بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
دخول
الطب النبوي- الجزء السادس(1)
وأذا مرضت فهو يشفين :: الفئة الأولى :: العلاج بالقرأن الكريم :: علاج السحر واللبس والمس بالقرأن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
الطب النبوي- الجزء السادس(1)
الطب النبوي- الجزء السادس
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
كتم :
روى البخاري في صحيحه : عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، قال : دخلنا على أم سلمة رضي اللهعنها ، فأخرجت إلينا شعراً من شعر رسول الله ، فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم .
وفي السننالأربعة : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أحسن ما غيرتمبه الشيب الحناء والكتم " .
وفي الصحيحين : عن أنس رضي الله عنه ، أن أبا بكر رضي الله عنه اختضب بالحناء والكتم .
وفي سنن أبيداود : عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : " مر على النبي صلى اللهعليه وسلم رجل قد خضب بالحناء فقال : ما أحسن هذا ؟ فمر آخر قد خضببالحناء والكتم ، فقال : هذا أحسن من هذا فمر آخر قد خضب بالصفرة ،فقال : هذا أحسن من هذا كله " .
قال الغافقي : الكتم نبتينبت بالسهول ، ورقه قريب من ورق الزيتون ، يعلو فوق القامة ، وله ثمر قدر حبالفلفل ، في داخله نوى ، إذا رضخ اسود ، وإذا استخرجت عصارة ورقه ، وشرب منها قدرأوقية ، قيأ قيئاً شديداً ، وينفع عن عضة الكلب ، وأصله إذا طبخ بالماء كان منهمداد يكتب به .
وقال الكندي : بزر الكتمإذا اكتحل به ، حلل الماء النازل في العين وأبرأها .
وقد ظن بعض الناس أن الكتمهو الوسمة ، وهي ورق النيل ، وهذا وهم ، فإن الوسمة غير الكتم . قال صاحب الصحاح : الكتم بالتحريك : نبت يخلط بالوسمة يختضب به ، قبل : والوسمة نباتله ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف ، يشبه ورق اللوبيا ، وأكبرمنه ، يؤتى به من الحجاز واليمن .
فإن قيل : قد ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه ، أنه قال : لم يختضب النبي صلى الله عليه وسلم.
قيل : قد أجاب أحمد بنحنبل عن هذا وقال : قد شهد به غير أنس رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلمأنه خضب ، وليس من شهد بمنزلة من لم يشهد ، فأحمد أثبت خضاب النبي صلى الله عليهوسلم ، ومعه جماعة من المحدثين ، ومالك أنكره .
فإن قيل : فقد ثبتفي صحيح مسلم النهي عن الخضاب بالسواد في شأن أبي قحافة لما أتي بهورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً ، فقال : " غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد" .
والكتم يسود الشعر .
فالجواب من وجهين ، أحدهما: أن النهي عن التسويد البحت ، فأما إذا أضيف إلى الحناء شئ آخر ، كالكتم ونحوه ،فلا بأس به ، فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة ،فإنها تجعله أسود فاحماً ، وهذا أصح الجوابين .
الجواب الثاني : أن الخضاببالسواد المنهي عنه خضاب التدليس ، كخضاب شعر الجارية ، والمرأة الكبيرة تغر الزوج، والسيد بذلك ، وخضاب الشعر يغر المرأة بذلك ، فإنه من الغش والخداع ، فأما إذالم يتضمن تدليساً ولا خداعاً ، فقد صح عن الحسن والحسين رضي الله عنهما أنهما كانايخضبان بالسواد ، ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب تهذيب الآثار وذكرهعن عثمان بن عفان ، وعبد الله بن جعفر ، وسعد بن أبي وقاص ، وعقبة بن عامر ،والمغيرة بن شعبة ، وجرير بن عبد الله ، وعمرو بن العاص ، وحكاه عن جماعة منالتابعين ، منهم : عمرو بن عثمان ، وعلي بن عبد الله بن عباس ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن ، وعبد الرحمن بن الأسود ، وموسى بن طلحة ، والزهري ، وأيوب ، وإسماعيل بنمعدي كرب .
وحكاه ابن الجوزي عن محارببن دثار ، ويزيد ، وابن جريج ، وأبي يوسف ، وأبي إسحاق ، وابن أبي ليلى ، وزياد بنعلاقة ، وغيلان بن جامع ، ونافع بن جبير ، وعمرو بن علي المقدمي ، والقاسم بن سلام.
كرم :
شجرة العنب ، وهي الحبلة ،ويكره تسميتها كرماً ، لما روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليهوسلم أنه قال : " لا يقولن أحدكم للعنب الكرم . الكرم : الرجلالمسلم " . وفي رواية : " إنما الكرم قلب المؤمن " ، وفي أخرى :" لا تقولوا : الكرم ، وقولوا : العنب والحبلة " .
وفي هذا معنيان :
أحدهما : أن العرب كانتتسمي شجرة العنب الكرم ، لكثرة منافعها وخيرها ، فكره النبي صلى الله عليه وسلمتسميتها باسم يهيج النفوس على محبتها ومحبة ما يتخذ منها من المسكر ، وهو أمالخبائث ، فكره أن يسمى أصله بأحسن الأسماء وأجمعها للخير .
والثاني : أنه من باب قوله: " ليس الشديد بالصرعة " . " وليس المسكين بالطواف " . أي :أنكم تسمون شجرة العنب كرماً لكثرة منافعه ، وقلب المؤمن أو الرجل المسلم أولىبهذا الإسم منه ، فإن المؤمن خير كله ونفع ، فهو من باب التنبيه والتعريف لما فيقلب المؤمن من الخير ، والجود ، والإيمان ، والنور ، والهدى ، والتقوى ، والصفاتالتي يستحق بها هذا الإسم أكثر من استحقاق الحبلة له .
وبعد : فقوة الحبلة باردةيابسة ، وورقها وعلائقها وعرموشها مبرد في آخر الدرجة الأولى ، وإذا دقت وضمد بهامن الصداع سكنته ، ومن الأورام الحارة والتهاب المعدة . وعصارة قضبانه إذا شربتسكنت القئ ، وعقلت البطن ، وكذلك إذا مضغت قلوبها الرطبة . وعصارة ورقها ، تنفع منقروح الأمعاء ، ونفث الدم وقيئه ، ووجع المعدة ، ودمع شجره الذي يحمل على القضبان، كالصمغ إذا شرب أخرج الحصاة ، وإذا لطخ به ، أبرأ القوب والجرب المتقرح وغيره ،وينبغي غسل العضو قبل استعمالها بالماء والنطرون ، وإذا تمسح بها مع الزيت حلقالشعر ، ورماد قضبانه إذا تضمد به مع الخل ودهن الورد والسذاب ، نفع من الورمالعارض في الطحال ، وقوة دهن زهرة الكرم قابضة شبيهة بقوة دهن الورد ، ومنافعهاكثيرة قريبة من منافع النخلة .
كرفس :
روي في حديث لا يصح عنرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أكله ثم نام عليه ، نام ونكهتهطيبة ، وينام آمنا من وجع الأضراس والأسنان " ، وهذا باطل على رسول الله صلىالله عليه وسلم ، ولكن البستاني منه يطيب النكهة جداً ، وإذا علق أصله في الرقبهنفع من وجع الأسنان .
وهو حار يابس ، وقيل : رطبمفتح لسداد الكبد والطحال ، وورقه رطباً ينفع المعدة والكبد الباردة ، ويدر البولوالطمث ، ويفتت الحصاة ، وحبه أقوى في ذلك ، ويهيج الباه ، وينفع من البخر . قالالرازي : وينبغي أن يجتنب أكله إذا خيف من لدغ العقارب .
كراث :
فيه حديث لا يصح عن رسولالله صلى الله عليه وسلم ، بل هو باطل موضوع : " من أكل الكراث ثم نام عليهنام آمناً من ريح البواسير واعتزله الملك لنتن نكهته حتى يصبح " .
وهو نوعان : نبطي وشامي ،فالنبطي : البقل الذي يوضع على المائدة . والشامي : الذي له رؤوس ، وهو حار يابسمصدع ، وإذا طبخ وأكل ، أو شرب ماؤه ، نفع من البواسير الباردة . وإن سحق بزره ،وعجن بقطران ، وبخرت به الأضراس التي فيها الدود نثرها وأخرجها ، ويسكن الوجعالعارض فيها ، وإذا دخنت المقعدة ببزره خفت البواسير ، هذا كله في الكراث النبطي .
وفيه مع ذلك فساد الأسنانواللثة ، ويصدع ، ويري أحلاماً رديئة ، ويظلم البصر ، وينتن النكهة ، وفيه إدرارللبول والطمث ، وتحريك للباه ، وهو بطيء الهضم .
حرف اللام
لحم :
قال الله تعالى : "وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون " [ الطور : 22 ] . وقال : " ولحم طيرمما يشتهون " [ الواقعة : 21 ] .
وفي سنن ابنماجه من حديث أبي الدرداء ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيدطعام أهل الدنيا ، وأهل الجنة اللحم " . ومن حديث بريدة يرفعه : " خيرالإدام في الدنيا والآخرة اللحم " .
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائرالطعام " . والثريد : الخبز واللحم ، قال الشاعر :
إذا ما الخبز تأدمهبلحم فذاك أمانة الله الثريد
وقال الزهري : أكل اللحميزيد سبعين قوة . وقال محمد بن واسع : اللحم يزيد في البصر ؟ ويروى عن علي بن أبيطالب رضي الله عنه : كلوا اللحم فإنة يصفي اللون ويخمص البطن ، ويحسنالخلق وقال نافع : كان ابن عمر إذا كان رمضان لم يفته اللحم ، وإذا سافر لميفته اللحم ، ويذكر عن علي : من تركه أربعين ليلة ساء خلقه .
وأما حديث عائشة رضي اللهعنها ، الذي رواه أبو دواد مرفوعاً : " لا تقطعوا اللحم بالسكين ، فإنه منصنيع الأعاجم ، وانهسوه ، فإنه أهنأ وأمرأ " . فرده الإمام أحمد بما صحعنه صلى الله عليه وسلم من قطعه بالسكين في حديثين ، وقد تقدما .
واللحم أجناس يختلفباختلاف أصوله وطبائعه ، فنذكر حكم كل جنس وطبعه ومنفعته ومضرته .
لحم الضأن : حار فيالثانية ، رطب في الأولى ، جيده الحولي ، يولد الدم المحمود القوي لمن جاد هضمه ،يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة والمعتدلة ، ولأهل الرياضات التامة في المواضعوالفصول الباردة ، نافع لأصحاب المرة السوداء ، يقوي الذهن والحفظ . ولحم الهرموالعجيف رديء ، وكذلك لحم النعاج ، وأجوده : لحم الذكر الأسود منه ، فإنه أخف وألذوأنفع ، والخصي أنفع وأجود ، والأحمر من الحيوان السمين أخف وأجود غذاء ، والجذعمن المعز أقل تغذية ، ويطفو في المعدة .
وأفضل اللحم عائذه بالعظم، والأيمن أخف وأجود من الأيسر ، المقدم أفضل من المؤخر ، وكان أحب الشاة إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم مقدمها ، وكل ما علا منه سوى الرأس كان أخف وأجود مما سفل، وأعطى الفرزدق رجلاً يشتري له لحماً وقال له: خذ المقدم ، وإياك والرأس والبطن ،فإن الداء فيهما . ولحم العنق جيد لذيذ ، سريع الهضم خفيف ، ولحم الذراع أخف اللحموألذه وألطفه وأبعده من الأذى ، وأسرعه انهضاماً .
وفي الصحيحين : أنه كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولحم الظهر كثير الغذاء ، يولددماً محموداً . وفي سنن ابن ماجه مرفوعاً : " أطيب اللحم لحمالظهر " .
لحم المعز : قليل الحرارة، يابس ، وخلطه المتولد منه ليس بفاضل وليس بجيد الهضم ، ولا محمود الغذاء . ولحمالتيس رديء مطلقاً ، شديد اليبس ، عسر الإنهضام ، مولد للخلط السوداوي .
قال الجاحظ : قال لي فاضلمن الأطباء : يا أبا عثمان ! إياك ولحم المعز ، فإنه يورث الغم ، ويحرك السوداء ،ويورث النسيان ، ويفسد الدم ، وهو والله يخبل الأولاد .
وقال بعض الأطباء : إنماالمذموم منه المسن ، ولا سيما للمسنين ، ولا رداءة فيه لمن اعتاده . وجالينوس جعلالحولي منه من الأغذية المعتدلة المعدلة للكيموس المحمود ، وإناثه أنفع من ذكوره .
وقد روى النسائي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أحسنوا إلى الماعز وأميطوا عنهاالأذى فإنها من دواب الجنة " وفي ثبوت هذا الحديث نظر . وحكم الأطباءعليه بالمضرة حكم جزئي ليس بكلي عام ، وهو بحسب المعدة الضعيفة ، والأمزجة الضعيفةالتي لم تعتده ، واعتادت المأكولات اللطيفة ، وهؤلاء أهل الرفاهية من أهل المدن ،وهم القليلون من الناس .
لحم الجدي : قريب إلىالإعتدال ، خاصة ما دام رضيعاً ، ولم يكن قريب العهد بالولادة ، وهو أسرع هضماًلما فيه من قوة اللبن ، ملين للطبع ، موافق لأكثر الناس في أكثر الأحوال ، وهوألطف من لحم الجمل ، والدم المتولد عنه معتدل .
لحم البقر : بارد يابس ،عسر الإنهضام ، بطيء الإنحدار ، يولد دماً سوداوياً ، لا يصلح إلا لأهل الكدوالتعب الشديد ، ويورث إدمانه الأمراض السوداوية ، كالبهق والجرب ، والقوباءوالجذام ، وداء الفيل ، والسرطان ، والوسواس ، وحمى الربع ، وكثير من الأورام،وهذا لمن لم يعتده ، أو لم يدفع ضرره بالفلفل والثوم والدارصيني ، والزنجبيل ونحوه، وذكره أقل برودة ، وأنثاه أقل يبساً . ولحم العجل ولا سيما السمين من أعدلالأغذية وأطيبها وألذها وأحمدها ، وهو حار رطب ، وإذا انهضم غذى غذاء قوياً .
لحم الفرس : ثبت في الصحيح عن أسماء رضي الله عنها قالت : نحرنا فرساً فأكلناه على عهد رسولالله صلى الله عليه وسلم . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أذن في لحوم الخيل ،ونهى عن لحوم الحمر أخرجاه في الصحيحين .
ولا يثبت عنه حديث المقدامبن معدي كرب - رضي الله عنه - أنه نهى عنه . قاله أبو داود وغيره من أهل الحديث .
واقترانه بالبغال والحميرفي القرآن لا يدل على أن حكم لحمه حكم لحومها بوجه من الوجوه ، كما لا يدل على أنحكمها في السهم في الغنيمة حكم الفرس ، والله سبحانه يقرن في الذكر بين المتماثلاتتارة ، وبين المختلفات ، وبين المتضادات ، وليس في قوله : " لتركبوها "[ النحل : 8 ] ، ما يمنع من أكلها ، كما ليس فيه ما يمنع من غير الركوب من وجوهالإنتفاع ، وإنما نص على أجل منافعها ، وهو الركوب ، والحديثان في حلها صحيحان لامعارض لهما ، وبعد : فلحمها حار يابس ، غليظ سوداوي مضر لا يصلح للأبدان اللطيفة .
لحم الجمل : فرق ما بينالرافضة وأهل السنة ، كما أنه أحد الفروق بين اليهود وأهل الإسلام ، فاليهودوالرافضة تذمه ولا تأكله ، وقد علم بالإضطرار من دين الإسلام حله ، وطالما أكلهرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حضراً وسفراً .
ولحم الفصيل منه من ألذاللحوم وأطيبها وأقواها غذاء ، وهو لمن اعتاده بمنزلة لحم الضأن لا يضرهم البتة ،ولا يولد لهم داء ، وإنما ذمه بعض الأطباء بالنسبة إلى أهل الرفاهية من أهل الحضرالذين لم يعتادوه ، فإن فيه حرارة ويبساً ، وتوليداً للسوداء ، وهو عسر الإنهضام ،وفيه قوة غير محمودة ، لأجلها أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء من أكله فيحديثين صحيحين لا معارض لهما ، ولا يصح تأويلهما بغسل اليد ، لأنه خلاف المعهود منالوضوء في كلامه صلى الله عليه وسلم ، لتفريقه بينه وبين لحم الغنم ، فخير بينالوضوء وتركه منها ، وحتم الوضوء من لحوم الإبل . ولو حمل الوضوء على غسل اليد فقط، لحمل على ذلك في قوله : " من مس فرجه فليتوضأ " .
وأيضاً : فإن آكلها قد لايباشر أكلها بيده بأن يوضع في فمه ، فإن كان وضؤوه غسل يده ، فهو عبث ، وحمل لكلامالشارع على غير معهوده وعرفه ، ولا يصح معارضته بحديث : " كان آخر الأمرين منرسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار " لعدة أوجه :
أحدها : أن هذا عام ،والأمر بالوضوء ، منها خاص .
الثاني : أن الجهة مختلفة، فالأمر بالوضوء منها بجهة كونها لحم إبل سواء كان نيئاً ، أو مطبوخاً ، أوقديداً ، ولا تأثير للنار في الوضوء وأما ترك الوضوء مما مست النار ، ففيه بيان أنمس النار ليس بسبب للوضوء ، فأين أحدهما من الآخر ؟ هذا فيه إثبات سبب الوضوء ،وهو كونه لحم إبل ، وهذا فيه نفي لسبب الوضوء ، وهو كونه ممسوس النار ، فلا تعارضبينهما بوجه .
الثالث : أن هذا ليس فيهحكاية ولفظ عام عن صاحب الشرع ، وإنما هو إخبار عن واقعة فعل في أمرين ، أحدهما : متقدمعلى الآخر ، كما جاء ذلك مباين في نفس الحديث ، أنهم قربوا إلى النبي صلى اللهعليه وسلم لحماً ، فأكل ، ثم حضرت الصلاة ، فتوضأ فصلى ، ثم قربوا إليه فأكل ، ثمصلى ، ولم يتوضأ ، فكان آخر الأمرين منه ترك الوضوء مما مست النار ، هكذا جاءالحديث ، فاختصره الراوي لمكان الإستدلال ، فأين في هذا ما يصلح لنسخ الأمربالوضوء منه ، حتى لو كان لفظاً عاماً متأخراً مقاوماً ، لم يصلح للنسخ ، ووجبتقديم الخاص عليه ، وهذا في غاية الظهور .
لحم الضب : تقدم الحديث فيحله ، ولحمه حار يابس ، يقوي شهوة الجماع .
لحم الغزال : الغزال أصلحالصيد وأحمده لحماً ، وهو حار يابس ، وقيل : معتدل جداً ، نافع للأبدان المعتدلةالصحيحة ، وجيده الخشف .
لحم الظبي : حار يابس فيالأولى ، مجفف للبدن ، صالح للأبدان الرطبة . قال صاحب القانون :وأفضل لحوم الوحش لحم الظبي مع ميله إلى السوداوية .
لحم الأرانب : ثبتفي الصحيحين : عن أنس بن مالك قال أنفجنا أرنباً فسعوا في طلبها ،فأخذوها ، فبعث أبو طلحة بوركها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله .
لحم الأرنب : معتدل إلىالحرارة واليبوسة ، وأطيبها وركها ، وأحمده أكل لحمها مشوياً ، وهو يعقل البطن ،ويدر البول ، ويفتت الحصى ، وأكل رؤوسها ينفع من الرعشة .
لحم حمار الوحش : ثبتفي الصحيحين : من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ، أنهم كانوا مع رسولالله صلى الله عليه وسلم في بعض عمره ، وأنه صاد حمار وحش ، فأمرهم النبي صلى اللهعليه وسلم بأكله وكانوا محرمين ، ولم يكن أبو قتادة محرماً .
وفي سنن ابنماجه : عن جابر قال : أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش .
لحمه حار يابس ، كثيرالتغذية ، مولد دماً غليظاً سوداوياً ، إلا أن شحمه نافع مع دهن القسط لوجع الظهروالريح الغليظة المرخية للكلى ، وشحمه جيد للكلف طلاء ، وبالجملة فلحوم الوحوشكلها تولد دماً غليظاً سوداوياً وأحمده الغزال ، وبعده الأرنب .
لحوم الأجنة : غير محمودةلاحتقان الدم فيها ، وليست بحرام ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " ذكاة الجنينذكاة أمه " .
ومنع أهل العراق من أكلهإلا أن يدركه حياً فيذكيه ، وأولوا الحديث على أن المراد به أن ذكاته كذكاة أمه .قالوا : فهو حجة على التحريم ، وهذا فاسد ، فإن أول الحديث أنهم سألوا رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ! نذبح الشاة ، فنجد في بطنها جنيناًأفنأكله ؟ فقال : " كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه " .
وأيضاً : فالقياس يقتضيحله ، فإنه ما دام حملاً فهو جزء من أجزاء الأم ، فذكاتها ذكاة لجميع أجزائها ،وهذا هو الذي أشار إليه صاحب الشرع بقوله : ذكاته ذكاة أمه كما تكونذكاتها ذكاة سائر أجزائها ، فلو لم تأت عنه السنة الصريحة بأكله ، لكان القياسالصحيح يقتضي حله .
لحم القديد : في السنن من حديث ثوبان رضي الله عنه قال : ذبحت لرسول الله صلى الله عليه وسلمشاة ونحن مسافرون ، فقال : " أصلح لحمها " فلم أزل أطعمه منه إلىالمدينة .
القديد : أنفع من النمكسود، ويقوي الأبدان ، ويحدث حكة ، ودفع ضرره بالأبازير الباردة الرطبة ، ويصلحالأمزجة الحارة والنمكسود : حار يابس مجفف ، جيده من السمين الرطب ، يضر بالقولنج، ودفع مضرته طبخه باللبن والدهن ، ويصلح للمزاج الحار الرطب .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
كتم :
روى البخاري في صحيحه : عن عثمان بن عبد الله بن موهب ، قال : دخلنا على أم سلمة رضي اللهعنها ، فأخرجت إلينا شعراً من شعر رسول الله ، فإذا هو مخضوب بالحناء والكتم .
وفي السننالأربعة : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن أحسن ما غيرتمبه الشيب الحناء والكتم " .
وفي الصحيحين : عن أنس رضي الله عنه ، أن أبا بكر رضي الله عنه اختضب بالحناء والكتم .
وفي سنن أبيداود : عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : " مر على النبي صلى اللهعليه وسلم رجل قد خضب بالحناء فقال : ما أحسن هذا ؟ فمر آخر قد خضببالحناء والكتم ، فقال : هذا أحسن من هذا فمر آخر قد خضب بالصفرة ،فقال : هذا أحسن من هذا كله " .
قال الغافقي : الكتم نبتينبت بالسهول ، ورقه قريب من ورق الزيتون ، يعلو فوق القامة ، وله ثمر قدر حبالفلفل ، في داخله نوى ، إذا رضخ اسود ، وإذا استخرجت عصارة ورقه ، وشرب منها قدرأوقية ، قيأ قيئاً شديداً ، وينفع عن عضة الكلب ، وأصله إذا طبخ بالماء كان منهمداد يكتب به .
وقال الكندي : بزر الكتمإذا اكتحل به ، حلل الماء النازل في العين وأبرأها .
وقد ظن بعض الناس أن الكتمهو الوسمة ، وهي ورق النيل ، وهذا وهم ، فإن الوسمة غير الكتم . قال صاحب الصحاح : الكتم بالتحريك : نبت يخلط بالوسمة يختضب به ، قبل : والوسمة نباتله ورق طويل يضرب لونه إلى الزرقة أكبر من ورق الخلاف ، يشبه ورق اللوبيا ، وأكبرمنه ، يؤتى به من الحجاز واليمن .
فإن قيل : قد ثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه ، أنه قال : لم يختضب النبي صلى الله عليه وسلم.
قيل : قد أجاب أحمد بنحنبل عن هذا وقال : قد شهد به غير أنس رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلمأنه خضب ، وليس من شهد بمنزلة من لم يشهد ، فأحمد أثبت خضاب النبي صلى الله عليهوسلم ، ومعه جماعة من المحدثين ، ومالك أنكره .
فإن قيل : فقد ثبتفي صحيح مسلم النهي عن الخضاب بالسواد في شأن أبي قحافة لما أتي بهورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً ، فقال : " غيروا هذا الشيب وجنبوه السواد" .
والكتم يسود الشعر .
فالجواب من وجهين ، أحدهما: أن النهي عن التسويد البحت ، فأما إذا أضيف إلى الحناء شئ آخر ، كالكتم ونحوه ،فلا بأس به ، فإن الكتم والحناء يجعل الشعر بين الأحمر والأسود بخلاف الوسمة ،فإنها تجعله أسود فاحماً ، وهذا أصح الجوابين .
الجواب الثاني : أن الخضاببالسواد المنهي عنه خضاب التدليس ، كخضاب شعر الجارية ، والمرأة الكبيرة تغر الزوج، والسيد بذلك ، وخضاب الشعر يغر المرأة بذلك ، فإنه من الغش والخداع ، فأما إذالم يتضمن تدليساً ولا خداعاً ، فقد صح عن الحسن والحسين رضي الله عنهما أنهما كانايخضبان بالسواد ، ذكر ذلك ابن جرير عنهما في كتاب تهذيب الآثار وذكرهعن عثمان بن عفان ، وعبد الله بن جعفر ، وسعد بن أبي وقاص ، وعقبة بن عامر ،والمغيرة بن شعبة ، وجرير بن عبد الله ، وعمرو بن العاص ، وحكاه عن جماعة منالتابعين ، منهم : عمرو بن عثمان ، وعلي بن عبد الله بن عباس ، وأبو سلمة بن عبدالرحمن ، وعبد الرحمن بن الأسود ، وموسى بن طلحة ، والزهري ، وأيوب ، وإسماعيل بنمعدي كرب .
وحكاه ابن الجوزي عن محارببن دثار ، ويزيد ، وابن جريج ، وأبي يوسف ، وأبي إسحاق ، وابن أبي ليلى ، وزياد بنعلاقة ، وغيلان بن جامع ، ونافع بن جبير ، وعمرو بن علي المقدمي ، والقاسم بن سلام.
كرم :
شجرة العنب ، وهي الحبلة ،ويكره تسميتها كرماً ، لما روى مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليهوسلم أنه قال : " لا يقولن أحدكم للعنب الكرم . الكرم : الرجلالمسلم " . وفي رواية : " إنما الكرم قلب المؤمن " ، وفي أخرى :" لا تقولوا : الكرم ، وقولوا : العنب والحبلة " .
وفي هذا معنيان :
أحدهما : أن العرب كانتتسمي شجرة العنب الكرم ، لكثرة منافعها وخيرها ، فكره النبي صلى الله عليه وسلمتسميتها باسم يهيج النفوس على محبتها ومحبة ما يتخذ منها من المسكر ، وهو أمالخبائث ، فكره أن يسمى أصله بأحسن الأسماء وأجمعها للخير .
والثاني : أنه من باب قوله: " ليس الشديد بالصرعة " . " وليس المسكين بالطواف " . أي :أنكم تسمون شجرة العنب كرماً لكثرة منافعه ، وقلب المؤمن أو الرجل المسلم أولىبهذا الإسم منه ، فإن المؤمن خير كله ونفع ، فهو من باب التنبيه والتعريف لما فيقلب المؤمن من الخير ، والجود ، والإيمان ، والنور ، والهدى ، والتقوى ، والصفاتالتي يستحق بها هذا الإسم أكثر من استحقاق الحبلة له .
وبعد : فقوة الحبلة باردةيابسة ، وورقها وعلائقها وعرموشها مبرد في آخر الدرجة الأولى ، وإذا دقت وضمد بهامن الصداع سكنته ، ومن الأورام الحارة والتهاب المعدة . وعصارة قضبانه إذا شربتسكنت القئ ، وعقلت البطن ، وكذلك إذا مضغت قلوبها الرطبة . وعصارة ورقها ، تنفع منقروح الأمعاء ، ونفث الدم وقيئه ، ووجع المعدة ، ودمع شجره الذي يحمل على القضبان، كالصمغ إذا شرب أخرج الحصاة ، وإذا لطخ به ، أبرأ القوب والجرب المتقرح وغيره ،وينبغي غسل العضو قبل استعمالها بالماء والنطرون ، وإذا تمسح بها مع الزيت حلقالشعر ، ورماد قضبانه إذا تضمد به مع الخل ودهن الورد والسذاب ، نفع من الورمالعارض في الطحال ، وقوة دهن زهرة الكرم قابضة شبيهة بقوة دهن الورد ، ومنافعهاكثيرة قريبة من منافع النخلة .
كرفس :
روي في حديث لا يصح عنرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من أكله ثم نام عليه ، نام ونكهتهطيبة ، وينام آمنا من وجع الأضراس والأسنان " ، وهذا باطل على رسول الله صلىالله عليه وسلم ، ولكن البستاني منه يطيب النكهة جداً ، وإذا علق أصله في الرقبهنفع من وجع الأسنان .
وهو حار يابس ، وقيل : رطبمفتح لسداد الكبد والطحال ، وورقه رطباً ينفع المعدة والكبد الباردة ، ويدر البولوالطمث ، ويفتت الحصاة ، وحبه أقوى في ذلك ، ويهيج الباه ، وينفع من البخر . قالالرازي : وينبغي أن يجتنب أكله إذا خيف من لدغ العقارب .
كراث :
فيه حديث لا يصح عن رسولالله صلى الله عليه وسلم ، بل هو باطل موضوع : " من أكل الكراث ثم نام عليهنام آمناً من ريح البواسير واعتزله الملك لنتن نكهته حتى يصبح " .
وهو نوعان : نبطي وشامي ،فالنبطي : البقل الذي يوضع على المائدة . والشامي : الذي له رؤوس ، وهو حار يابسمصدع ، وإذا طبخ وأكل ، أو شرب ماؤه ، نفع من البواسير الباردة . وإن سحق بزره ،وعجن بقطران ، وبخرت به الأضراس التي فيها الدود نثرها وأخرجها ، ويسكن الوجعالعارض فيها ، وإذا دخنت المقعدة ببزره خفت البواسير ، هذا كله في الكراث النبطي .
وفيه مع ذلك فساد الأسنانواللثة ، ويصدع ، ويري أحلاماً رديئة ، ويظلم البصر ، وينتن النكهة ، وفيه إدرارللبول والطمث ، وتحريك للباه ، وهو بطيء الهضم .
حرف اللام
لحم :
قال الله تعالى : "وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون " [ الطور : 22 ] . وقال : " ولحم طيرمما يشتهون " [ الواقعة : 21 ] .
وفي سنن ابنماجه من حديث أبي الدرداء ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " سيدطعام أهل الدنيا ، وأهل الجنة اللحم " . ومن حديث بريدة يرفعه : " خيرالإدام في الدنيا والآخرة اللحم " .
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائرالطعام " . والثريد : الخبز واللحم ، قال الشاعر :
إذا ما الخبز تأدمهبلحم فذاك أمانة الله الثريد
وقال الزهري : أكل اللحميزيد سبعين قوة . وقال محمد بن واسع : اللحم يزيد في البصر ؟ ويروى عن علي بن أبيطالب رضي الله عنه : كلوا اللحم فإنة يصفي اللون ويخمص البطن ، ويحسنالخلق وقال نافع : كان ابن عمر إذا كان رمضان لم يفته اللحم ، وإذا سافر لميفته اللحم ، ويذكر عن علي : من تركه أربعين ليلة ساء خلقه .
وأما حديث عائشة رضي اللهعنها ، الذي رواه أبو دواد مرفوعاً : " لا تقطعوا اللحم بالسكين ، فإنه منصنيع الأعاجم ، وانهسوه ، فإنه أهنأ وأمرأ " . فرده الإمام أحمد بما صحعنه صلى الله عليه وسلم من قطعه بالسكين في حديثين ، وقد تقدما .
واللحم أجناس يختلفباختلاف أصوله وطبائعه ، فنذكر حكم كل جنس وطبعه ومنفعته ومضرته .
لحم الضأن : حار فيالثانية ، رطب في الأولى ، جيده الحولي ، يولد الدم المحمود القوي لمن جاد هضمه ،يصلح لأصحاب الأمزجة الباردة والمعتدلة ، ولأهل الرياضات التامة في المواضعوالفصول الباردة ، نافع لأصحاب المرة السوداء ، يقوي الذهن والحفظ . ولحم الهرموالعجيف رديء ، وكذلك لحم النعاج ، وأجوده : لحم الذكر الأسود منه ، فإنه أخف وألذوأنفع ، والخصي أنفع وأجود ، والأحمر من الحيوان السمين أخف وأجود غذاء ، والجذعمن المعز أقل تغذية ، ويطفو في المعدة .
وأفضل اللحم عائذه بالعظم، والأيمن أخف وأجود من الأيسر ، المقدم أفضل من المؤخر ، وكان أحب الشاة إلى رسولالله صلى الله عليه وسلم مقدمها ، وكل ما علا منه سوى الرأس كان أخف وأجود مما سفل، وأعطى الفرزدق رجلاً يشتري له لحماً وقال له: خذ المقدم ، وإياك والرأس والبطن ،فإن الداء فيهما . ولحم العنق جيد لذيذ ، سريع الهضم خفيف ، ولحم الذراع أخف اللحموألذه وألطفه وأبعده من الأذى ، وأسرعه انهضاماً .
وفي الصحيحين : أنه كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولحم الظهر كثير الغذاء ، يولددماً محموداً . وفي سنن ابن ماجه مرفوعاً : " أطيب اللحم لحمالظهر " .
لحم المعز : قليل الحرارة، يابس ، وخلطه المتولد منه ليس بفاضل وليس بجيد الهضم ، ولا محمود الغذاء . ولحمالتيس رديء مطلقاً ، شديد اليبس ، عسر الإنهضام ، مولد للخلط السوداوي .
قال الجاحظ : قال لي فاضلمن الأطباء : يا أبا عثمان ! إياك ولحم المعز ، فإنه يورث الغم ، ويحرك السوداء ،ويورث النسيان ، ويفسد الدم ، وهو والله يخبل الأولاد .
وقال بعض الأطباء : إنماالمذموم منه المسن ، ولا سيما للمسنين ، ولا رداءة فيه لمن اعتاده . وجالينوس جعلالحولي منه من الأغذية المعتدلة المعدلة للكيموس المحمود ، وإناثه أنفع من ذكوره .
وقد روى النسائي في سننه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " أحسنوا إلى الماعز وأميطوا عنهاالأذى فإنها من دواب الجنة " وفي ثبوت هذا الحديث نظر . وحكم الأطباءعليه بالمضرة حكم جزئي ليس بكلي عام ، وهو بحسب المعدة الضعيفة ، والأمزجة الضعيفةالتي لم تعتده ، واعتادت المأكولات اللطيفة ، وهؤلاء أهل الرفاهية من أهل المدن ،وهم القليلون من الناس .
لحم الجدي : قريب إلىالإعتدال ، خاصة ما دام رضيعاً ، ولم يكن قريب العهد بالولادة ، وهو أسرع هضماًلما فيه من قوة اللبن ، ملين للطبع ، موافق لأكثر الناس في أكثر الأحوال ، وهوألطف من لحم الجمل ، والدم المتولد عنه معتدل .
لحم البقر : بارد يابس ،عسر الإنهضام ، بطيء الإنحدار ، يولد دماً سوداوياً ، لا يصلح إلا لأهل الكدوالتعب الشديد ، ويورث إدمانه الأمراض السوداوية ، كالبهق والجرب ، والقوباءوالجذام ، وداء الفيل ، والسرطان ، والوسواس ، وحمى الربع ، وكثير من الأورام،وهذا لمن لم يعتده ، أو لم يدفع ضرره بالفلفل والثوم والدارصيني ، والزنجبيل ونحوه، وذكره أقل برودة ، وأنثاه أقل يبساً . ولحم العجل ولا سيما السمين من أعدلالأغذية وأطيبها وألذها وأحمدها ، وهو حار رطب ، وإذا انهضم غذى غذاء قوياً .
لحم الفرس : ثبت في الصحيح عن أسماء رضي الله عنها قالت : نحرنا فرساً فأكلناه على عهد رسولالله صلى الله عليه وسلم . وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أذن في لحوم الخيل ،ونهى عن لحوم الحمر أخرجاه في الصحيحين .
ولا يثبت عنه حديث المقدامبن معدي كرب - رضي الله عنه - أنه نهى عنه . قاله أبو داود وغيره من أهل الحديث .
واقترانه بالبغال والحميرفي القرآن لا يدل على أن حكم لحمه حكم لحومها بوجه من الوجوه ، كما لا يدل على أنحكمها في السهم في الغنيمة حكم الفرس ، والله سبحانه يقرن في الذكر بين المتماثلاتتارة ، وبين المختلفات ، وبين المتضادات ، وليس في قوله : " لتركبوها "[ النحل : 8 ] ، ما يمنع من أكلها ، كما ليس فيه ما يمنع من غير الركوب من وجوهالإنتفاع ، وإنما نص على أجل منافعها ، وهو الركوب ، والحديثان في حلها صحيحان لامعارض لهما ، وبعد : فلحمها حار يابس ، غليظ سوداوي مضر لا يصلح للأبدان اللطيفة .
لحم الجمل : فرق ما بينالرافضة وأهل السنة ، كما أنه أحد الفروق بين اليهود وأهل الإسلام ، فاليهودوالرافضة تذمه ولا تأكله ، وقد علم بالإضطرار من دين الإسلام حله ، وطالما أكلهرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حضراً وسفراً .
ولحم الفصيل منه من ألذاللحوم وأطيبها وأقواها غذاء ، وهو لمن اعتاده بمنزلة لحم الضأن لا يضرهم البتة ،ولا يولد لهم داء ، وإنما ذمه بعض الأطباء بالنسبة إلى أهل الرفاهية من أهل الحضرالذين لم يعتادوه ، فإن فيه حرارة ويبساً ، وتوليداً للسوداء ، وهو عسر الإنهضام ،وفيه قوة غير محمودة ، لأجلها أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء من أكله فيحديثين صحيحين لا معارض لهما ، ولا يصح تأويلهما بغسل اليد ، لأنه خلاف المعهود منالوضوء في كلامه صلى الله عليه وسلم ، لتفريقه بينه وبين لحم الغنم ، فخير بينالوضوء وتركه منها ، وحتم الوضوء من لحوم الإبل . ولو حمل الوضوء على غسل اليد فقط، لحمل على ذلك في قوله : " من مس فرجه فليتوضأ " .
وأيضاً : فإن آكلها قد لايباشر أكلها بيده بأن يوضع في فمه ، فإن كان وضؤوه غسل يده ، فهو عبث ، وحمل لكلامالشارع على غير معهوده وعرفه ، ولا يصح معارضته بحديث : " كان آخر الأمرين منرسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار " لعدة أوجه :
أحدها : أن هذا عام ،والأمر بالوضوء ، منها خاص .
الثاني : أن الجهة مختلفة، فالأمر بالوضوء منها بجهة كونها لحم إبل سواء كان نيئاً ، أو مطبوخاً ، أوقديداً ، ولا تأثير للنار في الوضوء وأما ترك الوضوء مما مست النار ، ففيه بيان أنمس النار ليس بسبب للوضوء ، فأين أحدهما من الآخر ؟ هذا فيه إثبات سبب الوضوء ،وهو كونه لحم إبل ، وهذا فيه نفي لسبب الوضوء ، وهو كونه ممسوس النار ، فلا تعارضبينهما بوجه .
الثالث : أن هذا ليس فيهحكاية ولفظ عام عن صاحب الشرع ، وإنما هو إخبار عن واقعة فعل في أمرين ، أحدهما : متقدمعلى الآخر ، كما جاء ذلك مباين في نفس الحديث ، أنهم قربوا إلى النبي صلى اللهعليه وسلم لحماً ، فأكل ، ثم حضرت الصلاة ، فتوضأ فصلى ، ثم قربوا إليه فأكل ، ثمصلى ، ولم يتوضأ ، فكان آخر الأمرين منه ترك الوضوء مما مست النار ، هكذا جاءالحديث ، فاختصره الراوي لمكان الإستدلال ، فأين في هذا ما يصلح لنسخ الأمربالوضوء منه ، حتى لو كان لفظاً عاماً متأخراً مقاوماً ، لم يصلح للنسخ ، ووجبتقديم الخاص عليه ، وهذا في غاية الظهور .
لحم الضب : تقدم الحديث فيحله ، ولحمه حار يابس ، يقوي شهوة الجماع .
لحم الغزال : الغزال أصلحالصيد وأحمده لحماً ، وهو حار يابس ، وقيل : معتدل جداً ، نافع للأبدان المعتدلةالصحيحة ، وجيده الخشف .
لحم الظبي : حار يابس فيالأولى ، مجفف للبدن ، صالح للأبدان الرطبة . قال صاحب القانون :وأفضل لحوم الوحش لحم الظبي مع ميله إلى السوداوية .
لحم الأرانب : ثبتفي الصحيحين : عن أنس بن مالك قال أنفجنا أرنباً فسعوا في طلبها ،فأخذوها ، فبعث أبو طلحة بوركها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله .
لحم الأرنب : معتدل إلىالحرارة واليبوسة ، وأطيبها وركها ، وأحمده أكل لحمها مشوياً ، وهو يعقل البطن ،ويدر البول ، ويفتت الحصى ، وأكل رؤوسها ينفع من الرعشة .
لحم حمار الوحش : ثبتفي الصحيحين : من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ، أنهم كانوا مع رسولالله صلى الله عليه وسلم في بعض عمره ، وأنه صاد حمار وحش ، فأمرهم النبي صلى اللهعليه وسلم بأكله وكانوا محرمين ، ولم يكن أبو قتادة محرماً .
وفي سنن ابنماجه : عن جابر قال : أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش .
لحمه حار يابس ، كثيرالتغذية ، مولد دماً غليظاً سوداوياً ، إلا أن شحمه نافع مع دهن القسط لوجع الظهروالريح الغليظة المرخية للكلى ، وشحمه جيد للكلف طلاء ، وبالجملة فلحوم الوحوشكلها تولد دماً غليظاً سوداوياً وأحمده الغزال ، وبعده الأرنب .
لحوم الأجنة : غير محمودةلاحتقان الدم فيها ، وليست بحرام ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " ذكاة الجنينذكاة أمه " .
ومنع أهل العراق من أكلهإلا أن يدركه حياً فيذكيه ، وأولوا الحديث على أن المراد به أن ذكاته كذكاة أمه .قالوا : فهو حجة على التحريم ، وهذا فاسد ، فإن أول الحديث أنهم سألوا رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله ! نذبح الشاة ، فنجد في بطنها جنيناًأفنأكله ؟ فقال : " كلوه إن شئتم فإن ذكاته ذكاة أمه " .
وأيضاً : فالقياس يقتضيحله ، فإنه ما دام حملاً فهو جزء من أجزاء الأم ، فذكاتها ذكاة لجميع أجزائها ،وهذا هو الذي أشار إليه صاحب الشرع بقوله : ذكاته ذكاة أمه كما تكونذكاتها ذكاة سائر أجزائها ، فلو لم تأت عنه السنة الصريحة بأكله ، لكان القياسالصحيح يقتضي حله .
لحم القديد : في السنن من حديث ثوبان رضي الله عنه قال : ذبحت لرسول الله صلى الله عليه وسلمشاة ونحن مسافرون ، فقال : " أصلح لحمها " فلم أزل أطعمه منه إلىالمدينة .
القديد : أنفع من النمكسود، ويقوي الأبدان ، ويحدث حكة ، ودفع ضرره بالأبازير الباردة الرطبة ، ويصلحالأمزجة الحارة والنمكسود : حار يابس مجفف ، جيده من السمين الرطب ، يضر بالقولنج، ودفع مضرته طبخه باللبن والدهن ، ويصلح للمزاج الحار الرطب .
مواضيع مماثلة
» الطب النبوي- الجزء السادس(2)
» الطب النبوي- الجزء السادس(3)
» الطب النبوي زاد المعاد – الطب النبوي- الجزء الرابع(1)
» الطب النبوي زاد المعاد – الطب النبوي- الجزء الرابع(2)
» الطب النبوي زاد المعاد – الطب النبوي- الجزء الرابع(3)
» الطب النبوي- الجزء السادس(3)
» الطب النبوي زاد المعاد – الطب النبوي- الجزء الرابع(1)
» الطب النبوي زاد المعاد – الطب النبوي- الجزء الرابع(2)
» الطب النبوي زاد المعاد – الطب النبوي- الجزء الرابع(3)
وأذا مرضت فهو يشفين :: الفئة الأولى :: العلاج بالقرأن الكريم :: علاج السحر واللبس والمس بالقرأن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه
» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه
» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه
» اسماء الأعشاب
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز
» آيات الشفاء في القرآن
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز
» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز
» رقية للعقـم والإســـقاط
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز
» مرضى السكري
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز
» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز