بحـث
المواضيع الأخيرة
مايو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | ||
6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 |
13 | 14 | 15 | 16 | 17 | 18 | 19 |
20 | 21 | 22 | 23 | 24 | 25 | 26 |
27 | 28 | 29 | 30 | 31 |
دخول
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2)
وأذا مرضت فهو يشفين :: الفئة الأولى :: العلاج بالقرأن الكريم :: علاج السحر واللبس والمس بالقرأن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
الطب النبــــــــوي الجزء الثالث (2)
فصل
وإذا كان العائن يخشىضرر عينه وإصابتها للمعين ، فليدفع شرها بقوله : اللهم بارك عليه ، كما قال النبيصلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف : " ألا بركت "أي : قلت : اللهم بارك عليه .
ومما يدفع به إصابةالعين قول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، روى هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه كانإذا رأى شيئاً يعجبه ، أو دخل حائطاً من حيطانه قال : ما شاء الله ، لا قوة إلابالله .
ومنها رقية جبريل عليهالسلام للنبي صلى الله عليه وسلم التي رواها مسلم في صحيحه "باسم الله أرقيك ، من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسمالله أرقيك " .
ورأى جماعة من السلف أنتكتب له الآيات من القرآن ، ثم يشربها . قال مجاهد : لا بأس أن يكتب القرآن ،ويغسله ، ويسقيه المريض ، ومثله عن أبي قلابة . ويذكر عن ابن عباس : أنه أمر أنيكتب لامرأة تعسر عليها ولادها أثر من القرآن ، ثم يغسل وتسقى . وقال أيوب : رأيتأبا قلابة كتب كتاباً من القرآن ، ثم غسله بماء ، وسقاه رجلاً كان به وجع .
فصل
ومنها : أن يؤمر العائنبغسل مغابنه وأطرافه وداخلة إزاره ، وفيه قولان . أحدهما : أنه فرجه . والثاني :أنه طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده من الجانب الأيمن ، ثم يصب على رأس المعين منخلفه بغتة ، وهذا مما لا يناله علاج الأطباء ، ولا ينتفع به من أنكره ، أو سخر منه، أو شك فيه ، أو فعله مجرباً لا يعتقد أن ذلك ينفعه .
وإذا كان في الطبيعةخواص لا تعرف الأطباء عللها البتة ، بل هي عندهم خارجة عن قياس الطبيعة تفعلبالخاصية ، فما الذي ينكره زنادقتهم وجهلتهم من الخواص الشرعية ، هذا مع أن فيالمعالجة بهذا الإستغسال ما تشهد له العقول الصحيحة ، وتقر لمناسبته ، فاعلم أنترياق سم الحية في لحمها ، وأن علاج تأثير النفس الغضبية في تسكين غضبها ، وإطفاءناره بوضع يدك عليه ، والمسح عليه ، وتسكين غضبه ، وذلك بمنزلة رجل معه شعلة مننار ، وقد أراد أن يقذفك بها ، فصببت عليها الماء ، وهي في يده حتى طفئت ، ولذلكأمر العائن أن يقول : اللهم بارك عليه ليدفع تلك الكيفية الخبيثةبالدعاء الذي هو إحسان إلى المعين ، فإن دواء الشئ بضده . ولما كانت هذه الكيفيةالخبيثة تظهر في المواضع الرقيقة من الجسد ، لأنها تطلب النفوذ ، فلا تجد أرق منالمغابن ، وداخلة الإزار ، ولا سيما إن كان كناية عن الفرج ، فإذا غسلت بالماء ،بطل تأثيرها وعملها ، وأيضاً فهذه المواضع للأرواح الشيطانية بها اختصاص .
والمقصود : أن غسلهابالماء يطفئ تلك النارية ، ويذهب بتلك السمية .
وفيه أمر آخر ، وهو وصولأثر الغسل إلى القلب من أرق المواضع وأسرعها تنفيذاً ، فيطفئ تلك النارية والسميةبالماء ، فيشفى المعين ، وهذا كما أن ذوات السموم إذا قتلت بعد لسعها ، خف أثراللسعة عن الملسوع ، ووجد راحة ، فإن أنفسها تمد أذاها بعد لسعها ، وتوصله إلىالملسوع . فإذا قتلت ، خف الألم ، وهذا مشاهد . وإن كان من أسبابه فرح الملسوع ،واشتفاء نفسه بقتل عدوه ، فتقوى الطبيعة على الألم ، فتدفعه .
وبالجملة : غسل العائنيذهب تلك الكيفية التي ظهرت منه ، وإنما ينفع غسله عند تكيف نفسه بتلك الكيفية .
فإن قيل : فقد ظهرتمناسبة الغسل ، فما مناسبة صب ذلك الماء على المعين ؟ قيل : هو في غاية المناسبة ،فإن ذلك الماء ماء طفئ به تلك النارية ، وأبطل تلك الكيفية الرديئة من الفاعل ،فكما طفئت به النارية القائمة بالفاعل طفئت به ، وأبطلت عن المحل المتأثر بعدملابسته للمؤثر العائن ، والماء الذي يطفأ به الحديد يدخل في أدوية عدة طبيعيةذكرها الأطباء ، فهذا الذي طفئ به
نارية العائن ، لايستنكر أن يدخل في دواء يناسب هذا الداء . وبالجملة : فطب الطبائعية وعلاجهمبالنسبة إلى العلاج النبوي ، كطب الطرقية بالنسبة إلى طبهم ، بل أقل ، فإن التفاوتالذي بينهم وبين الأنبياء أعظم ، وأعظم من التفاوت الذي بينهم وبين الطرقية بما لايدرك الإنسان مقدراه ، فقد ظهر لك عقد الإخاء الذي بين الحكمة والشرع ، وعدممناقضة أحدهما للآخر ، والله يهدي من يشاء إلى الصواب ، ويفتح لمن أدام قرع بابالتوفيق منه كل باب ، وله النعمة السابغة ، والحجة البالغة .
فصل
ومن علاج ذلك أيضاًوالإحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه ، كما ذكر البغوي فيكتاب شرح السنة : أن عثمان رضي الله عنه رأى صبياً مليحاً ، فقال :دسموا نونته ، لئلا تصيبه العين ، ثم قال في تفسيره : ومعنى : دسموا
نونته : أي : سودوانونته ، والنونة : النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير .
وقال الخطابي في غريب الحديث له عن عثمان : إنه رأى صبياً تأخذه العين ، فقال : دسموا نونته. فقال أبو عمرو : سألت أحمد بن يحيى عنه ، فقال : أراد بالنونة : النقرة التي فيذقنه . والتدسيم : التسويد . أراد : سودوا ذلك الموضع من ذقنه ، ليرد العين . قال: ومن هذا حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم ، وعلى رأسهعمامة دسماء . أي : سوداء . أراد الإستشهاد على اللفظة ، ومن هذا أخذ الشاعرقوله :
ما كان أحوج ذا الكمالإلى عيـــب يـوقيــه مـن العين
فصل
ومن الرقى التي تردالعين ما ذكر عن أبي عبد الله الساجي ، أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو علىناقة فارهة ، وكان في الرفقة رجل عائن ، قلما نظر إلى شئ إلا أتلفه ، فقيل لأبيعبد الله : إحفظ ناقتك من العائن ، فقال : ليس له إلى ناقتي سبيل ، فأخبر العائنبقوله ، فتحين غيبة أبي عبد الله ، فجاء إلى رحله ، فنظر إلى الناقة ، فاضطربتوسقطت ، فجاء أبو عبد الله ، فأخبر أن العائن قد عانها ، وهي كما ترى ، فقال :دلوني عليه ، فدل ، فوقف عليه ، وقال : بسم الله ، حبس حابس ، وحجر يابس ، وشهابقابس ، رددت عين العائن عليه ، وعلى أحب الناس إليه ، " فارجع البصر هل ترىمن فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير " [ الملك :3 ، 4 ] فخرجت حدقتا العائن ، وقامت الناقة لا بأس بها .
فصل
في هديه صلى الله عليهوسلم في العلاج العام لكل شكوى بالرقية الإلهية
روى أبو داود في سننه من حديث أبي الدرداء ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من اشتكى منكم شيئاً ، أو اشتكاه أخ له فليقل : ربنا الله الذي في السماء ،تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء ، فاجعل رحمتك في الأرض ،واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين ، أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائكعلى هذا الوجع ، فيبرأ بإذن الله " .
وفي صحيحمسلم عن أبي سعيد الخدري ، " أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلىالله عليه وسلم فقال : يا محمد ! أشتكيت ؟ فقال : نعم ، فقال جبريل -عليه السلام - : باسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسدالله يشفيك باسم الله أرقيك " .
فإن قيل : فما تقولون فيالحديث الذي رواه أبو داود : " لا رقية إلا من عين ، أو حمة ، . . " والحمة: ذوات السموم كلها .
فالجواب أنه صلى اللهعليه وسلم لم يرد به نفي جواز الرقية في غيرها ، بل المراد به : لا رقية أولىوأنفع منها في العين والحمة ، ويدل عليه سياق الحديث ، فإن سهل بن حنيف قال له لماأصابته العين : أوفي الرقى خير ؟ فقال : " لا رقية إلا في نقس أو حمة "ويدل عليه سائر أحاديث الرقى العامة والخاصة ، وقد روى أبو داود من حديث أنس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم يرقأ" .
وفي صحيحمسلم عنه أيضاً : رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمةوالنملة .
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقيةاللديغ بالفاتحة
أخرجا في الصحيحين منحديث أبي سعيد الخدري ، قال : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيسفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ،فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شئ ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاءالرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شئ ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شئ لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شئ ؟فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم ، فلم تضيفونا ، فما أنا براقحتى تجعلوا لنا جعلاً ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ :الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال :فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى : لاتفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنذكر له الذي كان ، فننظر مايأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له ذلك ، فقال :" وما يدريك أنها رقية ؟ ، ثم قال : قد أصبتم ، اقسموا واضربوالي معكم سهماً " .
وقد روى ابن ماجه في سننه من حديث علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الدواء القرآن " .
ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواصومنافع مجربة ، فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كلام كفضل الله علىخلقه الذي هو الشفاء التام ، والعصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة ،الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته . قال تعالى : "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " [ الإسراء : 82 ] ، و من ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، هذا أصح القولين ، كقوله تعالى : "وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " [ الفتح :129 ] وكلهم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فما الظن بفاتحة الكتاب التي لمينزل في القرآن ، ولا في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور مثلها ،المتضمنة لجميع معاني كتب الله ، المشتملة على ذكر أصول أسماء الرب - تعالى -ومجامعها ، وهي الله ، والرب ، والرحمن ، وإثبات المعاد ، وذكر التوحيدين : توحيدالربوبية ، وتوحيد الإلهية ، وذكر الإفتقار إلى الرب سبحانه في طلب الإعانة وطلبالهداية ، وتخصيصه سبحانه بذلك ، وذكر أفضل الدعاء على الإطلاق وأنفعه وأفرضه ، وماالعباد أحوج شئ إليه ، وهو الهداية إلى صراطه المستقيم ، المتضمن كمال معرفتهوتوحيده وعبادته - بفعل ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه ، والإستقامة عليه إلىالممات ، ويتضمن ذكر أصناف الخلائق وانقسامهم إلى منعم عليه بمعرفة الحق ، والعملبه ، ومحبته ، وإيثاره ، ومغضوب عليه بعدوله عن الحق بعد معرفته له ، وضال بعدممعرفته له . وهؤلاء أقسام الخليقة مع تضمنها لإثبات القدر ، والشرع، والأسماء،والصفات ، والمعاد ، والنبوات ، وتزكية النفوس ، وإصلاح القلوب ، وذكر عدل اللهوإحسانه ، والرد على جميع أهل البدع والباطل ، كما ذكرنا ذلك في كتابناالكبير مدارج السالكين في شرحها . وحقيق بسورة هذا بعض شأنها ، أنيستشفى بها من الأدواء ، ويرقى بها اللديغ .
وبالجملة فما تضمنته الفاتحة من إخلاصالعبودية والثناء على الله ، وتفويض الأمر كله إليه ، والإستعانة به ، والتوكلعليه ، وسؤاله مجامع النعم كلها ، وهي الهداية التي تجلب النعم ، وتدفع النقم ، منأعظم الأدوية الشافية الكافية .
وقد قيل : إن موضع الرقية منها :" إياك نعبد وإياك نستعين " ، ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاءهذا الدواء ، فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل ، والإلتجاء والإستعانة ،والإفتقار والطلب ، والجمع بين أعلى الغايات ، وهي عبادة الرب وحده ،وأشرف الوسائل وهي الإستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها ، ولقد مر بي وقت بمكةسقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت أتعالج بها ، آخذ شربة من ماء زمزم ،وأقرؤها عليها مراراً ، ثم أشربه ، فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عندكثير من الأوجاع ، فأنتفع بها غاية الإنتفاع .
فصل
وفي تأثير الرقى بالفاتحة وغيرها فيعلاج ذوات السموم سر بديع ، فإن ذوات السموم أثرت بكيفيات نفوسها الخبيثة ،كما تقدم ، وسلاحها حماتها التي تلدغ بها ، وهي لا تلدغ حتى تغضب ، فإذاغضبت ، ثار فيها السم ، فتقذفه بآلتها ، وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء ، ولكلشئ ضداً ، ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي ، فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال ، كمايقع بين الداء ، والدواء ، فتقوى نفس الراقي وقوته بالرقية على ذلك الداء ، فيدفعهبإذن الله ، ومدار تأثير الأدوية والأدواء على الفعل والإنفعال ، وهو كما يقع بينالداء والدواء الطبيعيين ، يقع بين الداء والدواء الروحانيين ، والروحاني ،والطبيعي ، وفي النفث والتفل استعانة بتلك الرطوبة والهواء ، والنفس المباشرللرقية ، والذكر والدعاء ، فإن الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه ، فإذا صاحبها شئمن أجزاء باطنه من الريق والهواء والنفس ، كانت أتم تأثيراً ، وأقوى فعلاً ونفوذاً، ويحصل بالإزدواج بينهما كيفية موثرة شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية .
وبالجملة : فنفس الراقي تقابل تلكالنفوس الخبيثة ، وتزيد بكيفية نفسه .
وتستعين بالرقية وبالنفث على إزالةذلك الأثر ، وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى ، كانت الرقية أتم ، واستعانتهبنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها .
وفي النفث سر آخر ، فإنه مما تستعينبه الأرواح الطيبة والخبيثة ، ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان . قالتعالى : " ومن شر النفاثات في العقد " ، وذلك لأن النفس تتكيفبكيفية الغضب والمحاربة ، وترسل أنفاسها سهاماً لها ، وتمدها بالنفث والتفل الذيمعه شئ من الريق مصاحب لكيفية مؤثرة ، والسواحر تستعين بالنفث استعانة بينة ، وإنلم تتصل بجسم المسحور ،
بل تنفث على العقدة وتعقدها ، وتتكلمبالسحر ، فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة ، فتقابلها الروحالزكية الطيبة بكيفية الدفع والتكلم بالرقية ، وتستعين بالنفث ، فأيهما قوي كانالحكم له ، ومقابلة الأرواح بعضها لبعض ، ومحاربتها وآلتها من جنس مقابلة الأجسام، ومحاربتها وآلتها سواء ، بل الأصل في المحاربة والتقابل للأرواح والأجسام آلتهاوجندها ، ولكن من غلب عليه الحس لا يشعر بتأثيرات الأرواح وأفعالها وانفعالاتهالاستيلاء سلطان الحس عليه ، وبعده من عالم الأرواح ، وأحكامها ، وأفعالها .
والمقصود : أن الروح إذا كانت قويةوتكيفت بمعاني الفاتحة ، واستعانت بالنفث والتفل ، قابلت ذلك الأثر الذي حصل منالنفوس الخبيثة ، فأزالته والله أعلم .
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في علاجلدغة العقرب بالرقية
روى ابن أبي شيبة في مسنده ، من حديث عبد الله بن مسعود قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلميصلي ، إذ سجد فلدغته عقرب في إصبعه ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :" لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره " ، قال : ثم دعا بإناء فيهماء وملح ، فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ، ويقرأ " قل هو الله أحد" ، والمعوذتين حتى سكنت .
ففي هذا الحديث العلاج بالدواء المركبمن الأمرين : الطبيعي والإلهي ، فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيد العلميالإعتقادي ، وإثبات الأحدية لله ، المستلزمة نفي كل شركة عنه ، وإثبات الصمديةالمستلزمة لإثبات كل كمال له مع كون الخلائق تصمد إليه في حوائجها ، أي : تقصدهالخليقة ، وتتوجه إليه ، علويها وسفليها ، ونفي الوالد والولد ، والكفء عنهالمتضمن لنفي
الأصل ، والفرع والنظير ، والمماثلمما اختصت به وصارت تعدل ثلث القرآن ، ففي اسمه الصمد إثبات كل الكمال ، وفي نفيالكفء التنزيه عن الشبيه والمثال . وفي الأحد نفي كل شريك لذي الجلال ، وهذهالأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد .
وفي المعوذتين الإستعاذة من كل مكروهجملة وتفصيلاً ، فإن الإستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ، سواء كان فيالأجسام أو الأرواح ، والإستعاذة من شر الغاسق وهو الليل ، وآيته وهو القمر إذاغاب ، تتضمن الإستعاذة من شر ما ينتشر فيه من الأرواح الخبيثة التي كان نور النهاريحول بينها وبين الإنتشار ، فلما أظلم الليل عليها وغاب القمر ، انتشرت وعاثت .
والإستعاذة من شر النفاثات في العقدتتضمن الإستعاذة من شر السواحر وسحرهن .
والإستعاذة من شر الحاسد تتضمنالإستعاذة من النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها ونظرها .
والسورة الثانية : تتضمن الإستعاذة منشر شياطين الإنس والجن ، فقد جمعت السورتان الإستعاذة من كل شر ، ولهما شأن عظيمفي الإحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها ، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليهوسلم عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة ، ذكره الترمذي في جامعه وفيهذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة . وقال : ما تعوذ المتعوذونبمثلهما . وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم سحر في إحدى عشرة عقدة ، وأن جبريل نزلعليه بهما ، فجعل كلما قرأ آية منهما انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد كلها ، وكأنماأنشط من عقال .
وأما العلاج الطبيعي فيه ، فإن فيالملح نفعاً لكثير من السموم ، ولا سيما لدغة العقرب ، قال صاحب القانون : يضمد به مع بزر الكتان للسع العقرب ، وذكره غيره أيضاً . وفيالملح من القوة الجاذبة المحللة ما يجذب السموم ويحللها ، ولما كان في لسعها قوةنارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج جمع بين الماء المبرد لنار اللسعة ، والملحالذي فيه جذب وإخراج ، وهذا أتم ما يكون من العلاج وأيسره وأسهله ، وفيه تنبيه علىأن علاج هذا الداء بالتبريد والجذب والإخراج والله أعلم .
وقد روى مسلم في صحيحه عنأبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! مالقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال : " أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلماتالله التامات من شر ما خلق ، لم تضرك " .
واعلم أن الأدوية الطبيعية الإلهيةتنفع من الداء بعد حصوله ، وتمنع من وقوعه ، وإن وقع لم يقع وقوعاً مضراً ، وإنكان مؤذياً ، والأدوية الطبيعية إنما تنفع ، بعد حصول الداء ، فالتعوذات والأذكار، إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمالالتعوذ وقوته وضعفه ، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ، ولازالة المرض ، أماالأول : فكما في الصحيحين من حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليهوسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه " قل هو الله أحد " والمعوذتين . ثميمسح بهما وجهه ، وما بلغت يده من جسده .
وكما في حديث عوذة أبي الدرداءالمرفوع " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم" ، وقد تقدم وفيه : من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، ومن قالهاآخر نهاره لم تصبه مصيبة حتى يصبح .
وكما في الصحيحين :" من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " .
وكما في صحيح مسلم عنالنبي صلى الله عليه وسلم : " من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التاماتمن شر ما خلق ، لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك " .
وكما في سنن أبي داود أنرسول الله صلى الله عليه وسلم كان في السفر يقول بالليل : " يا أرض ، ربيوربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك ، وشر ما يدب عليك ، أعوذ بالله من أسدوأسود ، ومن الحية والعقرب ، ومن ساكن البلد ، ومن والد وما ولد " .
وأما الثاني : فكما تقدم من الرقيةبالفاتحة ، والرقية للعقرب وغيرها مما يأتي .
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقيةالنملة
قد تقدم من حديث أنس الذي في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة .
وفي سنن أبي داود عنالشفاء بنت عبد الله ، دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال: " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة " .
النملة : قروح تخرج في الجنين ، وهوداء معروف ، وسمي نملة ، لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه ،وأصنافها ثلاثة ، قال ابن قتيبة وغيره : كان المجوس يزعمون أن ولد الرجل من أختهإذا خط على النملة ، شفى صاحبها ، ومنه قول الشاعر :
ولاعيب فينا غير عرفلمعشر كرام وأنا لا نخط على النمل
وروى الخلال : أن الشفاء بنت عبد اللهكانت ترقي في الجاهلية من النملة ، فلما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانتقد بايعته بمكة ، قالت : يا رسول الله ! إني كنت أرقي في الجاهلية من النملة ،وإني أريد أن أعرضها عليك ، فعرضت عليه
فقالت : بسم الله ضلت حتى تعود منأفواهها ، ولا تضر أحداً ، اللهم اكشف البأس رب الناس ، قال : ترقي بها على عودسبع مرات ، وتقصد مكاناً نظيفاً ، وتدلكه على حجر بخل خمر حاذق ، وتطليه علىالنملة . وفي الحديث : دليل على جواز تعليم النساء الكتابة .
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقيةالحية
قد تقدم قوله : " لا رقية إلا فيعين ، أو حمة " ، الحمة : بضم الحاء وفتح الميم وتخفيفها . وفي سنن ابنماجه من حديث عائشة : رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من الحيةوالعقرب . ويذكر عن ابن شهاب الزهري قال : لدغ بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليهوسلم حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هل من راق ؟ فقالوا : يارسول الله ! إن آل حزم كانوا يرقون رقية الحية ، فلما نهيت عن الرقى تركوها ، فقال: ادعو عمارة بن حزم ، فدعوه ، فعرض عليه رقاه ، فقال : لا بأسبها فأذن له فيها فرقاه " .
وإذا كان العائن يخشىضرر عينه وإصابتها للمعين ، فليدفع شرها بقوله : اللهم بارك عليه ، كما قال النبيصلى الله عليه وسلم لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف : " ألا بركت "أي : قلت : اللهم بارك عليه .
ومما يدفع به إصابةالعين قول : ما شاء الله لا قوة إلا بالله ، روى هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه كانإذا رأى شيئاً يعجبه ، أو دخل حائطاً من حيطانه قال : ما شاء الله ، لا قوة إلابالله .
ومنها رقية جبريل عليهالسلام للنبي صلى الله عليه وسلم التي رواها مسلم في صحيحه "باسم الله أرقيك ، من كل شئ يؤذيك ، من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك ، باسمالله أرقيك " .
ورأى جماعة من السلف أنتكتب له الآيات من القرآن ، ثم يشربها . قال مجاهد : لا بأس أن يكتب القرآن ،ويغسله ، ويسقيه المريض ، ومثله عن أبي قلابة . ويذكر عن ابن عباس : أنه أمر أنيكتب لامرأة تعسر عليها ولادها أثر من القرآن ، ثم يغسل وتسقى . وقال أيوب : رأيتأبا قلابة كتب كتاباً من القرآن ، ثم غسله بماء ، وسقاه رجلاً كان به وجع .
فصل
ومنها : أن يؤمر العائنبغسل مغابنه وأطرافه وداخلة إزاره ، وفيه قولان . أحدهما : أنه فرجه . والثاني :أنه طرف إزاره الداخل الذي يلي جسده من الجانب الأيمن ، ثم يصب على رأس المعين منخلفه بغتة ، وهذا مما لا يناله علاج الأطباء ، ولا ينتفع به من أنكره ، أو سخر منه، أو شك فيه ، أو فعله مجرباً لا يعتقد أن ذلك ينفعه .
وإذا كان في الطبيعةخواص لا تعرف الأطباء عللها البتة ، بل هي عندهم خارجة عن قياس الطبيعة تفعلبالخاصية ، فما الذي ينكره زنادقتهم وجهلتهم من الخواص الشرعية ، هذا مع أن فيالمعالجة بهذا الإستغسال ما تشهد له العقول الصحيحة ، وتقر لمناسبته ، فاعلم أنترياق سم الحية في لحمها ، وأن علاج تأثير النفس الغضبية في تسكين غضبها ، وإطفاءناره بوضع يدك عليه ، والمسح عليه ، وتسكين غضبه ، وذلك بمنزلة رجل معه شعلة مننار ، وقد أراد أن يقذفك بها ، فصببت عليها الماء ، وهي في يده حتى طفئت ، ولذلكأمر العائن أن يقول : اللهم بارك عليه ليدفع تلك الكيفية الخبيثةبالدعاء الذي هو إحسان إلى المعين ، فإن دواء الشئ بضده . ولما كانت هذه الكيفيةالخبيثة تظهر في المواضع الرقيقة من الجسد ، لأنها تطلب النفوذ ، فلا تجد أرق منالمغابن ، وداخلة الإزار ، ولا سيما إن كان كناية عن الفرج ، فإذا غسلت بالماء ،بطل تأثيرها وعملها ، وأيضاً فهذه المواضع للأرواح الشيطانية بها اختصاص .
والمقصود : أن غسلهابالماء يطفئ تلك النارية ، ويذهب بتلك السمية .
وفيه أمر آخر ، وهو وصولأثر الغسل إلى القلب من أرق المواضع وأسرعها تنفيذاً ، فيطفئ تلك النارية والسميةبالماء ، فيشفى المعين ، وهذا كما أن ذوات السموم إذا قتلت بعد لسعها ، خف أثراللسعة عن الملسوع ، ووجد راحة ، فإن أنفسها تمد أذاها بعد لسعها ، وتوصله إلىالملسوع . فإذا قتلت ، خف الألم ، وهذا مشاهد . وإن كان من أسبابه فرح الملسوع ،واشتفاء نفسه بقتل عدوه ، فتقوى الطبيعة على الألم ، فتدفعه .
وبالجملة : غسل العائنيذهب تلك الكيفية التي ظهرت منه ، وإنما ينفع غسله عند تكيف نفسه بتلك الكيفية .
فإن قيل : فقد ظهرتمناسبة الغسل ، فما مناسبة صب ذلك الماء على المعين ؟ قيل : هو في غاية المناسبة ،فإن ذلك الماء ماء طفئ به تلك النارية ، وأبطل تلك الكيفية الرديئة من الفاعل ،فكما طفئت به النارية القائمة بالفاعل طفئت به ، وأبطلت عن المحل المتأثر بعدملابسته للمؤثر العائن ، والماء الذي يطفأ به الحديد يدخل في أدوية عدة طبيعيةذكرها الأطباء ، فهذا الذي طفئ به
نارية العائن ، لايستنكر أن يدخل في دواء يناسب هذا الداء . وبالجملة : فطب الطبائعية وعلاجهمبالنسبة إلى العلاج النبوي ، كطب الطرقية بالنسبة إلى طبهم ، بل أقل ، فإن التفاوتالذي بينهم وبين الأنبياء أعظم ، وأعظم من التفاوت الذي بينهم وبين الطرقية بما لايدرك الإنسان مقدراه ، فقد ظهر لك عقد الإخاء الذي بين الحكمة والشرع ، وعدممناقضة أحدهما للآخر ، والله يهدي من يشاء إلى الصواب ، ويفتح لمن أدام قرع بابالتوفيق منه كل باب ، وله النعمة السابغة ، والحجة البالغة .
فصل
ومن علاج ذلك أيضاًوالإحتراز منه ستر محاسن من يخاف عليه العين بما يردها عنه ، كما ذكر البغوي فيكتاب شرح السنة : أن عثمان رضي الله عنه رأى صبياً مليحاً ، فقال :دسموا نونته ، لئلا تصيبه العين ، ثم قال في تفسيره : ومعنى : دسموا
نونته : أي : سودوانونته ، والنونة : النقرة التي تكون في ذقن الصبي الصغير .
وقال الخطابي في غريب الحديث له عن عثمان : إنه رأى صبياً تأخذه العين ، فقال : دسموا نونته. فقال أبو عمرو : سألت أحمد بن يحيى عنه ، فقال : أراد بالنونة : النقرة التي فيذقنه . والتدسيم : التسويد . أراد : سودوا ذلك الموضع من ذقنه ، ليرد العين . قال: ومن هذا حديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم ، وعلى رأسهعمامة دسماء . أي : سوداء . أراد الإستشهاد على اللفظة ، ومن هذا أخذ الشاعرقوله :
ما كان أحوج ذا الكمالإلى عيـــب يـوقيــه مـن العين
فصل
ومن الرقى التي تردالعين ما ذكر عن أبي عبد الله الساجي ، أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو علىناقة فارهة ، وكان في الرفقة رجل عائن ، قلما نظر إلى شئ إلا أتلفه ، فقيل لأبيعبد الله : إحفظ ناقتك من العائن ، فقال : ليس له إلى ناقتي سبيل ، فأخبر العائنبقوله ، فتحين غيبة أبي عبد الله ، فجاء إلى رحله ، فنظر إلى الناقة ، فاضطربتوسقطت ، فجاء أبو عبد الله ، فأخبر أن العائن قد عانها ، وهي كما ترى ، فقال :دلوني عليه ، فدل ، فوقف عليه ، وقال : بسم الله ، حبس حابس ، وحجر يابس ، وشهابقابس ، رددت عين العائن عليه ، وعلى أحب الناس إليه ، " فارجع البصر هل ترىمن فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير " [ الملك :3 ، 4 ] فخرجت حدقتا العائن ، وقامت الناقة لا بأس بها .
فصل
في هديه صلى الله عليهوسلم في العلاج العام لكل شكوى بالرقية الإلهية
روى أبو داود في سننه من حديث أبي الدرداء ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" من اشتكى منكم شيئاً ، أو اشتكاه أخ له فليقل : ربنا الله الذي في السماء ،تقدس اسمك ، أمرك في السماء والأرض كما رحمتك في السماء ، فاجعل رحمتك في الأرض ،واغفر لنا حوبنا وخطايانا أنت رب الطيبين ، أنزل رحمة من رحمتك ، وشفاء من شفائكعلى هذا الوجع ، فيبرأ بإذن الله " .
وفي صحيحمسلم عن أبي سعيد الخدري ، " أن جبريل - عليه السلام - أتى النبي صلىالله عليه وسلم فقال : يا محمد ! أشتكيت ؟ فقال : نعم ، فقال جبريل -عليه السلام - : باسم الله أرقيك من كل شئ يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسدالله يشفيك باسم الله أرقيك " .
فإن قيل : فما تقولون فيالحديث الذي رواه أبو داود : " لا رقية إلا من عين ، أو حمة ، . . " والحمة: ذوات السموم كلها .
فالجواب أنه صلى اللهعليه وسلم لم يرد به نفي جواز الرقية في غيرها ، بل المراد به : لا رقية أولىوأنفع منها في العين والحمة ، ويدل عليه سياق الحديث ، فإن سهل بن حنيف قال له لماأصابته العين : أوفي الرقى خير ؟ فقال : " لا رقية إلا في نقس أو حمة "ويدل عليه سائر أحاديث الرقى العامة والخاصة ، وقد روى أبو داود من حديث أنس قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم يرقأ" .
وفي صحيحمسلم عنه أيضاً : رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من العين والحمةوالنملة .
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقيةاللديغ بالفاتحة
أخرجا في الصحيحين منحديث أبي سعيد الخدري ، قال : انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيسفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ،فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شئ ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاءالرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شئ ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شئ لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شئ ؟فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم ، فلم تضيفونا ، فما أنا براقحتى تجعلوا لنا جعلاً ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ :الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال :فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى : لاتفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنذكر له الذي كان ، فننظر مايأمرنا ، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكروا له ذلك ، فقال :" وما يدريك أنها رقية ؟ ، ثم قال : قد أصبتم ، اقسموا واضربوالي معكم سهماً " .
وقد روى ابن ماجه في سننه من حديث علي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خير الدواء القرآن " .
ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواصومنافع مجربة ، فما الظن بكلام رب العالمين ، الذي فضله على كل كلام كفضل الله علىخلقه الذي هو الشفاء التام ، والعصمة النافعة ، والنور الهادي ، والرحمة العامة ،الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلالته . قال تعالى : "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " [ الإسراء : 82 ] ، و من ها هنا لبيان الجنس لا للتبعيض ، هذا أصح القولين ، كقوله تعالى : "وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما " [ الفتح :129 ] وكلهم من الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فما الظن بفاتحة الكتاب التي لمينزل في القرآن ، ولا في التوراة ، ولا في الإنجيل ، ولا في الزبور مثلها ،المتضمنة لجميع معاني كتب الله ، المشتملة على ذكر أصول أسماء الرب - تعالى -ومجامعها ، وهي الله ، والرب ، والرحمن ، وإثبات المعاد ، وذكر التوحيدين : توحيدالربوبية ، وتوحيد الإلهية ، وذكر الإفتقار إلى الرب سبحانه في طلب الإعانة وطلبالهداية ، وتخصيصه سبحانه بذلك ، وذكر أفضل الدعاء على الإطلاق وأنفعه وأفرضه ، وماالعباد أحوج شئ إليه ، وهو الهداية إلى صراطه المستقيم ، المتضمن كمال معرفتهوتوحيده وعبادته - بفعل ما أمر به ، واجتناب ما نهى عنه ، والإستقامة عليه إلىالممات ، ويتضمن ذكر أصناف الخلائق وانقسامهم إلى منعم عليه بمعرفة الحق ، والعملبه ، ومحبته ، وإيثاره ، ومغضوب عليه بعدوله عن الحق بعد معرفته له ، وضال بعدممعرفته له . وهؤلاء أقسام الخليقة مع تضمنها لإثبات القدر ، والشرع، والأسماء،والصفات ، والمعاد ، والنبوات ، وتزكية النفوس ، وإصلاح القلوب ، وذكر عدل اللهوإحسانه ، والرد على جميع أهل البدع والباطل ، كما ذكرنا ذلك في كتابناالكبير مدارج السالكين في شرحها . وحقيق بسورة هذا بعض شأنها ، أنيستشفى بها من الأدواء ، ويرقى بها اللديغ .
وبالجملة فما تضمنته الفاتحة من إخلاصالعبودية والثناء على الله ، وتفويض الأمر كله إليه ، والإستعانة به ، والتوكلعليه ، وسؤاله مجامع النعم كلها ، وهي الهداية التي تجلب النعم ، وتدفع النقم ، منأعظم الأدوية الشافية الكافية .
وقد قيل : إن موضع الرقية منها :" إياك نعبد وإياك نستعين " ، ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاءهذا الدواء ، فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل ، والإلتجاء والإستعانة ،والإفتقار والطلب ، والجمع بين أعلى الغايات ، وهي عبادة الرب وحده ،وأشرف الوسائل وهي الإستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها ، ولقد مر بي وقت بمكةسقمت فيه ، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت أتعالج بها ، آخذ شربة من ماء زمزم ،وأقرؤها عليها مراراً ، ثم أشربه ، فوجدت بذلك البرء التام ، ثم صرت أعتمد ذلك عندكثير من الأوجاع ، فأنتفع بها غاية الإنتفاع .
فصل
وفي تأثير الرقى بالفاتحة وغيرها فيعلاج ذوات السموم سر بديع ، فإن ذوات السموم أثرت بكيفيات نفوسها الخبيثة ،كما تقدم ، وسلاحها حماتها التي تلدغ بها ، وهي لا تلدغ حتى تغضب ، فإذاغضبت ، ثار فيها السم ، فتقذفه بآلتها ، وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء ، ولكلشئ ضداً ، ونفس الراقي تفعل في نفس المرقي ، فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال ، كمايقع بين الداء ، والدواء ، فتقوى نفس الراقي وقوته بالرقية على ذلك الداء ، فيدفعهبإذن الله ، ومدار تأثير الأدوية والأدواء على الفعل والإنفعال ، وهو كما يقع بينالداء والدواء الطبيعيين ، يقع بين الداء والدواء الروحانيين ، والروحاني ،والطبيعي ، وفي النفث والتفل استعانة بتلك الرطوبة والهواء ، والنفس المباشرللرقية ، والذكر والدعاء ، فإن الرقية تخرج من قلب الراقي وفمه ، فإذا صاحبها شئمن أجزاء باطنه من الريق والهواء والنفس ، كانت أتم تأثيراً ، وأقوى فعلاً ونفوذاً، ويحصل بالإزدواج بينهما كيفية موثرة شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية .
وبالجملة : فنفس الراقي تقابل تلكالنفوس الخبيثة ، وتزيد بكيفية نفسه .
وتستعين بالرقية وبالنفث على إزالةذلك الأثر ، وكلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى ، كانت الرقية أتم ، واستعانتهبنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها .
وفي النفث سر آخر ، فإنه مما تستعينبه الأرواح الطيبة والخبيثة ، ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان . قالتعالى : " ومن شر النفاثات في العقد " ، وذلك لأن النفس تتكيفبكيفية الغضب والمحاربة ، وترسل أنفاسها سهاماً لها ، وتمدها بالنفث والتفل الذيمعه شئ من الريق مصاحب لكيفية مؤثرة ، والسواحر تستعين بالنفث استعانة بينة ، وإنلم تتصل بجسم المسحور ،
بل تنفث على العقدة وتعقدها ، وتتكلمبالسحر ، فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة ، فتقابلها الروحالزكية الطيبة بكيفية الدفع والتكلم بالرقية ، وتستعين بالنفث ، فأيهما قوي كانالحكم له ، ومقابلة الأرواح بعضها لبعض ، ومحاربتها وآلتها من جنس مقابلة الأجسام، ومحاربتها وآلتها سواء ، بل الأصل في المحاربة والتقابل للأرواح والأجسام آلتهاوجندها ، ولكن من غلب عليه الحس لا يشعر بتأثيرات الأرواح وأفعالها وانفعالاتهالاستيلاء سلطان الحس عليه ، وبعده من عالم الأرواح ، وأحكامها ، وأفعالها .
والمقصود : أن الروح إذا كانت قويةوتكيفت بمعاني الفاتحة ، واستعانت بالنفث والتفل ، قابلت ذلك الأثر الذي حصل منالنفوس الخبيثة ، فأزالته والله أعلم .
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في علاجلدغة العقرب بالرقية
روى ابن أبي شيبة في مسنده ، من حديث عبد الله بن مسعود قال : بينا رسول الله صلى الله عليه وسلميصلي ، إذ سجد فلدغته عقرب في إصبعه ، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :" لعن الله العقرب ما تدع نبياً ولا غيره " ، قال : ثم دعا بإناء فيهماء وملح ، فجعل يضع موضع اللدغة في الماء والملح ، ويقرأ " قل هو الله أحد" ، والمعوذتين حتى سكنت .
ففي هذا الحديث العلاج بالدواء المركبمن الأمرين : الطبيعي والإلهي ، فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيد العلميالإعتقادي ، وإثبات الأحدية لله ، المستلزمة نفي كل شركة عنه ، وإثبات الصمديةالمستلزمة لإثبات كل كمال له مع كون الخلائق تصمد إليه في حوائجها ، أي : تقصدهالخليقة ، وتتوجه إليه ، علويها وسفليها ، ونفي الوالد والولد ، والكفء عنهالمتضمن لنفي
الأصل ، والفرع والنظير ، والمماثلمما اختصت به وصارت تعدل ثلث القرآن ، ففي اسمه الصمد إثبات كل الكمال ، وفي نفيالكفء التنزيه عن الشبيه والمثال . وفي الأحد نفي كل شريك لذي الجلال ، وهذهالأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد .
وفي المعوذتين الإستعاذة من كل مكروهجملة وتفصيلاً ، فإن الإستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ، سواء كان فيالأجسام أو الأرواح ، والإستعاذة من شر الغاسق وهو الليل ، وآيته وهو القمر إذاغاب ، تتضمن الإستعاذة من شر ما ينتشر فيه من الأرواح الخبيثة التي كان نور النهاريحول بينها وبين الإنتشار ، فلما أظلم الليل عليها وغاب القمر ، انتشرت وعاثت .
والإستعاذة من شر النفاثات في العقدتتضمن الإستعاذة من شر السواحر وسحرهن .
والإستعاذة من شر الحاسد تتضمنالإستعاذة من النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها ونظرها .
والسورة الثانية : تتضمن الإستعاذة منشر شياطين الإنس والجن ، فقد جمعت السورتان الإستعاذة من كل شر ، ولهما شأن عظيمفي الإحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها ، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليهوسلم عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة ، ذكره الترمذي في جامعه وفيهذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة . وقال : ما تعوذ المتعوذونبمثلهما . وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم سحر في إحدى عشرة عقدة ، وأن جبريل نزلعليه بهما ، فجعل كلما قرأ آية منهما انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد كلها ، وكأنماأنشط من عقال .
وأما العلاج الطبيعي فيه ، فإن فيالملح نفعاً لكثير من السموم ، ولا سيما لدغة العقرب ، قال صاحب القانون : يضمد به مع بزر الكتان للسع العقرب ، وذكره غيره أيضاً . وفيالملح من القوة الجاذبة المحللة ما يجذب السموم ويحللها ، ولما كان في لسعها قوةنارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج جمع بين الماء المبرد لنار اللسعة ، والملحالذي فيه جذب وإخراج ، وهذا أتم ما يكون من العلاج وأيسره وأسهله ، وفيه تنبيه علىأن علاج هذا الداء بالتبريد والجذب والإخراج والله أعلم .
وقد روى مسلم في صحيحه عنأبي هريرة قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ! مالقيت من عقرب لدغتني البارحة فقال : " أما لو قلت حين أمسيت : أعوذ بكلماتالله التامات من شر ما خلق ، لم تضرك " .
واعلم أن الأدوية الطبيعية الإلهيةتنفع من الداء بعد حصوله ، وتمنع من وقوعه ، وإن وقع لم يقع وقوعاً مضراً ، وإنكان مؤذياً ، والأدوية الطبيعية إنما تنفع ، بعد حصول الداء ، فالتعوذات والأذكار، إما أن تمنع وقوع هذه الأسباب ، وإما أن تحول بينها وبين كمال تأثيرها بحسب كمالالتعوذ وقوته وضعفه ، فالرقى والعوذ تستعمل لحفظ الصحة ، ولازالة المرض ، أماالأول : فكما في الصحيحين من حديث عائشة كان رسول الله صلى الله عليهوسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه " قل هو الله أحد " والمعوذتين . ثميمسح بهما وجهه ، وما بلغت يده من جسده .
وكما في حديث عوذة أبي الدرداءالمرفوع " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم" ، وقد تقدم وفيه : من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي ، ومن قالهاآخر نهاره لم تصبه مصيبة حتى يصبح .
وكما في الصحيحين :" من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه " .
وكما في صحيح مسلم عنالنبي صلى الله عليه وسلم : " من نزل منزلاً فقال : أعوذ بكلمات الله التاماتمن شر ما خلق ، لم يضره شئ حتى يرتحل من منزله ذلك " .
وكما في سنن أبي داود أنرسول الله صلى الله عليه وسلم كان في السفر يقول بالليل : " يا أرض ، ربيوربك الله ، أعوذ بالله من شرك وشر ما فيك ، وشر ما يدب عليك ، أعوذ بالله من أسدوأسود ، ومن الحية والعقرب ، ومن ساكن البلد ، ومن والد وما ولد " .
وأما الثاني : فكما تقدم من الرقيةبالفاتحة ، والرقية للعقرب وغيرها مما يأتي .
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقيةالنملة
قد تقدم من حديث أنس الذي في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من الحمة والعين والنملة .
وفي سنن أبي داود عنالشفاء بنت عبد الله ، دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة ، فقال: " ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيها الكتابة " .
النملة : قروح تخرج في الجنين ، وهوداء معروف ، وسمي نملة ، لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه ،وأصنافها ثلاثة ، قال ابن قتيبة وغيره : كان المجوس يزعمون أن ولد الرجل من أختهإذا خط على النملة ، شفى صاحبها ، ومنه قول الشاعر :
ولاعيب فينا غير عرفلمعشر كرام وأنا لا نخط على النمل
وروى الخلال : أن الشفاء بنت عبد اللهكانت ترقي في الجاهلية من النملة ، فلما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانتقد بايعته بمكة ، قالت : يا رسول الله ! إني كنت أرقي في الجاهلية من النملة ،وإني أريد أن أعرضها عليك ، فعرضت عليه
فقالت : بسم الله ضلت حتى تعود منأفواهها ، ولا تضر أحداً ، اللهم اكشف البأس رب الناس ، قال : ترقي بها على عودسبع مرات ، وتقصد مكاناً نظيفاً ، وتدلكه على حجر بخل خمر حاذق ، وتطليه علىالنملة . وفي الحديث : دليل على جواز تعليم النساء الكتابة .
فصل
في هديه صلى الله عليه وسلم في رقيةالحية
قد تقدم قوله : " لا رقية إلا فيعين ، أو حمة " ، الحمة : بضم الحاء وفتح الميم وتخفيفها . وفي سنن ابنماجه من حديث عائشة : رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من الحيةوالعقرب . ويذكر عن ابن شهاب الزهري قال : لدغ بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليهوسلم حية ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " هل من راق ؟ فقالوا : يارسول الله ! إن آل حزم كانوا يرقون رقية الحية ، فلما نهيت عن الرقى تركوها ، فقال: ادعو عمارة بن حزم ، فدعوه ، فعرض عليه رقاه ، فقال : لا بأسبها فأذن له فيها فرقاه " .
وأذا مرضت فهو يشفين :: الفئة الأولى :: العلاج بالقرأن الكريم :: علاج السحر واللبس والمس بالقرأن الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين مارس 16, 2015 7:49 pm من طرف خالد براهمه
» علاج السرطان بالأعشاب خلال اربعة اسابيع
الإثنين مارس 16, 2015 7:35 pm من طرف خالد براهمه
» الفستق مقوى جنسي نسبة 51%
الخميس نوفمبر 28, 2013 7:37 pm من طرف خالد براهمه
» اسماء الأعشاب
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:35 am من طرف حسين العنوز
» آيات الشفاء في القرآن
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:30 am من طرف حسين العنوز
» اضطرابات الغدة الدرقية وعلاجها
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:29 am من طرف حسين العنوز
» رقية للعقـم والإســـقاط
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:28 am من طرف حسين العنوز
» مرضى السكري
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز
» اظفـــــــار،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الثلاثاء نوفمبر 23, 2010 2:27 am من طرف حسين العنوز