وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

وأذا مرضت فهو يشفين
اهلا بك زائرنا الكريم
كي تتمكن من قراءة كل المواضيع ووضع الردود يرجى منك تشرفينا عضوا مرحبا به في منتدانا والتسجيل
وأذا مرضت فهو يشفين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
بحـث
 
 

نتائج البحث
 


Rechercher بحث متقدم

المواضيع الأخيرة
» علاج تصلب الشرايين والجلطات القلبيه والدماغيه بعون الله تعالى
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه

» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Icon_minitime1الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه

» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Icon_minitime1الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه

» اسماء الأعشاب
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز

» آيات الشفاء في القرآن
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز

» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز

» رقية للعقـم والإســـقاط
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز

» مرضى السكري
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Icon_minitime1الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز

التبادل الاعلاني
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  

اليومية اليومية

التبادل الاعلاني
دخول

لقد نسيت كلمة السر


الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2)

اذهب الى الأسفل

الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2) Empty الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2)

مُساهمة من طرف خالد براهمه الخميس أكتوبر 28, 2010 10:38 pm

فصل
وإذا كان العائن يخشىضرر عينه وإصابتها للمعين ، فليدفع شرها بقوله : اللهم بارك عليه ، كما قال النبيصلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف : " ألا بركت "أي : قلت : اللهم بارك عليه .
ومما يدفع به إصابةالعين قول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، روى هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه كانإذا رأى شيئاً يعجبه ، أو دخل حائطاً من حيطانه قال : ما شاء الله ، لا قوة إلابالله .
ومنها رقية جبريل عليهالسلام للنبي صلى الله عليه وسلم التي رواها مسلم في صحيحه "باسم الله أرقيك ، من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسمالله أرقيك " .
ورأى جماعة من السلف أنتكتب له الآيات من القرآن ، ثم يشربها . قال مجاهد : لا بأس أن يكتب القرآن ،ويغسله ، ويسقيه المريض ، ومثله عن أبي قلابة . ويذكر عن ابن عباس : أنه أمر أنيكتب لامرأة تعسر عليها ولادها أثر من القرآن ، ثم يغسل وتسقى . وقال أيوب : رأيتأبا قلابة كتب كتاباً من القرآن ، ثم غسله بماء ، وسقاه رجلاً كان به وجع .

فصل
ومنها : أن يؤمر العائنبغسل مغابنه وأطرافه وداخلة إزاره ، وفيه قولان . أحدهما : أنه فرجه . والثاني :أنه طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده من الجانب الأيمن ، ثم يصب على رأس المعين منخلفه بغتة ، وهذا مما لا يناله علاج الأطباء ، ولا ينتفع به من أنكره ، أو سخر منه، أو شك فيه ، أو فعله مجرباً لا يعتقد أن ذلك ينفعه .

وإذا كان في الطبيعةخواص لا تعرف الأطباء عللها البتة ، بل هي عندهم خارجة عن قياس الطبيعة تفعلبالخاصية ، فما الذي ينكره زنادقتهم وجهلتهم من الخواص الشرعية ، هذا مع أن فيالمعالجة بهذا الإستغسال ما تشهد له العقول الصحيحة ، وتقر لمناسبته ، فاعلم أنترياق سم الحية في لحمها ، وأن علاج تأثير النفس الغضبية في تسكين غضبها ، وإطفاءناره بوضع يدك عليه ، والمسح عليه ، وتسكين غضبه ، وذلك بمنزلة رجل معه شعلة مننار ، وقد أراد أن يقذفك بها ، فصببت عليها الماء ، وهي في يده حتى طفئت ، ولذلكأمر العائن أن يقول : اللهم بارك عليه ليدفع تلك الكيفية الخبيثةبالدعاء الذي هو إحسان إلى المعين ، فإن دواء الشئ بضده . ولما كانت هذه الكيفيةالخبيثة تظهر في المواضع الرقيقة من الجسد ، لأنها تطلب النفوذ ، فلا تجد أرق منالمغابن ، وداخلة الإزار ، ولا سيما إن كان كناية عن الفرج ، فإذا غسلت بالماء ،بطل تأثيرها وعملها ، وأيضاً فهذه المواضع للأرواح الشيطانية بها اختصاص .
والمقصود : أن غسلهابالماء يطفئ تلك النارية ، ويذهب بتلك السمية .

وفيه أمر آخر ، وهو وصولأثر الغسل إلى القلب من أرق المواضع وأسرعها تنفيذاً ، فيطفئ تلك النارية والسميةبالماء ، فيشفى المعين ، وهذا كما أن ذوات السموم إذا قتلت بعد لسعها ، خف أثراللسعة عن الملسوع ، ووجد راحة ، فإن أنفسها تمد أذاها بعد لسعها ، وتوصله إلىالملسوع . فإذا قتلت ، خف الألم ، وهذا مشاهد . وإن كان من أسبابه فرح الملسوع ،واشتفاء نفسه بقتل عدوه ، فتقوى الطبيعة على الألم ، فتدفعه .

وبالجملة : غسل العائنيذهب تلك الكيفية التي ظهرت منه ، وإنما ينفع غسله عند تكيف نفسه بتلك الكيفية .
فإن قيل : فقد ظهرتمناسبة الغسل ، فما مناسبة صب ذلك الماء على المعين ؟ قيل : هو في غاية المناسبة ،فإن ذلك الماء ماء طفئ به تلك النارية ، وأبطل تلك الكيفية الرديئة من الفاعل ،فكما طفئت به النارية القائمة بالفاعل طفئت به ، وأبطلت عن المحل المتأثر بعدملابسته للمؤثر العائن ، والماء الذي يطفأ به الحديد يدخل في أدوية عدة طبيعيةذكرها الأطباء ، فهذا الذي طفئ به
نارية العائن ، لايستنكر أن يدخل في دواء يناسب هذا الداء . وبالجملة : فطب الطبائعية وعلاجهمبالنسبة إلى العلاج النبوي ، كطب الطرقية بالنسبة إلى طبهم ، بل أقل ، فإن التفاوتالذي بينهم وبين الأنبياء أعظم ، وأعظم من التفاوت الذي بينهم وبين الطرقية بما لايدرك الإنسان مقدراه ، فقد ظهر لك عقد الإخاء الذي بين الحكمة والشرع ، وعدممناقضة أحدهما للآخر ، والله يهدي من يشاء إلى الصواب ، ويفتح لمن أدام قرع بابالتوفيق منه كل باب ، وله النعمة السابغة ، والحجة البالغة .

فصل
ومن علاج ذلك أيضاًوالإحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه ، كما ذكر البغوي فيكتاب شرح السنة : أن عثمان رضي الله عنه رأى صبياً مليحاً ، فقال :دسموا نونته ، لئلا تصيبه العين ، ثم قال في تفسيره : ومعنى : دسموا
نونته : أي : سودوانونته ، والنونة : النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير .
وقال الخطابي في غريب الحديث له عن عثمان : إنه رأى صبياً تأخذه العين ، فقال : دسموا نونته. فقال أبو عمرو : سألت أحمد بن يحيى عنه ، فقال : أراد بالنونة : النقرة التي فيذقنه . والتدسيم : التسويد . أراد : سودوا ذلك الموضع من ذقنه ، ليرد العين . قال: ومن هذا حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم ، وعلى رأسهعمامة دسماء . أي : سوداء . أراد الإستشهاد على اللفظة ، ومن هذا أخذ الشاعرقوله :
ما كان أحوج ذا الكمالإلى عيـــب يـوقيــه مـن العين

فصل
ومن الرقى التي تردالعين ما ذكر عن أبي عبد الله الساجي ، أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو علىناقة فارهة ، وكان في الرفقة رجل عائن ، قلما نظر إلى شئ إلا أتلفه ، فقيل لأبيعبد الله : إحفظ ناقتك من العائن ، فقال : ليس له إلى ناقتي سبيل ، فأخبر العائنبقوله ، فتحين غيبة أبي عبد الله ، فجاء إلى رحله ، فنظر إلى الناقة ، فاضطربتوسقطت ، فجاء أبو عبد الله ، فأخبر أن العائن قد عانها ، وهي كما ترى ، فقال :دلوني عليه ، فدل ، فوقف عليه ، وقال : بسم الله ، حبس حابس ، وحجر يابس ، وشهابقابس ، رددت عين العائن عليه ، وعلى أحب الناس إليه ، " فارجع البصر هل ترىمن فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير " [ الملك :3 ، 4 ] فخرجت حدقتا العائن ، وقامت الناقة لا بأس بها .

فصل
في هديه صلى الله عليهوسلم في العلاج العام لكل شكوى بالرقية الإلهية
روى أبو داود في سننه من حديث أبي الدرداء ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من اشتكى منكم شيئاً ، أو اشتكاه أخ له فليقل : ربنا الله الذي في السماء ،تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء ، فاجعل رحمتك في الأرض ،واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين ، أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائكعلى هذا الوجع ، فيبرأ بإذن الله " .
وفي صحيحمسلم عن أبي سعيد الخدري ، " أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلىالله عليه وسلم فقال : يا محمد ! أشتكيت ؟ فقال : نعم ، فقال جبريل -عليه السلام - : باسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسدالله يشفيك باسم الله أرقيك " .
فإن قيل : فما تقولون فيالحديث الذي رواه أبو داود : " لا رقية إلا من عين ، أو حمة ، . . " والحمة: ذوات السموم كلها .
فالجواب أنه صلى اللهعليه وسلم لم يرد به نفي جواز الرقية في غيرها ، بل المراد به : لا رقية أولىوأنفع منها في العين والحمة ، ويدل عليه سياق الحديث ، فإن سهل بن حنيف قال له لماأصابته العين : أوفي الرقى خير ؟ فقال : " لا رقية إلا في نقس أو حمة "ويدل عليه سائر أحاديث الرقى العامة والخاصة ، وقد روى أبو داود من حديث أنس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم يرقأ" .
وفي صحيحمسلم عنه أيضاً : رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمةوالنملة .


فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقيةاللديغ بالفاتحة
أخرجا في الصحيحين منحديث أبي سعيد الخدري ، قال : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيسفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ،فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شئ ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاءالرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شئ ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شئ لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شئ ؟فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم ، فلم تضيفونا ، فما أنا براقحتى تجعلوا لنا جعلاً ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ :الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال :فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى : لاتفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنذكر له الذي كان ، فننظر مايأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له ذلك ، فقال :" وما يدريك أنها رقية ؟ ، ثم قال : قد أصبتم ، اقسموا واضربوالي معكم سهماً " .

وقد روى ابن ماجه في سننه من حديث علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الدواء القرآن " .
ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواصومنافع مجربة ، فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كلام كفضل الله علىخلقه الذي هو الشفاء التام ، والعصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة ،الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته . قال تعالى : "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " [ الإسراء : 82 ] ، و من ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، هذا أصح القولين ، كقوله تعالى : "وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " [ الفتح :129 ] وكلهم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فما الظن بفاتحة الكتاب التي لمينزل في القرآن ، ولا في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور مثلها ،المتضمنة لجميع معاني كتب الله ، المشتملة على ذكر أصول أسماء الرب - تعالى -ومجامعها ، وهي الله ، والرب ، والرحمن ، وإثبات المعاد ، وذكر التوحيدين : توحيدالربوبية ، وتوحيد الإلهية ، وذكر الإفتقار إلى الرب سبحانه في طلب الإعانة وطلبالهداية ، وتخصيصه سبحانه بذلك ، وذكر أفضل الدعاء على الإطلاق وأنفعه وأفرضه ، وماالعباد أحوج شئ إليه ، وهو الهداية إلى صراطه المستقيم ، المتضمن كمال معرفتهوتوحيده وعبادته - بفعل ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه ، والإستقامة عليه إلىالممات ، ويتضمن ذكر أصناف الخلائق وانقسامهم إلى منعم عليه بمعرفة الحق ، والعملبه ، ومحبته ، وإيثاره ، ومغضوب عليه بعدوله عن الحق بعد معرفته له ، وضال بعدممعرفته له . وهؤلاء أقسام الخليقة مع تضمنها لإثبات القدر ، والشرع، والأسماء،والصفات ، والمعاد ، والنبوات ، وتزكية النفوس ، وإصلاح القلوب ، وذكر عدل اللهوإحسانه ، والرد على جميع أهل البدع والباطل ، كما ذكرنا ذلك في كتابناالكبير مدارج السالكين في شرحها . وحقيق بسورة هذا بعض شأنها ، أنيستشفى بها من الأدواء ، ويرقى بها اللديغ .

وبالجملة فما تضمنته الفاتحة من إخلاصالعبودية والثناء على الله ، وتفويض الأمر كله إليه ، والإستعانة به ، والتوكلعليه ، وسؤاله مجامع النعم كلها ، وهي الهداية التي تجلب النعم ، وتدفع النقم ، منأعظم الأدوية الشافية الكافية .
وقد قيل : إن موضع الرقية منها :" إياك نعبد وإياك نستعين " ، ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاءهذا الدواء ، فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل ، والإلتجاء والإستعانة ،والإفتقار والطلب ، والجمع بين أعلى الغايات ، وهي عبادة الرب وحده ،وأشرف الوسائل وهي الإستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها ، ولقد مر بي وقت بمكةسقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت أتعالج بها ، آخذ شربة من ماء زمزم ،وأقرؤها عليها مراراً ، ثم أشربه ، فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عندكثير من الأوجاع ، فأنتفع بها غاية الإنتفاع .

فصل
وفي تأثير الرقى بالفاتحة وغيرها فيعلاج ذوات السموم سر بديع ، فإن ذوات السموم أثرت بكيفيات نفوسها الخبيثة ،كما تقدم ، وسلاحها حماتها التي تلدغ بها ، وهي لا تلدغ حتى تغضب ، فإذاغضبت ، ثار فيها السم ، فتقذفه بآلتها ، وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء ، ولكلشئ ضداً ، ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي ، فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال ، كمايقع بين الداء ، والدواء ، فتقوى نفس الراقي وقوته بالرقية على ذلك الداء ، فيدفعهبإذن الله ، ومدار تأثير الأدوية والأدواء على الفعل والإنفعال ، وهو كما يقع بينالداء والدواء الطبيعيين ، يقع بين الداء والدواء الروحانيين ، والروحاني ،والطبيعي ، وفي النفث والتفل استعانة بتلك الرطوبة والهواء ، والنفس المباشرللرقية ، والذكر والدعاء ، فإن الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه ، فإذا صاحبها شئمن أجزاء باطنه من الريق والهواء والنفس ، كانت أتم تأثيراً ، وأقوى فعلاً ونفوذاً، ويحصل بالإزدواج بينهما كيفية موثرة شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية .
وبالجملة : فنفس الراقي تقابل تلكالنفوس الخبيثة ، وتزيد بكيفية نفسه .

وتستعين بالرقية وبالنفث على إزالةذلك الأثر ، وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى ، كانت الرقية أتم ، واستعانتهبنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها .

وفي النفث سر آخر ، فإنه مما تستعينبه الأرواح الطيبة والخبيثة ، ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان . قالتعالى : " ومن شر النفاثات في العقد " ، وذلك لأن النفس تتكيفبكيفية الغضب والمحاربة ، وترسل أنفاسها سهاماً لها ، وتمدها بالنفث والتفل الذيمعه شئ من الريق مصاحب لكيفية مؤثرة ، والسواحر تستعين بالنفث استعانة بينة ، وإنلم تتصل بجسم المسحور ،
بل تنفث على العقدة وتعقدها ، وتتكلمبالسحر ، فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة ، فتقابلها الروحالزكية الطيبة بكيفية الدفع والتكلم بالرقية ، وتستعين بالنفث ، فأيهما قوي كانالحكم له ، ومقابلة الأرواح بعضها لبعض ، ومحاربتها وآلتها من جنس مقابلة الأجسام، ومحاربتها وآلتها سواء ، بل الأصل في المحاربة والتقابل للأرواح والأجسام آلتهاوجندها ، ولكن من غلب عليه الحس لا يشعر بتأثيرات الأرواح وأفعالها وانفعالاتهالاستيلاء سلطان الحس عليه ، وبعده من عالم الأرواح ، وأحكامها ، وأفعالها .
والمقصود : أن الروح إذا كانت قويةوتكيفت بمعاني الفاتحة ، واستعانت بالنفث والتفل ، قابلت ذلك الأثر الذي حصل منالنفوس الخبيثة ، فأزالته والله أعلم .

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في علاجلدغة العقرب بالرقية
روى ابن أبي شيبة في مسنده ، من حديث عبد الله بن مسعود قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلميصلي ، إذ سجد فلدغته عقرب في إصبعه ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :" لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره " ، قال : ثم دعا بإناء فيهماء وملح ، فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ، ويقرأ " قل هو الله أحد" ، والمعوذتين حتى سكنت .

ففي هذا الحديث العلاج بالدواء المركبمن الأمرين : الطبيعي والإلهي ، فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيد العلميالإعتقادي ، وإثبات الأحدية لله ، المستلزمة نفي كل شركة عنه ، وإثبات الصمديةالمستلزمة لإثبات كل كمال له مع كون الخلائق تصمد إليه في حوائجها ، أي : تقصدهالخليقة ، وتتوجه إليه ، علويها وسفليها ، ونفي الوالد والولد ، والكفء عنهالمتضمن لنفي
الأصل ، والفرع والنظير ، والمماثلمما اختصت به وصارت تعدل ثلث القرآن ، ففي اسمه الصمد إثبات كل الكمال ، وفي نفيالكفء التنزيه عن الشبيه والمثال . وفي الأحد نفي كل شريك لذي الجلال ، وهذهالأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد .
وفي المعوذتين الإستعاذة من كل مكروهجملة وتفصيلاً ، فإن الإستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ، سواء كان فيالأجسام أو الأرواح ، والإستعاذة من شر الغاسق وهو الليل ، وآيته وهو القمر إذاغاب ، تتضمن الإستعاذة من شر ما ينتشر فيه من الأرواح الخبيثة التي كان نور النهاريحول بينها وبين الإنتشار ، فلما أظلم الليل عليها وغاب القمر ، انتشرت وعاثت .
والإستعاذة من شر النفاثات في العقدتتضمن الإستعاذة من شر السواحر وسحرهن .
والإستعاذة من شر الحاسد تتضمنالإستعاذة من النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها ونظرها .

والسورة الثانية : تتضمن الإستعاذة منشر شياطين الإنس والجن ، فقد جمعت السورتان الإستعاذة من كل شر ، ولهما شأن عظيمفي الإحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها ، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليهوسلم عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة ، ذكره الترمذي في جامعه وفيهذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة . وقال : ما تعوذ المتعوذونبمثلهما . وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم سحر في إحدى عشرة عقدة ، وأن جبريل نزلعليه بهما ، فجعل كلما قرأ آية منهما انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد كلها ، وكأنماأنشط من عقال .

وأما العلاج الطبيعي فيه ، فإن فيالملح نفعاً لكثير من السموم ، ولا سيما لدغة العقرب ، قال صاحب القانون : يضمد به مع بزر الكتان للسع العقرب ، وذكره غيره أيضاً . وفيالملح من القوة الجاذبة المحللة ما يجذب السموم ويحللها ، ولما كان في لسعها قوةنارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج جمع بين الماء المبرد لنار اللسعة ، والملحالذي فيه جذب وإخراج ، وهذا أتم ما يكون من العلاج وأيسره وأسهله ، وفيه تنبيه علىأن علاج هذا الداء بالتبريد والجذب والإخراج والله أعلم .

وقد روى مسلم في صحيحه عنأبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! مالقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال : " أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلماتالله التامات من شر ما خلق ، لم تضرك " .
واعلم أن الأدوية الطبيعية الإلهيةتنفع من الداء بعد حصوله ، وتمنع من وقوعه ، وإن وقع لم يقع وقوعاً مضراً ، وإنكان مؤذياً ، والأدوية الطبيعية إنما تنفع ، بعد حصول الداء ، فالتعوذات والأذكار، إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمالالتعوذ وقوته وضعفه ، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ، ولازالة المرض ، أماالأول : فكما في الصحيحين من حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليهوسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه " قل هو الله أحد " والمعوذتين . ثميمسح بهما وجهه ، وما بلغت يده من جسده .

وكما في حديث عوذة أبي الدرداءالمرفوع " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم" ، وقد تقدم وفيه : من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، ومن قالهاآخر نهاره لم تصبه مصيبة حتى يصبح .
وكما في الصحيحين :" من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " .
وكما في صحيح مسلم عنالنبي صلى الله عليه وسلم : " من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التاماتمن شر ما خلق ، لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك " .
وكما في سنن أبي داود أنرسول الله صلى الله عليه وسلم كان في السفر يقول بالليل : " يا أرض ، ربيوربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك ، وشر ما يدب عليك ، أعوذ بالله من أسدوأسود ، ومن الحية والعقرب ، ومن ساكن البلد ، ومن والد وما ولد " .
وأما الثاني : فكما تقدم من الرقيةبالفاتحة ، والرقية للعقرب وغيرها مما يأتي .

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقيةالنملة
قد تقدم من حديث أنس الذي في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة .
وفي سنن أبي داود عنالشفاء بنت عبد الله ، دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال: " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة " .

النملة : قروح تخرج في الجنين ، وهوداء معروف ، وسمي نملة ، لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه ،وأصنافها ثلاثة ، قال ابن قتيبة وغيره : كان المجوس يزعمون أن ولد الرجل من أختهإذا خط على النملة ، شفى صاحبها ، ومنه قول الشاعر :
ولاعيب فينا غير عرفلمعشر كرام وأنا لا نخط على النمل
وروى الخلال : أن الشفاء بنت عبد اللهكانت ترقي في الجاهلية من النملة ، فلما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانتقد بايعته بمكة ، قالت : يا رسول الله ! إني كنت أرقي في الجاهلية من النملة ،وإني أريد أن أعرضها عليك ، فعرضت عليه
فقالت : بسم الله ضلت حتى تعود منأفواهها ، ولا تضر أحداً ، اللهم اكشف البأس رب الناس ، قال : ترقي بها على عودسبع مرات ، وتقصد مكاناً نظيفاً ، وتدلكه على حجر بخل خمر حاذق ، وتطليه علىالنملة . وفي الحديث : دليل على جواز تعليم النساء الكتابة .

فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقيةالحية
قد تقدم قوله : " لا رقية إلا فيعين ، أو حمة " ، الحمة : بضم الحاء وفتح الميم وتخفيفها . وفي سنن ابنماجه من حديث عائشة : رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من الحيةوالعقرب . ويذكر عن ابن شهاب الزهري قال : لدغ بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليهوسلم حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هل من راق ؟ فقالوا : يارسول الله ! إن آل حزم كانوا يرقون رقية الحية ، فلما نهيت عن الرقى تركوها ، فقال: ادعو عمارة بن حزم ، فدعوه ، فعرض عليه رقاه ، فقال : لا بأسبها فأذن له فيها فرقاه " .
خالد براهمه
خالد براهمه
Admin

عدد المساهمات : 558
تاريخ التسجيل : 13/09/2010
العمر : 67

https://doctor-khalid.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى