وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4)

اذهب الى الأسفل

الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4) Empty الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (4)

مُساهمة من طرف خالد براهمه الخميس أكتوبر 28, 2010 10:42 pm

الحادي عشر : الإستغفار .
الثاني عشر : التوبة .
الثالث عشر : الجهاد .
الرابع عشر : الصلاة .
الخامس عشر : البراءة من الحول والقوةوتفويضهما إلى من هما بيده .

فصل
في بيان جهة تأثير هذه الأدوية في هذهالأمراض
خلق الله - سبحانه - ابن آدم وأعضاءه، وجعل لكل عضو منها كمالاً إذا فقده أحس بالألم ، وجعل لملكها وهو القلب كمالاً ،إذا فقده ، حضرته أسقامه وآلامه من الهموم والغموم والأحزان .
فإذا فقدت العين ما خلقت له من قوةالإبصار ، وفقدت الأذن ما خلقت له من قوة السمع ، واللسان ما خلق له من قوة الكلام، فقدت كمالها .
والقلب : خلق لمعرفة فاطره ومحبتهوتوحيده والسرور به ، والإبتهاج بحبه ، والرضى عنه ، والتوكل عليه ، والحب فيه ،والبغض فيه ، والموالاة فيه ، والمعاداة فيه ، ودوام ذكره ، وأن يكون أحب إليه منكل ما سواه ، وارجي عنده من كل ما سواه ، وأجل في قلبه من كل ما سواه ، ولا نعيمله ولا سرور ولا لذة ، بل ولا حياة إلا بذلك ، وهذا له بمنزلة الغذاء والصحةوالحياة ، فإذا فقد غذاءه وصحته وحياته ، فالهموم والغموم والأحزان مسارعة من كلصوب إليه ، ورهن مقيم عليه .

ومن أعظم أدوائه : الشرك والذنوبوالغفلة والإستهانة بمحابه ومراضيه ، وترك التفويض إليه ، وقلة الإعتماد عليه ،والركون إلى ما سواه ، والسخط بمقدوره ، والشك في وعده ووعيده .
وإذا تأملت أمراض القلب ، وجدت هذهالأمور وأمثالها هي أسبابها لا سبب لها سواها ، فدواؤه الذي لا دواء له سواه ما تضمنتههذه العلاجات النبوية من الأمور المضادة لهذه الأدواء ، فإن المرض يزال بالضد ،والصحة تحفظ بالمثل ، فصحته تحفظ بهذه الأمور النبوية ، وأمراضه بأضدادها .

فالتوحيد : يفتح للعبد باب الخيروالسرور واللذة والفرح والإبتهاج ، والتوبة استفراغ للأخلاط والمواد الفاسدة التيهي سبب أسقامه ، وحمية له من التخليط ، فهي تغلق عنه باب الشرور ، فيفتح له بابالسعادة والخير بالتوحيد ، ويغلق باب الشرور بالتوبة والإستغفار .
قال بعض المتقدمين من أئمة الطب : منأراد عافية الجسم ، فليقلل من الطعام والشراب ، ومن أراد عافية القلب ، فليتركالآثام . وقال ثابت بن قرة : راحة الجسم في قلة الطعام ، وراحة الروح في قلةالآثام ، وراحة اللسان في قلة الكلام .
والذنوب للقلب ، بمنزلة السموم ، إنلم تهلكه أضعفته ، ولا بد ، وإذا ضعفت قوته ، لم يقدر على مقاومة الأمراض ، قالطبيب القلوب عبد الله بن المبارك .
رأيت الذنوب تميتالقلوب وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياةالقلوب وخيــر لنفسك عصيانها
فالهوى أكبر أدوائها ، ومخالفته أعظمأدويتها ، والنفس في الأصل خلقت جاهلة ظالمة ، فهي لجهلها تظن شفاءها في اتباعهواها ، وإنما فيه تلفها وعطبها ، ولظلمها لا تقبل من الطبيب الناصح ، بل تضعالداء موضع الدواء فتعتمده ، وتضع الدواء موضع الداء فتجتنبه ، فيتولد من بينإيثارها للداء ، واجتنابها للدواء أنواع من الأسقام والعلل التي تعيي الأطباء ،ويتعذر معها الشفاء . والمصيبة العظمى ، أنها تركب ذلك على القدر ، فتبرئ نفسها ،وتلوم ربها بلسان الحال دائماً ، ويقوى اللوم حتى يصرح به اللسان .
وإذا وصل العليل إلى هذه الحال ، فلايطمع في برئه إلا أن تتداركه رحمة من ربه ، فيحييه حياة جديدة ، ويرزقه طريقةحميدة ، فلهذا كان حديث ابن عباس في دعاء الكرب مشتملاً على توحيد الإلهيةوالربوبية ، ووصف الرب سبحانه بالعظمة والحلم ، وهاتان الصفتان مستلزمتان لكمالالقدرة والرحمة ، والإحسان والتجاوز ، ووصفه بكمال ربوبيته للعالم العلوي والسفلي، والعرش الذي هو سقف المخلوقات وأعظمها ، والربوبية التامة تستلزم توحيده ، وأنهالذي لا تنبغي العبادة والحب والخوف والرجاء والإجلال والطاعة إلا له . وعظمتهالمطلقة تستلزم إثبات كل كمال له ، وسلب كل نقص وتمثيل عنه . وحلمه يستلزم كمالرحمته وإحسانه إلى خلقه .

فعلم القلب ومعرفته بذلك توجب محبتهوإجلاله وتوحيده ، فيحصل له من الإبتهاج واللذة والسرور ما يدفع عنه ألم الكربوالهم والغم ، وأنت تجد المريض إذا ورد عليه ما يسره ويفرحه ، ويقوي نفسه ، كيفتقوى الطبيعة على دفع المرض الحسي ، فحصول هذا الشفاء للقلب أولى وأحرى .

ثم إذا قابلت بين ضيق الكرب وسعة هذهالأوصاف التي تضمنها دعاء الكرب ، وجدته في غاية المناسبة لتفريج هذا الضيق، وخروجالقلب منه إلى سعة البهجة والسرور ، وهذه الأمور إنما يصدق بها من أشرقت فيهأنوارها ، وباشر قلبه حقائقها .
وفي تأثير قوله : يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث في دفع هذا الداء مناسبة بديعة ، فإن صفة الحياة متضمنةلجميع صفات الكمال ، مستلزمة لها ، وصفة القيومية متضمنة لجميع صفات الأفعال ،ولهذا كان اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى : هو اسم الحيالقيوم ، والحياة التامة تضاد جميع الأسقام والآلام ، ولهذا لما كملت حياة أهلالجنة لم يلحقهم هم ولا غم ولا حزن ولا شئ من الآفات . ونقصان الحياة تضر بالأفعال، وتنافي القيومة ، فكمال القيومية لكمال الحياة ، فالحي المطلق التام الحياة لاتفوته صفة الكمال البتة ، والقيوم لا يتعذر عليه فعل ممكن البتة ، فالتوسل بصفةالحياة القيومية له تأثير في إزالة ما يضاد الحياة ، ويضر بالأفعال .
ونظير هذا توسل النبي صلى الله عليهوسلم إلى ربه بربوبيته لجبريل وميكائيل وإسرافيل أن يهديه لما اختلف فيه من الحقبإذنه، فإن حياة القلب بالهداية ، وقد وكل الله سبحانه هؤلاء الأملاك الثلاثةبالحياة ، فجبريل موكل بالوحي الذي هو حياة القلوب ، وميكائيل بالقطر الذي هو حياةالأبدان والحيوان ، وإسرافيل بالنفخ في الصور الذي هو سبب حياة العالم وعودالأرواح إلى أجسادها ، فالتوسل إليه سبحانه بربوبية هذه الأرواح العظيمة الموكلةبالحياة ، له تأثير في حصول المطلوب .

والمقصود : أن لاسم الحي القيومتأثيراً خاصاً في إجابة الدعوات ، وكشف الكربات ، وفي السنن و صحيح أبي حاتم مرفوعاً : " اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين "وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " [ البقرة : 163 ] ، وفاتحة آلعمران " الم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم " " ، قال الترمذي :حديث صحيح .
وفي السنن و صحيحابن حبان أيضاً : من حديث أنس أن رجلاً دعا ، فقال : اللهم إني أسألك بأن لكالحمد ، لا إله إلا أنت المنان ، بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ،يا حي يا قيوم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لقد دعا الله باسمهالأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى " .

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلمإذا اجتهد في الدعاء قال : " يا حي يا قيوم " .
وفي قوله : " اللهم رحمتك أرجو ،فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت " من تحقيقالرجاء لمن الخير كله بيديه والإعتماد عليه وحده ، وتفويض الأمر إليه ، والتضرعإليه ، أن يتولى إصلاح شأنه ، ولا يكله إلى نفسه ، والتوسل إليه بتوحيده مما لهتأثير قوي في دفع هذا الداء ، وكذلك قوله : " الله ربي لا أشرك به شيئاً " .
وأما حديث ابن مسعود : " اللهمإني عبدك ابن عبدك " ، ففيه من المعارف الإلهية ، وأسرار العبودية ما لا يتسعله كتاب ، فإنه يتضمن الإعتراف بعبوديته وعبودية آبائه وأمهاته ، وأن ناصيته بيدهيصرفها كيف يشاء ، فلا يملك العبد دونه لنفسه نفعاً ولا ضراً، ولا موتاً ولا حياة، ولا نشوراً ، لأن من ناصيته بيد غيره ، فليس إليه شئ من أمره ، بل هو عان فيقبضته ، ذليل تحت سلطان قهره .
وقوله : " ماض في حكمك عدل فيقضائك " متضمن لأصلين عظيمين عليهما مدار التوحيد .

أحدهما : إثبات القدر ، وأن أحكامالرب تعالى نافذة في عبده ماضية فيه ، لا انفكاك له عنها ، ولا حيلة له في دفعها .
والثاني : أنه - سبحانه - عدل في هذهالأحكام ، غير ظالم لعبده ، بل لا يخرج فيها عن موجب العدل والإحسان ، فإن الظلمسببه حاجة الظالم ، أو جهله ، أو سفهه ، فيستحيل صدوره ممن هو بكل شئ عليم ، ومنهو غني عن كل شئ ، وكل شئ فقير إليه ، ومن هو أحكم الحاكمين ، فلا تخرج ذرة منمقدوراته عن حكمته وحمده ، كما لم تخرج عن قدرته ومشيئته ، فحكمته نافذة حيثنفذت مشيئته وقدرته ، ولهذا قال نبي الله هود صلى الله على نبينا وعليه وسلم ، وقدخوفه قومه بآلهتهم : " إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون * من دونهفكيدوني جميعا ثم لا تنظرون * إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذبناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " [هود : 54 - 57 ] ، أي: مع كونه سبحانهآخذاً بنواصي خلقه وتصريفهم كما يشاء ، فهو على صراط مستقيم لا يتصرف فيهم إلابالعدل والحكمة ، والإحسان والرحمة . فقوله : ماض في حكمك ، مطابقلقوله : ( ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ) ، وقوله : عدل في قضاؤك مطابق لقوله : إن ربي على صراط مستقيم ، ثم توسل إلى ربه بأسمائه التيسمى بها نفسه ما علم العباد منها وما لم يعلموا . ومنها: ما استأثره في علم الغيبعنده ، فلم يطلع عليه ملكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلاً ، وهذه الوسيلة أعظمالوسائل ، وأحبها إلى الله ، وأقربها تحصيلاً للمطلوب .

ثم سأله أن يجعل القرآن لقلبه كالربيعالذي يرتع فيه الحيوان ، وكذلك القرآن ربيع القلوب ، وأن يجعله شفاء همه وغمه ،فيكون له بمنزلة الدواء الذي يستأصل الداء ، ويعيد البدن إلى صحته واعتداله ، وأنيجعله لحزنه كالجلاء الذي يجلو الطبوع والأصدية ، وغيرها ، فأحرى بهذا العلاج إذاصدق العليل في استعماله أن يزيل عنه داءه ، ويعقبه شفاء تاماً ، وصحة وعافية ،والله الموفق .
وأما دعوة ذي النون : فإن فيها منكمال التوحيد والتنزيه للرب تعالى ، واعتراف العبد بظلمه وذنبه ما هو من أبلغأدوية الكرب والهم والغم ، وأبلغ الوسائل إلى الله - سبحانه - في قضاء الحوائج ،فإن التوحيد والتنزيه يتضمنان إثبات كل كمال الله ، وسلب كل نقص وعيب وتمثيل عنه .والإعتراف بالظلم يتضمن إيمان العبد بالشرع والثواب والعقاب ، ويوجب انكسارهورجوعه إلى الله ، واستقالته عثرته ، والإعتراف بعبوديته، وافتقاره إلى ربه ، فهاهنا أربعة أمور قد وقع التوسل بها : التوحيد ، والتنزيه ، والعبودية والإعتراف .
وأما حديث أبي أمامة : " اللهمإني أعوذ بك من الهم والحزن " ، فقد تضمن الإستعاذة من ثمانية أشياء ، كلاثنين منها قرينان مزدوجان ، فالهم والحزن أخوان ، والعجز والكسل أخوان ، والجبنوالبخل أخوان ، وضلع الدين وغلبة الرجال أخوان ، فإن المكروه المؤلم إذا ورد علىالقلب ، فإما أن يكون سببه أمراً ماضياً ، فيوجب له الحزن ، وإن كان أمراً متوقعاًفي المستقبل ، أوجب الهم ، وتخلف العبد عن مصالحه وتفويتها عليه ، إما أن يكون منعدم القدرة وهو العجز ، أو من عدم الإرادة وهو الكسل ، وحبس خيره ونفعه عن نفسهوعن بني جنسه ، إما أن يكون منع نفعه ببدنه ، فهو الجبن ، أو بماله ، فهو البخل ،وقهر الناس له إما بحق ، فهو ضلع الدين ، أو بباطل فهو غلبة الرجال ، فقد تضمنالحديث الإستعاذة من كل شر ، وأما تأثير الإستغفار في دفع الهم والغم والضيق ،فلما اشترك في العلم به أهل الملل وعقلاء كل أمة أن المعاصي والفساد توجب الهموالغم ، والخوف والحزن ، وضيق الصدر ، وأمراض القلب ، حتى إن أهلها إذا قضوا منهاأوطارهم ، وسئمتها نفوسهم ، ارتكبوها دفعاً لما يجدونه في صدورهم من الضيق والهموالغم ، كما قال شيخ الفسوق :
وكأس شربت علىلذة وأخرى تداويت منها بها
وإذا كان هذا تأثير الذنوب والآثام فيالقلوب ، فلا دواء لها إلا التوبة والإستغفار .

وأما الصلاة ، فشأنها في تفريح القلبوتقويته ، وشرحه وابتهاجه ولذته أكبر شأن ، وفيها من اتصال القلب والروح بالله ،وقربه والتنعم بذكره ، والإبتهاج بمناجاته ، والوقوف بين يديه ، واستعمال جميعالبدن وقواه وآلاته في عبوديته ، وإعطاء كل عضو حظه منها ، واشتغاله عن التعلقبالخلق وملابستهم ومحاوراتهم ، وانجذاب قوى قلبه وجوارحه إلى ربه وفاطره ، وراحتهمن عدوه حالة الصلاة ما صارت به من أكبر الأدوية والمفرحات والأغذية التي لا تلائمإلا القلوب الصحيحة . وأما القلوب العليلة ، فهي كالأبدان لا تناسبها إلا الأغذيةالفاضلة .

فالصلاة من أكبر العون على تحصيلمصالح الدنيا والآخرة ، ودفع مفاسد الدنيا والآخرة ، وهي منهاة عن الإثم ، ودافعةلأدواء القلوب ، ومطردة للداء عن الجسد ، ومنورة للقلب ، ومبيضة للوجه ، ومنشطةللجوارح والنفس ، وجالبة للرزق ، ودافعة للظلم ، ومنزلة للرحمة ، وكاشفة للغمة ،ونافعة من كثير من أوجاع البطن . وقد روى ابن ماجه في سننه من حديثمجاهد ، عن أبي هريرة قال : رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم أشكو منوجع بطني ، فقال لي : " يا أبا هريرة أشكمت درد ؟ قال : قلت : نعم يارسول الله ، قال : قم فصل ، فإن في الصلاة شفاء " . وقد روي هذا الحديثموقوفاً على أبي هريرة ، وأنه هو الذي قال ذلك لمجاهد ، وهو أشبه . ومعنى هذهاللفظة بالفارسي : أيوجعك بطنك ؟ .
فإن لم ينشرح صدر زنديق الأطباء بهذاالعلاج ، فيخاطب بصناعة الطب ، ويقال له : الصلاة رياضة النفس والبدن جميعاً ، إذكانت تشتمل على حركات وأوضاع مختلفة من الإنتصاب ، والركوع ، والسجود ، والتورك ،والإنتقالات وغيرها من الأوضاع التي يتحرك معها أكثر المفاصل ، وينغمز معها أكثرالأعضاء الباطنة ، كالمعدة ، والأمعاء ، وسائر آلات النفس ، والغذاء ، فما ينكر أنيكون في هذه الحركات تقوية وتحليل للمواد ، ولا سيما بواسطة قوة النفس وانشراحهافي الصلاة ، فتقوى الطبيعة ، فيندفع الألم ، ولكن داء الزندقة والإعراض عما جاءتبه الرسل ، والتعوض عنه بالإلحاد داء ليس له دواء إلا نار تلظى لا يصلاهاإلا الأشقى الذي كذب وتولى .
وأما تأثير الجهاد في دفع الهم والغم، فأمر معلوم بالوجدان ، فإن النفس متى تركت صائل الباطل وصولته واستيلاءه ، اشتدهمها وغمها ، وكربها وخوفها ، فإذا جاهدته لله أبدل الله ذلك الهم والحزن فرحاًونشاطاً وقوة ، كما قال تعالى : " قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهموينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين * ويذهب غيظ قلوبهم " [ التوبة : 14 ، 15] ، فلا شئ أذهب لجوى القلب وغمه وهمه وحزنه من الجهاد ، والله المستعان .

وأما تأثير لا حول ولا قوة إلابالله في دفع هذا الداء ، فلما فيها من كمال التفويض والتبري من الحولوالقوة إلا به ، وتسليم الأمر كله له ، وعدم منازعته في شئ منه ، وعموم ذلك لكلتحول من حال إلى حال في العالم العلوي والسفلي ، والقوة على ذلك التحول ، وأن ذلككله بالله وحده ، فلا يقوم لهذه الكلمة شئ . وفي بعض الآثار : إنه ما ينزل ملك منالسماء ، ولا يصعد إليها إلا بلا حول ولا قوة إلا بالله ، ولها تأثير عجيب في طردالشيطان ، والله المستعان .

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في علاجالفزع ، والأرق المانع من النوم
روى الترمذي في جامعه عنبريدة قال : شكى خالد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! ما أنامالليل من الأرق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت ، ورب الأرضين ، وما أقلت ، ورب الشياطين ،وما أضلت ، كن لي جاراً من شر خلقك كلهم جميعاً أن يفرط علي أحد منهم ، أو يبغيعلي ، عز جارك ، وجل ثناؤك، ولا إله غيرك " .
وفيه أيضاً : عن عمرو بن شعيب ، عنأبيه ، عن جده ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع : "أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه ، وعقابه ، وشر عباده ، ومن همزات الشياطين ،وأعوذ بك رب أن يحضرون " ، قال : وكان عبد الله بن عمرو يعلمهن من عقل منبنيه . ومن لم يعقل كتبه ، فأعلقه عليه ، ولا يخفى مناسبة هذه العوذة لعلاج هذاالداء .

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في علاجداء الحريق وإطفائه
يذكر عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدهقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا رأيتم الحريق فكبروا ، فإنالتكبير يطفئه " . لما كان الحريق سببه النار ، وهي مادة الشيطان التي خلق منها، وكان فيه من الفساد العام ما يناسب الشيطان بمادته وفعله ، كان للشيطان إعانةعليه ، وتنفيذ له ، وكانت النار تطلب بطبعها العلو والفساد ، وهذان الأمران ، وهماالعلو في الأرض والفساد هما هدي الشيطان ، وإليهما يدعو ، وبهما يهلك بني آدم ،فالنار والشيطان كل منهما يريد العلو في الأرض والفساد ، وكبرياء الرب - عز وجل -تقمع الشيطان وفعله .
ولهذا كان تكبير الله - عز وجل - لهأثر في إطفاء الحريق ، فإن كبرياء الله - عز وجل - لا يقوم لها شئ ، فإذا كبرالمسلم ربه ، أثر تكبيره في خمود النار وخمود الشيطان التي هي مادته ، فيطفئالحريق ، وقد جربنا نحن وغيرنا هذا ، فوجدناه كذلك، والله أعلم .

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في حفظالصحة بالطيب
لما كانت الرائحة الطيبة غذاء الروح ،والروح مطية القوى ، والقوى تزداد بالطيب ، وهو ينفع الدماغ والقلب ، وسائرالأعضاء الباطنية ، ويفرح القلب ، ويسر النفس ويبسط الروح ، وهو أصدق شئ للروح ،وأشده ملاءمة لها ، وبينه وبين الروح الطيبة نسبة قريبة . كان أحد المحبوبين منالدنيا إلى أطيب الطيبين صلوات الله عليه وسلامه .
وفي صحيح البخاري أنه صلىالله عليه وسلم كان لا يرد الطيب .
وفي صحيح مسلم عنه صلىالله عليه وسلم : " من عرض عليه ريحان ، فلا يرده فإنه طيب الريح ، خفيفالمحمل " .
وفي سنن أبي داود والنسائي ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " منعرض عليه طيب ، فلا يرده ، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة " .

وفي مسند البزار : عنالنبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن الله طيب يجب الطيب ، نظيف يحبالنظافة ، كريم يحب الكرم ، جواد يحب الجود ، فنظفوا أفناءكم وساحاتكم ، ولاتشبهوا باليهود يجمعون الأكب في دورهم " . الأكب : الزبالة .
وذكر ابن أبي شيبة ، أنه صلى اللهعليه وسلم كان له سكة يتطيب منها .
وصح عنه أنه قال : " إن لله حقاًعلى كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام ، وإن كان له طيب أن يمس منه " . وفيالطيب من الخاصية ، أن الملائكة تحبه ، والشياطين تنفر عنه ، وأحب شئ إلى الشياطينالرائحة المنتنة الكريهة ، فالأرواح الطيبة تحب الرائحة الطيبة ، والأرواح الخبيثةتحب الرائحة الخبيثة ، وكل روح تميل إلى ما يناسبها ، فالخبيثات للخبيثين،والخبيثون للخبيثات، والطيبات للطيبين ، والطيبيون للطيبات ، وهذا وإن كان فيالنساء والرجال ، فإنه يتناول الأعمال والأقوال ، والمطاعم والمشارب، والملابسوالروائح ، إما بعموم لفظه ، أو بعموم معناه .

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في حفظصحة العين
روى أبو داود في سننه عنعبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة الأنصاري ، عن أبيه ، عن جده رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالإثمد المروح عند النوم وقال : "ليتقه الصائم " . قال أبو عبيد : المروح : المطيب بالمسك .
وفي سنن ابن ماجه وغيرهعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت للنبي صلى الله عليه وسلم مكحلة يكتحل منهاثلاثاً في كل عين .
وفي الترمذي : عن ابن عباس رضي اللهعنهما ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اكتحل يجعل في اليمنى ثلاثاً، يبتدىء بها ، ويختم بها ، وفي اليسرى ثنتين .
وقد روى أبو داود عنه صلى الله عليهوسلم : " من اكتحل فليوتر " . فهل الوتر بالنسبة إلى العينين كلتيهما ،فيكون في هذه ثلاث ، وفي هذه ثنتان ، واليمنى أولى بالإبتداء والتفضيل ، أو هوبالنسبة إلى كل عين ، فيكون في هذه ثلاث ، وفي هذه ثلاث ، وهما قولان في مذهب أحمدوغيره .
وفي الكحل حفظ لصحة العين ، وتقويةللنور الباصر ، وجلاء لها ، وتلطيف للمادة الرديئة ، واستخراج لها مع الزينة فيبعض أنواعه ، وله عند النوم مزيد فضل لاشتمالها على الكحل ، وسكونها عقيبه عنالحركة المضرة بها ، وخدمة الطبيعة لها ، وللإثمد من ذلك خاصية .
وفي سنن ابن ماجه عن سالمعن أبيه يرفعه : " عليكم بالإثمد ، فإنه يجلو البصر ، وينبت الشعر " .
وفي كتاب أبي نعيم :" فإنه منبتة للشعر ، مذهبة للقذى ، مصفاة للبصر " .
وفي سنن ابن ماجه أيضاً :عن ابن عباس - رضي الله عنهما - يرفعه : " خير أكحالكم الإثمد ، يجلو البصر ،وينبت الشعر " .
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى