى الله عليه وسم انه قال:" لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا، مابلغ مدأحدهم ولا نصيفه ".
والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار، أفضل من سائر الصحابة.
قال تعالى: " لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئكأعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى " وقالتعالى: " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضيالله عنهم ورضوا عنه " والسابقون الأولون: الذين أنفقوا من قبل الفتحوقاتلوا، والمراد بالفتح: صلح الحديبية فإنه كان من أول فتح مكة، وفيه أنزل اللهتعالى: " إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" فقالوا: يا رسول الله أو فتح هو؟ قال: " نعم ".
وأفضل السابقين الأولين، الخلفاء الأربعة، وأفضلهم أبو بكر ثم عمر،وهذا هو المعروف عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان وأئمة الأمة وجماهيرها،وقد دلت على ذلك دلائل، بسطناها في منهاج أهل السنة النبوية في نقض كلام أهلالشيعة والقدرية.
وبالجملة اتفقت طوائف السنة والشيعة، على أن أفضل هذه الأمة بعدنبيها واحد من الخلفاء، ولا يكون من بعد الصحابة أفضل من الصحابة. وأفضل أولياءالله تعالى، أعظمهم معرفة بما جاء به الرسول واتباعا له، كالصحابة الذين هم أكملالأمة في معرفة دينه واتباعه، وأبو بكر الصديق أكمل معرفة بما جاء به وعملا به،فهو أفضل أولياء الله، إذاكانت أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أفضل الأمم، وأفضلهاأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأفضلهم أبو بكر رضي الله عنه.

الكلامعلى خاتم الأولياء
وقد ظن طائفة غالطة، أن خاتم الأولياء أفضل الأولياء، قياسا علىخاتم الأنبياء، ولم يتكلم أحد من المشايخ المتقدمين بخاتم الأولياء، إلا محمد بن علي الحكيم الترمذي ، فإنه صنف مصنفا غلط فيه في مواضع، ثم صار طائفة منالمتأخرين يزعم كل واحد منهم أنه خاتم الأولياء، ومنهم من يدعي أن خاتم الأولياءأفضل من خاتم الأنبياء من جهة العلم بالله، وأن الأنبياء يستفيدون العلم بالله منجهته.

مزاعمابن عربي
كما زعم ذلك ابن عربي صاحب كتاب الفتوحات المكية وكتاب الفصوص ، فخالف الشرع والعقل، مع مخالفة جميع أنبياء الله تعالىوأولياءه، كما يقال لمن قال: فخر عليهم السقف من تحتهم: لا عقل ولا قرآن.
وذلك أن الأنبياء أفضل في زمان من أولياء هذه الأمة، والأنبياءعليهم أفضل الصلاة والسلام، أفضل من الأولياء، فكيف الأنبياء كلهم؟! والأولياءإنما يستفيدون معرفة الله ممن يأتي بعدهم، ويدعي أنه خاتم الأولياء، وليس آخرالأولياء أفضلهم، كما أن آخر الأنبياء أفضلهم، فإن فضل محمد صلى الله عليه وسلمثبت بالنصوص الدالة على ذلك، كقوله صلى الله عليه وسلم: " أنا سيد آدم ولافخر " وقوله: " آتي باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول:محمد، فيقول: بك أمرت، أن لا أفتح لأحد قبلك ".
احتياجشريعة عيسى عليه السلام إلى النبوات السابقة
وليلة المعراج، رفع الله درجته فوق الأنبياء كلهم، فكان احقهمبقوله تعالى: " تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهمدرجات " إلى غير ذلك من الدلائل، كل منهم يأتيه الوحي من الله، لا سيما محمدصلى الله عليه وسلم، لم يكن في نبوته محتاجا إلى غيره، فلم تحتج شريعته إلى سابق،ولا إلى لاحق، بخلاف المسيح، احالهم في أكثر الشريعة على التوراة، وجاء المسيحفكملها، ولهذا كان النصارى محتاجين إلى النبوات المتقدمة على المسيح، كالتوراةوالزبور، وتمام الأربع وعشرين نبوة، وكان الأمم قبلنا محتاجين إلى محدثين، بخلافأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فإن الله أغناهم به، فلم يحتاجوا معه إلى نبي، ولاإلى محدث، بل جمع له من الفضائل والمعارف والأعمال الصالحة ما فرقه في غيره منالأنبياء، فكان ما فضله الله بما به أنزله إليه، وأرسله إليه، لا بتوسط بشر.
وهذا بخلاف الأولياء، فإن كل من بلغه رسالة محمد صلى الله عليهوسلم، لا يكون وليا لله إلا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وكل ما حصل له منالهدى ودين الحق، هو بتوسط محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك من بلغه رسالة رسولإليه، لا يكون وليا لله إلا إذا اتبع ذلك الرسول الذي أرسل إليه.

هلللولي طريق لا يحتاج فيه إلى محمد صلى الله عليه وسلم
ومن ادعى أن من الأولياء بالذين بلغتهم رسالة محمد صلى الله عليهوسلم، من له طريق إلى الله لا يحتاج فيه إلى محمد، فهذا كافر ملحد، وإذا قال:أنامحتاج إلى محمد في علم الظاهر، دون علم الباطن، أو في علم الشريعة، دون علمالحقيقة، فهو شر من اليهود والنصارى الذين قالوا: إن محمدا رسول إلى الأميين دونأهل الكتاب، فإن أولئك آمنوا ببعض، وكفروا ببعض، فكانوا كفار بذلك.

إيمانالأولياء بين الباطن والظاهر
وكذلك هذا الذي يقول: إن محمدا بعث بعلم الظاهر، دون علم الباطن آمنببعض ما جاء به، وكفر ببعض، فهو كافر، وهو أكفر من أولئك، لأن علم الباطن، الذي هوعلم إيمان القلوب ومعارفها وأحوالها، هو علم بحقائق الايمان الباطنة، وهذا أشرف منالعلم بمجرد أعمال الاسلام الظاهرة.
كفرمن يدعي ان محمدا صلى الله عليه وسلم علم من الأمور ظاهرها وان الأولياء علمواباطنها
فإذا ادعى المدعي، أن محمدا صلى الله عليه وسلم، إنما علم هذهالأمور الظاهرة، دون حقائق الايمان، وأنه لا يأخذ هذه الحقائق عن الكتاب والسنة،فقد ادعى أن بعض الذي آمن به مما جاء به الرسول، دون البعض الآخر، وهذا شر ممنيقول: أومن ببعض، وأكفر ببعض، ولا يدعي أن هذا البعض الذي آمن به، أدنى القسمين.
لا مثيل لولاية محمد صلى الله عليه وسلم علىالاطلاق
وهؤلاء الملاحدة يدعون أن الولاية أفضل من النبوة، ويلبسون علىالناس، فيقولون: ولايته أفضل من نبوته، وينشدون:
مقام النبوة في برزخ فويق الرسولودون الولي
ويقولون: نحن شاركناه في ولايته التي هي أعظم من رسالته، وهذا منأعظم ضلالهم، فإن ولاية محمد لم يماثله فيها أحد، لا إبراهيم ولا موسى، فضلا عن أنيماثله فيها هؤلاء الملحدون.
وكل رسول نبي ولي، فالرسول نبي ولي، ورسالته متضمنة لنبوته، ونبوتهمتضمنة لولايته، وإذا قدروا مجرد إنباء الله إياه بدون ولايته لله، فهذا تقديرممتنع، فإنه حال إنبائه إياه، ممتنع أن يكون إلا وليا لله، ولا تكون مجردة عنولايته، ولو قدرت مجردة، لم يكن أحد مماثلا للرسول في ولايته.
ادعاؤهمبوحدة معدن الأنبياء والأولياء
وهؤلاء قد يقولون كما يقول صاحب الفصوص ابن عربي: إنهم يأخذون من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول، وذلك أنهماعتقدوا عقيدة المتفلسفة، ثم أخرجوها في قالب المكاشفة، وذلك أن المتفلسفة الذينقالوا: إن الأفلاك قديمة أزلية، لها علة تتشبه بها، كما يقوله أرسطو وأتباعه: أولها موجب بذاته، كما يقوله متأخروهم، كابن سينا ، وأمثاله،ولايقولون: إنها لرب خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ولا خلق الأشياءبمشيئته وقدرته، ولا يعلم الجزيئات، بل إما أن ينكروا علمه مطلقا، كقول أرسطو ، أو يقولوا: إنما يعلم في الأمور المتغيرة كلياتها، كما يقول ابنسينا ، وحقيقة هذا القول، إنكار علمه بها، فان كل موجود في الخارج فهو معين جزئيالافلاك، كل معين منها جزئي، وكذلك جميع الأعيان وصفاتها وأفعالها، فمن لم يعلمإلا الكليات، لم يعلم شيئا من الموجودات والكليات إنما توجد كليات في الأذهان، لافي الأعيان.
والكلام على هؤلاء مبسوط في موضع آخر، في رد تعارض العقل والنقلوغيره، فإن كفر هؤلاء أعظم من كفر اليهود والنصارى، بل ومشركي العرب، فإن جميعهؤلاء يقولون: إن الله خلق السماوات والأرض وإنه خلق المخلوقات بمشيئته وقدرته.
و أرسطو ونحو من المتفلسفة واليونان، كانوا يعبدونالكواكب والأصنام، وهم لا يعرفون الملائكة والانبياء، وليس في كتب أرسطو ذكر شيء من ذلك، وإنما غالب علوم القوم الأمور الطبيعية.

فسادتلفيق ابن سينا في الأمور الإلهية
وأما الأمور الإلهية، فكل منهم فيها قليل الصواب، كثير الخطأ،واليهود والنصارى بعد النسخ والتبديل اعلم بالهيئات منهم بكثير، ولكنمتأخروهم كابن سينا ( غيره) أرادوا أن يلفقوا بين كلام أولئكوبين ما جاءت به الرسل، فأخذوا أشياء من أصول الجهمية والمعتزلة، وركبوا مذهبا قديعتزى إليه متفلسفة اهل الملل، وفيه من الفساد والتناقض ما قد نبهنا على بعضه فيغير هذا الموضع.
وهؤلاء لما رأوا أمر الرسل، كموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وسلمقد بهر العالم، واعترفوا بالناموس الذي بعث به محمد صلى الله عليه وسلم، أعظمناموس طرق العالم، ووجدوا الأنبياء قد ذكروا الملائكة والجن، أرادوا ان يجمعوا بينذلك، وبين أقوال سلفهم اليونان، الذين أبعد الخلق عن معرفة الله وملائكته وكتبهورسله واليوم الآخر، وأولئك قد أثبتوا عقولا عشرة، يسمونها: المجردات، والمفارقات.
وأصل ذلك مأخوذ من مفارقة النفس للبدن، وسموا تلك: المفارقاتلمفارقتها المادة، وتجردها عنها. وأثبتوا الأفلاك، لكل فلك نفسا، وأكثرهم جعلوهاأعراضا، وبعضهم جعلوها جواهر.
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى