بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
دخول
زاد المعاد – الطب النبوي- الجزءالخامس(3)
وأذا مرضت فهو يشفين :: الفئة الأولى :: العلاج بالقرأن الكريم :: علاج السحر واللبس والمس بالقرأن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
زاد المعاد – الطب النبوي- الجزءالخامس(3)
حرف الفاء
فاتحة الكتاب
وأم القرآن ، والسبعالمثاني ، والشفاء التام ، والدواء النافع والرقية التامة ، ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة ، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها ،وأحسن تنزيلها على دائه ، وعرف وجه الإستشفاء والتداوي بها ، والسر الذي لأجلهكانت كذلك .
ولما وقع بعض الصحابةعلى ذلك ، رقى بها اللديغ ، فبرأ لوقته ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " وما أدراك أنها رقية".
ومن ساعده التوفيق ،وأعين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة ، وما اشتملت عليه من التوحيد ،ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال ، وإثبات الشرع والقدر والمعاد ، وتجريدتوحيد الربوبية والإلهية ، وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله ، وله الحمدكله ، وبيده الخير كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، والإفتقار إليه في طلب الهدايةالتي هي أصل سعادة الدارين، وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما ، ودفع مفاسدهما ،وأن العاقبة المطلقة التامة ، والنعمة الكاملة منوطة بها ، موقوفة على التحقق بها، أغنته عن كثير من الأدوية والرقى ، واستفتح بها من الخير أبوابه ، ودفع بها منالشر أسبابه .
وهذا أمر يحتاج استحداثفطرة أخرى ، وعقل آخر ، وإيمان آخر ، وتالله لا تجد مقالة فاسدة ، ولا بدعة باطلةإلا وفاتحة الكتاب متضمنة لردها وإبطالها بأقرب الطرق ، وأصحها وأوضحها ، ولا تجدباباً من أبواب المعارف الإلهية ، وأعمال القلوب وأدويتها من عللها وأسقامها إلاوفي فاتحة الكتاب مفتاحه ، وموضع الدلالة عليه ، ولا منزلاً من منازل السائرين إلىرب العالمين إلا وبدايته
ونهايته فيها .
ولعمر الله إن شأنهالأعظم من ذلك ، وهي فوق ذلك . وما تحقق عبد بها ، واعتصم بها ، وعقل عمن تكلم بها، وأنزلها شفاء تاماً ، وعصمة بالغة ، ونوراً مبيناً ، وفهمها وفهم لوازمها كماينبغى ووقع في بدعة ولا شرك ، ولا أصابه مرض من أمراض القلوب إلا لماماً ، غيرمستقر .
هذا ، وإنما المفتاحالأعظم لكنوز الأرض ، كما أنها المفتاح لكنوز الجنة ، ولكن ليس كل واحد يحسن الفتحبهذا المفتاح ، ولو أن طلاب الكنوز وقفوا على سر هذه السورة ، وتحققوا بمعانيها ،وركبوا لهذا المفتاح أسناناً ، وأحسنوا الفتح به ، لوصلوا إلى تناول الكنوز من غيرمعاوق ، ولا ممانع .
ولم نقل هذا مجازفة ولااستعارة ، بل حقيقة ، ولكن لله تعالى حكمة بالغة في إخفاء هذا السر عن نفوس أكثرالعالمين ، كما له حكمة بالغة في إخفاء كنوز الأرض عنهم ، والكنوز المحجوبة قداستخدم عليها أرواح خبيثة شيطانية تحول بين الإنس وبينها ، ولا تقهرها إلا أرواحعلوية شريفة غالبة لها بحالها الإيماني ، معها أسلحة لا تقوم لها الشياطين ، وأكثرنفوس الناس ليست بهذه المثابة ، فلا تقاوم تلك الأرواح ولا يقهرها ، ولا ينال منسلبها شيئاً ، فإن من قتل قتيلاً فله سلبه .
فاغية
هي نور الحناء ، وهي منأطيب الرياحين ، وقد روى البيهقي في كتابه شعب الإيمان من حديث عبدالله بن بريدة ، عن أبيه رضي الله عنه يرفعه " سيد الرياحين في الدنياوالآخرة الفاغية " وروى فيه أيضاً ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "كان أحب الرياحين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاغية " . والله أعلمبحال هذين الحديثين ، فلا نشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لا نعلم صحته.
وهي معتدلة في الحرواليبس ، فيها بعض القبض ، وإذا وضعت بين طي ثياب الصوف حفظها من السوس ، وتدخل فيمراهم الفالج والتصدد ، ودهنها يحلل الأعضاء ، ويلين العصب .
فضة
ثبت أن رسول الله صلىالله عليه وسلم كان خاتمه من فضة ، وفصه منه ، وكانت قبيعة سيفه فضة ، ولم يصح عنهفي المنع من لباس الفضة والتحلي بها شئ البتة ، كما صح عنه المنع من الشرب فيآنيتها ، وباب الآنية أضيق من باب اللباس والتحلي ، ولهذا تباح للنساء لباساً ،وحلية ما يحرم عليهن استعمال آنية ، فلا يلزم من تحريم الآنية تحريم اللباسوالحلية .
وفي السنن عنه " وأما الفضة فالعبوا بها لعباً " . فالمنع يحتاج إلى دليليبينه ، إما نص أو إجماع ، فإن ثبت أحدهما ، وإلا ففي القلب من تحريم ذلك علىالرجال شئ ، والنبي صلى صلى الله عليه وسلم أمسك بيده ذهباً ، وبالأخرى حريراً ،وقال " هذان حرام على ذكور أمتي ، حل لإناثهم " .
والفضة سر من أسرارالله في الأرض ، وطلسم الحاجات ، وإحسان أهل الدنيا بينهم ، وصاحبها مرموق بالعيونبينهم ، معظم في النفوس ، مصدر في المجالس ، لا تغلق دونه الأبواب ، ولا تملمجالسته ، ولا معاشرته ، ولا يستثقل مكانه ، تشير الأصابع إليه ، وتعقد العيوننطاقها عليه ، إن قال ، سمع قوله ، وإن شفع ، قبلت شفاعته ، وإن شهد، زكيت شهادته، وإن خطب فكفء لا يعاب ، وإن كان ذا شيبة بيضاء ، فهي أجمل عليه من حلية الشباب .
وهي من الأدوية المفرحةالنافعة من الهم والغم والحزن ، وضعف القلب وخفقانه ، وتدخل في المعاجين الكبار ،وتجتذب بخاصيتها ما يتولد في القلب من الأخلاط الفاسدة ، خصوصاً إذا أضيفت إلىالعسل المصفى ، والزعفران .
ومزاجها إلى اليبوسةوالبرودة ، ويتولد عنها من الحرارة والرطوبة ما يتولد ، والجنان التي أعدها اللهعز وجل لأوليائه يوم يلقونه أربع جنتان من ذهب ، وجنتان من فضة ، آنيتهماوحليتهما وما فيهما . وقد ثبت عنه في الصحيح من حديث أم سلمة أنه قال " الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ".
وصح عنه صلى الله عليهوسلم أنه قال " لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ، ولا تأكلوا فيصحافهما ، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة " .
فقيل علة التحريمتضييق النقود ، فإنها إذا اتخذت أواني فاتت الحكمة التي وضعت لأجلها من قيام مصالحبني آدم ، وقيل العلة الفخر والخيلاء . وقيل العلة كسر قلوب الفقراءوالمساكين إذا رأوها وعاينوها .
وهذه العلل فيها مافيها ، فإن التعليل بتضييق النقود يمنع من التحلي بها وجعلها سبائك ونحوها مما ليسبآنية ولا نقد ، والفخر والخيلاء حرام بأي شئ كان ، وكسر قلوب المساكين لا ضابط له، فإن قلوبهم تنكسر بالدور الواسعة والحدائق المعجبة ، والمراكب الفارهة ،والملابس الفاخرة ، والأطعمة اللذيذة ، وغير ذلك من المباحات ، وكل هذه علل منتقضة، إذ توجد العلة ، ويتخلف معلولها .
فالصواب أن العلة -والله أعلم - ما يكسب استعمالها القلب من الهيئة ، والحالة المنافية للعبوديةمنافاة ظاهرة ، ولهذا علل النبي صلى الله عليه وسلم بأنها للكفار في الدنيا ، إذليس لهم نصيب من العبودية التي ينالون بها في الآخرة نعيمها ، فلا يصلح استعمالهالعبيد الله في الدنيا ، وإنما يستعملها من خرج عن عبوديته ، ورضي بالدنيا وعاجلهامن الآخرة .
حرف القاف
قرآن
قال الله تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " [ الإسراء ] ، والصحيح أن من ها هنا ، لبيان الجنس لا للتبعيض، وقال تعالى " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فيالصدور " [ يونس ] .
فالقرآن هو الشفاءالتام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحديؤهل ولا يوفق للإستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدقوإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبداً .
وكيف تقاوم الأدواءكلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال ، لصدعها ، أو على الأرض ، لقطعها ،فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه ، وقد تقدم في أول الكلام على الطببيان إرشاد القرآن العظيم إلى أصوله ومجامعه التي هي حفظ الصحة والحمية ، واستفراغالمؤذي، والإستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع .
وأما الأدوية القلبية ،فإنه يذكرها مفصلة ، ويذكر أسباب أدوائها وعلاجها . قال " أولم يكفهمأنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم " [ العنكبوت ] ، فمن لم يشفهالقرآن ، فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه ، فلا كفاه الله .
قثاء
في السنن من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمكان يأكل القثاء بالرطب ، ورواه الترمذي وغيره .
القثاء بارد رطب فيالدرجة الثانية ، مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة ، بطيء الفساد فيها ، نافع من وجعالمثانة ، ورائحته تنفع من الغشي ، وبزره يدر البول ، وورقه إذا اتخذ ضماداً ، نفعمن عضة الكلب ، وهو بطيء الإنحدار عن المعدة ، وبرده مضر ببعضها ، فينبغي أنيستعمل معه ما يصلحه ويكسر برودته ورطوبته ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلمإذ أكله بالرطب ، فإذا أكل بتمر أو زبيب أو عسل عدله .
قسط وكست بمعنىواحد . وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلىالله عليه وسلم " خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري " .
وفي المسند من حديث أم قيس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " عليكم بهذاالعود الهندي ، فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب " .
القسط
نوعان إحداهما الأبيض الذي يقال له البحري . والآخر الهندي ، وهو أشدهما حراً ،والأبيض ألينهما ، ومنافعهما كثيرة جداً .
وهما حاران يابسان فيالثالثة ، ينشفان البلغم ، قاطعان للزكام ، وإذا شربا ، نفعا من ضعف الكبد والمعدةومن بردهما ، ومن حمى الدور والربع ، وقطعا وجع الجنب ، ونفعا من السموم ، وإذاطلي به الوجه معجوناً بالماء والعسل ، قلع الكلف ، وقال جالينوس ينفع من الكزاز، ووجع الجبين ، ويقتل حب القرع .
وقد خفي على جهالالأطباء نفعه من وجع ذات الجنب ، فأنكروه ولو ظفر هذا الجاهل بهذا النقل عنجالينوس لنزله منزلة النص ، كيف وقد نص كثير من الأطباء المتقدمين على أن القسطيصلح للنوع البلغمي من ذات الجنب ، ذكره الخطابي عن محمد بن الجهم . وقد تقدم أنطب الأطباء بالنسبة إلى طب الأنبياء أقل من نسبة طب الطرقية والعجائز إلى طبالأطباء،وأن بين ما يلقى بالوحي، وبين ما يلقى بالتجربة ، والقياس من الفرق أعظممما بين القدم والفرق .
ولو أن هؤلاء الجهالوجدوا دواء منصوصاً عن بعض اليهود والنصارى والمشركين من الأطباء ، لتلقوه بالقبولوالتسليم ، ولم يتوقفوا على تجربته .
نعم نحن لا ننكر أنللعادة تأثيراً في الإنتفاع بالدواء وعدمه ، فمن اعتاد دواء وغذاء ، كان أنفع له ،وأوفق ممن لم يعتده ، بل ربما لم ينتفع به من لم يعتده .
وكلام فضلاء الأطباءوإن كان مطلقاً ، فهو بحسب الأمزجة والأزمنة ، والأماكن والعوائد ، وإذا كانالتقييد بذلك لا يقدح في كلامهم ومعارفهم ، فكيف يقدح في كلام الصادق المصدوق ،ولكن نفوس البشر مركبة على الجهل والظلم ، إلا من أيده الله بروح الإيمان، ونوربصيرته بنور الهدى .
قصب السكر
جاء في بعض ألفاظ السنةالصحيحة في الحوض " ماؤه أحلى من السكر " ، ولا أعرف السكر في الحديثإلا في هذا الموضع .
والسكر حادث لم يتكلمفيه متقدمو الأطباء ، ولا كانوا يعرفونه ، ولا يصفونه في الأشربة ، وإنما يعرفونالعسل ، ويدخلونه في الأدوية ، وقصب السكر حار رطب ينفع من السعال ، ويجلو الرطوبةوالمثانة ، وقصبة الرئة ، وهو أشد تلييناً من السكر ، وفيه معونة على القئ ، ويدرالبول ، ويزيد في الباه . قال عفان بن مسلم الصفار من مص قصب السكر بعدطعامه ، لم يزل يومه أجمع في سرور ، انتهى . وهو ينفع من خشونة الصدر والحلق إذاشوي ، ويولد رياحاً دفعها بأن يقشر ، ويغسل بماء حار . والسكر حار رطب على الأصح ،وقيل بارد، وأجوده الأبيض الشفاف الطبرزد ، وعتيقه ألطف من جديده ،وإذا طبخ ونزعت رغوته ، سكن العطش والسعال ، وهو يضر المعدة التي تتولد فيهاالصفراء لاستحالته إليها ، ودفع ضرره بماء الليمون أو النارنج ، أو الرمان اللفان.
وبعض الناس يفضله علىالعسل لقلة حرارته ولينه ، وهذا تحامل منه على العسل ، فإن منافع العسل أضعافمنافع السكر ، وقد جعله الله شفاء ودواء ، وإداماً وحلاوة ، وأين نفع السكر منمنافع العسل من تقوية المعدة ، وتليين الطبع ، وإحداد البصر ، وجلاء ظلمته ،ودفع الخوانيق بالغرغرة به ، وإبرائه من الفالج واللقوة ، ومن جميع العلل الباردةالتي تحدث في جميع البدن من الرطوبات ، فيجذبها من قعر البدن ، ومن جميع البدن ،وحفظ صحته وتسمينه وتسخينه ، والزيادة في الباه ، والتحليل والجلاء ، وفتح أفواهالعروق ، وتنقية المعى ، وإحدار الدود ، ومنع التخم وغيره من العفن ، والأدمالنافع ، وموافقة من غلب عليه البلغم والمشايخ وأهل الأمزجة الباردة ، وبالجملة فلا شئ أنفع منه للبدن ، وفي العلاج وعجز الأدوية ، وحفظ قواها ، وتقويةالمعدة إلى أضعاف هذه المنافع ، فأين للسكر مثل هذه المنافع والخصائص أو قريب منها؟ .
حرف الكاف
كتاب للحمى
قال المروزي بلغأبا عبد الله أني حممت ، فكتب لي من الحمى رقعة فيها بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله ، وبالله ، محمد رسول الله ، قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً علىإبراهيم ، وأرادوا به كيداً ، فجعلنهاهم الأخسرين ، اللهم رب جبرائيل ، وميكائيل ،وإسرافيل ، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك ، إله الحق آمين .
قال المروزي وقرأعلى أبي عبد الله - وأنا أسمع - أبو المنذر عمرو بن مجمع ، حدثنا يونس بن حبان ،قال سألت أبا جعفر محمد بن علي أن أعلق التعويذ ، فقال إن كان من كتابالله أو كلام عن نبي الله فعلقه واستشف به ما استطعت . قلت أكتب هذه من حمىالربع باسم الله ، وبالله ، ومحمد رسول الله إلى آخره ؟ قال أي نعم .
وذكر أحمد عن عائشة رضيالله عنها وغيرها ، أنهم سهلوا في ذلك .
قال حرب ولم يشددفيه أحمد بن حنبل ، قال أحمد وكان ابن مسعود يكرهه كراهة شديدة جداً . وقالأحمد وقد سئل عن التمائم تعلق بعد نزول البلاء ؟ قال أرجو أن لا يكون به بأس.
قال الخلال وحدثنا عبد الله بن أحمد ، قال رأيت أبي يكتب التعويذ للذي يفزع ،وللحمى بعد وقوع البلاء .
كتاب لعسر الولادة
قال الخلال حدثنيعبد الله بن أحمد قال رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جامأبيض ، أو شئ نظيف ، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه لا إله إلا اللهالحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين "كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ " [ الأحقاف ] ، " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها " [النازعات ] .
قال الخلال أنبانا أبو بكر المروزي ، أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال يا أبا عبدالله ! تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين ؟ فقال قل له يجيءبجام واسع ، وزعفران ، ورأيته يكتب لغير واحد ويذكر عن عكرمة ، عن ابن عباس قال مر عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها ،فقالت يا كلمة الله ! ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه ، فقال ياخالق النفس من النفس ، ويا مخلص النفس من النفس ، ويا مخرج النفس من النفس ، خلصها. قال فرمت بولدها ، فإذا هي قائمة تشمه . قال فإذا عسر على المرأةولدها ، فاكتبه لها . وكل ما تقدم من الرقي ، فإن كتابته نافعة .
ورخص جماعة من السلف فيكتابة بعض القرآن وشربه ، وجعل ذلك الشفاء الذي جعل الله فيه .
كتاب آخر لذلك يكتب في إناء نظيف " إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت * وإذاالأرض مدت * وألقت ما فيها وتخلت " [ الإنشقاق ، ] ، وتشربمنه الحامل ، ويرش على بطنها .
كتاب للرعاف
كان شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله يكتب على جبهته " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعيوغيض الماء وقضي الأمر " [ هود ] . وسمعته يقول كتبتهالغير واحد فبرأ ، فقال ولا يجوز كتابتها بدم الراعف ، كما يفعله الجهال ،فإن الدم نجس ، فقال يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى .
كتاب آخر له خرجموسى عليه السلام برداء ، فوجد شعيباً ، فشده بردائه " يمحو الله ما يشاءويثبت وعنده أم الكتاب " [ الرعد ] .
كتاب آخر للحزاز
يكتب عليه "فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " [ البقرة ] بحول الله وقوته .
كتاب آخر له عنداصفرار الشمس يكتب عليه " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوابرسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم" [ الحديد ] .
كتاب آخر للحمى المثلثة يكتب على ثلاث ورقات لطاف بسم الله فرت ، بسم الله مرت ، بسم الله قلت، ويأخذ كل يوم ورقة ، ويجعلها في فمه ، ويبتلعها بماء .
كتاب آخر لعرق النسا
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم رب كل شئ ، ومليك كل شئ ، وخالق كل شئ ، أنت خلقتني ، وأنت خلقت النسا ،فلا تسلطه علي بأذى ، ولا تسلطني عليه بقطع ، واشفني شفاء لا يغادر سقماً ، لاشافي إلا أنت .
كتاب للعرق الضارب
روى الترمذي في جامعه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليهوسلم كان يعلمهم من الحمى ، ومن الأوجاع كلها أن يقولوا " بسم اللهالكبير ، أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ، ومن شر حر النار " .
كتاب لوجع الضرس
يكتب على الخد الذي يليالوجع بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو الذي أنشأكم وجعل لكمالسمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون " [ النحل ] ، وإن شاءكتب " وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم " [ الأنعام ] .
كتاب للخراج
يكتب عليه "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجاولا أمتا " [ طه ] .
كمأة
ثبت عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال " الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين " ، أخرجاهفي الصحيحين .
قال ابن الأعرابي الكمأة جمع ، واحدة كمء ، وهذا خلاف قياس العربية ، فإن ما بينه وبينواحده التاء ، فالواحد منه التاء ، وإذا حذفت كان للجمع . وهل هو جمع ، أو اسم جمع؟ على قولين مشهورين ، قالوا ولم يخرج عن هذا إلا حرفان كمأة وكمء ، وجباة وجبء ، وقال غير ابن الأعرابي بل هي على القياس الكمأةللواحد ، والكمء للكثير ، وقال غيرهما الكمأة تكون واحداً وجمعاً .
واحتج أصحاب القولالأول بأنهم قد جمعوا كمئاً على أكمؤ ، قال الشاعر
ولقد جنيتك أكمؤاًوعساقلاً ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
وهذا يدل على أن كمء مفرد ، وكمأة جمع .
والكمأة تكون في الأرضمن غير أن تزرع ، وسميت كمأة لاستتارها ، ومنه كمأ الشهادة إذا سترهاوأخفاها ، والكمأة مخفية تحت الأرض لا ورق لها ، ولا ساق ، ومادتها من جوهر أرضيبخاري محتقن في الأرض نحو سطحها يحتقن ببرد الشتاء ، وتنميه أمطار الربيع ، فيتولدويندفع نحو سطح الأرض متجسداً ، ولذلك يقال لها جدري الأرض ، تشبيهاًبالجدري في صورته ومادته ، لأن مادته رطوبة دموية ، فتندفع عند سن الترعرع فيالغالب ، وفي ابتداء استيلاء الحرارة ، ونماء القوة .
وهي مما يوجد في الربيع، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً ، وتسميها العرب نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته ،وتنفطر عنها الأرض ، وهي من أطعمة أهل البوادي ، وتكثر بأرض العرب ، وأجودها ماكانت أرضها رملية قليلة الماء .
وهي أصناف منهاصنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة يحدث الإختناق .
وهي باردة رطبة فيالدرجة الثالثة ، رديئة للمعدة ، بطيئة الهضم ، وإذا أدمنت ، أورثت القولج والسكتةوالفالج ، ووجع المعدة ، وعسر البول ، والرطبة أقل ضرراً من اليابسة ، ومن أكلهافليدفنها في الطين الرطب ، ويسلقها بالماء والملح والصعتر ، ويأكلها بالزيتوالتوابل الحارة ، لأن جوهرها أرضي غليظ ، وغذاؤها رديء ، لكن فيها جوهر مائي لطيفيدل على خفتها ، والإكتحال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار ، وقد اعترف فضلاءالأطباء بأن ماءها يجلو العين ، وممن ذكره المسيحي ، وصاحب القانون وغيرهما .
وقوله صلى الله عليهوسلم " الكمأة من المن " فيه قولان
أحدهما أن المنالذي أنزل على بني إسرائيل لم يكن هذا الحلو فقط ، بل أشياء كثيرة من الله عليهمبها من النبات الذي يوجد عفواً من غير صنعة ولا علاج ولا حرث ، فإن المن مصدربمعنى المفعول ، أي ممنون به ، فكل ما رزقه الله العبد عفواً بغير كسبمنه ولا علاج ، فهو من محض ، وإن كانت سائر نعمه مناً منه على عبده ، فخص منها مالا كسب له فيه ، ولا صنع باسم المن ، فإنه من بلا واسطة العبد ، وجعل سبحانه قوتهمبالتيه الكمأة ، وهي تقوم مقام الخبز ، وجعل أدمهم السلوى ، وهو يقوم مقام اللحم ،وجعل حلواهم الطل الذي ينزل على الأشجار يقوم لهم مقام الحلوى ، فكمل عيشهم .
وتأمل قوله صلى اللهعليه وسلم " الكمأة من المن الذي أنزله الله على بني إسرائيل "فجعلها من جملته ، وفرداً من أفراده ، والترنجبين الذي يسقط على الأشجار نوع منالمن ، ثم غلب استعمال المن عليه عرفاً حادثاً .
والقول الثاني أنه شبهالكمأة بالمن المنزل من السماء ، لأنه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا زرع بزر ولاسقي .
فإن قلت فإن كانهذا شأن الكمأة ، فما بال هذا الضرر فيها ، ومن أين أتاها ذلك ؟ فاعلم أن اللهسبحانه أتقن كل شئ صنعه ، وأحسن كل شئ خلقه ، فهو عند مبدإ خلقه بريء من الآفاتوالعلل ، تام المنفعة لما هيئ وخلق له ، وإنما تعرض له الآفات بعد ذلك بأمور أخرمن مجاورة ، أو امتزاج واختلاط ، أو أسباب أخر تقتضي فساده ، فلو ترك على خلقتهالأصلية من غير تعلق أسباب الفساد به ، لم يفسد .
ومن له معرفة بأحوالالعالم ومبدئه يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه ، وأحوال أهله حادث بعدخلقه بأسباب اقتضت حدوثه ، ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم منالفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام ، والطواعينوالقحوط ، والجدوب ، وسلب بركات الأرض ، وثمارها ، ونباتها ، وسلب منافعها ، أونقصانها أموراً متتابعة يتلو بعضها بعضاً ، فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقولهتعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " [ الروم ] ، ونزل هذه الآية على أحوال العالم ، وطابق بين الواقع وبينها ،وأنت ترى كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان ، وكيف يحدث منتلك الآفات آفات أخر متلازمة ، بعضها آخذ برقاب بعض ، وكلما أحدث الناس ظلماًوفجوراً ، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم ،وأهويتهم ومياههم ، وأبدانهم وخلقهم ، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم .
ولقد كانت الحبوب منالحنطة وغيرها أكثر مما هي اليوم ، كما كانت البركة فيها أعظم . وقد روى الإمامأحمد بإسناده أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمرمكتوب عليها هذا كان ينبت أيام العدل . وهذه القصة ، ذكرها في مسنده ، على أثر حديث رواه .
وأكثر هذه الأمراضوالآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة ، ثم بقيت منها بقية مرصدة لمنبقيت عليه بقية من أعمالهم ، حكماً قسطاً ، وقضاء عدلاً ، وقد أشار النبي صلى اللهعليه وسلم إلى هذا بقوله في الطاعون " إنه بقية رجز أو عذاب أرسل علىبني إسرائيل " .
وكذلك سلط الله سبحانهوتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام ، ثم أبقى في العالم منها بقية في تلكالأيام ، وفي نظيرها عظة وعبرة .
وقد جعل الله سبحانهأعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه ، فجعل منعالإحسان والزكاة والصدقة سبباً لمنع الغيث من السماء ، والقحط والجدب ، وجعل ظلمالمساكين ، والجنس في المكاييل والموازين ، وتعدي القوي على الضعيف سبباً لجورالملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا ، ولا يعطفون إن استعطفوا ، وهم فيالحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم ، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهرللناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها ، فتارة بقحط وجدب ، وتارة بعدو ، وتارةبولاة جائرين ، وتارة بأمراض عامة ، وتارة بهموم وآلام وغموم تحضرها نفوسهم لاينفكون عنها ، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم ، وتارة بتسليط الشياطين عليهمتؤزهم إلى أسباب العذاب أزاً ، لتحق عليهم الكلمة ، وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسير بصيرته بين أقطار العالم ، فيشاهده ، وينظر مواقع عدل الله وحكمته، وحينئذ يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة ، وسائر الخلق على سبيلالهلاك سائرون ، وإلى دار البوار صائرون ، والله بالغ أمره ، لا معقب لحكمه ، ولاراد لأمره ، وبالله التوفيق .
وقوله صلى الله عليهوسلم في الكمأة وماؤها شفاء للعين فيه ثلاثة أقوال
أحدها أن ماءهايخلط في الأدوية التي يعالج بها العين ، لا أنه يستعمل وحده ، ذكره أبو عبيد .
الثاني أنهيستعمل بحتاً بعد شيها ، واستقطار مائها ، لأن النار تلطفه وتنضجه ، وتذيب فضلاتهورطوبته المؤذية ، وتبقي المنافع.
الثالث أن المرادبمائها الماء الذي يحدث به من المطر ، وهو أول قطر ينزل إلى الأرض ، فتكون الإضافةإضافة اقتران ، لا إضافة جزء ، ذكره ابن الجوزي ، وهو أبعد الوجوه وأضعفها .
وقيل إن استعملماؤها لتبريد ما في العين ، فماؤها مجرداً شفاء ، وإن كان لغير ذلك ، فمركب معغيره .
وقال الغافقي ماءالكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به ، ويقوي أجفانها ، ويزيدالروح الباصرة قوة وحدة، ويدفع عنها نزول النوازل .
كباث
في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، قال كنا معرسول الله صلى الله عليه وسلم نجني الكباث ، فقال " عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه " .
الكباث ، بفتح الكاف ،والباء الموحدة المخففة ، والثاء المثلثة - ثمر الأراك ، وهو بأرض الحجاز ، وطبعهحار يابس ، ومنافعه كمنافع الأراك يقوي المعدة ، ويجيد الهضم ، ويجلو البلغم، وينفع من أوجاع الظهر ، وكثير من الأدواء . قال ابن جلجل إذا شرب طحينه ،أدر البول ، ونقى المثانة ، وقال ابن رضوان يقوي المعدة ، ويمسك الطبيعة .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
فاتحة الكتاب
وأم القرآن ، والسبعالمثاني ، والشفاء التام ، والدواء النافع والرقية التامة ، ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة ، ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها ،وأحسن تنزيلها على دائه ، وعرف وجه الإستشفاء والتداوي بها ، والسر الذي لأجلهكانت كذلك .
ولما وقع بعض الصحابةعلى ذلك ، رقى بها اللديغ ، فبرأ لوقته ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " وما أدراك أنها رقية".
ومن ساعده التوفيق ،وأعين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة ، وما اشتملت عليه من التوحيد ،ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال ، وإثبات الشرع والقدر والمعاد ، وتجريدتوحيد الربوبية والإلهية ، وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله ، وله الحمدكله ، وبيده الخير كله ، وإليه يرجع الأمر كله ، والإفتقار إليه في طلب الهدايةالتي هي أصل سعادة الدارين، وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما ، ودفع مفاسدهما ،وأن العاقبة المطلقة التامة ، والنعمة الكاملة منوطة بها ، موقوفة على التحقق بها، أغنته عن كثير من الأدوية والرقى ، واستفتح بها من الخير أبوابه ، ودفع بها منالشر أسبابه .
وهذا أمر يحتاج استحداثفطرة أخرى ، وعقل آخر ، وإيمان آخر ، وتالله لا تجد مقالة فاسدة ، ولا بدعة باطلةإلا وفاتحة الكتاب متضمنة لردها وإبطالها بأقرب الطرق ، وأصحها وأوضحها ، ولا تجدباباً من أبواب المعارف الإلهية ، وأعمال القلوب وأدويتها من عللها وأسقامها إلاوفي فاتحة الكتاب مفتاحه ، وموضع الدلالة عليه ، ولا منزلاً من منازل السائرين إلىرب العالمين إلا وبدايته
ونهايته فيها .
ولعمر الله إن شأنهالأعظم من ذلك ، وهي فوق ذلك . وما تحقق عبد بها ، واعتصم بها ، وعقل عمن تكلم بها، وأنزلها شفاء تاماً ، وعصمة بالغة ، ونوراً مبيناً ، وفهمها وفهم لوازمها كماينبغى ووقع في بدعة ولا شرك ، ولا أصابه مرض من أمراض القلوب إلا لماماً ، غيرمستقر .
هذا ، وإنما المفتاحالأعظم لكنوز الأرض ، كما أنها المفتاح لكنوز الجنة ، ولكن ليس كل واحد يحسن الفتحبهذا المفتاح ، ولو أن طلاب الكنوز وقفوا على سر هذه السورة ، وتحققوا بمعانيها ،وركبوا لهذا المفتاح أسناناً ، وأحسنوا الفتح به ، لوصلوا إلى تناول الكنوز من غيرمعاوق ، ولا ممانع .
ولم نقل هذا مجازفة ولااستعارة ، بل حقيقة ، ولكن لله تعالى حكمة بالغة في إخفاء هذا السر عن نفوس أكثرالعالمين ، كما له حكمة بالغة في إخفاء كنوز الأرض عنهم ، والكنوز المحجوبة قداستخدم عليها أرواح خبيثة شيطانية تحول بين الإنس وبينها ، ولا تقهرها إلا أرواحعلوية شريفة غالبة لها بحالها الإيماني ، معها أسلحة لا تقوم لها الشياطين ، وأكثرنفوس الناس ليست بهذه المثابة ، فلا تقاوم تلك الأرواح ولا يقهرها ، ولا ينال منسلبها شيئاً ، فإن من قتل قتيلاً فله سلبه .
فاغية
هي نور الحناء ، وهي منأطيب الرياحين ، وقد روى البيهقي في كتابه شعب الإيمان من حديث عبدالله بن بريدة ، عن أبيه رضي الله عنه يرفعه " سيد الرياحين في الدنياوالآخرة الفاغية " وروى فيه أيضاً ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال "كان أحب الرياحين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاغية " . والله أعلمبحال هذين الحديثين ، فلا نشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لا نعلم صحته.
وهي معتدلة في الحرواليبس ، فيها بعض القبض ، وإذا وضعت بين طي ثياب الصوف حفظها من السوس ، وتدخل فيمراهم الفالج والتصدد ، ودهنها يحلل الأعضاء ، ويلين العصب .
فضة
ثبت أن رسول الله صلىالله عليه وسلم كان خاتمه من فضة ، وفصه منه ، وكانت قبيعة سيفه فضة ، ولم يصح عنهفي المنع من لباس الفضة والتحلي بها شئ البتة ، كما صح عنه المنع من الشرب فيآنيتها ، وباب الآنية أضيق من باب اللباس والتحلي ، ولهذا تباح للنساء لباساً ،وحلية ما يحرم عليهن استعمال آنية ، فلا يلزم من تحريم الآنية تحريم اللباسوالحلية .
وفي السنن عنه " وأما الفضة فالعبوا بها لعباً " . فالمنع يحتاج إلى دليليبينه ، إما نص أو إجماع ، فإن ثبت أحدهما ، وإلا ففي القلب من تحريم ذلك علىالرجال شئ ، والنبي صلى صلى الله عليه وسلم أمسك بيده ذهباً ، وبالأخرى حريراً ،وقال " هذان حرام على ذكور أمتي ، حل لإناثهم " .
والفضة سر من أسرارالله في الأرض ، وطلسم الحاجات ، وإحسان أهل الدنيا بينهم ، وصاحبها مرموق بالعيونبينهم ، معظم في النفوس ، مصدر في المجالس ، لا تغلق دونه الأبواب ، ولا تملمجالسته ، ولا معاشرته ، ولا يستثقل مكانه ، تشير الأصابع إليه ، وتعقد العيوننطاقها عليه ، إن قال ، سمع قوله ، وإن شفع ، قبلت شفاعته ، وإن شهد، زكيت شهادته، وإن خطب فكفء لا يعاب ، وإن كان ذا شيبة بيضاء ، فهي أجمل عليه من حلية الشباب .
وهي من الأدوية المفرحةالنافعة من الهم والغم والحزن ، وضعف القلب وخفقانه ، وتدخل في المعاجين الكبار ،وتجتذب بخاصيتها ما يتولد في القلب من الأخلاط الفاسدة ، خصوصاً إذا أضيفت إلىالعسل المصفى ، والزعفران .
ومزاجها إلى اليبوسةوالبرودة ، ويتولد عنها من الحرارة والرطوبة ما يتولد ، والجنان التي أعدها اللهعز وجل لأوليائه يوم يلقونه أربع جنتان من ذهب ، وجنتان من فضة ، آنيتهماوحليتهما وما فيهما . وقد ثبت عنه في الصحيح من حديث أم سلمة أنه قال " الذي يشرب في آنية الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم ".
وصح عنه صلى الله عليهوسلم أنه قال " لا تشربوا في آنية الذهب والفضة ، ولا تأكلوا فيصحافهما ، فإنها لهم في الدنيا ولكم في الآخرة " .
فقيل علة التحريمتضييق النقود ، فإنها إذا اتخذت أواني فاتت الحكمة التي وضعت لأجلها من قيام مصالحبني آدم ، وقيل العلة الفخر والخيلاء . وقيل العلة كسر قلوب الفقراءوالمساكين إذا رأوها وعاينوها .
وهذه العلل فيها مافيها ، فإن التعليل بتضييق النقود يمنع من التحلي بها وجعلها سبائك ونحوها مما ليسبآنية ولا نقد ، والفخر والخيلاء حرام بأي شئ كان ، وكسر قلوب المساكين لا ضابط له، فإن قلوبهم تنكسر بالدور الواسعة والحدائق المعجبة ، والمراكب الفارهة ،والملابس الفاخرة ، والأطعمة اللذيذة ، وغير ذلك من المباحات ، وكل هذه علل منتقضة، إذ توجد العلة ، ويتخلف معلولها .
فالصواب أن العلة -والله أعلم - ما يكسب استعمالها القلب من الهيئة ، والحالة المنافية للعبوديةمنافاة ظاهرة ، ولهذا علل النبي صلى الله عليه وسلم بأنها للكفار في الدنيا ، إذليس لهم نصيب من العبودية التي ينالون بها في الآخرة نعيمها ، فلا يصلح استعمالهالعبيد الله في الدنيا ، وإنما يستعملها من خرج عن عبوديته ، ورضي بالدنيا وعاجلهامن الآخرة .
حرف القاف
قرآن
قال الله تعالى " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " [ الإسراء ] ، والصحيح أن من ها هنا ، لبيان الجنس لا للتبعيض، وقال تعالى " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما فيالصدور " [ يونس ] .
فالقرآن هو الشفاءالتام من جميع الأدواء القلبية والبدنية ، وأدواء الدنيا والآخرة ، وما كل أحديؤهل ولا يوفق للإستشفاء به ، وإذا أحسن العليل التداوي به ، ووضعه على دائه بصدقوإيمان ، وقبول تام ، واعتقاد جازم ، واستيفاء شروطه ، لم يقاومه الداء أبداً .
وكيف تقاوم الأدواءكلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال ، لصدعها ، أو على الأرض ، لقطعها ،فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على دوائه وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهماً في كتابه ، وقد تقدم في أول الكلام على الطببيان إرشاد القرآن العظيم إلى أصوله ومجامعه التي هي حفظ الصحة والحمية ، واستفراغالمؤذي، والإستدلال بذلك على سائر أفراد هذه الأنواع .
وأما الأدوية القلبية ،فإنه يذكرها مفصلة ، ويذكر أسباب أدوائها وعلاجها . قال " أولم يكفهمأنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم " [ العنكبوت ] ، فمن لم يشفهالقرآن ، فلا شفاه الله ، ومن لم يكفه ، فلا كفاه الله .
قثاء
في السنن من حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلمكان يأكل القثاء بالرطب ، ورواه الترمذي وغيره .
القثاء بارد رطب فيالدرجة الثانية ، مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة ، بطيء الفساد فيها ، نافع من وجعالمثانة ، ورائحته تنفع من الغشي ، وبزره يدر البول ، وورقه إذا اتخذ ضماداً ، نفعمن عضة الكلب ، وهو بطيء الإنحدار عن المعدة ، وبرده مضر ببعضها ، فينبغي أنيستعمل معه ما يصلحه ويكسر برودته ورطوبته ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلمإذ أكله بالرطب ، فإذا أكل بتمر أو زبيب أو عسل عدله .
قسط وكست بمعنىواحد . وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه ، عن النبي صلىالله عليه وسلم " خير ما تداويتم به الحجامة والقسط البحري " .
وفي المسند من حديث أم قيس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " عليكم بهذاالعود الهندي ، فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب " .
القسط
نوعان إحداهما الأبيض الذي يقال له البحري . والآخر الهندي ، وهو أشدهما حراً ،والأبيض ألينهما ، ومنافعهما كثيرة جداً .
وهما حاران يابسان فيالثالثة ، ينشفان البلغم ، قاطعان للزكام ، وإذا شربا ، نفعا من ضعف الكبد والمعدةومن بردهما ، ومن حمى الدور والربع ، وقطعا وجع الجنب ، ونفعا من السموم ، وإذاطلي به الوجه معجوناً بالماء والعسل ، قلع الكلف ، وقال جالينوس ينفع من الكزاز، ووجع الجبين ، ويقتل حب القرع .
وقد خفي على جهالالأطباء نفعه من وجع ذات الجنب ، فأنكروه ولو ظفر هذا الجاهل بهذا النقل عنجالينوس لنزله منزلة النص ، كيف وقد نص كثير من الأطباء المتقدمين على أن القسطيصلح للنوع البلغمي من ذات الجنب ، ذكره الخطابي عن محمد بن الجهم . وقد تقدم أنطب الأطباء بالنسبة إلى طب الأنبياء أقل من نسبة طب الطرقية والعجائز إلى طبالأطباء،وأن بين ما يلقى بالوحي، وبين ما يلقى بالتجربة ، والقياس من الفرق أعظممما بين القدم والفرق .
ولو أن هؤلاء الجهالوجدوا دواء منصوصاً عن بعض اليهود والنصارى والمشركين من الأطباء ، لتلقوه بالقبولوالتسليم ، ولم يتوقفوا على تجربته .
نعم نحن لا ننكر أنللعادة تأثيراً في الإنتفاع بالدواء وعدمه ، فمن اعتاد دواء وغذاء ، كان أنفع له ،وأوفق ممن لم يعتده ، بل ربما لم ينتفع به من لم يعتده .
وكلام فضلاء الأطباءوإن كان مطلقاً ، فهو بحسب الأمزجة والأزمنة ، والأماكن والعوائد ، وإذا كانالتقييد بذلك لا يقدح في كلامهم ومعارفهم ، فكيف يقدح في كلام الصادق المصدوق ،ولكن نفوس البشر مركبة على الجهل والظلم ، إلا من أيده الله بروح الإيمان، ونوربصيرته بنور الهدى .
قصب السكر
جاء في بعض ألفاظ السنةالصحيحة في الحوض " ماؤه أحلى من السكر " ، ولا أعرف السكر في الحديثإلا في هذا الموضع .
والسكر حادث لم يتكلمفيه متقدمو الأطباء ، ولا كانوا يعرفونه ، ولا يصفونه في الأشربة ، وإنما يعرفونالعسل ، ويدخلونه في الأدوية ، وقصب السكر حار رطب ينفع من السعال ، ويجلو الرطوبةوالمثانة ، وقصبة الرئة ، وهو أشد تلييناً من السكر ، وفيه معونة على القئ ، ويدرالبول ، ويزيد في الباه . قال عفان بن مسلم الصفار من مص قصب السكر بعدطعامه ، لم يزل يومه أجمع في سرور ، انتهى . وهو ينفع من خشونة الصدر والحلق إذاشوي ، ويولد رياحاً دفعها بأن يقشر ، ويغسل بماء حار . والسكر حار رطب على الأصح ،وقيل بارد، وأجوده الأبيض الشفاف الطبرزد ، وعتيقه ألطف من جديده ،وإذا طبخ ونزعت رغوته ، سكن العطش والسعال ، وهو يضر المعدة التي تتولد فيهاالصفراء لاستحالته إليها ، ودفع ضرره بماء الليمون أو النارنج ، أو الرمان اللفان.
وبعض الناس يفضله علىالعسل لقلة حرارته ولينه ، وهذا تحامل منه على العسل ، فإن منافع العسل أضعافمنافع السكر ، وقد جعله الله شفاء ودواء ، وإداماً وحلاوة ، وأين نفع السكر منمنافع العسل من تقوية المعدة ، وتليين الطبع ، وإحداد البصر ، وجلاء ظلمته ،ودفع الخوانيق بالغرغرة به ، وإبرائه من الفالج واللقوة ، ومن جميع العلل الباردةالتي تحدث في جميع البدن من الرطوبات ، فيجذبها من قعر البدن ، ومن جميع البدن ،وحفظ صحته وتسمينه وتسخينه ، والزيادة في الباه ، والتحليل والجلاء ، وفتح أفواهالعروق ، وتنقية المعى ، وإحدار الدود ، ومنع التخم وغيره من العفن ، والأدمالنافع ، وموافقة من غلب عليه البلغم والمشايخ وأهل الأمزجة الباردة ، وبالجملة فلا شئ أنفع منه للبدن ، وفي العلاج وعجز الأدوية ، وحفظ قواها ، وتقويةالمعدة إلى أضعاف هذه المنافع ، فأين للسكر مثل هذه المنافع والخصائص أو قريب منها؟ .
حرف الكاف
كتاب للحمى
قال المروزي بلغأبا عبد الله أني حممت ، فكتب لي من الحمى رقعة فيها بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله ، وبالله ، محمد رسول الله ، قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً علىإبراهيم ، وأرادوا به كيداً ، فجعلنهاهم الأخسرين ، اللهم رب جبرائيل ، وميكائيل ،وإسرافيل ، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك ، إله الحق آمين .
قال المروزي وقرأعلى أبي عبد الله - وأنا أسمع - أبو المنذر عمرو بن مجمع ، حدثنا يونس بن حبان ،قال سألت أبا جعفر محمد بن علي أن أعلق التعويذ ، فقال إن كان من كتابالله أو كلام عن نبي الله فعلقه واستشف به ما استطعت . قلت أكتب هذه من حمىالربع باسم الله ، وبالله ، ومحمد رسول الله إلى آخره ؟ قال أي نعم .
وذكر أحمد عن عائشة رضيالله عنها وغيرها ، أنهم سهلوا في ذلك .
قال حرب ولم يشددفيه أحمد بن حنبل ، قال أحمد وكان ابن مسعود يكرهه كراهة شديدة جداً . وقالأحمد وقد سئل عن التمائم تعلق بعد نزول البلاء ؟ قال أرجو أن لا يكون به بأس.
قال الخلال وحدثنا عبد الله بن أحمد ، قال رأيت أبي يكتب التعويذ للذي يفزع ،وللحمى بعد وقوع البلاء .
كتاب لعسر الولادة
قال الخلال حدثنيعبد الله بن أحمد قال رأيت أبي يكتب للمرأة إذا عسر عليها ولادتها في جامأبيض ، أو شئ نظيف ، يكتب حديث ابن عباس رضي الله عنه لا إله إلا اللهالحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين "كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ " [ الأحقاف ] ، " كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها " [النازعات ] .
قال الخلال أنبانا أبو بكر المروزي ، أن أبا عبد الله جاءه رجل فقال يا أبا عبدالله ! تكتب لامرأة قد عسر عليها ولدها منذ يومين ؟ فقال قل له يجيءبجام واسع ، وزعفران ، ورأيته يكتب لغير واحد ويذكر عن عكرمة ، عن ابن عباس قال مر عيسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم على بقرة قد اعترض ولدها في بطنها ،فقالت يا كلمة الله ! ادع الله لي أن يخلصني مما أنا فيه ، فقال ياخالق النفس من النفس ، ويا مخلص النفس من النفس ، ويا مخرج النفس من النفس ، خلصها. قال فرمت بولدها ، فإذا هي قائمة تشمه . قال فإذا عسر على المرأةولدها ، فاكتبه لها . وكل ما تقدم من الرقي ، فإن كتابته نافعة .
ورخص جماعة من السلف فيكتابة بعض القرآن وشربه ، وجعل ذلك الشفاء الذي جعل الله فيه .
كتاب آخر لذلك يكتب في إناء نظيف " إذا السماء انشقت * وأذنت لربها وحقت * وإذاالأرض مدت * وألقت ما فيها وتخلت " [ الإنشقاق ، ] ، وتشربمنه الحامل ، ويرش على بطنها .
كتاب للرعاف
كان شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله يكتب على جبهته " وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعيوغيض الماء وقضي الأمر " [ هود ] . وسمعته يقول كتبتهالغير واحد فبرأ ، فقال ولا يجوز كتابتها بدم الراعف ، كما يفعله الجهال ،فإن الدم نجس ، فقال يجوز أن يكتب به كلام الله تعالى .
كتاب آخر له خرجموسى عليه السلام برداء ، فوجد شعيباً ، فشده بردائه " يمحو الله ما يشاءويثبت وعنده أم الكتاب " [ الرعد ] .
كتاب آخر للحزاز
يكتب عليه "فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت " [ البقرة ] بحول الله وقوته .
كتاب آخر له عنداصفرار الشمس يكتب عليه " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوابرسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم" [ الحديد ] .
كتاب آخر للحمى المثلثة يكتب على ثلاث ورقات لطاف بسم الله فرت ، بسم الله مرت ، بسم الله قلت، ويأخذ كل يوم ورقة ، ويجعلها في فمه ، ويبتلعها بماء .
كتاب آخر لعرق النسا
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم رب كل شئ ، ومليك كل شئ ، وخالق كل شئ ، أنت خلقتني ، وأنت خلقت النسا ،فلا تسلطه علي بأذى ، ولا تسلطني عليه بقطع ، واشفني شفاء لا يغادر سقماً ، لاشافي إلا أنت .
كتاب للعرق الضارب
روى الترمذي في جامعه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليهوسلم كان يعلمهم من الحمى ، ومن الأوجاع كلها أن يقولوا " بسم اللهالكبير ، أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق نعار ، ومن شر حر النار " .
كتاب لوجع الضرس
يكتب على الخد الذي يليالوجع بسم الله الرحمن الرحيم " قل هو الذي أنشأكم وجعل لكمالسمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون " [ النحل ] ، وإن شاءكتب " وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم " [ الأنعام ] .
كتاب للخراج
يكتب عليه "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا * فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجاولا أمتا " [ طه ] .
كمأة
ثبت عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال " الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين " ، أخرجاهفي الصحيحين .
قال ابن الأعرابي الكمأة جمع ، واحدة كمء ، وهذا خلاف قياس العربية ، فإن ما بينه وبينواحده التاء ، فالواحد منه التاء ، وإذا حذفت كان للجمع . وهل هو جمع ، أو اسم جمع؟ على قولين مشهورين ، قالوا ولم يخرج عن هذا إلا حرفان كمأة وكمء ، وجباة وجبء ، وقال غير ابن الأعرابي بل هي على القياس الكمأةللواحد ، والكمء للكثير ، وقال غيرهما الكمأة تكون واحداً وجمعاً .
واحتج أصحاب القولالأول بأنهم قد جمعوا كمئاً على أكمؤ ، قال الشاعر
ولقد جنيتك أكمؤاًوعساقلاً ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
وهذا يدل على أن كمء مفرد ، وكمأة جمع .
والكمأة تكون في الأرضمن غير أن تزرع ، وسميت كمأة لاستتارها ، ومنه كمأ الشهادة إذا سترهاوأخفاها ، والكمأة مخفية تحت الأرض لا ورق لها ، ولا ساق ، ومادتها من جوهر أرضيبخاري محتقن في الأرض نحو سطحها يحتقن ببرد الشتاء ، وتنميه أمطار الربيع ، فيتولدويندفع نحو سطح الأرض متجسداً ، ولذلك يقال لها جدري الأرض ، تشبيهاًبالجدري في صورته ومادته ، لأن مادته رطوبة دموية ، فتندفع عند سن الترعرع فيالغالب ، وفي ابتداء استيلاء الحرارة ، ونماء القوة .
وهي مما يوجد في الربيع، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً ، وتسميها العرب نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته ،وتنفطر عنها الأرض ، وهي من أطعمة أهل البوادي ، وتكثر بأرض العرب ، وأجودها ماكانت أرضها رملية قليلة الماء .
وهي أصناف منهاصنف قتال يضرب لونه إلى الحمرة يحدث الإختناق .
وهي باردة رطبة فيالدرجة الثالثة ، رديئة للمعدة ، بطيئة الهضم ، وإذا أدمنت ، أورثت القولج والسكتةوالفالج ، ووجع المعدة ، وعسر البول ، والرطبة أقل ضرراً من اليابسة ، ومن أكلهافليدفنها في الطين الرطب ، ويسلقها بالماء والملح والصعتر ، ويأكلها بالزيتوالتوابل الحارة ، لأن جوهرها أرضي غليظ ، وغذاؤها رديء ، لكن فيها جوهر مائي لطيفيدل على خفتها ، والإكتحال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار ، وقد اعترف فضلاءالأطباء بأن ماءها يجلو العين ، وممن ذكره المسيحي ، وصاحب القانون وغيرهما .
وقوله صلى الله عليهوسلم " الكمأة من المن " فيه قولان
أحدهما أن المنالذي أنزل على بني إسرائيل لم يكن هذا الحلو فقط ، بل أشياء كثيرة من الله عليهمبها من النبات الذي يوجد عفواً من غير صنعة ولا علاج ولا حرث ، فإن المن مصدربمعنى المفعول ، أي ممنون به ، فكل ما رزقه الله العبد عفواً بغير كسبمنه ولا علاج ، فهو من محض ، وإن كانت سائر نعمه مناً منه على عبده ، فخص منها مالا كسب له فيه ، ولا صنع باسم المن ، فإنه من بلا واسطة العبد ، وجعل سبحانه قوتهمبالتيه الكمأة ، وهي تقوم مقام الخبز ، وجعل أدمهم السلوى ، وهو يقوم مقام اللحم ،وجعل حلواهم الطل الذي ينزل على الأشجار يقوم لهم مقام الحلوى ، فكمل عيشهم .
وتأمل قوله صلى اللهعليه وسلم " الكمأة من المن الذي أنزله الله على بني إسرائيل "فجعلها من جملته ، وفرداً من أفراده ، والترنجبين الذي يسقط على الأشجار نوع منالمن ، ثم غلب استعمال المن عليه عرفاً حادثاً .
والقول الثاني أنه شبهالكمأة بالمن المنزل من السماء ، لأنه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا زرع بزر ولاسقي .
فإن قلت فإن كانهذا شأن الكمأة ، فما بال هذا الضرر فيها ، ومن أين أتاها ذلك ؟ فاعلم أن اللهسبحانه أتقن كل شئ صنعه ، وأحسن كل شئ خلقه ، فهو عند مبدإ خلقه بريء من الآفاتوالعلل ، تام المنفعة لما هيئ وخلق له ، وإنما تعرض له الآفات بعد ذلك بأمور أخرمن مجاورة ، أو امتزاج واختلاط ، أو أسباب أخر تقتضي فساده ، فلو ترك على خلقتهالأصلية من غير تعلق أسباب الفساد به ، لم يفسد .
ومن له معرفة بأحوالالعالم ومبدئه يعرف أن جميع الفساد في جوه ونباته وحيوانه ، وأحوال أهله حادث بعدخلقه بأسباب اقتضت حدوثه ، ولم تزل أعمال بني آدم ومخالفتهم للرسل تحدث لهم منالفساد العام والخاص ما يجلب عليهم من الآلام، والأمراض، والأسقام ، والطواعينوالقحوط ، والجدوب ، وسلب بركات الأرض ، وثمارها ، ونباتها ، وسلب منافعها ، أونقصانها أموراً متتابعة يتلو بعضها بعضاً ، فإن لم يتسع علمك لهذا فاكتف بقولهتعالى " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " [ الروم ] ، ونزل هذه الآية على أحوال العالم ، وطابق بين الواقع وبينها ،وأنت ترى كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت في الثمار والزرع والحيوان ، وكيف يحدث منتلك الآفات آفات أخر متلازمة ، بعضها آخذ برقاب بعض ، وكلما أحدث الناس ظلماًوفجوراً ، أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم ،وأهويتهم ومياههم ، وأبدانهم وخلقهم ، وصورهم وأشكالهم وأخلاقهم من النقص والآفات، ما هو موجب أعمالهم وظلمهم وفجورهم .
ولقد كانت الحبوب منالحنطة وغيرها أكثر مما هي اليوم ، كما كانت البركة فيها أعظم . وقد روى الإمامأحمد بإسناده أنه وجد في خزائن بعض بني أمية صرة فيها حنطة أمثال نوى التمرمكتوب عليها هذا كان ينبت أيام العدل . وهذه القصة ، ذكرها في مسنده ، على أثر حديث رواه .
وأكثر هذه الأمراضوالآفات العامة بقية عذاب عذبت به الأمم السالفة ، ثم بقيت منها بقية مرصدة لمنبقيت عليه بقية من أعمالهم ، حكماً قسطاً ، وقضاء عدلاً ، وقد أشار النبي صلى اللهعليه وسلم إلى هذا بقوله في الطاعون " إنه بقية رجز أو عذاب أرسل علىبني إسرائيل " .
وكذلك سلط الله سبحانهوتعالى الريح على قوم سبع ليال وثمانية أيام ، ثم أبقى في العالم منها بقية في تلكالأيام ، وفي نظيرها عظة وعبرة .
وقد جعل الله سبحانهأعمال البر والفاجر مقتضيات لآثارها في هذا العالم اقتضاء لا بد منه ، فجعل منعالإحسان والزكاة والصدقة سبباً لمنع الغيث من السماء ، والقحط والجدب ، وجعل ظلمالمساكين ، والجنس في المكاييل والموازين ، وتعدي القوي على الضعيف سبباً لجورالملوك والولاة الذين لا يرحمون إن استرحموا ، ولا يعطفون إن استعطفوا ، وهم فيالحقيقة أعمال الرعايا ظهرت في صور ولاتهم ، فإن الله سبحانه بحكمته وعدله يظهرللناس أعمالهم في قوالب وصور تناسبها ، فتارة بقحط وجدب ، وتارة بعدو ، وتارةبولاة جائرين ، وتارة بأمراض عامة ، وتارة بهموم وآلام وغموم تحضرها نفوسهم لاينفكون عنها ، وتارة بمنع بركات السماء والأرض عنهم ، وتارة بتسليط الشياطين عليهمتؤزهم إلى أسباب العذاب أزاً ، لتحق عليهم الكلمة ، وليصير كل منهم إلى ما خلق له، والعاقل يسير بصيرته بين أقطار العالم ، فيشاهده ، وينظر مواقع عدل الله وحكمته، وحينئذ يتبين له أن الرسل وأتباعهم خاصة على سبيل النجاة ، وسائر الخلق على سبيلالهلاك سائرون ، وإلى دار البوار صائرون ، والله بالغ أمره ، لا معقب لحكمه ، ولاراد لأمره ، وبالله التوفيق .
وقوله صلى الله عليهوسلم في الكمأة وماؤها شفاء للعين فيه ثلاثة أقوال
أحدها أن ماءهايخلط في الأدوية التي يعالج بها العين ، لا أنه يستعمل وحده ، ذكره أبو عبيد .
الثاني أنهيستعمل بحتاً بعد شيها ، واستقطار مائها ، لأن النار تلطفه وتنضجه ، وتذيب فضلاتهورطوبته المؤذية ، وتبقي المنافع.
الثالث أن المرادبمائها الماء الذي يحدث به من المطر ، وهو أول قطر ينزل إلى الأرض ، فتكون الإضافةإضافة اقتران ، لا إضافة جزء ، ذكره ابن الجوزي ، وهو أبعد الوجوه وأضعفها .
وقيل إن استعملماؤها لتبريد ما في العين ، فماؤها مجرداً شفاء ، وإن كان لغير ذلك ، فمركب معغيره .
وقال الغافقي ماءالكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد واكتحل به ، ويقوي أجفانها ، ويزيدالروح الباصرة قوة وحدة، ويدفع عنها نزول النوازل .
كباث
في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه ، قال كنا معرسول الله صلى الله عليه وسلم نجني الكباث ، فقال " عليكم بالأسود منه، فإنه أطيبه " .
الكباث ، بفتح الكاف ،والباء الموحدة المخففة ، والثاء المثلثة - ثمر الأراك ، وهو بأرض الحجاز ، وطبعهحار يابس ، ومنافعه كمنافع الأراك يقوي المعدة ، ويجيد الهضم ، ويجلو البلغم، وينفع من أوجاع الظهر ، وكثير من الأدواء . قال ابن جلجل إذا شرب طحينه ،أدر البول ، ونقى المثانة ، وقال ابن رضوان يقوي المعدة ، ويمسك الطبيعة .
[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]
وأذا مرضت فهو يشفين :: الفئة الأولى :: العلاج بالقرأن الكريم :: علاج السحر واللبس والمس بالقرأن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه
» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه
» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه
» اسماء الأعشاب
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز
» آيات الشفاء في القرآن
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز
» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز
» رقية للعقـم والإســـقاط
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز
» مرضى السكري
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز
» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز